بتر عبارته اثر صراخ ماجد وهو يقول : "انظروا هنا , الثعبان لقد عاد انظروا اليه"

ثم قفز بحركات جنونية وهو يشير إلى منطقة معينة ، نظر الجميع على الفور بقلق على المنطقة الذي يشير اليها ماجد , فلم يروا شيئا ، وايقنوا بأعماق انفسهم بأن ماجد اصيب بهلوسة ، مط سعيد شفتية بغيظ وهو يقول : "انت دائما هكذا جبان ، إلى الآن لازالت تتوهم بأن الثعبان لا زال يطارنا "

ازدرد ماجد لعابة بجزع وهو يهتف قائلا : "صدقوني ، انا لا اتوهم أو اتخيل ، انظروا اليه انه يقترب مني "

زفر عبودي بشدة وهو يقول : "كفى يا ماجد انك دائما تسبب لنا الكثير من المشاكل "

انكمش ماجد أكثر في مقعدة هو بقول بارتجاف : "لا ابتعد عني ، انه سيقتلني ، أنقذوني "

نهض المفتش من مقعدة وقال بصرامة حادة : "كفى يا رجل ما تفعلة يعد الجنان بعينة "

صمت لحظة ثم اشاح بوجة وهو يقول : "نحن لسنا في مستشفى الامراض العقلية وعقوبة لك على تصرفاتك ستحرس القاعدة هذه الليلة "

نهض ماجد من مقعدة مندهشا وعيناه لا تفارق المكان الذي رأى الثعبان فلقد اختفى الثعبان حك ماجد رأسه بحيرة قبل أن يقول : "لقد اختفى الثعبان "

صرخ المفتش بوجه ماجد قائلا : "كفى جنونا ، اذهب وتولى الحراسة على الفور "

أدى ماجد التحية العسكرية ثم انصرف مغادرا المكتب وهو في حيرة من امرة ويخاطب نفسة قائلا:

' هل أصابني الجنون ؟ أم تملكتني الأوهام ؟ أم الخوف سيطر على مشاعري ؟ ولكن رأيت الثعبان بأم عيني ، اقسم على ذلك. لكن كيف لم يرى الثعبان احد غيري ؟ لا بد انني احلم ، أو اتوهم '

هز ماجد راسة بشدة محاولة طرد الافكار التي تدور برأسة عندما وصل غرفة الحراسة ، دخل ماجد غرفة الحراسة بحذر شديد ثم القى نظرة متفحصة على الغرفة فوجدها غرفة صغيرة يغطي اغلبها زجاج سميك وبها كرسي صغير ، عندما اراد ماجد الجلوس على الكرسي ، ابتعد الكرسي من تلقاء نفسه مما جعل ماجد يسقط أرضا ، نهض على الفور وقال والخوف واضح من نبرات صوته : "ما الذي حرك الكرسي ؟ أنا لا احلم الآن, أكيد المكان مسكون بالجن "

امسك ماجد الكرسي وجلس عليه ، وبعد لحظات تنظفي الأنوار وتضيء بحركات سريعة متتابعة نهض ماجد من على الكرسي وهو يهتف: "ما هذا ؟ ما الذي يحدث هنا ؟ "

ثم فتح باب الغرفة وخرج منها فرأى نورا قويا متجه نحوه بسرعة عاليى مما جعله يضع كفيه على عينيه من شدة النور ، وفجأة اختفى النور

وعاد كل شي إلى طبيعته الأولى

تراجع ماجد بخوف وحذر

واخذ يتراجع ببطء حتى اصطدم بجسم ما

فشهق ماجد بقوة ثم التفت مسرعا والخوف واضح على عينية ، وكانت مفاجأته لا توصف حينما وقع بصرة على أجمل فتاه رأتها عيناه

فالجسم الذي اصطدم

كانت فتاة بغاية الجمال والروعة

بشعرها الذهبي المتسلسل

نظر إليها ماجد نظرت أعجاب ثم تمتم : "من أنتِ ؟ وكيف جئت هنا ؟ "

ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها الصغيرتين ثم قالت بدلال : "أنا ماريا "

بحلق ماجد بها باستغراب وهو يسأل : "ماريا من ؟"

استرخت ماريا على الكرسي ثم وضعت رجلها اليمني فوق اليسرى وبعد ذلك نظرت إلى

ماجد وابتسامتها العذبة لم تفارق شفتيها وهي تردف : "بنت ملك ملوك الجن "

انتفض ماجد بغتة عند سماع ذلك ، ثم ازدرد لعابه بجزع مردد كلمتها : "بنت ملك ملوك الجن "

أومأت ماريا برأسها إيجابا ثم رفعت رأسها واتكأت على الكرسي وهي تقول : "أنا الثعبان الذي كنت أطاردكم ! "

صمتت لحظة وكأنها تريده أن يستوعب الموقف ثم أردفت : "ولقد حبيتك من أول مرة ، ولن أتخلى عنك ، ومن اجل ذلك كنت أطاردك أنت بالذات "

ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي ماجد وقال بذهول : "حبيتيني ، ولكن كيف ، اقصد كيف تحب جنية إنسا !"

أطلقت ماريا ضحكة مرحة ثم قالت وهي تداعب خصلات من شعرها : "وهذا أيضا مستحيل في عالمنا ، ولكن الحب يفعل المستحيل "

زفر ماجد بشدة ثم قال باستغراب : "ولكن لم يراك احد في مكتب المفتش ، أم كنت أتوهم "

تنهدت ماريا ببطء شديد قبل أن تقول : "انك بالفعل رأيتني ، لم تكن تحلم ، نحن ( معشر الجن ) لا احد يرانا إلا من نريد "

التقط ماجد نفسا عميقا ثم زفر بشدة وهو يقول : "معنى ذلك ، أنني على حق ولم أكن احلم"

أومأت ماريا برأسها إيجابا ، وفجاه لمح سيارة المفتش تقترب نحوه فهتف على الفور : "اختبئ خلفي ، المفتش متجه نحونا ، وأخشى أن يراك "

تجاهلت ماريا حديث ماجد ولم تختبئ وإنما ظلت واقفة كما هي ، مما جعل ماجد يحاول سترها عن نظر المفتش بجسمه ويديه

توقف المفتش ثم قال وهو يشير ل ماجد : "افتح الحاجز الأمني "

صمت المفتش لحظة واخذ يتطلع إلى ماجد بدهشة ثم صرخ قائلا : "ما الذي حدث لك ؟ هل أصابك الجنون ؟ لا شي خلفك "

ربت ماريا على كتف ماجد قبل أن تستطرد : "اطمئن يا عزيزي لن يراني "

زفر ماجد بشدة ثم قال : "أكيد يا ............."

قاطعه صرخة قوية انبعثت من المفتش قائلا : "تتحدث مع من أيها الغبي ! افتح الحاجز الأمني بسرعة "

ضغط ماجد بسرعة على زر احمر كان أمامه فارتفع الحاجز الأمني على الفور ، ودلف عبره

المفتش بسرعة صاروخية .

******************************

مالت الشمس للغروب معلنة انتهاء وقتها لنفسح الطريق للقمر أن يضيء الكون بأشعته الفضية على أحدى المنازل الريفية الجميلة ، التي تقع على الشارع العام ، كان الجو جميلا ، منعشا للنفوس لم يعكر صحوة هذا الجو ، سوى صياح منبعث من بيت كبير يقع على الشارع ، كان الحوار ساخنا من يراهم يظن أنهم بشجار ، قال الرجل بعصبية : "أنا قلت بأن ماجد يتزوج بنت عمه حنان هذه عادتنا وتقاليدنا "

أرادت زوجته أن تهدئ الوضع فابتسمت ابتسامة شاحبة قائلا : "ولكن يا ........."

قاطعة الرجل بإشارة من سبابته وقال بعصبية زائدة : "ولكن ماذا يا ناهد "

ازدردت ناهد لعابة بصعوبة ثم قالت : "ماجد يا انور ، أليس له رأي "

ارتفعتا حاجبا انور ثم عادتا تلتقيان بتوتر حائر قبل أن يكمل : "وهل تعتقدي بأن ماجد سوف يكون له رأي آخر؟! "

أخفضت ناهد رأسها بخوف قبل أن تقول : "ربما ، الزواج حياة أبدية ، وليس يوم أو يومين ، فأنا من رأيي أن نترك له .........."

قاطعها انور صارخا وجعل قلبها يخفق بقوة : "ومن متى كان لأحد رأي آخر غير رأيه "

صمت لحظة ثم استطرد : "هل نسيتي عادتنا وتقاليدنا ، كلامي هو الذي سينفذ شئتم أم أبيتم! "

صمت لحظة نهض خلالها ثم أردف : "يوم الخميس القادم سوف يكون عقد القران وسأكتب برقية في الحال لـ ماجد ، ولا أريد احد يناقشني في هذا الموضوع ، لان الموضوع انتهى بالنسبة لي "

ثم غادر المجلس بخطوات سريعة ، نظرت ناهد إلى الفتاه التي كانت جالسة صامته طيلة الحوار, ثم قالت : "ما رأيك بكلام عمك يا حنان ؟"
لم تنبس حنان ببنت شفة وإنما شرد ذهنها بعيدا

أنها تعتبر ماجد مثل أخاه

لا تبادله أي مشاعر

أنها غارقة لشوشتها بحب أمجد

أمجد ابن الجيران

اتفق على الزواج ، وجاءت لكي تقنعه عمها

حاولت أقناع زوجة عمها لتقوم بدورها بإقناع عمها

فشلت زوجة عمها وأصر عمها على الزواج من ماجد

بكت حنان بمرارة واسى وقهر الدنيا تحمله

سالت دمعة حارة على وجنتها

قطعت شريط ذكرياتها سؤال ناهد المباغت : "ألم تسمعي كلامي يا حنان ؟"

نظرت اليها حنان وعيناها غارقتين بالدموع ، ثم اخفضت رأسها تحاول أن تخفي عيناها

ثم التقطت نفسا عميا قبل أن تقول : "لا ادري من أين اكتسب عمي كل هذا القدر من العناد والقسوة ؟"

صمت لحظة أخذت تمسح دمعة سالت على خدها الرقيق ثم قالت : "أنا اعتبر ماجد بمثابة أخي ، أنتِ تعلمي بأني أحب أمجد ابن الجيران واتفقنا على الزواج "

زفرت ناهد بشدة قبل أن تقول : "نعم ، اعلم ذلك "

صمت لحظة ثم اشاحت بوجهها وهي تقول : "انه قدرك ، ولا احد يستطيع رد القدر"

نهضت حنان وهي تقول والدموع تتساقط على خدها : "ليس قدري هذا ، بل انتم من وضعتموني بهذا القدر"

صمتت لحظة سارت خلالها عند الباب وقالت قبل أن تهم بالخروج : "لو كان والدي عائش لكان وضعي أفضل من كذا "

ثم دلفت خارجا وأغلقت الباب خلفها بقوة ، تاركة ناهد بهمها وشرودها وتتدفق إلى رأسها عشرات الأسئلة بحيرة

لماذا يا انور تدمر قلب هذه المسكينة ؟

لماذا تجبرهم على الزواج ؟

هل انور على حق ؟

هل وهل وهل ، أسئلة حائرة محتاجة إجابة شافية .

-------------

انتهى الفصل.

ولا تحرمونا من تعليقاتكم.

والجدول هو: كل يومين فصل.


تأليف: عبدالله سعيد

2017/06/15 · 359 مشاهدة · 1376 كلمة
Abdullah_S
نادي الروايات - 2024