اين انا؟ اهى الجنه ام الجحيم؟
المكان حالك الظلام هنا سواد من جميع الجهات لا اري شيئا..كنت أضُم ارجلى الى صدرى مثل الجنين ؛ ظللت فتره أطوف في وسط الظلام حتى رأيت ضوءاً صغير.. شئ ما قادم نحوى
شيطان ؟ ملاك؟ لا اعلم انه فقط بلا اى ملامح
اقترب منى ثم مد يده الى: حان وقت الذهاب..
-امسكت بيديه رغم شعورى بعدم الراحه لكن ما عساى افعل لن اخسر شئ اكثر مما خسرته..
-الى اين ستأخذنى؟
"مثل كل مره
-هل انا أتيت الى هنا من قبل؟
"ربما..
-اين انا..
"ابتسم بخفه: الوقت يداهمنا..
-ها.؟
"افيقي سيلا.!
....
الشمس تسطع من جديد
-فتحت عيناى ببطء شعرت بدوار شديد ؛ جسدى كان شبه مخدر
نظرت بتأمل في السقف فوقى ذكرنى بسقف منزلى..لكن اين انا هل انقذنى احد؟
مازلت حيه هذا مستحيل..لقد مت كيف اكون حيه بعد سقوط مثل هذا؟..
-طرق احد باب الغرفة ثلاث مرات ثم انصرف-
-ذكرنى ذلك بأبى كان يطرق الباب ثلاث مرات ليعلمنى انه موعد الاستيقاظ للذهاب للجامعه..شئ ما غريب
-حاولت النهوض اكثر من مره لكن جسدى متعب بشده ؛ نهضت بصعوبه و أمسكت برأسى نظرت حولى..انا..في غرفتى؟
يشبه اثاث غرفتى القديم تلك الرائحة أشعر وكأنى عدت للأيام الخوالى..
-وقفت امام مرآتى بصدمه: لست افهم! جسدى وكأنه اصغر ليس لدى اي خدش صغير حتى! لقد كان جسدى يسيل دمائاً منذ قليل أهذا حلم ؟!
لا..ليس منطقياً!
غرفتى.. وكأنها عادت لشكلها القديم جسدي و...
لا يمكن ان يكون هذا.. لا مستحيل
اين هاتفى؟..
-حملت هاتفى الذي كان بجانب سريري و جال فى رأسى شئ مجنون بحق.
-ربما..ربما كان ذلك حلماً!
-بقيت ابحث عن رقم صوفيا على عجل حتى وجدته
-صوفيا بالفعل تخلصت من هاتفها حاولت الاتصال بها سابقاً لم ترد ابداً
-ضغطت علي رقمها و انتظرت لحظات لقد كان يصدر جرساً
-كان الرقم يرن..ظللت اعض على اظافرى من القلق
-انا حقا مجنونه..من المحال ان تجيب على--
"مرحبا؟..
-اتسعت عيناى بشده عندها اصدر هاتفى صوتاً
"سيلا اين انت تمزحين معى ؟!
-ارتجفت من الخوف لا افهم ما يجرى اوقعت الهاتف ارضاً لم استطع النطق بحرف واحد
"لما لا تجيبى؟ انك متأخره لقد وصلت برفقه ميشيل الي الجامعه بالفعل!
-بدأت افقد اتزانى وجثيت على ركبتى
ميشيل ؟ كيف له ان يكون برفقه صوفيا.. عن اى جامعة تتحدث نحن بالفعل في التاسعه و العشرين من عمرنا!
انه حلم مؤكد هذا حلم على الاستيقاظ باى طريقة!
-بكل قوه ظللت اضرب رأسي بالارضيه حتى شعرت بالدماء تسيل من رأسى الي اسفل ذقنى
-لم يتغير شئ؟ هذا ليس حلماً بل حقيقه..كيف !!
"ماذا يجرى بالداخل ؟
-سمعت صوتاً صادراً من خلف الباب..ذلك الصوت..أبى انه هو انا اعلم!
-وقفت على عجل وركضت نحو الباب أمسكت المقبض و بقيت عده ثوان اشعر بالتردد هل افتحه؟
-دفعت الباب بقوه و نبضات قلبى تتسارع-
-ذهُلت مما رأيته..كان ابى واقفا يضع الافطار علي الطاولة..لقد اعتاد ابى ان يحضر الافطار لي و يتركه علي الطاولة ثم يدخل الي غرفته
لطالما كان ابى يهمه امرى دائما..وانا..
-لقد خرجت من غرفتى بطريقة غريبه لقد كنت دائما أطرق الباب قبل الخروج حتى يعلم ابي و يدخل الي غرفته حتي لا نرى بعضنا ابداً
-نظرت الي عيناه وشعرت ان حلقى سينفجر اريد البكاء اريد ان ابكى بشده!
"نظر الى بذهول: انتى..تنزفين!
-لقد نسيت امر رأسى الذي ينزف من شده الصدمه
لم اتمالك نفسى حتى سقطت ارضاً وانا أبكى بحرقه مثل الاطفال و اصرخ: هذا حلم!! اههه ماذا يجرى!! لينقذنى احد رجاءاً!
"ركض نحوى بقلق و امسك بوجهى: ما بك ! ماذا حدث؟!
-انا حيه! وانت ايضا و ميشيل ! و صوفيا..صوفيا ماذا يجرى!!
"لا افهم شيئاً من فضلك اهدئى
-امسكت برأسى من شده الألم و ظللت اصرخ حتى شعرت ان حلقى يحترق لم استطع التنفس..
***
-لقد اغمى علي وبقيت ثلاث ايام لم افتح عيناى
-بدأت أدرك انها حقيقه انا كنت احلم حلماً سيئاً وحسب..
"عندما فتحت عينى كان أبى جالساً على كرسى بجوارى
"سيلا..ياالهى لقد كنت قلقاً....و اصدقائك ايضا
-قفزت من سريري مسرعه: أبى !
"ماذا!؟
-احتضنته بقوه وسالت دموعى رغماً عنى: ابى..ابى..جميعنا احياء لقد كان حلماً مخيفاً
"..ماذا يحدث؟
-لقد كان حلماً مريعاً لا اريد ان يتكرر مره اخرى
"حسنا اهدئي..
-تراجعت بسرعه ثم قلت بضحك: كل شئ بخير! الان لن ادع شئ يحدث لك او ميشيل او صوفيا سأحميكم جميعاً! كم الساعه ؟ سأذهب للجامعه اجل!
-ركضت نحو خزانه ملابسى وبقيت ابعثر بينهم بينما يراقبنى ابى دون قول شئ
-كان حلماً..مجرد حلم..لدى فرصه!
~ارتديت ملابسى ؛ قبل ان اخرج استوقفنى شئ غريب
-كانت جريده الاخبار عندما نظرت بها لاحظت شئ ما.
-تلك الاخبار انها قديمه حقا لقد رأيتها من قبل..فى الحلم...
"قال ابى بقلق: انا ارى انك تحتاجين الى الراحه لا تذهبى اليوم
-اه..اظن انك على حق..
~انا بالفعل احتاج وقتاً لترتيب افكارى بعد ما رأيته الان..
***
حسنا اليوم حدث شئ غريب بحياتى
انا سيلا لقد دمرت حياتي بيدي وبسبب تصرفاتى الساذجه تم التلاعب بى حتى قررت انهاء حياتى لأوقف هذا العذاب لكننى تفجأت بأنى لم أمت؛ لقد عدت بالزمن الى الخلف هذا ما اتضح لي الان
دعونا نفكر كيف من الممكن ان يعود الإنسان بالزمن؟ انه شئ غريب صحيح؟
فى البداية ظننته حلماً لكن انا بالفعل رأيت العديد من الاحداث التى تكررت امامى..لقد كنت اعلم ما سيحدث قبل ان يحدث حتى ليس هناك اي تفسير منطقي لذلك سوا انى حقا عدت للماضى.. ما لا افهمه لم ارادت منى الحياة ان اعود؟ هل لأصلح نفسي ؟
لا اعلم لكن ما اعلمه الان ان ما حدث في الماضي لن يتكرر سأتاكد من ذلك بنفسى وسأعيش دون ندم هذه المره!
***
-ارتديت ملابسى للذهاب إلى الجامعة ؛ قبل خروجى حدقت بانعكاسى فى المراه لبعض الوقت
-كيف كنت غبيه هكذا؟
-رفعت شعرى على شكل ذيل كانت اول مره ارفعه كنت دائما ابقيه متدلى لأن ارثر كان يخربنى انه يحبه بهذا الشكل..
ذكريات مقذذه مثل وجهه ..
....
-خرجت من غرفتى بحثاً عن ابى كان يعد الافطار اقتربت منه بهدوء وقلت: همم ماذا يعد السيد ابى يا ترى؟
-التفت الى بأرتباك-
-اهذه كعكه الفراوله ؟ امازلت تتذكر انى احبها مذهل !
"اه..اجل
-اوه لا لا ان رائحتها شهيه لكننى متأخره كثيراً لن استطيع تناولها الان لا بأس مساءاً عندما تعود من العمل دعنا نتناولها سوياً ما رأيك؟
"نتناولها.. سوياً؟
-حسنا وداعاً لقد تاخرت كثيراً كثيراً اراك مساءاً باى باى!
"..ماذا؟
...
-خرجت من المنزل و انا احاول كتم ضحكتى ؛ لقد كان ابى مذهولاً لدرجه انه كان على وشك قرص نفسه للتأكد اذا كان ذلك حلم ام لا.. اه انا متأخره على الركض!
***
-بمجرد ان دخلت من بوابه الجامعه شعرت وكأنى اود الركض و التنفس..انها جامعتي حقا..
"سيلا!
-ركضت صوفيا نحوى و احتضنتنى بقوه: لقد ارعبتنا عليك! بقيتى نائمه لثلاث ايام هل جننتى!
-اه انا اسفه كنت امر بوقت مرهق ليس الا..
"تلاقيت عيناى بميشيل بينما نظر الى بابتسامة: لقد اقلقتنا حقا حمدالله..
-عندما سمعت صوت ميشيل شعرت انى ارغب بالبكاء مره اخرى
-امتلئت عيناى بالدموع: ميشيل..صوفيا انا اسفه على كل شئ
-نظرا الى بتعجب-
-كنتما محقين دائماً انا لن اجعلكم قلقين بعد الان يا رفاق
"قال ميشيل بسخرية: يبدو ان والدك لم يكن يبالغ عندما قال انك تتصرفين بغرابة!
-مستحت دموعى بضحك: هاد.اجل يبدو اننى جننت هذه الايام
"لكن مع ذلك..
-ماذا ؟
"تبدين افضل حال من اى وقت مضى.
-صحيح..
-فركت صوفيا عيناها وقالت بصراخ: لحظه! ان سيلا ترتدى بنطال و قميص و..رفعت شعرك لأعلى؟ اين الفساتين محال!
-لم تعد تعجبنى وحسب.
...
~فجأه رأيت ارثر قادما نحوى ؛ بمجرد ان تلاقت عينى به شعرت بغضب شديد و احكمت قبضتى بقوه ~
-قال ارثر بابتسامة عريضه: عزيزتي سيلا سمعت انك كنتى مريضه انت بخير الان؟
-حدقت بحده: بخير.. بالطبع..
-تحدثت صوفيا بغضب: ماذا تريد منها ايها اللعين؟!
"ليس من شأنك انها حبيبتي.
-ليست كذلك !
..
~شعرت ان هذا المشهد قد تكرر من قبل..اجل! عندما تشاجرت صوفيا و كانت على وشك ضرب ارثر حينها لقد غضبت منها كثيراً ~
-اخرس سأقتلك!
"لا لا تقدرين!
-لا تتحدانى!
-ربت على كتف صوفيا بخفه: اهدئي صوفيا لا تضيعى وقتك..
"تفجأت: ماذا ؟!
-اهدئى..
"اه.. حسنا ؟
"القى ارثر بحقيبته على سيلا وقال بسخرية: لا يهم..سيلا احملى حقيبتى الى غرفه المدير سأذهب لأشترى شيئا--
-كان ارثر علي وشك المغادره حتى رأى شيئا يحلق و فوق رأسه'
-القت سيلا بالحقيبه بقوه و اصابت رأس ارثر
"ماذا؟ انتى هل القيت الحقيبه على هل جننت؟!
-انا مجنونه هذا صحيح..
"اللعنه..لا تكررى هذا مره اخرى افهمتى!
-ياللطفك معى..
-حملت الحقيبه مره اخرى من الارض و اقتربت منه بابتسامه: هل ستسامحنى دائما عزيزي؟
"ما بال تلك النظره على وجهك-
"..!
-صفعته بقوه ومازلت ابتسم: استسامحنى على هذا ايضا ؟
"انت..
-لوحت بالحقيبه وضربته بقوه علي وجهه حتى وقع أرضاً: وهذا ايضا؟
-كان وجهه محمراً و مضحكاً بشده!"
"قال بصراخ: هل فقدتى عقلك!!
-قلت بحده: انا لست والدتك اللعنه فلتجعلها تحمل لك حقيبتك المقرفه!
"م..ماذا..
-التفت اليهما بسرور: يا رفاق هيا دعونا نذهب لشراء بعض المشروبات الغازية!
-كان ميشيل وصوفيا مصدومان بعض الشئ:
"قال ميشيل بتعابير مضحكه: انت..هل انت سيلا ؟!