بعد بضع ساعات من المشي على جانب النهر وصل الشاب والصياد أخيرا إلى حيث يمكنهما رؤية القرية … على الرغم من تسميتها قرية إلا أنها محصنة بشكل جيد حيث تمتلك سورا خشبي يمتد حولها مع أبراج مراقبة كل بضع عشرات من الأمتار … في حين تم قطع تصفية الأرض من الأشجار حول القرية بمسافة كيلومترين .. حيث من الظاهر أنها أستعملت لبنائها …

بالنظر إلى القرية أمامه ورغم أن الشاب صار أقل حذرا من الصياد إلا أنه لا يزال يرفع حذره حينما إقتربا من القرية …

عند الوصول إلى مدخل القرية يمكن ملاحظة حارسين بجانب الباب حيث يرتدي كلاهما دروعا جلديا وعظمية في حين يحملان درعا صغيرا في إحدى يديهما ورمحا في اليد الأخرى …

مشى الصياد أولا سابقا الشاب ببضع خطوات … وحين لاحظ الحارسان أنه أحد سكان القرية خفضا رمحيهما لكنهما مازال حذرين من الشاب خلف الصياد …

" من هذا يا صياد !! لم تحذر شخصا خطيرا أليس كذلك "

هاهاهاها

ضحك الصياد ردا على كلماتهم وأجاب " لالا إنه ليس بشخص خطير لا تقلقا " ثم أكمل في نفسه قائلا

' ربما '

بسماع كلمات الصياد نظر الحارسان إلى الشاب خلف الصياد لبعض الوقت ثم تحدث أحدهما …

" ملابسك وملامحك غريبة عن هذه المنطقة .. عرف نفسك .. ما اسمك ومن أين أتيت وما الذي تريده هنا .. أجب بحذر أو لا تلمني لكوني غير مؤدب وطردك من هنا "

بسماع تلك الكلمات حاول الصياد التحدث مكان الشاب لكن الحارس الآخر أوقفه …

مبتسما بشكل إعتذاري نظر الصياد إلى الشاب خلفه وكذلك نظر الحارسان …

بالنسبة للشباب فإن هذا الموقف كان عاديا ولم ينزعج من أسلوب حديث الحارس

" يمكنك مناداتي بالشاب فقط أما من أين أتيت …"

نظر الشاب الى اتجاه معين حيث يتذكر مكان الكهف ثم أشار بإصبعه إلى نفس الإتجاه وأكمل تحدثه

" أتيت من هذا الإتجاه حيث إستمررت في التجول والصيد لوقت طويل .. أما ما أريده في القرية هو أساسا لمعرفة سعر هذا الغزال في القرية لأن صيادكم هذا يريد شراءه مني و … "

صمت الشاب قليلا ما جعل الحارس ينطق " و !! .."

نظر إليه الشاب ثم نظر للقرية خلفه وأكمل حديثه " وللسؤال حول هذا المكان وأين أتواجد "

بسماع كلمات الشاب … رغم أن الحارسين إنزعجا من عدم تصريحه بإسمه ومن أين أتى إلا أنهما توصلا إلى إستنتاج مفاده أنه قد يكون محاربا متجولا وهو تائه الآن … حيث أن الشاب ليس أول محارب يمر بالقرية وهذا طبيعي فقط لمكانها المميز وسط الغابة … هكذا أفسح الحارسان الطريق وتحدث أحدهما …

" حسنا يمكنك الدخول .. ومع ذلك من الأفضل أن لا تثير المتاعب وإلا سيتم التعامل معك بقسوة … "

بسماع ذلك خف تعبير الشاب قليلا وتحدث مجيبا " لا تقلق … لن يحدث أيٌ مما تتخيله "

… بعد قوله هذا تحرك الشاب ودخل الى القرية ماشيا خلف الصياد …

بالنظر حوله يمكن ملاحظة العديد من المباني المصنعة بالخشب والحجارة كأساس ورغم أن معظم البيوت ذات طابق واحد إلا أن هناك منازل ترتفع طابقين وفي المسافة يمكن ملاحظة منزل أكبر في الوسط يرتفع لثلاث طوابق …

بالنظر إلى نظرة الشاب المستكشفة تحدث الصياد ..

"معظم المباني ذات الطابقين هي متاجر أو أماكن عمل وغير ذلك أما بالنسبة للمنزل الكبير في الوسط فذلك هو القصر الإداري لزعيم القرية وفي نفس الوقت هو يعتبر معظم الطابق الأول منه مخزنا للحبوب وبعض المواد الأخرى .. "

توقف الصياد قليلا ثم تحرك إلى اتجاه آخر وتحدث

"السوق من هنا .. لننتهي من هذا أولا … أريد العودة للمنزل بسرعة … "

بإتباع خطوات الصياد وصلا إلى شارع طويل وواسع وعلى ما يبدو وكأنه سوق …

في الطريق ألقى الكثير من الأشخاص التحية على الصياد في حين أعطو الشاب نظرات فضولية واستمروا في أشغالهم

" يبدو أنها مجرد قرية بسيطة ومع معاملة الناس للصياد ونظرهم الفضولي فقط لي فغالبا لا مشكلة في الوثوق به قليلا "

بعد المشي قليلا وصل الصياد والشاب إلى ما يبدو وكأن كشك كبير يبيع اللحوم … بعد التوقف ألقى الصياد التحية

" يا جزار تعال إلى هنا … "

" أها أهلا ومرحبا بك يا صياد .. يبدو أنك أحضرت صيدا جديدا اليوم .. هو للبيع أليس كذلك … سأعطيك ثمنا جيدا مقابله "

" لالا ليس للبيع .. هذا الغزال لأجل زوجتي … إن لم أحضره اليوم سأنتهي بالبؤس لأيام "

" هاهاها صحيح التعامل مع الزوجة أمر صعب جدا … إذن .. مالذي أتى بك إن كنت لن تبيعه لي "

" أوه حسنا كما ترى هذا الشاب هنا هو من اصطاد الغزال وأنا أريد شراءه عنه ولكن يريد التأكد من ثمنهم في السوق حتى لا يتم خداعه .. لذلك رجاءا أنظر إلى الغزال وأعطني ثمنا مناسبا له … "

"أهاا طيب ضعه على الطاولة "

" همممم هذا غزال ذكر بالغ .. لحمه جيد وهو قليل الدهون … أيضا تم ذبحه جيدا .. اما بالنسبة للإصابة الأولى .. لنرى أين هي !؟ "

بعد تقليب الغزال من كل جانب نظر الجزار إلى الصياد وسأله بفضول

" أين هي الإصابة الأولى "

نظر الصياد الى الجزار أمامه وقال

" تم ذبحه مباشرة بالسيف ليس هناك إصابة أخرى "

" ماذا ؟؟ أتقول أنه اصطاده مباشرة عن طريق ذبحه بهذا الشكل ودون أي هجمات سابقة!؟ "

" هذا صحيح هكذا تماما قطع واحد مثالي "

هنا نظر الجزار إلى الشاب بمفاجأة وقال " لتستطيع ذبحه هكذا فأنت ماهر جدا أيها الشاب .. لك تقديري "

عند سماع كلمات الجزار ابتسم الشاب بلطف وتحدث لأول مرة ..

" أشكرك على مدحك يا جزار لقد كنت محظوظا فقط "

بالنظر لتعبيرات الشاب اللطيفة وكلماته اللبقة كان الصياد مذهولا وفكر في نفسه ..

" لما هذه المعاملة التفضيلية في التحدث ؟؟؟"

بعد ذلك أكمل الشاب كلماته " إذن ما رأيك سيكون سعر هذا الغزال "

نظر الجزار الى الغزال مرة أخرى وفكر قليلا ثم تحدث

" في العادة ثمن الغزال هو حوالي 15 قطعة ذهبية ولكن لأن هذا الغزال جيد ولم يتعرض لأضرار فيمكن الإستفادة من جلده جيدا .. لذلك سأعطيه حوالي 18 قطعة ذهبية "

بسماع كلمات الجزار نظر الشاب إلى الصياد ومد يده ثم تحدث " 25 قطعة ذهبية .. لا مساومة "

كان الصياد مذهولا قليلا … ورغم أنه لم يكن راغبا إلى أنه لم يكن لديه خيار آخر .. مد يده تحت سترته الرمادية وأخرج كيسا ثم أحصى 25 قطعة ذهبية وأعطاها للشاب ..

" تفضل "

" شكرا "

بعد أخذ المال إبتسم الشاب لأول مرة وتحدث بأدب مع الصياد .. ما جعل الصياد مذهولا وهو يبتسم بمرارة

" إذن سنفترق هنا .. أيمكنك إخباري أين أجد أي مكان للتجمع والأكل "

بسماع كلمات الشاب تحدث الصياد مشيرا إلى اتجاه معين

" اذهب فقط إلى نهاية الشارع واستدر يمينا وامشي الى نهايته وستجد حانة هناك … "

بحفظ التوجيه شكر الشاب الصياد والجزار ثم ذهب في طريقه

2023/06/04 · 53 مشاهدة · 1089 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024