الهروب و الاختباء هو الشئ الوحيد الذي كنت افعله دوماً ؛ بعد تلك الحادثه شعرت ان على البقاء بعيده عن أبى اشعر بالخوف منه اشعر انه يكرهنى لأني اشبهها..لن اجرؤ علي الحديث معه طوال تلك السنوات.نعيش فى غرفه منفصله انا لا اخرج من غرفتى طالما هو بالخارج وهو نفس الشئ لا يخرج طالما انا بالخارج ؛ كلا منا يبتعد عن الاخر وحسب..

...

لم يهون على وحدتى طوال هذه السنوات سوا صديقاى العزيزان.. صوفيا و ميشيل

كانت صوفيا بالرغم من مظهرها الصبيانى الا انها كانت لطيفه وذات قلب طيب

و ميشيل.. اننى في الغالب لا احب الاولاد كثيراً لكن ميشيل مختلف دائما يشعرنى بالدفء و السعاده

دوماً كانا يشجعانى علي كل شيء انهم كل ما أملك

كان لدى ارثر.. حبيبى.. او هذا ما اعتقدته.

****

صاحت صوفيا بغضب-: سيلا عليك الانفصال عن ذلك الفتى انه لا يحبك فقط يقوم باستغلالك!

-تنهدت- انتِ تفكرين كثيرا هذا ليس صحيحاً انه يحبنى انا اعلم.

-تحدث ميشيل بسخرية- يحبك؟ انه يجعلك تقومين بواجباته وتحميلن حقائبه حتى منزله ويستعير اموالك باستمرار اين الحب فى هذا؟!

-انتم لا تفهمون! ما المشكله فى مساعدة من تحبه.. أيضاً هو قال انه سيتقدم لخطبتى بعد ان ننهى الجامعه.

-وهل تصدقينه؟ سيلا ما بك انا سمعت ايضا ان له علاقات سيئه مع عصابات و اشخاص مخيفين..

-قاطعته بغضب- ميشيل لا تنشر شائعات لا صحه لها عن ارثر ! انه شخص جيد و يحبني لذا من فضلك..

-انا اسف انا قلق عليك..

-شكرا لقلقك ؛ على اى حال انا سأعود الى منزلي مع ارثر وداعا..

.......

-عندما رأيته قادم قلت بسرور-: ارثر ! لما تأخرت هكذا لقد انتظرتك كثيراً عزيزى

-تحدث بلا اهتمام -: كنت فى مكتب المدير على حال لنذهب ايمكن ان تحملى حقيبتى انها ثقيله..

-اه أجل بالطبع!

-اخذتها منه بابتسامة-

~سرنا بضع خطوات ثم استوقفنى قائلاً: سيلا الديك مال؟

-اه... ليس حقا لدي فقط ثمن العربه التى ستوصلنى للمنزل

-انا احتاج المال هل اعرتنى ما لديك من فضلك؟

-اجبت بتردد- لكن..ارثر كيف سأعود لمنزلى..

-تحدث صارخا تجاهى- لقد ظننت ان الأحباء يساعدون بعضهم!..أشعر انك فقط لا تحبيننى كما تقولين؛ شكرا سأذهب للمنزل..!

-امسكت يده بقلق- انتظر! لم اقصد حسنا..اه لا بأس انت بالتأكيد تحتاج المال اكثر منى انا اسفه..انه ليس مبلغاً كبيراً حتى .

-تحول وجهه العبوس فجأه الى ابتسامه- عزيزتى سيلا شكرا لك لن انسى معروفك ابداً !

-لا لا بأس.. انا سأتصرف في أمر المواصلات و...

-حسنا وداعاً!

-.. حسنا..

".....

~كان الليل حالكاً وبدأت تمطر بغزاره لم يكن معى مظله لم أحسب حساب انى سأعود للمنزل سيراً على اقدامى..لكن ارثر قال انه يحتاج المال اذن مؤكد هو يحتاجه..

الطقس بارد..على هذا المنوال سأمرض..لم يتصل أبى بى ولا مره اليوم..كان يتصل احيانا؛ ليس وكأنه قلق على بالتأكيد..

~فجأه شعرت ان المطر توقف..لكنه فى الحقيقة لم يتوقف..

~رفعت رأسى لأعلى إذا بمظله احدهم تعلو رأسى

-معذره من انت..؟

~حدقت قليلاً الى عيناه يبدوان مألوفتان لى نوعاً ما..كأنى أرى قمراً متوهج أمامى

-قال بصوت هادئ: انا.. رأيتك وحدك و الوقت قد تأخر ماذا تفعلين؟

-لقد..اضعت أموالى لذا اضطررت للعوده للمنزل سيراً..

-حقا حظ عاثر.. حسنا اذا كنتى لا تمانعين يمكننا السير معاً الى منزلك؟

-لا..لا امانع لكن لما..؟

-حسنا.. نحن نسير بنفس الطريق..و أيضاً انتِ تحتاجين مظله اليس كذلك؟

-معك حق..

....

~سرنا سويا و ظللنا نتحدث كثيراّ كان شاباً لطيفاً حقا استمتعت بالحديث معه.

..

-حسنا هذا هو منزلى شكرا لك..اين منزلك؟

-اه..انه مازال فى الأمام قليلاً

-حسنا اراك لاحقاً..

-حدق بى بعيون تبدو متردده شعرت بالغرابه: انا..ادعى لويس..تذكرينى رجاءاً.

-..انا سيلا..

-اجل اعلم..

-ماذا ؟

-لا تهتمى.. وداعاً.

......

-دخلت منزلى و وضعت حقيبتى على الطاولة ؛ اختلست النظر من النافذه المطله على الشارع مازلت أراه واقفاً ثم بعد ثوان ذهب من نفس الطريق الذى أتينا منه هذا غريب لقد قال ان منزله فى في الامام..؟

-بعد دقائق شعرت ان المنزل هادئ بشكل مريب ؛ اتجهت الى غرفه والدى و طرقت الباب عده مرات لم اجد اى استجابه

تزايد قلقى لذا فتحت الباب ببطء و دخلت.

على اي حال يبدو ان أبى نائم لم يشغل باله بتأخرى حتى

لكن هناك شىء غريب...وكأن..

ان وجهه مزرق..أبى؟

لامست وجهه بخفه وشعرت ببروده جسده

-أبى.!!

-اخرجت هاتفى مسرعه لأتصل بالمشفي ؛ تفجأت ان والدى قد اتصل بى عدة مرات لكن لم اعلم انى أغلقت صوت الهاتف

-اهدئى سيلا.. سيكون كل شئ بخير!

****

-فى المشفى-

-عندما رأيت الطبيب يخرج من غرفه الفحص كان قلبى على وشك الخروج من مكانه.

-كيف هو أبى..؟..

-حدق بى بحده قليلاً-

-انها جريمه..

-ماذا ؟

-لقد مات مسموماً.. لن نعلم اذا كان انتحاراً او قتل إلا عندما تصل الشرطه إلي هنا

-ما.. انا لا اصدق..

~بينما كنت علي وشك السقوط من الخوف لمحت عيناى شخصاً طويل القامه كتفاه عريضان وصوته خشن بعض الشئ ولديه تلك النظره الحاده المخيفه حدق بى وقال-

-انتِ..ابنة البيرت؟

-تحدثت بتلعثم: ا..جل..

-انا رونالد صديق والدك..أظن انك رأيتنى من قبل؟

-ربما..لا اذكر..

-كان رأسى مشوش لا استطيع التحدث جيداً حتى-

*****

-فى الجنازه-

-كان هناك الكثيرين فى الجنازه يبدو ان أبى كان محبوباً

لا ادرى كيف على ان اشعر الان... الندم أنى لم أحاول اصلاح علاقتى بأبى ابداً..ام أبكى وحسب أنه أنتحر ربما بسببى..هل ألوم نفسى لأغلاقى لصوت هاتفى الذى كان سبباً بأنى لم أصل مسرعه عندما حاول الاستنجاد بى عدة مرات؟

~بعد أخر قدم رحلت بعد انتهاء الجنازه بقيت قليلاً وحدى احدق الى قبره بحسره

-شعرت بأحد معى ؛ كان رونالد صديق أبى العزيز..الان تذكرته..

-اردت ان أشكره حقا على وقوفه معى.

-شكرا لك ايها العم لوقوفك بجانبى انا و أبى انت حقا--

-قاطعنى بحده: انت ساذجه

-ماذا؟..

-كان من الممكن ان تنقذيه لكنك تأخرت حتى احرق السم جسده

-هل انت..

-لقد وضعت له السم فى كوب الشاي.

-اتسعت عيناى و وشعرت برجفه تجتاح جسدي: لما..؟ ماذا فعل لك.؟

-اجابنى بلا مبالاة: لم يفعل شيئا لكن المال اهم من اى صداقه وانا احتاج المال عزيزتى سيلا والدك لديه أموال طائلة وشركات لا اصدق انه كان سيترك كل هذا و يكتبه بأسمك انت لا تستحقين حتى.. لذا لقد كتبت كل شئ بأسمى انا اظن ان المال عاد لمكانه الصحيح الا توافقيننى؟

-تحدثت بتعبير غاضب: قتلته من اجل بضعه اوراق؟.. صديقك العزيز من أجل مال سيختفى يوما ما!!

-مؤسف كانت اخر كلماته انه يريد رؤيتك يالتعاسه..

-أدار ظهره ليه و ذهب بينما لم أقوى انا على الحراك و انهار جسدى أرضاً وصرت أبكى بحرقه حتى اصبحت لا استطيع اخذ انفاسى

-هل اسم سيلا يعنى الحظ حقا؟

-لم اجد فائده من اخبار الشرطه لن يصدقنى احد ليس لدى دليل لن استطيع فعل شئ..

انا الان لا أملك سوا صوفيا وميشيل لا يمكن أن اخسرهم ابداً و... ارثر هو لم يحادثنى منذ وفاة ابى لكنه مؤكد كان مشغولاً.

***

-بقيت عدة ايام لا اذهب للجامعه حتى اصبح حالى افضل قليلاً و حاولت تدارك الامر وكيف أصبح المنزل فارغاً لى وحدى.

-مرت صوفيا لأخذى وذهبنا للجامعه معاً عندما وصلنا كان هناك الكثيرون متجمعين حول شئ ما

"ان ميشيل و ارثر يتشاجران !!

-عندما سمعت بهذا ركضت مسرعه نحو الحدث-

-صرخت - توقفا !! ميشيل ماذا يجرى؟!

-كان وجه ميشيل متضرراً بشده: ذلك النذل ارثر لقد سمعته يتحدث بالسوء عنك!

-عن ماذا تتحدث ميشيل ؟

-تحدث ارثر بنبره حزينه: عزيزتى سيلا انظرى ماذا فعل بى! لا ادرى لما يكرهنى ميشيل هكذا!

-قاطعته بصراخ- كاذب! لقد كنت تسئ لسيلا الان وقلت انها مجرد لعبه بالنسبة اليك!

-انت الكاذب هنا ميشيل.!

"كان رأسى يؤلمنى من صراخهم" شباب اهدئو رجاءاً.. ميشيل مؤكد أنه سوء فهم.

-لا لقد سمعته يقول هذا انا متأكد!

"ربما سمعت خطأ هذا يحدث دائما لا بأس..

-تحدث بحده-انا لا اكذب سيلا..

"اعلم انا فقط اقول انه سوء فهم

-قبض يده بغضب:لقد اكتفيت..اختارى الان انا و صوفيا أم ذلك الوغد ارثر؟!

"لا يمكن ان اختار بينكم!

-لا بل عليك أن تختارى اذا اردتى البقاء برفقه هذا الوغد فلتنسى امرنا حينها!

"ميشيل توقف من فضلك هذا كثير على الا ترى ما يحدث لى الان وانا كل ما تفعله هو تدميرى اكثر!

-امسكت صوفيا بيد ميشيل وقالت بهدوء: لا تتعب نفسك ميشيل...يبدو ان سيلا قد اختارت بالفعل لنذهب..

"صوفيا..انتِ ايضا؟..

......

-ربت على كتف ميشيل بخفه: لا تقلق ستعود سيلا الى صوابها قريباً

-كيف لنا ان نعلم..ذلك الوغد يخدعها وهى دائبه به..

-ستعود لا تنسى اننا الوحيدين الباقين لسيلا ؛ الان هيا سأعود لمنزلى عد انت ايضا و انتبه لنفسك.

-حسنا وداعاً

.....

كنت شارد الذهن بعض الشىء وانا عائد لمنزلى سلكت احد الازقه الضيقه دون ان ادرك ذلك ؛ كنت على وشك الرجوع حتى رأيت شيئا اثار فضولى و تبعته.

كنت متأكداً أننى رأيت ارثر..يرتدي عبائه سوداء و ينظر حوله بريبه ظل فضولى يقتلنى لأعلم ما يفعله

-انزل ارثر الغطاء من على رأسه وقال بتجهم: الم تخبرنى ان والد سيلا قد مات؟ أكنت تحاول خداعى

"اجابه الرجل الضخم الذى كان أمامه: لا فائده لى من خداعك لقد تم الأمر دون أى قلق

-كيف فعلتها دون أثر؟

"لست انا..لقد استغرق الأمر بعض الوقت لأدخال الفكره فى رأس رونالد ذلك الرجل عقله صغير يسهل اللعب به

-كانت فكره عبقريه! انت مخادع بحق اعجبتنى؛ كل ما علينا فعله الان هو أخذ الأموال من رونالد وحسب!

"ماذا عن سيلا؟

-ماذا بها؟ لا احتاج لها لقد اصبحنا قريبين من المال الان!

"....

~كانت يداى ترتجفان وانا ممسك بهاتفى ؛ كان على تصوير هذا انه دليل كبير لجريمه قتل و لأثبات الحقيقه لسيلا لكننى كنت خائفاً و اتنفس بصعوبة اردت ان اركض لكن ارجلى لا تتحرك..

...

-نظر ارثر حوله: لدى شعور..بأن احد هنا..

~اتسعت عيناى وكاد قلبى يتوقف من الخوف ركضت خارج الزقاق مسرعاً و سقطت اكثر من مره قدامى ترتجفان.

"اللعنه! لدى دليل لجريمه فى يدى!

-توقفت عن الركض و اردت الاتصال مسرعاً بصوفيا لكنها لا تجيب ارسلت العديد من الرسائل لها

"اجيبى صوفيا رجاءاً بسرعه!

-فجأه اذا بيد ضخمه تمسك بى بقوه من شعرى وتسحبنى:

-قال ارثر بابتسامة: انظرو من هنا! صديق سيلا العزيز السيد ميشيل أكنت تراقبنا أم ماذا

"اسمع...لن أقول شيئا سأرحل وحسب..

-وكأنى سأصدق؟

-تحدث الرجل الضخم: ماذا سنفعل به سيدي؟

-نتخلص منه بالطبع انه يكرهنى لن يبقى فمه مغلق..

-مد ارثر يديه داخل حقيبته و اخرج منها خنجر صغير الحجم: يقولون احياناً ان الفضول قاتل..وانا اليوم سأريك كيف يكون الفضول قاتلاً بحق!

"صرخت مرتعباً": انتظر! مهلا جدياً انت لن تفعل هذا صحيح ؟ ارثر لا تفقد عقلك!

-اقترب منه و لامس وجهه بخفه: اردت قتلك منذ زمن الا تظن انها فرصه رائعه الان؟

"لا..لا تفعل سأبقى فمى مغلقاً لا اكذب عليك!

"....

-اخترق خنجره جسدى بينما ظل ينظر الى بسخرية: لقد جئت الى بقدمك كيف اضيع هذه الفرصه؟ يمكننى ترك ذلك الخنجر بجسدك حتى تموت ببطء ما رأيك ميشيل.!

***

-عندما فتحت هاتفى وجدت عدة رسائل من ميشيل كان يخبرنى ان أتى الى الزقاق الخلفى لشارعه لم أفهم ما يجرى لكنى خرجت مسرعه اليه و لدى شعور سئ

.....

-لم ارد الموت هكذا لكنى لم أقوى على الحراك كنت اشعر وكأن روحى تخرج من جسدى

"كنت على وشك اغلاق عيناى حتى سمعت صوتا ما.

'ميشيل؟..

"كانت رؤيتى مشوشه لكننى استطعت ان أعلم ان هذا صوت صوفيا:

"صوفيا..

-ركضت نحوه وانا اصرخ: ميشيل! ماذا حدث انت لا اصدق!!

-تساقطت الدموع من عينى لقد كنت خائفه لا ادرى ما افعله: كيف حدث هذا!؟

"صوفيا ليس لدى وقت كاف من فضلك اسمعى..ارثر كان سبباً فى موت والد سيلا انه قاتل عليك اخبار الشرطه

-علينا الذهاب للمشفى!

"لحسن الحظ لم يأخذ هاتفى..الدليل موجود لقد صورته

-توقف عن اى دليل تتحدث انك تموت!

"انا اسف صوفيا..

-ميشيل ارجوك..اصمد..

****

كان العالم مظلم بالنسبه لصوفيا.. كان ميشيل كل شىء لها بالرغم من هذا لم تبوح بمشاعرها له ابداً ليست من ذلك النوع الذى يمكنه قول ما فى قلبه هكذا..

اخبرنى ما شعورك عندما تقف أمام قبر الشخص الوحيد الذى جعل لحياتك معنى؟

ما شعور عندما تعلم انك لن تسمع صوته مره اخرى..ضحكته..لن ترى وجهه المبتسم مره اخرى.. لن تجمعكم الايام ابداً بعد الان..

لم استطع تدارك الأمر بسرعه كل ما فعلته هو البقاء فى غرفتى ؛ مر اسبوع..و اثنين كان على العوده للجامعه بأجبار من امى بعدها..

****

-صوفيا!

-عندما رأيت صوفيا اخيرا بعد اسبوعين لم اتمالك نفسى ركضت اليها و ضممتها وانا ابكى: كيف حدث هذا..كان بخير..لقد كان بخير كيف له الموت هكذا.

-لم تنطق صوفيا بحرف كانت عيناها بارده ومخيفه السواد تحت عينها مريب هى لم تبكى حتى-

-صوفيا..تحدثى الى ارجوك.

-رفعت نظرها الى ومازال ذلك التعبير البارد على وجهها: لقد قُتل..ميشيل قد قُتل سيلا..

-اتسعت عيناى: كيف؟! ماذا حدث.

-أن أخبرتك ستصدقيننى؟ ؛ ان قلت ان ارثر هو قتل ميشيل و والدك ايضا استصدقين؟

-صوفيا..انت تتحدثين بجديه؟

-انا لم اكن جديه هكذا فى حياتى

-صوفيا..ان حالتك سيئه يبدو انك تحتاجين الى الراحه دعينا نذهب الى منزلى.

-انت..هل تقولين اننى جننت؟

-بالطبع لا اقول انك متعبه وحسب

-انا سأقتله سيلا..

-من؟

-ارثر..

-فى لحظه تحولت عيناها الى غضب عارم: سأمزقه ارباً و القى بجسده للكلاب لتنهش كل قطعه به!!

-صوفيا توقفى انك تخيفننى

-ان حاولتى منعى لن ارحمك سيلا أسمعتى؟

-أدارت ظهرها لى وبقيت انادى عليها وهى لا تأبه

-لا تتصرفى بغباء صوفيا!!

~كان علي ان اخبر احد المعملين حتى يوقفها.

..

-لم اشعر لنفسى الا وانا اخرج ذلك الخنجر من حقيبتى..لقد كان الخنجر ذاته الذى قتل به ميشيل مازلت دمائه عليه ؛ بينما يصرخ الجميع مرتعبين عن رؤيتهم للخنجر الملطخ بالدماء لم أبه لشئ استمررت بالبحث عن ارثر حتى رأيته؛ انظر اليه يضحك برفقه اصدقائه! كيف له الضحك وميشيل ليس هنا!

-ارثر انتبه!!

-امسكت بالخنجر وكلى عزم لطعنه صرخت حتى جف حلقى و تساقطت دموعى ركضت نحوه بكل قوتى

سأقتلك!! اقسم انى سأقتلك!!

"..!

-كنت على وشك فعلها! كنت سأفعلها!

-سحبنى احد بقوه من قميصى و امسكنى:

اتركنى! ماذا تفعل!

-ركضت سيلا نحوى وصرخت: صوفيا تردين قتل شخصاً هل جننت؟!! ان لم انادى احد المعملين مسرعه لكنت الان فى السجن!

-ولما هو ليس بالسجن ايضا!! لما هو يضحك الان وميشيل ليس برفقتنا!

-ما دخل ارثر بهذا عودى الى صوابك!

~كان ارثر يرتجف مثل الكلب تماما من الصدمه كان سيموت الان ..

-قالت سيلا بقلق: ارثر هل انت بخير ؟؟

"لقد كانت تحاول قتلى للتوا كيف سأكون بخير!

-ان صوفيا متعبه انت تعلم لم تقصد انها شخص جيد ربما تحتاج الذهاب الى طبيب وستكون على ما يرام!

-انتى..

-عندما التفت بالنظر الى صوفيا ارتبعت من نظراتها الى لم اراها تنظر الى قط بهذه الطريقة

-ايمكن ان تتركنى ايها المعلم ؟

-حتى تقتلين شخصاً ما!

-رجاءا افلتنى سأرحل ولن اعود مره اخرى

-لا يمكن..

-صرخت بغضب: افلتنى والا قتلك !

~ابعد يداه عنى بخوف ؛ استقمت ثم تقدمت نحو سيلا ببطء.

-صوفيا..رجاءا عليك ان ترتاحى--

-قبل ان تنهى جملتها رفعت يدى وبكل قوه صفعتها: كان على فعل هذا مبكراً لكن تأخرت كثيراً..لو ان ميشيل لم يهتم بأمرك لكان حياً الان كم انت عاهره غبيه لا تستحقين شيئاً عندما تعلمين الحقيقه سيكون الوقت قد تأخر بالفعل!

***

-منذ ذلك اليوم لم اعلم شيئا عن صوفيا اطلاقا لقد كنت منهاره كلياً لا اصدق انى خسرت كل شئ حتى عندما حاولت الذهاب الى منزلها رفضت والدتها ان التقى بها

-مر شهراً وانا لا اخرج من منزلى لا اذهب للجامعه حتى كنت ابكى كل ليله وحسب.

-فى ذلك اليوم وصلتنى رساله من رقم صوفيا لم أصدق انها أرسلت لى ؛ كنت سعيدة لوقت قصير حتى تفجأت بمحتوى الرساله.

انه فيديو مصور لارثر و..شخص ما لا ادرى من يكون لكن حديثهما كان واضحاً كيف يتحدثان عن الخطه الرائعه لقتل ابى..

لا يمكن ان يكون هذا حقيقاً ارجوك يا الهى اخبرنى ان هذا خطأ..لا استطيع خسارة كل شيء الان.

فى النهاية لم يبقى احد.

...

مرت سنوات وانا لا افعل شيئا..ما ابقانى على قيد الحياة هو ان شخصاً مجهولاً كان يرسل لى مبلغاً من المال كل فتره لا اعلم من هو حتى

-اربع سنوات من الادمان صرت في الرابعه و العشرون من عمرى اشرب الممنوعات لنسيان نفسى

-خمس سنوات اخري معالجه نفسيه عند طبيبه حاولت مساعدتى على التوقف نجح الامر لفتره حتى عدت للشرب مره اخرى

لا فائده من الحياه

اريد ان اموت.

.....

على سطح مبنى مكون من خمسه عشر طابقاً كان الطقس جميلاً فى الليل انه وقت مناسب لقتل نفسك.

-رفعت يداى مثل جناح طائر و تنفست الهواء البارد اللطيف حتى شعرت به داخل جسدى

-حينها لم أشعر سوا بالهواء يضرب جسدي وانا أهوى أهوى الى الاسفل الارض تقترب شيئا فا شيئاً

"اتمنى فقط لو حظيت بفرصه أخرى..فرصه لإعادة ما دمرته..لأحتضن ميشيل و اعتذر الى صوفيا..ان اعيش مع ابى و اتقرب منه لأخبره اننى احبه بصدق.. فرصه واحده لأعيش كما يعيش البشر.-

-دمائى تسيل بغزاره جسدى شل حركته نهائيا روحى تخرج من جسدي رويداً رويداً

-فجأه ظهر شخص ما غريب جلس بقربى وحملنى بين ذراعيه وبدأ يبكى بشده ظل يردد: انا اسف..انا اسف كان على ان اكون بجانبك اكثر..لا تموتى سيلا.

-انا حتى لا اعرف من يكون لما هو حزين ؟ يبدو مألوفاً انه يشبه..ضوء القمر..

2022/12/10 · 107 مشاهدة · 2652 كلمة
Nero
نادي الروايات - 2025