الفصل(2):من قتل المعلم؟


بعد بعض الوقت جاءت الشرطة و دخل علينا رجل يرتدي معطف كبير و طويل لديه شارب غليظ و وجهه يوحي بأنه في الأربعينيات من عمره.


"أنا المفتش أحمد من قسم شرطة الزهور هل أنتم إأول من اكتشف الجثة؟"

تحدث ذلك الرجل إلينا نحن الثلاثة


"نعم نحن من اكتشفوا الجثة"

قال محمد ذلك ثم روى للمفتش ما حدث بالتفصيل.


"إذا لقد كنتم على معرفة بالضحية ، ما الذي يؤكد لي أنكم لستم من قتلتم الضحية؟"

قال المفتش ذلك و هو ينظر إلينا بتلك العيون أظن أنه يشتبه فينا كثيرا.


"يوجد يا سيدي المفتش كميرات أمام مدخل العمارة يمكننا أن نتأكد منها متى أتينا أنا و ابن عمي"

تحدثت بسرعة لأزيل الاشتباه عنا


"الوقت المقدر للوفاة يا سيدي هو ما بين الساعة الثالثة و الساعة الثالثة و النصف"

تحدث أحد المحققين الجنائيين الذين يرافقون المفتش و أضاف

"كما و جدنا يا سيدي أمام الضحية رقم 12 مكتوب و بعد التحقيق و جدنا أنه مكتوب بدماء الضحية و باصبع سبابته"


"يمكن أن يكون ذلك رسالة و فاة من الضحية"

تحدث المفتش و هو يتجه إلى غرفة الأمن في العمارة و تبعناه جميعا.


في الغرفة شاهدنا شريط المراقبة و قد أظهر أنه في الساعة الثالثة لم يدخل العمارة أي منا و لكن بدلا من ذلك دخل ثلاثة رجال على التوالي و خرجوا دون أن يقابل أحدهم الأخر.


دخل الأول الساعة الثالثة و خرج في الثالثة و عشر دقائق بينما دخل الثاني في الساعة الثالثة و اثنا عشر دقيقة و خرج في الساعة الثالثة و خمسة عشر دقيقة أما الأخير فدخل بعد أن خرج الثاني مباشرة و خرج في الساعة الثالثة و اثنان و عشرون دقيقة.


فور ان رأينا الثلاث رجال صرخنا أنا و محمود

"أليس هؤلاء هم أساتذتنا في المرحلة الاعدادية؟"


نظر إلينا المحقق و قد عادت نظراته المليئة بالشك و قال :"ماذا؟! هل تعرفون هؤلاء الرجال؟"


رد عليه محمد بسرعة:"نعم انهم كانوا أساتذتنا في المرحلة الاعدادية لم يتغير شكلهم كثيرا الأول هو معلم للدراسات و اسمه عمر عبد الله و الثاني هو مدرس للغة العربية و اسمه ابراهيم عمر و الثالث هو مدرس اللغة الانجليزية و اسمه محمد جمال"


"لقد وجدنا مكالمة وصلت للضحية في الوقت المقدر للوفاة يا سيدي"

وهنا تحدث محقق جنائي إلى المفتش فرد عليه:"تحقق من هوية المتصل بسرعة و أحضروا لي هؤلاء الثلاثة حالا"


'اللعنة لا أصدق ذلك كل هذا حدث بسبب رسالة البريد الإلكتروني تورطت في جريمة قتل و صرت من المشتبه فيهم'


و بينما أنا غارق في أفكاري حضر المعلمون الثلاث


"هلا أخبرني كل منكم بما جاء ليفعله وما دار بينه وبين الضحية"

صدر صوت المفتش أحمد تجاه الثلاث رجال فبدأ الحديث المعلم عمر عبدالله :"لقد أتيت في تمام الساعة الثالثة إلى بيت الضحية لمناقشة ما سنفعلة بشأن المسابقة الثقافية التي وضعناها للطلاب وقد استقبلني الضحية في شقته ...."


وعند هذه النقطة بدات آثار الحزن على وجه المعلم عمر و قد تساقطت بعض الدموع من عينية مما منعه من مواصلت الكلام فاستدار المفتش تجاه المعلم ابراهيم الذي قال:

"نعم لقد أتيت أنا ايضا لمناقشة المسابقة مع الأستاذ رضا لكنني ظللت أطرق على الباب ولم يفتح لي المعلم لذلك ذهبت في طريقي"


"و أنا أيضا حدث معي نفس الشئ"

قال المعلم محمد ذلك فالتفتنا جميعا ناحية المعلم عمر فنظر إلينا بعينية و قفز فجأه في رعب و هو يقول :"أقسم لكم أنني لم أقتل الأستاذ رضا لقد تركته وهو في كامل الصحة"


"ومن يؤكد لنا ذلك"

و قبل أن يتم المفتش كلامه ظهر صوت أحد المحققين الجنائين :"لقد تلقى الضحية الاتصال يا سيدي في الساعة الثالثة و أحد عشرة دقيقة و استمر حتى الساعة الثالثة و أربع عشرة دقيقة أما هوية المتصل فلا نعلم لأن الاتصال كان من هاتف عمومي"


"ألم أقل لكم لست أنا القاتل لربما لم يسمع طرقي على الباب حيث أنك تحتاج للوصول إلى الشرفة لتي اشارة الهاتف"


صمت المفتش برهه و همس لي محمد في أذني :" لماذا أتيت بي إلى هنا أنا أخمن أنك كنت تريد أن تسأل عن العدد الذري للصوديوم أليس كذلك ؟"


أجبته بهز رأسي و أنا أتنهد و أفكر


'العدد الذري للصوديوم دائما تو قعنا في مشاكل .... مهلا لحظة العدد الذري؟ لو كان الأمر كذلك فإذا القاتل هو ذلك الشخص و لكني لا أملك أي دليل'


همس محمد مرة أخرى في أذني :" هل ترى تلك الأشياء الزرقاء في أظافر الجثة هل تعلم ما هي؟ "


نظرت إلى أصابع الأستاذ


'مهلا ... هذه هي ... يمكنني أن أستخدم ذلك كدليل ضده'


"رجاء أتبعوني جميعكم إلى مركز الشرطة لكي نكمل التحقيق هناك"


"لا حاجة لذلك حضرة المفتش فأنا عرفت من هو قاتل الأستاذ رضا"


نظر إلي الجميع في دهشة تلك النظرات جعلتني متوترا قليلا و لكني أكملت


"معني رسالة الوفاة يا سادة مرتبط بالعلوم بشكل أساسي و بالأخص الجدول الدوري "


"الجدول الدوري؟"

نظر إلي المفتش في شك فأشار إليه محمد أن ينتظر قليلا لكي أنهي كلامي


"نعم الجدول الدوري إن به جميع العناصر المعروفة لدى العالم و به الأعداد الذرية لكل منها فإذا اخذنا العدد 12 الذي مكتوب أمام الضحية لوجدناه هو العدد الذري لعنصر الماغنسيوم"


وهنا صرخ محمد فجأه :" أه إن كنت تقول هذا فإذا القاتل ذلك الشخص "

ابتسمت تجاه محمد الذي فهم أخيرا


"ما الذي تتحدثون عنه؟ وضح كلامك رجاء"

قال المفتش ذلك و قد بدأ ينفذ صبره


أكمل محمد نيابة عني

"يا سيدي المحقق إن عنصر الماغنسيوم رمزة الكميائي هو Mg لذلك فإن القاتل الذي حاول المعلم توضيحه لنا هو ذلك الشخص"

و أشار محمد في اتجاه الاستاذ محمد جمال ثم أكمل :

"لقد اتيت متوجها إلى بيت الضحية و لكنك لاحظت أمامك الأستاذ ابراهيم لذلك اتصلت بالاستاذ رضا لكي لا تسمح للمعلم ابراهيم بالدخول و اضاعة وقتك و عندما وجدت أنه غادر العمارة توجهت أنت إلى العمارة و قتلت الاستاذ رضا و هربت بعد ذلك"


امتقع وجه الاستاذ محمد و هو يقول:

"وما دليلك على ذلك لا تعتبر رسالة الوفاة تلك دليلا يثبت ادانتي أليس كذلك؟"


تدخلت أنا هنا بعد أن وجدت محمد صامت و لا يستطيع الاكمال

"نعم هذا صحيح لا يكفي ذلك كدليل لإدانتك و لكن انظر هنا"


و اشرت إلى أصابع الضحية و أكملت

"يوجد بعض من قطع القماش الضغيرة بين أظافر الضحية و هي باللون الازرق و قد كنت أنت الوحيد يا سيد محمد من دخل العمارة بذلك اللباس الأزرق و عندما غادرت كنت ترتدي أيضا لباسا أزرق و لكنه كان من ماركة مختلفة حيث كانت النقوش في اللباس الأول تتجه ناحية اليسار اما الاخر فكانت تتجه ناحية اليمين"

ثم إلتفت إلى المفتش و أكملت :" أظن يا سيادة المفتش ليس من الصعب عليكم العثور على ملابس الجريمة بعد أن تخلص منها الأستاذ محمد حول العمارة و يمكنكم مطابقة قطع القماش هذه بالتي ستجدونها و أيضا يمكننا الكشف عن الدماء باستخدام اللومينول أليس كذلك؟"


هز المفتش رأسه موافقا ثم نظر إلى المعلم محمد و قال :"هل ستعترف الأن أم بعد أن نجد الأدلة"


سقط المعلم محمد على ركبتيه و هو يقول :"نعم لقد قتلته ذلك اللعين إنه لا يستحق الحياة بعدما فعل فعلته تلك"


قال محمد :"و ماذا فعل؟"


"لقد باع ضميره بثمن قليل لينجح أحد تلاميذه الراسبين وليرسب آخر كان من أفضل التلاميذ لديه وقد كان لديه طموح كبير فدفعه هذا للانتحار "


قال محمد و على وجهه نظرة ازدراء:

"ومن أنت لتقرر من يستحق الحياة ليس من حقق هذا إن من لا يستحق الحياة فعلا هم القتلة الذين يقتلون الأبرياء والمعلم إبراهيم لم يقتل أحدًا وإن كنت متأكدًا ولديك دليل لماذا لم تبلغ الشرطة؟"


"معك حق فأنا الآن لا أستحق الحياة أصبحت أسوأ منه وبالنسبة لإبلاغ الشرطة فقد كان أقصى ما سيناله هو السجن"


و أقفلت القضية على هذا و بينما نحن عائدون إلى المنزل لكزني محمد بمرفقه و قال وهو مبتسم:

"لقد حللت القضية يا أيها المحقق هههههه"


نظرت إليه و هناك بسمة على وجهي خالية من الحياة

"نعم و لكن ماذا بعد؟ لقد تغير الناس يا محمد كيف يمكن هذا الاستاذ رضا يقبل الرشوة و أيضا الاستاذ محمد يقتل هكذا"


اختفت الضحكة من على وجه محمد و هو يقول:"نعم يا حسرتاه على حال الناس في هذا الزمن"


وعدنا إلى المنزل في هذا الجو الكئيب.


---------------انتهى

تأليف:MIDO


2017/07/25 · 361 مشاهدة · 1285 كلمة
Black-Ice
نادي الروايات - 2024