ولكنه سرعان ما انتبه إلى أنه جلس دون إن يُدعى إلى ذلك، فقام من على الكرسي على الفور كي يصحّح خطأه الذي يتنافى مع قواعد الآداب الاجتماعية المتعارف عليها.
لكنه سرعان ما تراجع عن فكرته بعد أن شعر أنه إذا ما وقف فإنه سيرتكب خطأ آخر.
وقرر أن يرتكب خطأ ثالثاً حين حاول أن يفسِّر ما أقدم عليه، فلم يقم بغير الغمغمة بكلام غير مفهوم وهو يبتسم أبتسامة مبتسرة.
———————
أحمرَّ وجهه، وانتهى بأن اضطرب تماماً، فالتزم الصمت، وعاد إلى الجلوس على الكرسي نفسه وقد بدا عليه أنه قد عزم، هذه المرة، على أنه لا يتركه.
واكتست نظرته نوعاً من التحدي محَّملاً بقدرة عجيبة على تدمير أعدائه وتحويلهم إلى رماد إذا اقتضى الأمر.
________________
كانت تلك النظرة تعبِّر، بالإضافة إلى ذلك، على الاستقلالية التامة، أي أن السيد غوليادكين كان يعبِّر من خلال تلك النظرة على أنه لا يبالي بأي شيء، وبأن له شخصيته الخاصة كباقي البشر، وبأنه ليس فضولياً ولا يهتم إطلاقاً بالنظر إلى عيوب الآخرين.
سعل كريستيان ايفانوفيتش قليلاً معبِّراً، فيما يبدو، عن أنه موافق على كل ما عبّرَت عنه نظرة السيد غوليادكين، وأخذ ينظر إليه نظرة يقظة متسائلة.
يتبع….