الفصل ٢٣٣

« مواجهة ديا »

يمكن رؤية رجل يجلس على السرير وهو ينظر إلى المرأة التي كانت في نوم عميق

"لقد عدت أخيرًا يا ديا، لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت، لكنني قد عدت" قال يوهان بصوت ضعيف وهو ينظر إلى ديا، عند رؤيتها بهذه الطريقة، شعر بألم حاد في قلبه، فهو يعرف أنه بطريقة ما مسؤول عن حالتها الحالية هذه

تنهد وقبل جبينها، نهض وأراد مغادرة الغرفة للسماح لها بالراحة، ولكن في تلك اللحظة سمع صوتًا مألوفًا يأتي من خلفه

"سوف تتركني مرة أخرى؟ وحدي داخل هذا المكان؟" تردد صوت ديا في أذنه؛ فأدار رأسه بسرعة ينظر نحوها، كانت تنظر إليه بينما كانت الدموع تتدفق من عينيها

اقترب منها وأخذها في حضنه، وضمته هي الإخرى في حضنها بقوة

"أنت لا تعرف مدى سعادتي برؤيتك مرة أخرى، عندما سمعت اختفاءك، شعرت وكأنني أموت، شعرت بأحد يخطف روحي من جسدي، أردت أن أموت، أنت لا تعرف كيف أشعر بدونك" صرخت ديا بصوت ضعيف

"أنا سعيدة لرؤيتك آمن" قالت وهي تحتضنه بقوة

مسح يوهان على ظهر ديا وحاول تهدئتها، وأدرك مدى حب هذه المرأة له؛ فهي التي قبلته بقلبها دون أن تحكم عليه

"أنا آسف يا ديا لجعلكِ تقلقين بشأني طوال الوقت، أنا آسف جدًا لكل ما فعلته، كان يجب أن أخبركِ في تلك الليلة، لكن بطريقة ما لم أكن مستعداً لإخباركِ بالحقيقة، اعتقدت أنكِ ستكونين قلقًة بشأني، أنا... " أمسك يوهان وجه ديا بكلتا يديه ومسح تلك الدموع السائلة

نظرت إليه بتلك العيون الحمراء وأومأت برأسها "لا بأس، لقد سمعت من ياسمين، لقد أردت مساعدة هؤلاء الناس، وفي النهاية، أنقذت الكثير من الأرواح؛ أخبرني الجد أيضًا عن الوعد الذي قطعه لوالدها، ألمي لا شيء مقارنة بألمها، لقد فقدتْ كل شيء في مثل هذا الوقت القصير، أنا لا ألومك؛ أدركت بعد مجيئي إلى هنا أنك فعلت شيئًا مهمًا لهؤلاء الناس" قالت ديا وهي تنظر في عينيه

لعن يوهان نفسه عندما سمع كلمات ديا، أراد إكمال المهمة التي تم تعيينها من قبل النظام ولم يكن لديه أي خطة ليصبح بطلاً أو يلعب دور البطل؛ لقد كان ينقذ مؤ*ـرته فقط

أخذ يوهان تنهيدة عميقة ونظر إليها بابتسامة مريرة على وجهه "أنا لا أستحق هذه الكلمات، أنا شخص أناني، ولكن هناك شيء واحد صحيح، لقد أحببتكِ من أعماق قلبي، واهتممت بكِ وأنا لم أرغب أبدًا في إيذائكِ ولكن بطريقة ما انتهى بي الأمر إلى إيذائكِ" أجاب على ديا

عند سماع تلك الكلمات، ابتسمت وهي تضع رأسها على صدره "لا بأس، أفهم أنه لا داعي للشعور بالذنب حيال ذلك، أعرف أي نوع من الأشخاص أنت، أنا سعيدة لأنك ها هنا آمن وتجلس أمامي" همست ديا

عند سماع كلماتها، ابتسم يوهان ومسح على رأسها بينما كانت مستلقية على صدره

في هذه الأثناء..

"كيف يمكنني العثور عليه؟ لا أعرف أي شيء عنه، والمنطقة الشمالية مكان شاسع، علاوة على ذلك، فهو يخفي مستوى زراعته؛ مهما كان هناك شخص واحد فقط يمكنه مساعدتي الآن، أنا أحتاج إلى العثور على أوزوريس، فهو بالتأكيد يستطيع تعقب ذلك الرجل من أجلي، هو يعرف هذه المنطقة أكثر من أي شخص آخر" قالت أثينا وهي تقف على التل وتنظر نحو المدينة الكبيرة أمام عينيها

بعد قتل ياو فاي، كانت مصممة على العثور على مكان يوهان، لكنها لم تكن تعرف شيئًا عن خلفيته، كل ما تعرفه عنه هو اسمه فقط، لكن لديها معارفها لمساعدتها في معرفة خلفية يوهان

أخذت خطوة إلى الوراء وفي اللحظة التالية صعدت إلى السماء بسرعة البرق، وفي لحظة، هبطت في وسط المدينة بغمضة عين، في اللحظة التي هبطت فيها إلى الأرض بدأت المدينة بأكملها تهتز بعنف و بدأ الناس يركضون لإنقاذ حياتهم

ومضت عيون أثينا بضوءٍ أزرق، واستطاعت أن ترى وتسمع كل ما يحدث داخل المدينة بأكملها، كانت عيناها تومض بسرعة كبيرة، في اللحظة التالية حصلت أخيرًا على ما أرادت

"أخيرًا وجدتك..." أحست أثينا بشيء ما في رؤيتها، وبعد ذلك خطت خطوة واحدة نحو ذلك الاتجاه، وفي اللحظة التالية، كانت واقفة أمام أحد المنازل ورأت رجلاً كان على وشك مغادرة ذلك المكان، كان شابًا صغيرًا وكانت امرأة لا يتجاوز عمرها العشرين سنة تقف بجانبه وتمسك بيده

عندما رأى ذلك الشاب شخصًا يقف أمام عينيه، تحول وجه ذلك الرجل إلى شاحب وظهر العرق على جبينه، حينها خلعت أثينا غطاء رأسها وابتسمت لذلك الرجل

"أنت على وشك المغادرة؟ ولكنني أتيت إلى هنا لرؤيتك يا أوزوريس" قالت أثينا وهي تقترب من الرجل ونظرت نحو الشابة التي كانت تقف بجانبه وتمسك يده

ابتسمت تلك الشابة عندما رأت أثينا ونظرت نحو الرجل الذي كان يرتجف من الخوف "من هذه المرأة؟ هل تعرفها؟ إنها جميلة جدًا!" تمتمت الشابةوهي تنظر نحو الرجل الأصلع في منتصف العمر ثم تحول نظرها تجاه أثينا، ولكن بالنسبة لها، تجاهلتها أثينا وهي تنظر إلى أوزوريس.

سمع كلمات تلك المرأة وابتسم لها بمرارة، ثم حول نظره نحو أثينا

"سيدة أثينا، أنتي هنا، لقد مر وقت طويل، ماذا تفعلين في هذا المكان المتهالك، هل تريدين شيئًا مني؟! كنت على وشك المجيء للبحث عنك في اللحظة التي أظهرتِ فيها نفسكِ داخل المدينة، شعرت بهالتكِ على بعد أميال لكنكِ سريعة جدًا" قال بصوت مرتجف وهو يمسح العرق من على جبينه

ابتسمت أثينا عندما سمعته: "اعتقدت أنك على وشك الهرب من هذا المكان ولن تدعوني إلى منزلك الجديد، لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت والجهد للعثور عليك وأنا حقاً في مزاج سيئٍ الآن" قالت أثينا

عند سماع تلك الكلمات بدأ يرتجف من الخوف وأومأ برأسه، ورأى تلك المرأة الشابة بجانبه غاضبة

"مرحبًا يا سيدة، من أنتي بحق الجحيم، هل تعرفين من أنا---" قبل أن تنهي تلك المرأة جملتها، سقطت لكمة على وجهها، وطارت إلى داخل المنزل مع ذلك الرجل في منتصف العمر

2023/09/09 · 123 مشاهدة · 874 كلمة
LELOUCH
نادي الروايات - 2024