بعد المشي قليلا وصل الشاب إلى مكان الحانة .. وهو مبنى واسع بطابقين ..
نظر إليه الشاب قليلا ثم دفع البال ودخل …
في اللحظة التي دفع فيها الباب رن جرس الباب الذي نبه الساقي والنوادل ولكن أيضا جذب أنظار الكثير من الأشخاص في الحانة …
مع ذلك لم يبدو عليهم الاستغراب ..
..
توجه الشاب نحو طاولة الساقي ..
بعد أخذ مقعد جاءه الساقي وسأله بإبتسامة على وجهه
" أهلا بك أيها الزائر .. هل لي أن أعرف طلبك .. "
أراد الشاب في البداية أن يقول أنه بحاجة لبعض المعلومات لكنه تراجع عن ذلك .. وبالتفكير أنه لم يأكل شيئا منذ وقت … قدم طلب
" مانوع اللحوم التي لديكم !؟ "
أجاب الساقي " لدينا لحم دجاج وبط مشوي أو مطبوخ ولدينا لحم بقر و غنم ولحم الغزال ولحم خنزير ولدينا الأسماك أيضا ماذا يرغب زبوننا الكريم !؟ "
" ماهو ثمن كل واحد ؟؟ "
سأل الشاب أولا خوفا من أن يأكل أكثر مما لديه من مال وحتى لا يتم خداعه ..
أشار النادل خلفه
" أنظر للوحة هناك سعر كل طبق عليها "
بتلنظر الى لوحة الأسعار تنفس الشاب الصعداء وطلب …
" أحذر لي بطة مطبوخة ولحم غزال مشوي وبقر مفور … ومعها طبق سلطة "
" حاضر انتظر لبعض الوقت فقط وسيكون جاهزا … هل أحضر لك شيئا لتشربه !؟ .. "
" أجل أحضر لي قارورة بيبسي أن امكن "
تفاجأ النادل
" هاه ؟؟ ما هذا المشروب !؟ "
" لا أنسى الأمر .. لا أعتقد أن تملكونه انه مشروب حصري لمتجر ما فقط … أحضر لي كأس قهوة أولا ثم بعض إبريق لبن مع طلبيتي "
" تماما إنتظر قليلا فقط " …
لاحقا عند الإنتهاء من الأكل ناد الشاب على الساقي ..
" بألف صحة … ثمن الوجبة هو 3 قطع ذهبية و20 فضة " …
أخرج الشاب 5 قطعة ذهبية وقدمها للساقي أثناء الإقتراب منه برأسه .
أحتى الساقي رأسه أيضا وإستم بعناية …
" أنظر مررت بهذه القرية بالصدفة ولقول الحقيقة كنت أتجول لمدة طويلة ولا أعرف حتى أي أنا .. سأكون سعيدا إن كنت ستوضح لي بدقة مع إعلامي بما يجب الحذر منه في القرية وما يجب أن أستفيد منه "
بسماء كلمات الشاب أومأ الساقي مع ابتسامة على وجهه
" يبدو أن السيد الشاب محارب متجول .. طيب سأكون سعيدا بالإجابة "
" الآن أنت في قرية عين القزح … وهي تقع ضمن الولاية التي يحكمها المركيز ريتشارد الثاني .. والتي تقع أيضا ضمن مملكة رومينيا … إن اتجهت للشمال من القرية ستصل للمدينة الولاية وان اتجهت غربا ستصل لعاصمة المملكة … اما بالنسبة للقرية فلا شيء لذكره سوى أن لا تخرق قواعد القرية منها القتل أو الشجار الجماعي أو التحرش الجسدي أو السرقة أو تخريب الممتلكات العامة … غير ذلك كلشيئ آخر يحل بالكلام أو بعض المال … "
بعد صمت قصير نظر الشاب إلى الساقي وقدم له قطعة ذهبية أخرى ولكن استمر الساقي في صمته فقدم له قطعة أخرى .. فإستمر الساقي في التحدث ..
" هناك عصابة مرتزقة تسيطر على القرية ويقع مقرهم خارجا في منطقة الوحوش .. من الأفضل أن تتجنبهم … فلديهم بعض المحاربين الأشداء .. كما أنه قيل أن قائدهم مزارع تشي … لذلك عليك عدم الإساءة لهم مهما حدث .. غير ذلك لا شيء مزعج بالقرية .. "
بعد الإستماع إلى كلمات الساقي شكره الشاب ووقف لكي يخرج .. مع ذلك في اللحظة التي استدار فيها وجد ثلاثة رجال مفتولي العضلات بملامح شريرة يحيطون به …
بالنظر لهم سأل الشاب بتواضع
" عذرا أريد المرور " ..
لكن أحد الرجال وضع يده على كتفه وتحدث بنبرة متسلطة مهددة …
" يمكنك المرور بعد أن تدفع .. لديك بعض المال عليك .. أخرج 10 قطع ذهبية فقط وستذهب في طريقك "
… بالنظر ليد الرجل على كتفه وسماع كلمات الرجل بردة عيون الشاب واسودت ملامحه وأجاب
" خير لك أن تنزع يدك من كتفي وتنقلعوا من أمامي وإلا .. "
بسماع كلمات الشاب ضحك الرجال الثلاث بصوت عالي وتحدث الرجل
" هاهاهاهاها وإلا ماذا … مالذي ستفعله … هل ستبكي !؟ هاهاه"
…
في اللحظة التي أنهى فيها الرجل حديثه … قبض الشاب قبضته بقوة ولكم ذقن الرجل الذي يمسكه بلكمة جانبية قوية وسريعة أدت إلى سقوطه مباشرة مغمى عليه …
برؤية رفيقهم يتعرض للضرب … تحولت نظرات الرجلين الأخرين إلى شريرة وتحدثا ..
" اللعنة أيها الفرخ هل تعرف من نحن !! "
لكن بمجرد أن أنه كلماته قام الشاب برفع قدمه وركل الرجل أسفل بطنه بركلة أمامية جعلت الرجل يركع على ركبتيه ممسكا ببطنه وتقيأ كل ما أكله …
" أيها الفاسق أع لن تنجوا بفعلتك أع هذه أععع" …
رغم ذلك استمر الرجل في لعن الشاب وهو يتقيأ …
لكن الشاب إنزعج أكثر من كلمات الرجل وقام بركله مرة أخرى على ذقنه جعلته يطير للخلف بضعة أمتار مغمى عليه …ثم نظر للرجل الأخير …
برؤية رفيقيه مغمى عليهم كان الرجل الثالث مرعوبا وعند رؤية نظرات الشاب الباردة نحوه ازداد رعبه وتحرك خطوات للخلف في حين يشير للشاب بإصبعه وهو يتحدث
" أنت .. أنت .. لن تنجوا بفعلتك هذه نحن.. "
قطع الرجل المرعوب كلماته برؤية الشاب يأخذ خطوة … ثم استدار وخرج مسرعا للخارج تاركا رفيقيه على الأرض …