إستبداد .. هذا كل ما يمكن قوله بشأن أفعال الشاب …

بالنسبة لأهل القرية الذين كانوا يشاهدون كان المرتزقة أشبه بالحاكم عليهم ولم يجرؤ أحد على عصيانهم …

لكن اليوم تم مسح كرامة المرتزقة .. تماما …

بعد القتال بدأ الشاب بالسير نحو شارع السوق .. وهو يفكر مع نفسه…

" على الرغم من أنني ربما لن أحتاج إلى الطعام حينما أزرع إلا أنه من الصعب الإستغناء عن الرغبة في الأكل ولا أريد ذلك أيضا …أيضا أحتاج لسلخ جثث الوحوش الذئبية فهي مفيدة لزراعة الجسد… لنشتري بعض الحاجيات أولا … "

..

هكذا توجه الشاب نحو السوق ووجد دكانا يبيع المعدات ..

..وبعد شراء سكين حاد وبعض الحبال والقدور … خرج وصرف ما تبقى له من أموال على بعض التوابل والخضار ..

مع ذلك حمله الشاب في يديه .. لأنه لا يعرف بعد مدى ندرة الحقيبة التي لديه ولا يريد جذب بعض العيون الجشعة .. وليس خوفا من المشاكل ولكنه لا يريد الإفراط في القتال والذبح دون سبب جيد …

هكذا خرج الشاب من المدخل الذي خرجه منه أفراد المرتزقة ..

بالنظر لأثار أقدامهم المتوجهة نحو منطقة الوحوش … إبتسم الشاب إبتسامة باردة وتمتم بهدوء …

" مزارع تشي إذن !! .. حان وقت الصيد هيهيهي "

هكذا تبع الشاب أثار أقدام المرتزقة وبعد دخوله للغابة وتأكده من عدم وجود أي شخصه حوله وضع حاجياته في حقيبته البعدية وإنطلق متتبعا المرتزقة …

في الأمام وصل المرتزقة بالفعل إلى مقرهم في الوقت الذي كان فيه الشاب يتبضع …

وقف حارسان عند مدخل مقر المرتزقة … بالنظر إلى رفاقهم المذعورين وأحد قادتهم مقطوع اليد كانت وجوه الحارسان مظلمة وسألوا بسرعة …

" ما الذي حدث .. من فعل بكم هذا… "

لكن القائد تجاهلهم وسأل " هل خرج الزعيم من عزلته !؟ "

أجاب الحارس لا إراديا ..

" لا لم يخرج بعد .. "

.. بسماع كلماتهم تجاهلهم القائد واستمر في المشي لداخل المقر …

ثم قال مشيرا إلى الذي أتباعه الذين كانوا معه في القرية …

" اذهبوا ونادوا جميع القادة لإجتماع طارئ واخبروهم بالوضع سأكون في خيمة الحكيم لأخيط إصابتي "

بعد الصمت قليلا في حين يتوجه نحو اتجاه معين صرخ القائد لعنا

" آآه اللعنة .. اللعنة عليك أيها الوغد .. سأقتلك سأعذبك بأسوأ طريقة ممكن و أرميك لتؤكلك الكلاب "

بعد 10 د … اجتمع 5 أشخاص مع القائد المصاب في كوخ خشبي يمتلئ بالأدوات الطبية والمعالجة وتفوح منه رائحة الأعشاب … في حين يحيط خارج الكوخ عشرات الرجال الخطيرين …

" هاهاها لا أصدق أن مجرد شاب فعل بك هذا .. أنت عار على لقب القائد تراجع عنه … "

في الداخل تحدث رجل مفتول العضلات مغطى بالندوب في كامل جسده بسخرية على وجهه ..

..

بسماع هذه الكلمات المهينة كان القائد بطبيعة الحال غاضبا ولكنه لم يتحدث …

بعد ذلك تحدث رجل شاحب البشرة نحيف الجسد مع شعر طويل يغطي نصف وجهه ويحمل منجلين صغيرين في كلتا يديه …

" توقف عن قول هذا يا راي … لا أعتقد أنه شاب ربما غضب ساقي الحانة أخيرا بعد محاولة ابتزازه دائما وقطع يده انتقاما .. هيهيهي "

" ههههههه "

" هيهيهي " …

بسماع كلمات نابل ضحك بقية القادة بشكل ساخر …

بالإستماع إلى كلماته أكثر ما أراده كارا هو الوقوف وضربه انتقاما لكن زعيمهم منع الإقتتال الداخلي .. لذلك لم يسعه إلى ابتلاع غضبه ونحوهم في حين يلعب الشاب الذي أصابه …

" همف إسخروا مني كيف ما أردتم لكن سنرى ما يمكنكم فعله أن قاتلتم ضده واحدا لواحد … "

" على أي حال إذهبوا للقرية وأمسكوا به حيا .. أربد تعذيبه بشدة حتى يتمنى الموت .."

بملامح شريرة تحدث القائد كارا الذي قطعت يده …

" همف إخسر ثم إجعلنا ننظف فوضاك "

" تس .. لا تنسى أن تستقيل بعد خروج الزعيم من العزلة .. مأنت لا تستحق منصب القائد مع ذراعك المقطوع هذا …"

" هاهاها معاق ضعيف "

هكذا خرج بقية القادة من الكوخ مستمرين في السخرية من القائدا كارا

في الخلف كان كارا يقبض قبضته بقوة حتى خرج الدم

" الأوغاد الفاسقون … "

بعد 10 دقائق جمع القادة الخمسة نصف رجالهم ا وركبوا الخيول والثيران المتوحشة واتجهوا نحو القرية بجيش صغير مقدارهم 60 مرتزقا …

2023/06/05 · 35 مشاهدة · 673 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024