سقطت أشعة القمر الفضية على سيارة جيب 2 ثلاث من الجنود بأزيائهم العسكرية ، يبدوا من مظهرهم الاستعجال لأداء مهمة خاصة ، وكان ذلك واضحا على قائد السيارة حيث يقودها بسرعة جنونية ، ، مما جعل الراكب الذي بجانب يهتف بضيق : "لما هذه السرعة يا عبودي ، الوقت لازال مبكرا "
ألقى عبودي نظرة خاطفة على الراكب الذي بجانبه ثم ابتسم قائلا : "أريد أن أصل القاعدة بأسرع وقت ممكن "
تثاءب عبودي ثم استطرد قائلا : "الجو جميل يا سعيد يجعلني اشعر بالنعاس رغما عن انفى "
أطلق عبودي ضحكه قصيرة ثم استطرد : "حمدلله انك لم تكن السائق يا ماجد "
صمت لحظه ثم أكمل : "لماذا أنت صامت يا ماجد هل اصابك الخرس ؟ "
ابتسم سعيد ابتسامه هادئ وغمغم : "انه دائما كذلك يخشى الخروج ليلا أليس كذلك يا ماجد ؟ "
ارتسمت ابتسامه شاحبة على شفتي ماجد وهو يقول : "اشعر بقلق بشان هذا المهمه ؟ "
أطلق عبودي ضحكه مرحه قبل أن يقول : "وما الذي يقلقك يارجل كل ماسنفعله هو ان نسلم هذه الوثيقه للقائد العام وفي الصباح الباكر نعود إلى اهلنا "
مط ماجد شفتيه فى آسى ثم غمغم : "ليس هذا ما يقلقني "
زفر سعيد فى غضب ثم قال : "أنت دائما هكذا ، لم نذهب سويا إلى مكان الا وتجعلنا نشعر بالقلق من شكوكك التي ليس لها أساس من الصحة "
التقط ماجد نفسا عميقا ثم سأل بصوت اقرب إلى الهمس : "ماذا سنفعل إذا تعطلت علينا السيارة في هذا المكان المخيف إنا هالكون لا محال "
بدأ القلق عليهم ، ولكن تدارك عبودي الموضوع بابتسامة مرحة شاحبة ثم قال ونبرات القلق واضح من صوته : "هون عليك الأمر لا يحتاج كل هذا القلق "
صمت برهة من الوقت ألقى خلالها نظرة من النافذة ثم استطرد بهدوء غريب : "انظر أننا اقتربنا من القاعدة العسكرية ، ولم تبعدنا عنها سوى دقائق معــ......... "
بتر عباراته صوت مكتوم صدر من السيارة جعلها تتوقف على الفور
مط سعيد شفتيه في غيظ ثم قال : "هذا ما كان ينقصنا "
انكمش ماجد في مقعدة قبل أن يقول بصوت شاحب : "ألم اقل لكم أن نذهب من الطريق العام أفضل لنا "
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي عبودي ثم قال : "ولكن الطريق العام بعيد وهذا الطريق مختصر جدا "
انكمش ماجد أكثر في المقعد ثم زفر بشدة وهو يغمم : "إذن كان الأفضل علينا الذهاب في الصباح الباكر "
صرخ سعيد بغضب قائلا : "كل ما اصابنا من سوء تشاؤمك ؟ "
اشاح ماجد بوجة مستطردا : "تشاؤمي هو الذي عطل السيارة "
هتف سعيد بصرامة : "اجل "
قال عبودي بهدوء : "كفى يا شباب مراء ومجادلا بدلا من هذا الكلام الفارغ دعونا نفكر سويا في حل لهذه المشكلة "
نظر سعيد من خلال المراة على عيني ماجد مباشرة وهو يقول : "أنا آسف يا صديقي لم اكن اشعر بما أقول ورفعت صوتي عليك "
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي ماجد وهو يقول : "لا عليك ، انا المخطئ بتشاؤماتي وقلقي الزائد اعكر صفوة رحلتنا دائما"
صمت ماجد لحظة ثم القى خلالها نظرة فاحصة على الطريقة الممتد بالصحراء ثم اردف: "ليس امامنا حل سوى تكملة المشوار سيرا على الاقدام حتى نصل القاعدة "
قال كلمته الاخيرة والخوف والقلق واضح من نبراته فتح سعيد باب السيارة وهو يقول : "لحظة سأحاول إصلاحها اعقب كلامه بخروجة من السيارة "
وبعد قليل عاد سعيد وهو يقول : "يبدو أن كلام ماجد هو الصواب " فتح عبودي و ماجد الباب وخرجا من السيارة بعد أن حملا اغراضهما وساروا خلف سعيد ، وفجأة وبدون سابق انذار هجم عليهم ثعبان ضخم جدا صاح سعيد على الفور : "اهربوا انه ثعبان جائع حتما سيفتك بنا لو لحق بنا "
ركض الثلاث بأقصى سرعة ، ولكن الثعبان ترك عبودي و سعيد واتجة خلف ماجد مباشرة مما جعل عبودي يصرخ قائلا : "احترس يا ماجد انه يتعقبك "
نظر ماجد خلفة فوجد الثعبان على مسافة قريب منه فزاد من سرعته ، حتى لاح لهم مبنى كبير فهتف عبودي بصوت عالي مبتهجا : "اخيرا وصلنا ، ولكن عجبا اين اختفى الثعبان "
نظر ماجد خلفة ثم استطرد قائلا : "لقد كان منذ قليل خلفي اين ذهب "
توقفوا الثلاثة أمام القاعدة العسكرية وهو يلهثون وفي حالة يرثى لها من التعب
***************************
في غرفة المفتش العام
رن جرس الهاتف فرفع المفتش العام الهاتف على الفور وهو يقول : "الو ، نعم ، لا , لا اعلم بالطبع السبب في تأخرهم ، كان من المفترض أن يصلوا قبل ساعة "
وفجأة سمع طرق على باب مكتبة فقال للمتصل : "لحظة من فضلك "
اعتدل المفتش في مقعدة ثم قال : "تفضل بالدخول "
وبعد لحظة فتح الباب جندي ثم ادى التحية العسكرية قبل أن يقول : "سيدي المفتش ، لقد وصلوا "
تهللت اسارير المفتش وهتف بسرعة قائلا : "دعهم يدخلوا على الفور "
ادى الجندي التحية العسكرية ثم انصرف ، بينما تابع المفتش حديثه مع المتصل ، تنهد المفتش تنهيدة ارتياح وهو يقول للمتصل : "حمد لله لقد وصلوا ، وسوف يتم تنفيذ ما جاء بالوثيقة على الوجة المطلوب "
ثم أغلق السماعة وبعد لحظات دخلوا وأدوا التحية العسكرية وكان الارهاق واضح عليهم ، ارتفعا حاجبا المفتش العام وعاد يلتقيان بتوتر حائر وهو يقول : "تفضلوا بالجلوس "
ارتموا على اقرب المقاعد اليهم فنظر اليهم المفتش بدهشة عارمة وهو يسأل : "خيرا ما الذي حدث لكم ؟ لقد قلقنا بشأنكم ! "
اخرج عبودي الوثيقة وناولها للمفتش وهو يقول : "لقد تعطلت السيارة علينا ونحن في نهاية الطريق الصحراوية ، ثم فوجئنا بهجوم ثعبان ضخم "
القى المفتش نظرة فاحصة على عبودي وهو يردد عباراته : "ثعبان؟ "
أومأ عبودي برأسة ايجابا وهو يقول : "نعم يا سيدي ثعبان لم ارى مثله "
اطلق المفتش ضحكة عالية وهو يقول : "الحمد لله على السلامة ، في الغـ ............... "
بتر عبارته اثر صراخ ماجد وهو يقول : "انظروا هنا , الثعبان لقد عاد انظروا اليه"
ثم قفز بحركات جنونية وهو يشير إلى منطقة معينة ، نظر الجميع على الفور بقلق على المنطقة الذي يشير اليها ماجد...
---------------------
انتهى الفصل.
لا تحرمونا من تعليقاتكم.
.
نظام التنزيل:
كل يومين فصل.