" حسناً ... لقد قمت بتحويط كل الأماكن التي سنقصدها "

نطقت آن بعد أن أكملت من تحويط الأماكن التي تخطط مجموعتها للذهاب إليها على الخريطة، كانت أغلب المناطق المحاطة هي مناطق نائية، لا أحد يمر من جانبها حتى أو يلاحظها

" الآن هل لديكم منطقة محددة تريدون أن نذهب اليها أيضاً ؟؟ "

وجهت آن كلامها للأربعة الذين يحيطون باقي جوانب الطاولة، أخذهم الصمت للحظات قبل أن ينطق إيان

" لا يبدو ذلك، إن الأماكن التي حددتيها كافية "

' أجل هذا صحيح، إنها كافية و تبدو ممتعة للغاية، لا أظن أننا نحتاج لزيارة أماكن أكثر '

أضافت صوفيا موجهةً كلامها لآن بأبتسامة صغيرة ودودة

" إذاً ما دمنا قد أنتهينا من تحديد وجهاتنا لننطلق الآن "

نطقت آن تزامناً مع طوي الخريطة لتصبح بحجمٍ مناسبٍ لحقيبة الظهر التي ترتديها

" إذاً سوف أسبقكم و أقوم بتشغيل السيارة "

قالها آدم عندما أخرج مفتاح السيارة من جيبه و توجه لخارج الغرفة التي تحتوي الخمسة الآن، و لكن يدٌ صغيرة أوقفته لأنها امسكته من قميصه من الخلف، التفت للخلف ليجد آن

" و هل تظن بأني سأدع أرواحنا بين يديك مجدداً ؟؟ "

أستدار بالكامل ناحيتها عندما انتهت من كلامها و قال كلامه بنبرةٍ واضحٌ فيها التعالي

" ما الذي ترمين إليه بكلامك ؟؟ إن لم يكن أنا من يقود ف من سيكون ؟ "

' أنا بالتأكيد، و من غيري سيكون ؟ '

أجابته آن بثقة واضحة حتى في ملامحها، و عندما سمع آدم كلامها خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه قبل أن يرد عليها

" أنتِ ؟! ستقودين أنتِ التي لم تستطيعي حتى أن تمسكيني من كتفي الآن بسبب طولك الذي يكاد لا يُرى تريدين أن تفعلي ؟ أنت تمزحين بالتأكيد، أشك أنكِ ستصلين للمكابح حتى "

كان يهاجم و يعيد الهجوم و لا يعطي لآن فرصة لرد هجومه، لقد أسقط عليها العديد من الصواريخ في آنٍ واحد، غضبت آن لدرجة أنها قبضت على يديها بقوة و عضت شفتها السفلية تحاول تهدئه نفسها كي لا تهجم على آدم و تشوه وجهه

' أسمعني آدم، هذا ليس وقت المزاح أبداً، دعني أقود أنا هذه المرة و أجعل الأمور تسير بسلالة من دون أي مشاكل ... أعطني المفاتيح الآن '

تكلمت آن بهدوء لتصل لمرادها، ف هي تعلم إن تشاجرت ف ستصل هذه الرحلة لنهايتها قبل بدايتها، مدت يدها و اظهرتها أمام آدم تنتظر ان يضع فيها المفاتيح، حدق في عينيها لثوانٍ قليلة قبل أن يخرج المفاتيح من جيب بنطاله و يضعها في راحة يدها

" تفضلي، الان هيا أذهبي لتشغيل السيارة و أنتظرينا "

أبتسمت آن عندما أصبحت المفاتيح في متناول يدها و ردت على آدم بأبتسامة بشوشة للغاية

' حسناً سأفعل و لكن لا تتأخروا كثيراً '

ختمت كلامها بخروجها من الغرفة، و عندما ابتعدت عن الغرفة قليلاً اظهر الجميع ضحكاتهم التي كانوا يكتمونها خوفاً من أنفجار آن عليهم

' لقد نلت منها '

قال داميان ف تلاه إياه

" لقد كنت خائفا في البداية و لكن عندما أطلق آدم قنابله أصبح أمساك ضحكتي في غاية الصعوبة، يا الهي من الجيد أني صمدت حنى النهاية و إلا كنت في عداد الموتى "

' و لكن لم أتوقع أن تكون آن لطيفة هكذا عندما تغضب '

نطقت صوفيا بأبتسامة ضاحكة ف توجهت عيون إيان لا ارادياً الى داميان الذي كانت عينيه متوجهةً اليه ايضاً وبسبب هذا ألتقت عيناهما و تحدثا بواسطتهما، و قد كان من الواضح أن ما قالته عيون إيان هو " لطيفة ؟ حقاً ! " و قد وصلت الرسالة لداميان مباشرةً

" أجل انها دائماً تكون لطيفة عندما نغيضها بشأن طولها أو حجمها "

رد داميان على مخطوبته صوفيا مسايراً لحديثها و الأخ التوأم في الخلف يموت في الداخل ببطئ بسبب الحقيقة الرقيقة لهذه اللطيفة التي لا تدعه يعيش حياته في سلام

" سوف أسبقكم للسيارة، أنتم أسرعوا حتى لا تكونوا عشاء اليوم لهذه اللطيفة "

نطق آدم قبل أن يخرج من الغرفة و يترك الثلاثة خلفه ليجهزوا أغراضهم التي سيحتاجوها لرحلتهم التي ستبدأ بعد دقائق

____________

على تلٍ عالٍ قليلاً أُخِذ ليكون محطة للخمسة توقفت سيارتهم، و آن أخذت تقف على حافة الجرف الصخري

" إذاً هذه هي وجهتنا الأولى، لم أكن اتوقعها هكذا، لقد ظننت أنها مجرد منطقة طبيعية "

قالت صوفيا عندما توجهت لمكان وقوف آن التي كانت ترمق المكان الذي أمامها بنظرات متحمسة و متشوقة، و خلفهما الثلاثة المتبقين يقومون بأنزال الأمتعة التي اخذوها معهم

" في الواقع كان هذا المكان من المقرر أن يكون مكاناً لجذب الناس و السياح، ف الدولة قررت أن تبني مركزاً تجارياً ضخماً هنا و لكن بسبب الحوادث المرعبة و المستمرة التي حدثت في اثناء بنائه تم التخلي عنه رغم نجاحه المؤكد ف الجميع أَكَد ان المشروع سيكون مشروعاً ناجحاً لو تم إكماله، يقولون أن المكان الذي بُنى عليه مشؤوم ... لقد أبتلعته الطبيعة الآن كما ترين و أصبح جزءً منها، لقد أتخذته الأشجار و النباتات بيتاً لها ف حتى في داخله ستجدين الكثير من الأشجار والنباتات المختلفة، .... ألا تظنين أن بدايتنا بهذا المكان ستكون جيدة ؟؟ "

تكلمت آن مجيبة على صوفيا و يبدو أنها انغمست في الشرح عن هذا المكان من دون أن تعي فقد نطقت بالكثير من التفاصيل، سألت في النهاية التي بجانبها بابتسامة لأنها تظن بأن الأخرى ستوافقها الرأي

" إذاً هذا المبنى قد تم تركه قبل اكمال بنائه لأن العديد من الحوادث حدثت فيه و هناك من يقولون أن السبب يعود لبنائه على منطقة مشؤومة و الطبيعة بدأت تنمو فيه و يبدو صعباً أن تدخلي اليه بسبب كثرة النباتات التي بداخله و تسأليني ما إذ كانت البداية به جيدة ؟؟ "

أعادت صوفيا جميع النقاط التي ذكرتها لها آن بنبرة توضح عدم تصديقها للذي سمعته عن هذا المكان

' أجل ! ... و لماذا ترتعشين ؟؟ '

أجابتها آن و سألتها مستغربة من ارتعاشها، يبدو أن بطلتنا غبية لدرجة أنها لم تلاحظ خوف الأخرى

" الأمر فقط أني شعرت بالخوف قليلاً، ربما لن استطيع الدخول معكم ف أنا من النوع الذي يخاف بسهولة و من أي شيئ "

' غريب ! هذا غير متوقع منكِ ابداً ف انت لا تبدين من النوع الذي يخاف '

ردت عليها آن متفاجئة، يبدو أن إعتقادها الاول عن صوفيا بأنها فتاة شجاعة كان خاطئاً، و الأخرى التي بجانبها زاد توترها اكثر و خوفها و بدأت تتردد أكثر ف أكثر بالدخول لهذا المكان المهجور من البشر

" هل تعرفين ربما أنا لن أذهب فعلاً، ربما س انتظركم هنا ف لا اظن إن بإستطاعتي التقدم معكم "

أرادت آن أن ترد عليها و تجعلها تأتي معهم و تغير رأيها و توقف ترددها و لكن حقيبة الظهر خاصتها قد اوقفتها لأنها قد رُميَت عليها في حين غفلة، و رغم تفاجئها إلا انها أمسكت الحقيبة جيداً، نظرت الى حيث الثلاثة لتتعرف على من رماها عليها

" آدم !!! "

صرخت باسمه غاضبة ف تصرفه لم يعجبها ابداً

" ما الذي تفعله !! لماذا رميت الحقيبة هكذا ؟!! "

' أنا آسف و لكنها قد أُفلِتَت من يدي بالخطأ '

بطريقة هادئة و كأنه لم يفعل شيئاً قال بينما توجه هو و اللذين خلفه لمطرح الأثنتين

" أُفلِتَت ! و بالخطأ !! لا تمزح معي هذا لم يكن لطيفاً ! "

' لقد قلت لك أنا آسف و أني لم أفعلها متقصداً ! '

" أجل أجل صدقتك، واضح للغاية كم أنكَ صادق من ابتسامتك هذه، حاول عدم ازعاجي اليوم ف نحن هنا اليوم لنستمتع و ليس لنتشاجر يا ذو الرأس الفارغ "

قالت كلامها و هي تحاول أن تكتم غضبها و لكن في النهاية تحولت نبرتها للشرسة

' الستِ أنتِ من يتشاجر الآن ؟ '

" هذا مجرد تنبيه لك، ... هيا صوفيا دعينا نذهب لا يوجد داعٍ للخوف ف جميعنا معكِ "

وجهت جملتها الأولى لآدم قبل أن تتوجه بعدها لصوفيا و تسحبها من رسغها لتصبحا في مقدمة المجموعة

' إن كان هذا هو التنبيه ف كيف سيكون الشجار إذاً ؟ '

تكلم آدم بينه و بين نفسه و لكن بصوتٍ مسموع لدرجة أن رفيقيه سمعاه، ف رد عليه إيان

" سيكون مثل المواجهة ضد كلبٍ عملاق متوحش ذو ثلاثة رؤوس "

' أظن أني يجب أن ابتعد قليلا من أجل الحفاظ على حياتي فقد عبثت معها كثيراً هذه الفترة "

" كثيراً فقط ؟؟ يا رجل لقد كنت تعبث معها في كل دقيقة تجتمعان فيها، لابد أنها تكرهك الآن لدرجة التمني أن تنفجر "

شارك داميان ضاحكاً، من الواضح للغاية إن وضع هذان الأثنان ممتعٌ للغاية بالنسبة له

' حسناً و إن استمررت بالعبث معها ف ربما تقوم فعلاً بتفجيري، لا أستبعد هذا من الذي أراه في إيان، ف كل عجائب الدنيا تظهر عليه عندما تغضب آن '

بعد أطلاق آدم لتعليقه الساخر و المضحك الذي استهدف شخصاً معيناً، رد إيان عليه

" هاها شكرا لتعليقك اللطيف و المضحك، و الآن هيا اسرعا لنلحقهما و إلا كلنا سننفجر معك و ليس أنت فقط "

____________

{ آن }

أخذت صوفيا و سبقت الفتيان، قررت أن أتجاهل آدم ف الشيئ الوحيد الذي يجيده هو اثارة أعصابي، و أنا لا أريد أن اتأثر به الآن لأني إن فعلت ف كل شيئ خططت له من أجل هذه الرحلة سينتهي بالفشل

" لم أتوقعه أن يكون بهذا الجمال من الداخل ! "

قلت متعجبة عندما دخلت للمركز التجاري الغير مكتمل و رأيت كيف أصبح حاله بعدما أصبح جزءً من الطبيعة، لقد كان حقاً في غاية الجمال، لا أعرف كيف خرجت كل تلك الأشاعات المخيفة عن مكان جميلٍ و لطيفٍ ك هذا، رغم وجود بعض الأمور المتعلقة بالبناء متناثرة هنا و هناك و بفوضوية جداً إلا إن المكان ما زال مظهره جيداً

" رااائع ! أريد العيش هنا، في هذا المكان بالذات ! "

أبهرني جمال الطبيعة فعلا لدرجة إني قلت كلامي بعفوية شديدة و من دون أن أعي، أي أن ما في قلبي على لساني كما يقول ذو الرأس الفارغ

' هل أنتِ طرزان أو ما شابه ؟؟ '

علقت صوفيا و حينها تذكرت وجودها معي، لقد نسيت أمرها تماما و ظننت أني الوحيدة الموجودة هنا، نظرت إليها لأجد ملامح غريبة تعلو وجهها، ملامح كما لو أنها قالت شيئاً خاطئاً أو أفشت سراً على غفلةٍ منها و تحاول أن تجعل الأمر و كأنه لا شيئ

' هاها أنا أمزح فقط ! لا تأخذي مزاحي على محمل الجد رجاءً '

لأكون صريحة لقد أزعجني تعليقها، بحق يكفي مزاح آدم و عبثه و الآن هي !! و لكن لا يهم لا يجب أن أفسد مزاجي بسبب شيئ تافه كهذا، لابد أن تعليقها خرج بشكل عفوي و لم تقصد الاهانة به

حاولت أقناع نفسي بهذا الكلام ف أنا لا أريد أن أفسد علاقتنا التي بدأت للتو

" لا بأس، لم يحدث شيئ، و الآن دعينا نصعد للطابق الأول و نرى ما به "

أجبتها بإبتسامة و أقترحت أن نصعد للطابق الذي يلي الطابق الأرضي الذي نحن به، ف اومأت برأسها مبتسمة لي ك موافقة على كلامي

" أجل لنصعد، متشوقة لرؤية الذي يوجد هناك "

كانت تبدو متوترة و هي تتكلم معي، تحاول أن تجعل تصرفاتها طبيعية و لكنها فاشلة بهذا، و أيضاً ألم تقل بأنها خائفة ؟! لا يبدو لي أنها خائفة بتاتاً

تجاهلت تصرفاتها الغريبة التي واضح للغاية كم هي مصطنعة و سبقتها للصعود الى الأعلى، ف ربما هي متوترة الآن كثيراً و تحتاج ان تهدء من نفسها

صعدنا للطابق الأول، كان كبيراً للغاية، لم أستطع أن أرى نهايته من كبر حجم المكان، المركز التجاري هذا كان قد تم الأنتهاء منه بنسبة 85% لذا كانت هناك العديد من الحجر الجاهزة تماماً لتصبح متاجراً

توجهت لاحداها و خلفي صوفيا تتبعني و هي تنظر في ارجاء المكان

" صوفيا انتبهي، هناك العديد من مواد البناء المتناثرة هنا لذا يجب أن تحذري لموطئ قدمك "

أخبرتها و أنا أمشي أو بالأحرى أقفز على قطع الأخشاب الكبيرة و الموجودة في كل مكان، تفاديت كل شيئ كان في طريقي و وصلت للمكان الذي كان مبتغاي

" انه جميل ! "

علقت عليه لان طريقة تصميم هذا المكان كانت أنيقة و في غاية الترتيب

" من المؤسف أن مشروع بهذا الجمال و الاتقان قد تم هجره "

كنت أتقدم للأمام و عيناي تجول بكل أرجاء المكان، يبدو أن التصميم سيكون هوايتي الجديدة مستقبلاً، أستدرت للخلف حيث صوفيا لأكمل كلامي

" ألا تظنين ذلك صوف.....

فجأة منعني شيئ من أكمال كلامي، سمعت صوت صراخ صوفيا، شعرت بفراشاتٍ في معدتي تطير بقوة و ما كنت واقفةً عليه تهاوى و هويت معه للأسفل ! و فجأة تغير المكان و أصبح مظلماً ! كما لو أن أحدهم قد اطفئ الأضواء جميعها

لم أستوعب ما حدث لي بعد، كل ما أستطاعات حواسي ألتقاطه هو صوت صراخ صوفيا المذعور، و شيئ ساخن أسفل رأسي، رفعت يدي لأجعلها تلمس ما تحت رأسي و تستكشف ما هذا الشيئ الساخن، لمسته بأناملي و نظرت اليه، لم أستطع أن أميزه بسبب الظلام الدامس الذي كان يحيطني

" رأسي يؤلمني جداً "

تذمرت بألم و أنا أحاول أن أرفع جزئي العلوي من على الأرض، لقد كان الأمر مؤلماً للغاية و صعباً، ظهري يؤلمني و كأن مطرقة عملاقة قامت بطرقه

حاولت أن أقف على قدماي و فعلتها بعد معاناة من الألم، يبدو أن ظهري ليس الوحيد المتضرر هنا، رفعت رأسي لفوق لأجد صوفيا تنظر الي بخوف و تتكلم معي و لكني لم أستطع ترجمة ما تقوله لأفهمها

" لقد سقطت اذاً ... يبدو أني سقطت بمسافة طابقين من الذي أراه "

عندها بدأت أرى كل شيئ يدور ببطئ، و أصبحت أسمع صوت صوفيا يبتعد عني، سمعت حينها صوت الفتيان أيضاً، كانوا يتحدثون الي، لم أستطع أن أعرف ما الذي يقولوه، كل ما كنت أسمعه هو أصوات متناثرة من الصعب ألتقاط أحد منها

و أصبحت أيضاً أرى الكثير من الأبعاد، بدأت ساقاي تفقد قوتهما و أصبحتا تعانيان حتى تحملاني، حاولت أن أصمد أكثر و لكن قوتي تبخرت تماماً و أخر شيئ اتذكره هو أستقبال الأرض المؤلم لجسدي الواهن

____________

{ إيان }

سبقتنا الفتاتان و دخلتا للمركز التجاري، أخذنا بعض الدقائق نتكلم و نمزح و نضحك بها قبل دخولنا، و عندما دخلنا سمعنا صوت صراخ صوفيا يأتي من فوق

أقشعر جسدي عندما سمعت صراخها و بدأت طبول الخوف تقرع في قلبي بقوة، ما الذي حدث و أين هما و ماذا حدث لدرجة تجعل صوفيا تصرخ بهذه الطريقة

حاولت أن أصفي ذهني و لا أتخيل أي شيئ سيئ حتى لا أزيد سوء الموقف أكثر علي، خارت قواي من الخوف لجزء من الثانية و لكن بعدها قهرت هذا الخوف الذي قيد جسدي من الحركة و توجهت لناحية مصدر الصراخ، و قد كانا الآخران معي أيضاً و حالهما لم يكن أفضل من حالي

وصلنا للطابق الأول و رأينا صوفيا تجلس على الأرض و تبدو منهارة تماماً، توجهنا لمكانها بأقصى سرعتنا لنعرف ماذا حصل معها و لكن لفت أنتباهنا الفجوة الكبيرة الموجودة في الأرض

ركزت قليلا في الأسفل لأعرف ماذا يوجد هناك لأن الظلام كان دامسٌ للغاية ف لم أستطع أن أرى جيداً، ركزت بصعوبةٍ عندها لأراها !!

" آااان !!! "

صرخت بأسمها عندما ميزتها و أخيرا في هذا الظلام الدامس، أستخدم آدم ضوء هاتفه ليضيئ المكان و كان هذا المنظر المفجع لقلبي

آن مغطاة بالدماء و ثيابها ممزقة، لابد أن سقوطها كان قويا جداً، لا أشك من وجود عظامٌ مكسورة لديها الآن

" آن لا تتحركي ! أنا آتٍ إليك الآن فقط أجلسي في مكانك ! "

نبهتها و حذرتها و لكن لا أستجابة منها، هي فقط تبدو و كأنها تصبح اكثر وهناً، بالكاد تستطيع الأتزان في استقامتها !

" آن قلت لكِ أجلسي في مكانك، لا يجب عليك أن تقفي "

صرخت بصوتٍ أعلى هذه المرة لعلها تسمعني و لكن كانت الاستجابة على كلامي هذا هو اغمائها و سقوطها على الأرض !

" آاااااان !!! "

قفز قلبي خوفاً عليها لدرجة أني صرخت بإسمها من دون أن أعي، كنت حتى على استعداد لأقفز إليها رغم بعد المسافة، اصبح كل ما أريده هو أن اصل اليها بسرعة لأقدم لها ما تحتاجه الآن

الوضع لا يُحتمل بالنسبة لي من خوفي و قلقي عليها، شعرت بإني عند هذه اللحضة سأخسرها و لن اراها مجدداً، هذا هو نوع الخوف الذي كنت اشعر به

" آدم نحتاج لحبل !! "

قال داميان

' أنه في السيارة سأذهب لأحضار ...

لم يستطع آدم أن يكمل كلامه بسبب صوت ضحك ظهر من العدم ! صمتنا و حاولنا أن نعرف مصدر الصوت و عندما أتضح المصدر أكثر شعرت برعشة في عمودي الفقري !

نظرت للأسفل لأجد شيئاً ضخم بجانب جسد آن ينظر إلينا و يضحك، كيان ضخم مرعب و مقزز

يضحك و يضحك و تصبح ضحكته أعلى، فكرت لحظتها بأن ما أراه مجرد وهم نسجه عقلي بسبب قلقي و خوفي على أختي و لكن لا ! ذلك الكائن حقيقي

لا أعرف ما الذي حدث ساعتها لجسدي و لكني كنت متأكداً وقتها بأن شيئاً كان ممسكاً بي و يجعلني عاجزاً عن الحركة، لان رغبتي في إنقاذ أختي حينها كانت جامحة و لكن جسدي لم يستجب لتلك الرغبة !!

رأيته و هو يسحب جسد أختي و يضحك ضحكةً مستمتعة، جسدها كان يختفي من أمامي و لا أعرف الى أن سيأخذها ولم أستطع أن أفعل شيئاً، و ليس أنا فقط من لم يتحرك بل الجميع !!

" آن ! آااان !! آاااااااااااان !!!!!! "

كنت أصرخ بأسمها و كأن هذا الشيئ الوحيد الذي سينقذها و لكن لا ... لم يكن كذلك، و عند اختفائها تماما عن أنظاري و أختفاء تلك الضحكات المرعبة صرخت بإسمها بأقوى ما لدي منادياً عليها

' ماذا كان هذا ؟!! '

الفصل الثالث - إنتهى

2021/10/28 · 95 مشاهدة · 2746 كلمة
Marilyn
نادي الروايات - 2025