9 - ك سابقتها - الفصل الأخير

{ آدم }

سحب شيئ من الظلام جثة صوفيا لأحشائه يخفيها عن أبصاري، لم يظهر منه غير ذراعيه الضخمة المشعرة، عدت زاحفاً الى الخلف خائفاً مذعوراً، في هذه اللحظة توقف عقلي عن التفكير و الشعور بمحيطي، كل ما شعرت به هو رئتاي و هي تستقبل و تطرد الهواء منها و الدوران الذي أحاط بدماغي و الذي جعل الرؤية عسيرة علي، أنا أعي هذه الأعراض و أعلم بأنها تعني إني على وشك فقداني لوعيي و لقد حاولت أن أهدء من نفسي حتى أمنع حدوث هذا و لكن الوضع كان أشد مني بكثير، و في النهاية لم اقوى على السيطرة على نفسي إلا عدة ثوان و سقطت بعدها غائباً عن الوعي

_______________

تسللت رائحة الشمع المذاب الى أنفي ف أدت الى إيقاظي، لم يكن هناك شيئا واضحاً عندما فتحت عيني، لم أستطع فهم أين أنا في البداية و كأني فاقد للذاكرة و لكن بعد ثوانٍ فقط تذكرت و استوعبت ف عرفت إني في هذه اللحظة في مكان مختلف عن الذي كنت فيه !

و أيضاً وجدت نفسي متوضعاً على كرسي و مقيداً به بواسطة أشياء شلت حركة جسدي كلها، لم تكن أشياء طبيعية بالتأكيد ف قد كانت تجعل جسدي ك الصخرة العملاقة التي من المستحيل زحزحتها أنشاً واحداً، لم أستطع رؤيتها جيداً بسبب الظلام و لكني استطعت لمح حركتها التي تشبه حركة الثعابين

نظرتٌ لأمامي ف وجدت شخصاً يقابلني حاله ك حالي، و لأكون أكثر دقة كانت فتاة متموضعةً مثلي على كرسي و مقيدة بنفس الأشياء التي تقيدني، ركزت نظري على وجهها حتى أستكشف ملامحها و شيئاً ف شيئاً إتضحت لي جيداً

" آن ! "

نطقت بأسمها و أنا أستكشف ملامح وجهها مرة أخرى حتى أتأكد من أن الشخص الذي أراه أمامي الآن ليس وهماً أنتجه عقلي نتيجة لحظة جنون

" آن هذه أنتِ حقاً ! "

هتفت لها و ابتسامة صغيرة ظهرت على محياي معبرةً عن سعادتي، و كيف لا أكون سعيداً و آن حية ترزق أمامي بعد أن ظننت بأن الجميع سبقني و رحل و تركوني وحيداً في هذا المكان الموحش، و لكني كنت مخطئاً ف ها هي آن الآن تجلس أمامي تدب فيها الحياة

أظهرت آن إستجابة غريبة، قد كانت مطأطأة الرأس للأسفل قليلاً و كل ما فعلته هو رفع مقلتيها ناحيتي تحدق بي بنظراتٍ غريبة لم أفهم ما تعنيها، .. بل في الواقع أشك إن كانت تحمل معنى حتى

" سوف أنقذكِ حالاً، فقط انتظري قليلاً بعد "

أخبرتها بهذا الكلام الغير منطقي في حالتنا هذه و لكن - و لأكون صريحاً - رؤيتها جعلت الأمل ينبت في داخلي مجدداً رغم علمي بالوضع الصعب الذي نحن فيه

' تنقذني ؟؟ آدم لا تثر سخريتي، كيف ستنقذني و أنت غير قادر على تحريك اصبعك الصغير حتى ؟! هذا شيئ مستحيل، .. فقط استسلم .. لا فائدة ترجى من كل ما ستحاول فعله '

شحب لوني عندما سمعت كلامها و بدء العرق يتصبب من جسدي البارد، نظرت إليها و ملامح الأستنكار و الأستفهام ظاهرةً على محياي

" كيف تريديني أن أستسلم بعد أن قطعنا كل تلك المسافة من أجل أنقاذك ! لا تتفوهي بالهراء، نحن سنخرج من هنا أحياء ف قد أنتهى كل شيئ، الثلاثة ليالٍ انتهت و أصبحنا في أمانٍ الآن "

' أهذا ما يخبرك به حالنا الآن ؟؟ '

أضعت جميع الكلمات عندما سمعت ردها، حدقت في مقلتيها متوتراً من دون أن أنطق بأي حرف، لأكون صريحاً أنا فقط خائف من أن تلقي آن شيئ صعب على مسامعي و هذا ما يبدو عليه الأمر من مظهرها

' آدم .. أصغي الي جيداً، نحن هالكان لا محالة، هذه اللعبة التي سُحِبنا إليها جميعاً كانت مجرد متاهة لكي يتسلى بنا، .. عندما يأتي دعه يأخذ روحك من دون أي مقاومة حتى لا يفعل معك ما فعله معي، هو يحب تعذيب ضحيته قبل قتلها لذا لا تظهر له أي ردة فعل، صدقني هذا هو أفضل ما يمكنك فعله في هذه النهاية المغلقة '

كما توقعت هي قد ألقت علي ما كنت خائفاً من سماعه، عندما أنتهت من ألقاء خطابها علي ركزت على حالة جسدها ف وجدته غارقاً في دمائها أثر بعض المناطق الممزقة منه، الجروح العميقة مبعثرة على كامل أطرافها و الكدمات أستطعت لمحها من شدة بروزها، كانت تغطى وجهها و ساقيها و ذراعيها، ركزت على ملابسها ف وجدتها ممزقة و كأنها فعلة حيوانٍ مفتوس كانت آن في مواجهةٍ معه، رفعت نظري الى وجهها ف كانت الدماء قد قسمته الى نصفين كأنه نهر تفرع من رأسها

كانت حالة آن مزرية للغاية لدرجة جعلك خائفاً من أن تلقى نفس مصيرها، ربما نكون أنا و رفاقي تلقينا الكثير من العذاب النفسي و لكن من الواضح إن آن لم تسلم من هذا أيضاً، هي تلقت عذاباً نفسيا و جسديا و هذا يوضح برودها و عدم مبلاتها في مثل هذا الموقف

' أرأيت ؟؟ هذا ما وصلت إليه لأني فقط أعطيته ردة فعل على ما فعله بي، أنا حالياً أتمنى لو أني قبلت بعرضه '

_______________

[ الليلة الأولى من اللعبة ]

{ آن }

حين أفقت قبل بضع دقائق كنت لا استوعب الوضع الذي كنت فيه و حاولت بجدٍ أن أعرف كيف وصلت الى هنا، مقيدة على كرسي في حجرةٍ صغيرة قليلاً و معتمة، ... و لكن الآن بعد أن عرفت كل شيئ و استوعبت الموقف الذي كنت فيه تمنيت لو أني لم أستيقظ و بقيت غائبة عن الوعي، بل لأكون أكثر صراحةً .. تمنيت لو أني لقيت حتفي حين سقطت

' إذاً آنسة آن، دعيني أعرض عليكِ عرضي ... بتِ الآن تعلمين بمصير رفاقك، ف لهذا ما رأيك أن تسبقيهم جميعاً و تموتي ؟ سوف أرسلكِ الى السماء من دون أي تشعري بذلك، أليس هذا أفضل من مشاهدة أصدقائك و هم يصارعون في هذه اللعبة التي لن يفوزوا بها أبداً مهما بذلوا من جهد '

رغم إطلاعي على مصير رفاقي و علمي بما ستؤول إليه النهاية إلا إني ما زلت خائفة و ما زلت أريد التمسك بالحياة، كان هناك أمل غبي ظهر بدافع الخوف ليخبرني بأن أثق بأصدقائي، ف ربما يفوزون في اللعبة و يستطيعون إنقاذي و لن أفقد حياتي هكذا

" لا .. لا تفعل .. لا تقتلتي رجاءً "

بصوتٍ مهتز غير ثابت و غصةٍ عالقة في حنجرتي من الخوف و دموع متصلبة في مقلتاي أخبرته أو بكلمة أكثر دقة .. ترجيته

' كما تريدين إذاً، كان هذا العرض في صالحكِ و لكن بما أنكِ لا ترغبين به ف لن أجبركِ عليه و لكن لا تندمي لاحقاً و تترجيني حتى أخلصكِ من ما سيحصل '

رمى كلامه من الظلام، كان متستراً بأحشائه و كل ما كان ظاهرٌ منه هو صوته فقط، لم يظهر لي أبداً و الوقت الوحيد الذي استطعت رؤية هيئته الحقيقية فيه هو حين لقائه برفاقي و أتفاقه معهم على اللعبة، لقد أراني كل شيئ حدث معهم كمل لو كنت متواجدة هناك

' سأتركها لكم، و لكن لا تقسوا عليها كثيراً '

رمى أوامره على عدة اشخاص كانوا مجهولي الهوية بالنسبة الي، فزعت حين سمعت كلامه و لكن بعد أن أختفى و أخذ الصمت يسود المكان لعدة ثوانٍ أصبح الخوف يقبض على قلبي قبضاً، في كل ثانية تمر في الظلام كان الرعب يتجذر أكثر و أكثر في نفسي، لا أعرف على من ألقى اوامره و لهذا أنتظرت هؤلاء المجهولين ليظهروا أنفسهم لي، ....

و حين ظهروا أمام مرآي أصبح الندم يرافقني في كل دقيقة بعدها

_______________

[ الوقت الحاضر ]

{ آدم }

جف حلقي حين أخبرتني آن بما مرت به من تعذيب جسدي و نفسي، التفكير في أن العديد من الكائنات المرعبة و التي لم تشهد على مثلها من قبل تتناوب على تعذيبك جسدياً و كل فردٍ منها له طريقته الخاصة في التعذيب .. تجعل جسدي يقشعر خوفاً من رأسي حتى أخمص قدمي

' لقد كان يحب منظري بعد كل فترة تعذيب لذا كان يزيد الجرعة علي مرةً بعد مرة إلى أن أصبحت على مشارف الموت '

أطلت النظر في وجهها للحظات قبل أن أنطق بما على لساني

" و لكني لا استطيع الإستسلام هكذا، ما زلت عازماً على الخروج من هنا "

' هذا مستحيل، لقد سقطنا في مصيدته بالفعل، لا يوجد الآن أي مخرج لنا '

" لا هذا غير صحيح !! "

- بل هو صحيح

ظهر من جهةٍ مختلفة صوت عرفته أذناي مباشرةً، و كيف لا و هو السبب في ما أصبح حالنا عليه الآن، ظهرت ذراع بشرية من الظلام و وضعت كرسي قريب من مكاننا و بعدها خرج كائن بشري مثلنا من الظلام و جلس عليه يقابلنا بأبتسامة مرعبة تشبه خاصة الشياطين

لم يثرنا أي شيئ من هذا، لم تنتابنا أي مشاعر من الرعب و الخوف، ف كل ما كنا مشغولين فيه هو الصدمة التي سقطت علينا بهذه القسوة، الشخص الذي ظهر من الظلام الآن أنا أعرفه حق المعرفة و آن كذلك و بل جميعنا نعرفه حق المعرفة !

لم أصدق الأمر بدايةً لدرجة أني اعتقدت أن ما اراه الآن وهمٌ ليس إلا، و لكن من شدة واقعية المنظر أصبحت أتيقن أن هذه حقيقة و ليست وهماً

" إيان !! لا أستطيع تصديق عيناي ! أنت على قيد الحياة "

' هذا ليس إيان، لا أعرف كيف و لكني متيقنة من شعوري هذا، أنت لست إيان و إنما ذلك الكائن الدنيئ الذي أنهى حياة أخي و رفيقي و مخطوبته، لقد أنتحل هيئة إيان '

نطقت آن بكلماتها المحملة بسم الحقد و هي تحدق بإيان بطريقة شرسة، كلامها جعلني أتلقى صدمة أخرى جعلت لدي عسراً في النطق لمدة ثوانٍ

- إذاً لقد لاحظتي هذا الأمر و أخيراً، و لكنكِ مع الأسف متأخرةً جداً

{ آن }

أرابتني جملته ف أجبت :

" لاحظت و أخيراً ؟؟ ماذا تعني ؟ "

طأطأ رأسه قليلاً و ظهرت من ثغره قهقهةً ساخرة صغيرة، رفع نظره ناحيتي و أردف بأكثر إبتسامة تحمل معنى للشيطانية، إبتسامة من المحال أن يستطيع رسمها أي أنسي

- لقد كنت هكذا منذ سنين طوال، منتحلاً لهيئة و شخصية أخاكِ العزيز، عشت معكِ تحت نفس السقف و نفس المنزل، تناولنا الطعام على نفس الطاولة و درسنا و نجحنا معاً، كنت معك لساعات و أيام و سنين و لكنك لم تلاحظي ذلك إلا الآن

أنعقد لساني حين سمعت كلماته، صدمت حينها و صدمت بشدة كذلك، لدرجة أني شعرت بضيق في التنفس و الغثيان، و في ذات الوقت شعرت بالخوف، شعور الخوف عظيم حينما تكتشف أنك كنت تعيش مع شيئ كان ينتحل شخصية أحد أفراد عائلتك

" إذاً .... منذ سنين كنت تنتحل شخصية أخي، ... متى بدأت بإنتحال شخصيته و أين هو الآن ؟ "

حاولت أن أتماسك قدر الإمكان ف في هذه اللحظة بالرغم من إدراكي بأن الموت أقرب إلي من ظلي الآن و لكن معرفة أجوبة الأسئلة الي تدور في رأسي كانت أشد أهمية بالنسبة الي

- أأعتبر إجابتي على أسئلتك هذه هي رغبتكِ الأخيرة ؟؟

" أجل، أيمكنك أن تجيبني إذاً ؟ "

بنبرةٍ جامدة و ثابتة أجبته، بطريقةٍ ما شعرت بالكراهية و الحقد يغليان في داخلي و يطغيان على كل الخوف الذي كان متجذراً في نفسي، و أثناء هذا هو أخذ يحدق في عيناي يتأمل المشاعر التي تظهر من خلالها لثوانٍ قبل أن يجيب

- لقد سلبت روحه قبل خمسة عشر سنة، سلبتها منه و سلبت كل قواه الروحية، و من حينها بدأت إنتحال شخصيته و العيش معك لأنك - و بكل صراحة و لأنكِ ستموتين قريباً - كنت هدفي التالي

" قبل خمسة عشر سنة .. هذا يعني ... حين أخذت أمي إيان الى المعبد و أخبرت الرهبان بأن إيان ليس إيان و إنما هو شيئ آخر أخذ هيئة إبنها "

- هذا صحيح، لقد استطاعت والدتك كشفي و لكن لم يصدقها أحد، ف كان هذا الأمر في صالحي لذا .. قتلتها هي الأخرى و أستبدلتها بأحد توابعي، هكذا حصلت على عصفورين بحجرٍ واحد، ف من حسن حظي كانت قواها الروحية قد استيقظت للتو - و هكذا كشفت وجودي - لذا كانت ضعيفة و من السهل علي أن أقضي عليها

" هراء ! كيف ذلك .. حتى أمي ! "

الكثير و الكثير من المشاعر خالجتني لحظتها، لدرجة إحمرار مقلتاي و توقف الدموع فيهما حزناً و حقداً متفجراً، رغم حالتي المزرية إلا أني اردت و بكل شدة أن أهجم على هذا الكائن القاتل و أفرغ به كل مشاعري و اقتله في النهاية من أجل من قتلهم من عائلتي، و لكن تبقى هذه مجرد رغبات و تخيلات دارت في عقلي لم أستطع تنفيذها

- أجل حتى أمكِ، و أنتِ كنتِ التالية، لقد أنتظرت طويلاً حتى تستيقظ قواكِ الروحية، و لكني ضجرت و قررت أن أنهي الأمر اليوم لذا قمت بهذا كله من أجل ذلك

" ما الذي ستجنيه من هذا كله ؟!!! ما الذي ستجنيه من هذا القتل كله !! هم لم يفعلوا لكَ شيئاً، أخي و أمي حتى داميان و مخطوبته ! هم لم يمسوك بشيئ "

صرخت في وجهه بهستيرية، أظهر غضبي بهذه الطريقة الوحيدة التي أملكها، نظر الي بنظرةِ فارغة قبل أن يزيح وجهه عني و ينفجر من الضحك الهستيري

- ما الذي سأجنيه ؟؟ سوف أجني القوة و السلطة على العديد من الكائنات بالطبع ! و من أجل هذه القوة سوف أفعل كل شيئ، القتل أمر تافه جداً بالنسبة لي، أنا حتى لا أحتاج سبباً للقتل أستطيع القتل بدون سبب ... إذا كنت تريدين أن تلقي اللوم على أحد ف ألقيه على سلفكِ، كانت راهبة ذات قوى روحية قوية، تستطيع بواسطتها السيطرة على الكثير من المخلوقات ذات القوى الشيطانية العظيمة، طمعت في قواها منذ زمن و لقد أنتظرت عدة قرون حتى تنتقل قواها لأشخاص واهنين مثلكم حتى أقتلكم و أسيطر على هذه القوى و أكون السلطان على جميع الشياطين و الكائنات المرعبة الأخرى، أنتم يا معشر البشر مجرد كائنات بدائية لا تستحقون مثل هذه القوى العظيمة

يتكلم بصوتٍ عال و بأنفعال شديد و كأنه يلقي خطاباً على آلافٍ من الأشخاص و في النهاية أشار بأصبعه ناحيتي و ينظر الي بنظرةٍ توضح أحتقاره لي او لنقول احتقاره للبشر أجمع، لم أنطق بأي كلمة له بل كل ما فعلته هو ألقاء نظرات الازدراء و الحقد عليه

- آن هل تعرفين شيئاً ؟

أنحنى بجانب موضعي و حضن يدي بخاصتيه

- أنا أحبكِ، لقد عشت معكِ لسنين و تعلقت بكِ و لقد أحببتكِ حقاً، كما كان سيفعل إيان، انتِ شخصٌ عزيز علي و أن أكون أنا الذي سيقتلك هذا أمرٌ يجعلني في قمة السعادة، و سعادتي لم تتوقف هنا أيضاً، لقد صادفت بفضلكِ شخص آخر من نفس نسلكِ .. و هو الآن يجلس أمامكِ

كانت جميع كلماته مققزة بالنسبة الي، كانت تزيد غثياني ليس إلا و لكني لم أتوقع في النهاية بأنه سيلقي علي بصخرة أخرى، بحق السماء شخص آخر من نفس نسلي ! أتسعت مقلتاي و حدقت بآدم الذي أصبح شاحباً ك الجثث من الخوف

" هذا هراء !! لا يمكن ذلك، أنا و آدم لسنا من نفس النسل !! "

نكرت كلامه غير مصدقة له، ف حديثه لا يبدو منطقياً أبداً بالإضافة الى اني خائفة من كون كلامه صائباً

- ليس هراءً، آدم كذلك من نفس نسلك، و سلفه نفسه سلفك، أنتما أقرباء و لكن من بعيد، ... منذ أن وقعت عيني عليك و كل شيئ جيد يحدث لي، أخاكِ و من بعدها والدتك و الآن أنت و آدم، سأكون من أقوى الكائنات بلا شك و العديد سيهابوني و كل هذا بفضلكِ، أنا فعلاً سعيد لأني قابلتك و ممتنٌ كذلك

أفلت يدي من خاصتيه و ابتعد عنا قليلاً، و بدء بأشعال بعض الشموع التي كانت مثبتةً على الأرض، أنتشر نور نارها لتظهر لنا رسمة مثلثٍ على الأرض تحت أقدامنها و تحيط الرسمة العديد من الكلمات الغريبة التي لا أعرف ما معناها و بعض العظام المتناثرة على الرسمة، فُزِعَ قلبي و أصبح جسدي بارداً من الخوف، نظرت لناحيته ف رأيته يقف بعيداً و هو يبتسم أبتسامة رضى و سعادة، و بعدها بدء يتمتم مع نفسه بكلمات بدى وقعها غريباً

حدقت في آدم ف وجدته أكثر شحوباً، لابد أن الحوار الذي سمعه قبل قليل أخافه للغاية و حتى أنا لا أعرف كيف كنت شجاعة حتى أتحاور هكذا مع هذا الكائن، و الآن هذه الطقوس !، لابد أن آدم وصل الى أقصى مراحل تحمله

فجأة بدء جسدي يرتجف بالكامل، بدء الأمر من ساقاي، و من ثم أصبح لدي ضيقاً شديداً في التنفس، و أعراض أخرى ظهرت تدريجياً علي و على آدم، علمت أن هذه الأعراض كانت أعراض الأحتضار !

أهكذا سأموت حقاً ؟؟ قبل دقائق كنت أرغب بالموت حقاً و لكن الآن بعد أن عرفت كل هذا أنجلت رغبة الموت و أتت في مكانها رغبتي في العيش و القضاء على هذا الشيئ الذي خدعني لسنين طوال و قتل افراد عائلتي و اصدقائي، ... و لكن ما الفائدة و هذه الرغبة تولدت قبل دقائق من موتي

شيئاً ف شيئاً بدأت أفقد بصري، لم يعد بأستطاعتي الرؤية جيداً، و كان الأمر نفسه يمر به آدم، و في اللحظات الأخيرة تمنيت أن تتحول مشاعري و رغباتي الى شيئ ما يستطيع قهر هذا الكائن او أن تنتقل لشخص ما و يؤدي هذه المهمة من أجلي و أجلنا جميعاً .

________________

[ بعد أسبوعين - المشفى الحكومي ]

{ آدم }

" ألم تعثروا على اي احدٍ الى الآن ؟؟ "

طرحت سؤالي على والدتي التي كانت واقفةً بالقرب من السرير الذي أستلقي عليه، ترددت قبل أن تجيبني و لكن في النهاية أجابت

' لم يعثروا على أي احد، و لكن البحث ما زال مستمراً و المكان كبير للغاية، لذا سيحتاجون للمزيد من الوقت '

لم ينطق بعدها أي احد منا أي حرف و تركنا الصمت يأخذ ما يريده من الوقت، و فجأة أقتحمت طفلة صغيرة الغرفة و اتجهت مهرولةً ناحية سريري و ارتمت علي

' خالي آدم '

نطقت بأسمي و ملامحها تضيئ سعادة، رسمت لها ابتسامة كذلك قبل أن اخذها و أضعها بحضني بين ذراعاي

' كيف حالك الآن ؟؟ هل أنت بخير ؟ '

" أنا بخير جانيت، خالكِ سيكون بخير برؤيتكِ "

تقدمت من وجنتها التي تشبه كعكة طرية و قمت بوضع قبلة صغيرة عليها، توردت وجنتيها لهذه القبلة و قامت بأحتضاتي من عنقي بذراعيها الصغيرتين، ربت على ظهرها بينما ألقيت بعضاً من وزن رأسي على كتفها، و حينها ظهرت أبتسامة صغيرة على شفتاي لم يلاحظها أحد و خاطبت نفسي

" إذاً ... ضحيتي الجديدة ثمرة غير ناضجة بعد، ... ك سابقتها تماماً "

الفصل التاسع - إنتهى

[ النهاية ]

2021/10/28 · 101 مشاهدة · 2861 كلمة
Marilyn
نادي الروايات - 2025