الفصل ٢٣٤

« أميرة »

"أين أنا؟" تمتم رجل عندما فتح عينيه، وسقطت نظراته على السيدة التي كانت تجلس على الأريكة أمامه تنظر إليه

"أوه، أخيرًا، لقد عدت إلى وعيك يا أوزوريس" قالت أثينا وهي تبتسم له، وعندما رأى أثينا، برزت عيناه، وسقطت نظراته على المرأة التي كانت مرمية على الأرض، وأخذ تنهيدة عميقة وجد أن المرأة لا تزال على قيد الحياة وفقدت الوعي فقط، ونظرت أثينا أيضًا نحو تلك المرأة التي أصبح مظهرها مختلفًا الآن، كان لديها بشرة مجعدة ووجه عجوز مع القليل من الشعر على رأسها

"أنت لا تزال تتجول مع هؤلاء المتحولين؛ ألم تتعلم درسك بعد يا أوزوريس؟" قالت أثينا وهي تنظر نحو أوزوريس، في اللحظة التي رأت فيها هذه المرأة، عرفت من هي حقًا وأخفت حقيقتها بمظهر شاب، عند سماع كلمات أثينا، أخذ تنهيدة عميقة

"آخر مرة رأيتكِ فيها، كدت أموت على يد الجيش الملكي؛ حتى إنهم لا يزالون يطاردونني مثل الكلب بعد أن قتلت أكثر من المئات من جنودهم وأخذت تلك البلورات والأحجار الكريمة الثمينة وهربت، وهذا أفضل مكان بالنسبة لي للاختباء، ولكن بطريقة ما، انتهى بكِ الأمر إلى العثور علي هنا مرة أخرى، أنا أعيش حياة طبيعية فقط" رفع أوزوريس رأسه وهو ينظر نحو أثينا، استجمع ما تبقى شجاعته وقال تلك الكلمات

عند سماع كلماته، تنهدت أثينا ونظرت إليه بنظرة تهديد

"لقد أعطيتك المبلغ المناسب لعملك، ليس خطأي أنهم اكتشفوا أمرك، استمع إليّ يا أوزوريس، أحتاج إلى معلومات عن رجل، لديه شيء ثمين للغاية بالنسبة لي، ولا أستطيع مغادرة هذه المنطقة دون استعادة هذا الشيء بغض النظر عن الطريقة، حتى إذا وجب على أن أدمر المنطقة الشمالية بأكملها لاستعادته، لن أتردد في القيام بذلك، لذا من الأفضل أن تكون حذرًا بشأن كلماتك التالية" قالت أثينا بينما كانت تقبض قبضتها، يمكن رؤية تعطش الدماء على وجهها

عند رؤية تلك التعبيرات الباردة على وجه أثينا، ابتلع أوزوريس لعابه بتوتر، فهو يعلم أن هذه المرأة التي تجلس أمام عينيه جادة للغاية بشأن أي شيء تتحدث عنه، وأنها بالتأكيد ستدمر أي شيء يأتي في طريقها لتحقيق غايتها، إنه يلعن ظروفه الحالية، ففي اللحظة التي كان على وشك المغادرة، وصلت أثينا بالفعل إلى هنا، ولم يتمكن من الإفلات من قبضتها

قال بقلق : "من هو هذا الرجل البائس الذي سرق منكِ شيئًا يا سيدتي، سأبذل قصارى جهدي لإيجاده، لكن هذه آخر مرة أساعدك فيها، أنا أريد فقط أن أعيش حياة طبيعية" كان العرق يتصبب من رأسه

عند سماع هذه الكلمات، نظرت أثينا نحوه نظرة جادة

"لا بأس عندي؛ من الأفضل أن تحافظ على كلمتك وتجد ذلك الرجل من أجلي؛ وإلا فأنت تعرف بالفعل ما ينتظرك" ردت أثينا ونهضت من على الأريكة وخطت بضع خطوات نحو المرأة التي كانت مستلقية على الأرضية

"انهضي، أعلم أنكِ مستيقظة" نهرت أثينا وهي تقترب من تلك المرأة، عند سماع كلمات أثينا، فتحت عينيها وابتسمت لها بمرارة وظهر الخوف في محياها

قالت وهي تنظر نحو المرأة المرأة الغاضبة: "من فضلكِ لا تقتليني، لم أسمع أي شيء"

"انقلعي إذا كنت لا تريدين الموت" صرخت أثينا بعنف

في لحظة، تحولت المرأة إلى قطة سوداء وهربت من تلك الغرفة، حينها أخذ الرجل الأصلع تنهيدة عميقة

"ما اسم هذا الرجل يا سيدتي؟" نظر أوزوريس إلى أثينا وسألها

ردت أثينا: "اسمه يوهان، وترافقه امرأة تدعى ناتاشا"

"يوهان؟ أعتقد أنني سمعت هذا الاسم في مكان ما من قبل" تمتم أوزوريس عندما سمع هذا الاسم من فم أثينا

"أين سمعت هذا الاسم؟" قالت أثينا وهي تمسكه بياقته وتنظر بغضب في عينيه

قال أوزوريس وهو ينظر إلى أثينا: "لا أعتقد أنه نفس الرجل الذي تبحثين عنه، أعرف بعض الشائعات التي تقال عنه"

ردت أثينا بغضب: "لا يهمني إذا كانت شائعات أم لا، من الأفضل أن تخبرني بكل ما تعرفه"

عند سماع كلمات أثينا، هز رأسه بهدؤ "هناك رجل يُدعى يوهان لين، وكان مجرد قمامة في مدينة ضفاف النهر، قيل أنه قتل أحد الشخصيات الكبيرة مؤخرًا، وفجأة اختفى من على وجه البسيطة يا سيدتي، هو ينتمي إلى عشيرة لين المشهورة جدًا داخل هذه المنطقة الشمالية" أوضح أوزوريس لأثينا

"يوهان لين، هاه؟" تمتمت أثينا عندما تركت ياقة أوزوريس وسقط على الأرض بمؤخـ*ـرته

"أين توجد هذه مدينة ضفاف النهر هذه من المنطقة الشمالية؟" التفتت أثينا نحوه وهي تسأل

"تلك المدينة تبعد مائة ميل عن هذه المدينة، لكن من الأفضل ألا تذهبي إلى هناك؛ لأن هناك شخصًا يسكن قريباً منهم ولا تريدين رؤيته، وأنا لست متأكدًا من أن هذا الرجل الذي تبحثين عنه هو نفس الشخص أو لا، سيدتي" قال أوزوريس.

"ماذا تقصد بذلك؟" نظرت أثينا بفضول نحو أوزوريس وسألته

"أختكِ الكبرى، الأميرة إيفلين" نظر أوزوريس نحو أثينا وهو يذكر اسم إيفلين

صمتت أثينا للحظة عند سماعها تلك الكلمات من فم أوزوريس، وأخذت تنهيدة عميقة، أصبحت تعابير وجهها قاسية في اللحظة التي سمعت فيها ذلك الاسم

تمتمت أثينا: "أنت تقول أختي الكبرى إيفلين، هاه؟"

عند سماع تلك الكلمات ورؤية التغيير المفاجئ في شخصيتها، أومأ أوزوريس برأسه ردًا على ذلك

"نعم، منذ سنوات قليلة، وقع ذلك المكان في يد الأميرة إيفلين، وهي تشرف على السجن الأبدي هناك، وهي تسكن بالقرب من تلك المدينة، لا أعتقد أنه قرار حكيم أن تذهبي إلى هناك وتقابلي أختكِ الكبرى" رد أوزوريس على أثينا

بعد لحظة من الصمت، أحكمت أثينا قبضتها "هذا الرجل لديه شيء مهم للغاية بالنسبة لي، لا أستطيع أن أدير ظهري لمجرد ظهور أختي الكبرى، على أي حال أشكرك على إخباري بهذا" ردت أثينا، وفي اللحظة التالية أخرجت كيسًا من خاتمها وألقته باتجاه أوزوريس واختفت عن بصره

2023/09/09 · 126 مشاهدة · 847 كلمة
LELOUCH
نادي الروايات - 2024