كان كريستيان روتنسبز، الدكتور في الطب والجراحة، رجلاً قوي البنية تقدّم سنة، ذا حاجبين كثين وعارضين كثيفين خضبهما الشيب، ونظرات معبِّرة مدمِّرة قادرة لوحدها، فيما يبدو، على طرد كل الأمراض.

كان يضع على صدره وساماً رفيعاً، ويجلس خلف مكتبه على كرسي وثير.

————

كان يشرب قهوة الصباح التي حملتها إليه زوجته نفسها، ويدخّن سيجاراً وهو يحرر من حين إلى آخر وصفات للمرضى.

وصف الطبيب لرجل عجوز دواء ضدّ البواسير، ثم رافقه إلى الباب الخلفي، وعاد إلى الجلوس في انتظار الزائر القادم.

دخل السيد غوليادكين.

———

بدا واضحاً أن كريستيان روتنسبتز لم يكن يتوقع زيارة السيد غوليادكين، ولم يكن يرغب فيها، إذ ما أن وقعت عليه عيناه حتى انزعج وبدا على وجهه تعبير غريب غير متعمّد، تعبير يمكن أن نصفه بأنه نوع من الغضب.

وبما أن السيد غوليادكين، وكما هم الحال غالباً يفقد السيطرة على نفسه قليلًا كلما كان عليه أن يواجه أحداً ليحدّثه عن شأن من شؤونه الخاصة، فإنه، في هذه المرة أيضاً، ونظراً إلى عدم تحضيرة مسبقاً للجملة الأولى التي بالنسبة إليه مفتاح لكل ما سيأتي بعدها، اضطرب تماماً وأخذ يتلعثم ويتمتم بكلام-قديكون نوعاً من الاعتذار-، ولأنه لم يدرِ كيف يتصرف إثر ذلك فقد لجأ إلى أول مقعد صادقه وجلس.

يتبع…

2025/06/18 · 8 مشاهدة · 192 كلمة
Hajar
نادي الروايات - 2025