" هَاي آن، ألم تسامحيني بعد ؟؟ "

نطق آدم يخاطب آن التي تجلس في الخلف، تنظر عبر نافذة السيارة لا تعير اهتماماً بأخيها و آدم اللذين يجلسان في الأمام، آدم يقود السيارة و إيان بجانبه

" لا تتكلم معي "

ردت عليه آن من غير أن تنظر إليه، بينما الآخر نظر إليها من المرآة الأمامية بنظرة تبين توقعه لردها هذا

" ماذا عن الآن ؟؟ "

في اثناء كلامه ظهر صوت تصادم أشياء رقيقة ببعضها، غيرت آن مسار نظرها إليه لتجد ذراعه ممدة للخلف حيث تجلس و بيده كيس من رقائق البطاطا التي تحبها، نظرت الى كيس الرقائق قليلاً بعدها غيرت مسار نظراتها لآدم الذي يركز على الطريق

" حسناً الآن سامحتك، ف أنت تعلم أني طيبة القلب و قلبي كبير و لا يستطيع مواصلة الخصام "

قالتها آن و بينما كانت تقول هي قد اخذت كيس الرقائق فعلاً و فتحته لتبدء بتناوله

" و أخيراً قد حصلت على سماح الأميرة، هذا شرف كبير للغاية "

' أجل بالطبع، و من تظنني ؟؟! .. الآن ركز على الطريق و قد جيداً '

أجابته آن و أكملت تناولها لمحتويات الكيس بأستمتاع، بينما كان أخاها ينظر الى تعابيرها البشوشة و المستمتعة بسبب كيس الرقائق من خلال النافذة الجانبية

" انت حقاً تعرف كيف تتعامل معها، لقد استغرق الأمر مني أسبوع حتى عادت للتكلم بشكل طبيعي معي بسبب شجارنا الأخير "

' الأمر سهل للغاية، فقط أحضر لها الطعام و ستعود المياه لمجاريها '

أجابه آدم بينما عينيه مركزة على الطريق و الآخر وضع على وجهه ملامح السخرية من نفسه بسبب فرق المعاملة التي تبديها أخته له

و بعدها أخذ الصمت مكانه بين الثلاثة، لا أحد يتحدث، كلٌ منهم يركز على شيئ ما، آدم على الطريق و آن بطعامها أما إيان ف كان يعبث بهاتفه، و فجأة رن هاتفه .. أجاب إيان عليه، و عندما أنتهى وجه كلامه للآخرين اللذين معه

" داميان و مخطوبته قد وصلا الآن، أنهما الآن ينتظرانا "

' هذا سريع ! متى خرجا ؟؟ '

سألت آن ف المسافة التي تقطع الثلاثة الآن عن المكان المقصود تقدر بساعة

" لا أعلم و لكن بالتأكيد قبلنا "

أجابها إيان عندما وضع هاتفه في جيبه

" لا بأس، سوف أزيد السرعة لنصل في نصف الوقت "

كان الذي قاله آدم كفيل بجعل لون آن يختفي و يحل محله الشحوب

" ما..ماذا ؟ انت تمزح بالتأكيد "

' أنتِ جبانة، أنا لن أسرع كثيراً '

" نعم نعم أنا جبانة و لكن أرجوك لا تزد السرعة، انت شخص أنتحاري لا يهتم بحياته و لكني افعل "

' و هل هذه سيارتك ؟؟ '

" و هل حياتنا خاصتك ؟!!! "

أجابته آن بأنفعال شديد، يبدو ان قيادة آدم خطرة جداً، تجاهل آدم ردها هذا و رد عليها بابتسامة

' ضعي حزام الأمان إن كنت تريدين ف سوف أزيد سرعتي الآ.... '

لم يكمل كلامه لأنه نظر إليها عبر المرآة و وجد أنها...

' لقد وضعتيه بالفعل '

" بالطبع سأضعه ما دمت انت الذي يقود السيارة "

' حسناً هذا جيد إذاً، أنتبها حتى لا ترتطما بشيئ '

" هذا يعني انك تعرف ما الذي تفعله قيادتك "

شارك إيان معلقاً على رد آدم

' هذا أكيد، خير دليل ما الذي يحدث لأختك الآن '

" هاها هذا مضحك جداً، ... أياك أن تسرع كثيراً "

أجابت آن ساخرة من كلام آدم بعدها أكملت كلامها تأمره ف رد عليها :

" طلباتك أوامر بالتأكيد "

__________________

بعد ما يقارب النصف ساعة وصل الثلاثة للمكان المقصود، بينما أحدهم على وشك مفارقة الحياة

" لا أصدق أني ما زلت على قيد الحياة "

قالت آن التي كانت جالسة على الأرض ترتجف في مكانها، أخذت نفساً عميقاً و أخرجته، وجهت نظراتها الغاضبة لآدم لتخبره

" أهذا ما عنيته بطلباتي أوامر ؟؟! لقد ظننت أني فعلا بالجنة و لكني كنت ألعب الأفعوانية فيها !! "

' أهؤلاء هم رفاقك ؟؟ '

فجأة ظهر صوت من الخلف، استدار الثلاثة ناحيته ف وجدوا رفيقهم داميان و بجانبه فتاة جميلة و انيقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، كانت مثالاً مناسباً يقتدى به في الجمال و الأنوثة

" أجل انهم هم "

نظر داميان في عينيها و أجابها مبتسماً، بعدها غير اتجاه نظراته نحو الثلاثة و رحب بهم

" أهلاً رفاق، لم تتأخروا كثيراً كما كنت أظن "

' و كيف نتأخر و سائقنا هو آدم ؟ '

رد عليه إيان ف صححت آن كلمة قد قالها

" تقصد منتحرنا آدم "

قالت عندما وقفت على ساقيها اللتان و أخيراً توقفتا عن الارتجاف

' هذا يفسر حالتك المزرية إذاً '

قال داميان ضاحكاً ف ردت عليه

" و هل هناك سبب آخر يجعلني بهذا الشكل الكارثي ؟ "

كانت آن بينما تتكلم تقوم بالتأكيد من ترتيب ثيابها التي ترتديها، و عندما انتهت و تأكدت منها توجهت ناحية مخطوبة داميان و مدت يدها لها للمصافحة مع ابتسامة ترحيبية مسرورة

" أنا آن، صديقة داميان و زميلته في الجامعة، تشرفت بمعرفتك "

أبتسمت المقابلة لآن على ترحيبها و طريقة تقديمها لنفسها و مدت يدها هي الأخرى لتكمل المصافحة

' انا صوفيا خطيبة داميان، لي الشرف بمعرفتك و أتمنى أن تجمعنا علاقة جيدة '

و بعدها بدء الثلاثة بالتعرف على مخطوبة رفيقهم داميان، دارت بين الخمسة الكثير من الأحاديث المسلية طوال اليوم، حصلت آن على رفيقة جديدة و ربما تكون أيضاً رفيقة المجموعة الخامسة

وصل اليوم الى نهايته بالفعل و ذهب الجميع الى المبنى الذي حجزوا به ليبقوا به طوال مدة رحلتهم هذه، أتى الليل و حان وقت النوم، تفرقوا و ذهب كل واحد منهم الى حجرته

و غداً ستكون بداية رحلتهم الممتعة و الي تحمل الكثير من التشويق

الفصل الثاني - إنتهى

2021/10/28 · 90 مشاهدة · 892 كلمة
Marilyn
نادي الروايات - 2025