بالنظر للرجلين الساقطين على الأرض كان رواد الحانة وعمالها مذهولين .. حتى تحدث الساقي الى الشاب …

" أنت .. ماذا فعلت .. بسرعة أخرج من القرية وأهرب .. إنهما جزء من المرتزقة .. ستموت "

بسماع كلمات الساقي بدأ الآخرون بالتحدث بتمتمة …

" إنتهى أمره .. "

" في الحقيقة لقد هاجم أعضاء مرتزقة الجبل .. انتهى أمره "

" هل يعتقد أنه قوي او ما شابه !! زعيمهم مزارع تشي "

" يا له من شاب مندفع .. لم يكن عليه رمي حياته هكذا فقط "

بسماع كلمات الناس حوله لم يكن الشاب مكترثا حقا …

أخذ بضع خطوات واستمر في المشي للخارج …

في الخارج عندما خرج الشاب من الحانة وجد نفسه محاطا ب10 رجال حاملين أسلحة متنوعة ومن ضمنهم الرجل الذي هرب وذيله بين ساقيه سابقا …

بالنظر للرجال المحيطين به مانت نظرات الشاب هادئ ..

" هذا هو .. هذا هو الشاب الذي هاجمنا .. "

أشار الرجل الهارب إلى الشاب بوجه شرس وعدائي .. وعند سماعه تحدث رجل بدا وكأنه القائد بينهم …

" لقد سئمت من الحياة حقا لضربك أحد أفراد جماعتنا أيها الفرخ " …

أغضبت كلمات الرجل الشاب ولكنه وضع ملامح ساخرة وعلق عليهم مستهزآ …

" إذن فقد هرب الكلب بين ساقيه مناديا قطيعا من الكلاب البرية … "

بسماع كلماته زمجر افراد المرتزقة غضبا يلعنونه لعنا ..

ولكن الشاب وضع أذن صماء لهم وبدأ بالمشي نحوهم …

..

تفاجأ أفراد المرتزقة بأخذه لزمام المبادرة ولكن استعدوا بسرعة وتقدموا مهاجمين له

" اللعنة عليك .. "

أول من هاجم كان أضخم رجل بينهم بهراوة مصنوعة من عظم مخلوق ما …

برؤية الهجوم قادما نحوه وضع الشاب خطوة أكبر إقترب بها من الرجل متجاوزا نطاق هجوم الهراوة … في حين ذلك أمسك بيده يد الرجل التي تحمل الهراوة ووضع خطوة إضافية مع ضرب أسفل وجه الرجل بإستعمال مرفقه بهجوم سفلي ..

مما أدى إلى شعور الرجل الضخم بالدوار وتراجعه خطوة مترنحة للخلف …

ومع ذلك لم يتوقف الشاب هناك بل أمسك بوجه الرجل الضخم وضغط على رأسه نحو الأرض بقوة …

بعد تلك الضربة أغمي على الرجل الضخم مع بعض الدماء التي تتدفق من رأسه …

بعد ذلك إستمر الشاب وهاجم بقية الأفراد …

بعد الرجل الضخم تقدم رجل آخر مهجما بفأسه نحو رأس الشاب … لكن الشاب اتخذ خطوة جانبية متجنبا هجومه ثم مد يده نحو رقبة الرجل وضغط عليها بقوة جاعلا الرجل يترك سلاحه ..

في تلك اللحظة هاجم شخص آخر من الجانب نحو رقبة الشاب مستمعلا خنجرا… لكن الشاب إستمر في الإمساك برقبة الشخص الأول في حين تراجع جسده العلوي قليلا متجنبا هجوم الخنجر ثم وجه ركل أمامية قوية وسريعة نحو ذقن الرجل جعلته يغمى عليه ويسقط على الأرض …

ثم جاء شخص آخر من الأمام وهاجم بإستعمال سيف .. لكن الشاب قام برمي الرجل المخنوق نحو المهاجم ما جعله يتراجع عن هجومه ويحاول مسك رفيقه ..

لكن في تلك اللحظة تقدم الشاب بخطوات سريعة وقام بالهجوم بعدة لكمات على وجهي الرجلين ما جعلهم يسقطون على الأرض مغمى عليهم …

بالنظر إلى رفاقهم الساقطين على الأرض توقف بقية الرجال عن الهجوم مصابين ببعض الذعر …

نظر إليهم الشاب وتحدث " سأعطيكم فرصة للمغادرة .. خذوا رفاقكم وانقلعوا من هنا " …

قمع كامل … في سنواتهم ضمن مجموعة مرتزقة الجبال لم يصادفوا عدوا كهذا … عادة كانوا مسيطرين على شعب القرية ويفعلون ما يشاؤون إلى حد ما … لكن اليوم تم المسح بكرامتهم على الأرض …

برؤيته لرفاقه المذعورين ورفاقه المرميين على الأرض .. تومض عيون الرجل بالانزعاج والقسوة …

وبالإضافة إلى انزعاجه من نظرات الشاب …

صرخ القائد موبخا …

" أيها الأوغاد الجبناء إنه مجرد شخص واحد … لماذا تتراجعون …

وأنت أيها الغر الصغير لا تفرح كثيرا لأنني سأجعلك تندم على فعلتك هذه "

بقوله لهذه الكلمات أخرج الرجل سيفه من غمده وتوجه نحو الشاب ببطئ …

بالنظر للرجل الذي يسير نحو ممسكا بسيف بدأ الشاب بالمشي نحوه كذلك بيديه العاريتين ..

وبرؤيه لذلك ازداد غضب الرجل

" يبدو انك تنظر لي بإزدراء … هاااا مت أيها الوغد "

في اللحظة التي اقتربا هاجم القائد أولا بسيفه من الجانب بسرعة … وفي حين تجنبه الشاب أعاد الرجل هجوما آخر وبسرعة ولكن الشاب راوغه مرة أخرى وهكذا إستمر الرجل بالهجوم متقدما في حين تراجل الشاب متجنبا هجماته للخلف …

" توقف عن المراوغة وقاتل كرجل … "

منزعجا من عدم إصابته للشاب رام تلويحه بالسيف بكل سرعته صرخ القائد في وجه الشاب. …

مع ذلك استمر الشاب في المراوغة متراجعا لبضع خطوات .. ثم فجأة قام بركل أحد خناجر رفيق المرتزقة نحو القائد …

تفاجأ القائد بالخنجر الملقى عليه لكن ولأنه محارب خبير كان رد فعله سريعا وقام بضرب الخنجر الى الجانب بسيفه ..

ومع ذلك بمجرد أن فعل ذلك وجد أن الشاب قد إقترب إليه ورمى لكمتين نحو وجهه …

ورغم رد فعله السريع بحجب احدى اللكمات بيده الفارغة إلا أن اللكمة الثانية أصابته في أنفه .. غضب القائد من أنه تم خداعه ورفع سيفه في محاولة للهجوم إلا أنه في تلك اللحظة وبعد تسديد الشاب للكمتين أخرج سيفه من غمده بسرعة وقطع على ذراع الرجل الممسك بالسيف …

" آآآغغ .. أغ .ااهههغ .. ذراعي .. ااااه ذراعي …" …

بعد قطع يد الرجل توقف الشاب عن الهجوم وبقي ينظر للرجل الي ينتحب من الألم أمامه ..

" أنظر لقد أعطيتكم فرصة ولم تستغلوها … لكنني كريم و سأعطيكم فرصة أخرى … الآن انقلعوا من أمامي أو لا تلوموني لصبغ الأرض بدمائكم اليوم " …

بسماع كلمات الشاب كان الرجل غاضبا ومنزعجا ولكن واضح بشأن فرق القوة بينهما .. لذلك نهض وبدأ يتراجع في حين يتحدث بنبرة مهددة …

" فقط انتظر وسترى .. لا تغادر القرية إن كنت شجاعا … صدقني سوف تندم على ما فعلته بنا اليوم "

هكذا غادر أفراد المرتزقة القرية وتوجهوا نحو الغابة ….

2023/06/04 · 38 مشاهدة · 930 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024