" أكيدٌ س تأتيان ؟؟ "
سألت الفتاة الوحيدة في هذه المجموعة صديقيها تطلب تأكيدهما على شيئ ما
" هذه ثالث مرة نقول لكِ سنأتي بالتأكيد ! "
أجابها أحدهم بنبرةٍ واضحٌ فيها الأنزعاج و بعض الغضب، يبدو انها ازعجته بسؤالها الذي كررته أكثر من مرة
" إذاً أنت ستأتي ؟! "
هتفت بنبرةٍ متحمسة بشوشة تواجه تعابير الآخر المنزعجة و الغاضبة قليلاً بملامحها المبتسمة، ظهرت على وجهه ملامح عدم التصديق و بعدها احتلت مكانها ملامح اليأس
" إلهي الصبر الصبر ! "
قالها بيأس بينما مسح وجهه من بدايته الى نهايته بكف يده الذي يساوي حجم وجهه تقريباً، و الآخران يضحكان على قلة صبر الآخر و أنزعاجه منها
" ما بك آدم أنا امزح معك فقط "
أخرجتها من فمها و هي تبتسم و تقهقه بينما تنظر الى وجهه الذي غلبه الأنزعاج الواضح و بعض الغضب
" و تمزحين معي بأكثر شيئ اكرهه ؟؟ لقد قمت بتكرار السؤال أكثر من مرة !! "
أجابها آدم بنبرة قاسية قليلاً و فيها بعض النَهر
" آدم ! أنا لا اسمح لك أن تتكلم مع أختي هكذا ! "
ظهر الآخر و أجاب على آدم بنبرةٍ تحذيرية بينما يحتضن أخته من كتفها، أنه فرد المجموعة الثالث
" أجل هذا أخي الذي يُعتمد عليه ! لا تتجاهل من يصرخ في وجه أختك الكبيرة و الوحيدة، أحسنت أحسنت "
بنبرة عالية قليلاً و فيها بعض الأنفعال قالتها بينما تضرب ظهر أخيها بكف يدها، أختنق أخاها بسبب فعلتها و بدأ بالسعال، يبدو أنها تحمل قوة يد رجل بمظهر يد الأنثى خاصتها !
" لقد قتلتيه .. يا توأمه الرقيق "
اردف آدم ساخراً بينما ينظر الى آن المذعورة بسبب ما فعلته لأخيها، ذعرت هي أكثر و قالت :
" أغلق فمك !! أنا لم اقتله، فقط قمت بالتربيت على ظهره "
' أهذا ما تسميه بالتربيت ؟؟ انا حقاً أشفق على أخيكِ، بت لا اعرف إن كان يمتلك أخت أم مصارع يعيش معه في نفس المنزل '
أحمر وجه آن غضباً من كلام آدم الساخر و الذي جرح أنوثتها، لقد عرف كيف يلعب بأعاصبها، يبدو أن هذا الرد على ازعاجها له، وجهت اليه عيونها المشتعلة الغاضبة و الذي قابلها بملامحه المبتسمة الساخرة منها، أنتظر منها أن تخرج أي جملةٍ من فمها، أي كلمة، أي حرف و لكن هي لم تخرج أي شيئ له
استدارت ناحية أخيها الذي يمسد على مكان التربيتة الرقيقة التي فعلتها أخته الكبيرة له و بجانبه صديقهم الآخر يضحك على وضعه
" كم أنت واهن ! هيا الى المنزل بسرعة "
أمرت آن أخيها إيان بغضب الذي جفل من مكانه بسببها، حسنا هذا من حقه ف هي مرعبة للغاية عندما تغضب
سبقت الثلاثة بخطواتها الغاضبة و السريعة قليلاً بينما هم يحدقون في ظهرها، بعد أن ابتعدت عنهم و خرجت من بوابة الجامعة قال الرفيق داميان الذي بجانب إيان
" أخبرني هل تريد أن اتصل بجمعية حقوق الأنسان، يبدو أنك تتلقى الأضطهاد في المنزل "
" هاها مضحك جداً، الآن بسبب المغفل هذا سوف تكون الأجواء في البيت متكهربة و متوترة بسبب مزاجها "
وجه إيان كلامه الى آدم الذي من الواضح أنه استمتع بالعبث بمزاج آن و قلبه رأساً على عقب
" أعذرني يا صديقي و لكني أردت أن اردها لها لأنها ازعجتني بسؤالها المتكرر الذي استهدفت ان تزعجني به "
" رائع، و من سينال مزاجها السيئ بالأخير ؟؟ أنا ! "
عندها رن هاتف إيان، أخرجه من جيبه و رأى من المتصل، إنها اخته آن !
" أجل آن ؟؟ "
' أين انت ؟!! لماذا لم تأتي خلفي ؟!!! '
" أنا آتٍ الآن فقط لا تصرخي، طبلة اذني ستنفجر "
' أغلق فمك انا لا أصرخ !! و أيضاً أخبر ذو الرأس الفارغ بأن لا يأتي معنا، لا أريد ان اراه هناك و يفسد كل شيئ علي ! "
قالتها بغضبٍ و أنفعال بينما تقصد بكلامها آدم الذي سمع ما قالته ف أخذ الهاتف و رد عليها
" سماحكِ رجاءً ايتها الأميرة و لكن تعرفين أنا رجل صريح و ما في قلبي على لساني، و بخصوص تلك الرحلة ف ستجديني اول الحاضرين "
أخبرها محاولاً استفزازها أكثر و نجح في ذلك حيث صرخت في وجهه عبر الهاتف و قالت :
' حسناً اذاً سيد صريح !! أنا لن اذهب ! أستمتع انت و رفاقك انا لم يعد يهمني أمر الرحلة بتاتاً '
و أغلقته في وجهه غير منتظرةً اي رد من الآخر، نظر آدم لوجه الاثنين الآخرين الَّذين اكتفيا من شجارات الثنائي هذا
" خذه، لقد قالت أنها لن تأتي، تأكد من اقناعها و أحضارها "
أعطى آدم الهاتف لصاحبه و ذهب بعدها يكمل طريقه بينما الآخر ينظر الى ظهره بنظرةِ مللٍ و انزعاج و يأسٍ أيضاً
" هل تعرف ؟ احيانا أشفق عليك لأنك تعرف هذين الاثنين، كل شيئ يسقط على رأسك "
قالها داميان الذي ينظر الى حالة رفيقه إيان التي يرثى لها و لا يُحسد عليها ابداً، نفث إيان الهواء بثقلٍ معبراً عن انزعاجه ف هو يجب ان يواجه اخته صعبة الأرضاء الآن
" عندما تعود الى المنزل اتصل بالشرطة و بلغهم عن حالة عنف أسري و أعطهم عنوان منزلي "
' اي طلبات أخرى أيها المسكين ؟ '
أخذ إيان بعض الوقت قبل أن يجيب على داميان الذي كان يكتم ضحكته بسبب شكل إيان المأساوي المضحك
" تأكد من أحضار مخطوبتك أيضاً، ربما تنسجم آن معها و تصبحا صديقتين "
' يا لك من أخٍ حنون، انت مثال يُقتدى به في الأخو.. '
" لعلها تتعلم منها التصرف ك الفتيات العاديات و تتخلى عن الوحش الذي يضطهدني كل يوم "
صمت داميان و علت عيونه نظرة توضح صدمته و استغرابه، كان يوجه نظراته الى إيان الذي يبدو خائبا كثيراً و اي جزء من الحياة لا يوجد فيه بشكلٍ كوميدي
' أنت تبالغ أليس كذلك ؟! من المستحيل أن أختك هذه صغيرة الحجم و اللطيفة ان تكون فعلا بقوة مصارع او تكون بهذا العنف معك '
تنهد إيان بيأس قبل أن يمشي و يكمل طريقه الى المنزل تاركاً داميان خلفه
" ليتني كنت أبالغ، ليتني كنت "
و ها هو الآن داميان ينظر الى ظهر رفيقه إيان يحاول استيعاب الوضع و يحاول أن يصدق أن تلك الصغيرة التي تبلغ من الطول ١٦٢ سم فقط تضطهد اخاها الضخم الذي يبلغ طوله ١٨٣ سم
" يا ألهي، ما هذا العصر المخيف الذي وُلدت فيه ! "
و هكذا تفرق الجميع و عادوا الى منازلهم
و قد تعرفنا على :
آن و إيان التوأم، و آدم و داميان
هذه المجموعة المكونة من اربع طلاب جامعيين ... الأحداث القادمة التي سترعاهم ستكون أكثر تشويقاً
الفصل الأول - إنتهى