الفصل اثنا عشر :- حفلة الخطوبة ( 3 ) .
في امبراطورية لاستافرنسا المعروفة بقوتها الهائلة , يحكمها امبراطور لا يعلم ماهية الرحمة .
' هل كان يثق بالناس لهذه الدرجة من قبل ؟ أو ماذا كان يفكر ؟ أيحاول استغلالي ؟ '
فتحت الفيكونتيسة كورنيليا عينيها الزرقاواتان ببطء بينما تفكر , تحدق في تلك الورقة التي تمسك بها بكلتا يديها بشدة , الرسالة التي أرسلها الإمبراطور اليها .
بإمكانها سماع صوت المطر , الذي يتدفق في الخارج من النافذة في الأعلى , كان الجو باردًا وهادئًا في نفس الوقت , بينما يسيطر عقلها الكثير من الأفكار .
قطع لحظة الصمت , أصوات اقدام تمر عبر رواق مظلم , بينما تستمر تلك الأصوات بالإقتراب إليها , مما جعلها بسرعة تخفي الرسالة خلف ظهرها , رفعت رأسها تنظر للأعلى .
توقف ثلاثة غرباء المظهر أمامها , يحدقون بها بعمق شديد من خلف القضبان , لم تستطع الفيكونتيسة رؤية كيف يبدون , تلك الظلال التي تعميهم بسبب تلك القبعات التي يضعونها فوق رؤوسهم و المتصلة بمعاطف سواء تملؤها قطرات المطر .
" انتِ ..."
تحدث اخيراً الرجل الذي يقف في المنتصف , حيث بدا صوته اكثر برودة من برد الشتاء .
حدقت الفيكونتيسة بهدوء لعيني ذلك الذي يقف أمامها , عينيه بدت شرسة للغاية , تملتئ بنية قتل شديدة , الهالة التي تخرج من جسده والتي تستطيع ان تراها , كانت سوداء قاتمة .
بينما يعم الصمت , ولم تستجيب الفيكونتيسة على الإطلاق !
' هل هو...؟ '
" أنتِ , لا زلتي حية ؟ "
أشار إليها بإصبعه , بينما يمتلك ابتسامة تدل على السخرية , بينما يفكر كيف للإمبراطور أين يجعل مجرمة تعيش ! هل لديه نوايا اخرى ؟
" من انت ؟ "
تحدثت الفيكونتيسة بهدوء لم يبدو عليها الخوف أبدًا , فبعد كل شيء لقد كانت كاهنة سابقا .
" عليك ان تجيبيني قبل أن اقتلك ! وإياك على الكذب ! "
بعد سماعه تالياً , ابتسمت الفيكونتيسة , اتسعت تلك الإبتسامة إلى ضحكة كبيرة , يصدر صوت ضحكتها تلك في المكان بأكمله .
" تقتلني ؟ أنت ؟ "
عند سماع إجابتها , بدأت قبضته تتشكل كالكرة , اختفت تلك الإبتسامة التي كان يمتلكها , بينما استمر بالنظر إليها .
" أين هي ' جوهرة الروح ؟ ' "
" أتقوم بسؤال وضيعة عن شيء قيم كهذا ؟ "
بدا الغضب يتملكه , يبدو ان الفيكونتيسة تحاول ان تستفزه , توسعت عينيه بالكامل بينما هالته تزداد , صرخ بقوة .
" أتعرفين من أنا ؟ "
بينما يحاولان الأخران بتهدئته , ربما قد يسمعهم شخصا أخر بسبب تلك الضجة , ابتسمت الفيكونتيسة يبدو انها ابتسامة انتصار .
تفتح الفيكونتيسة فمها ببطء , بينما تتذكر بعض الكلمات التي كتبها جلالة الإمبراطور ..
{ إن آتى إليك ذلك الشخص طالباً معرفة مكان جوهرة الروح العظيمة , اخبريه بأنها معي ...}
في بداية الأمر , كانت الفيكونتيسة تحت صدمة شديدة عندما علمت بأن كنز الكنيسة المقدسة مع الإمبراطور !
كان سر يتداول بين الكهنة و السحرة من جيل إلى جيل , كيف للإمبراطور أن يحمل شيئا كهذا ! غرض كهذا اختفى منذ حقبة مضت !
" إنها معي ! أعتقد في مكان ما ! "
" اوه , حقا ؟ سأجعلك تتحدثين حتى لو لم ترغبي بذلك . "
مع غضبه الشديد و عينيه التي تتوهج بقوة , بدأت طاقته الروحانية ' المانا ' تجتمع في باطن يده كانت ذو لون أسود مائل للإرجواني .
انها تتشكل من الهالة والتي تعبر عن مشاعر الأخرين الباطنية , عادة ما يرى الكهنة أو السحرة أو العائلة المالكة الهالة أكثر من عامة الناس , بينما المانا يمكن لأي شخص أن يراها .
' انه يمتلك هالة قوية جدا ! '
يبدو انه ينوي تدمير المكان برمته إن لم تجب عليه !
فجأة شعر ذلك الرجل بسيف طويل يمتد على رقبته , يمتلئ السيف بالمانا كانت ذو لون سماوي , بينما يتراجع الشخصان الأخران للخلف , حدث تصادم قوي لتلك الهالة الخاصة بالرجل بهالة أخرى قوية تملئها الزرقة .
تحدث تحت عينيه الغاضبة , و نبرته الممزوجة بالحدة .
" انك تعكر صفو الجو هنا حقا ! "
توسعت عيني الرجل , بدا يفكر كيف لم يشعر بوجوده هنا ؟
تحدثت الفيكونتيسة في نفسها , تحت دهشة المشهد التي تراه الآن !
' أهذا .. ملابس الخدم ؟ أكان اسمه كايدن ؟ المصاحب لجلالته ؟ '
كيف ؟ كيف أتى إلى هنا ؟
______
اقترب الأمير ليونارد ، نحو اذن الإمبراطور كلاوديا ، تحدث بعينيه الزرقاء الكرستاليه ، الحقد و الكراهيه التي تعميه .
" من المفترض ان يكون هذا عرشي! ايها الإبن الغير شرعي ! "
التفت الإمبراطور كلاوديا قليلا نحوه ..
' ابن غير شرعي ؟ '
" اتساءل ماذا سيحدث ان علمت الإمبراطورية بذلك . "
اكمل الأمير ليونارد حديثه تحت ابتسامته , يبدو انه يحاول استفزازه أكثر .
" أنت لا تعتقد أن الإمبراطور الراحل جعلك إمبراطورا , لأنه يشفق عليك! انت فقط سرقت العرش! "
شعر كلاوديا الرعشة في انحاء جسده , حدق في كف يده , كانت ترتجف قليلا , أكان الخوف ؟ أم انه غضب عارم ؟
ما فهمه كلاوديا ان تلك لم تكن مشاعره بالتأكيد , ولكن .. لماذا يشعر انها تنتمي إليه ؟ يراود ذلك الإحساس شعوراً بالألم الشديد في اتجاه قلبه .
قام كلاوديا او كيم وو سوك بتهدأت نفسه , يجب عليه ان لا يفقد رباطه جأشه .
" أيها الأمير ليونارد .. أنت ستبقى تحت وطأت قدمي للأبد . "
ابتسم الإمبراطور كلاوديا بسخرية , جعل الأمير ليونارد يصمت تماما .
' ماذا ؟ مالذي تفوه به ابن الدم المنخفض هذا! '
بدأ يفكر كلاوديا بهدوء , الأمير ليونارد ليس كما كان يعتقده , انه ضعيف بما تم ذكره في الرواية .
' ضعيف جدا ! '
يبدو انه يجيد استخدام لسانه فقط , ويتفوه الكثير من الترهات ، يبدو ان مالك هذا الجسد كان يقع في تلك الفخاخ الرذيلة .
اذا ؟ كيف استطاع انهاء حياة الإمبراطور كلاوديا في السابق ؟ هذا ما ظهر في تفكير كلاوديا ، فتح عينيه لبرهة عندما ظهرت فكرة اخرى أكثر منطقية .
' يبدو انه مرتبط بهؤلاء الناس بالتأكيد . '
كلآاك. بوووم!
في هذه اللحظة , يمكن سماع صوت اهتزاز في القاعة الإمبراطورية الكبرى ، كان صوتا يشبه انفجاراً ، آتيًا بجانب القصر الإمبراطوري في الخارج على يسار القاعة الإمبراطورية .
التفت كلاوديا بعيدا عن الأمير ليونارد ، بينما ينظر ناحية باب القاعة الواسعة ، كايدن الذي يهرول اليه مسرعاً قادما نحوه ، يبدو ان الأمر لا يبشر بالخير ، كانت ملامح كايدن باهتة جدا .
" جلالتك! جلالتك! "
اقترب كايدن نحو اذن كلاوديا بسرعة , بينما يغطي فمه بكف يده ، يهمس بصوت منخفض حرصاً ألا يسمع احد ماذا يتحدث عنه .
" لقد فعلت ما اخبرتني به ولكن..."
توسعت عينا كلاوديا الحمراء قليلا، تحدث قاطعاً منتصف حديث كايدن .
" ماذا ؟ لم تستطع الإمساك بهم ؟ "
" آه .. جلالتك اجل... أنا اعتذر بشدة . "
انحنى كايدن بينما يعبر عن اسفه الشديد .
اتجه كلاوديا او كيم وو سوك نحو باب القاعة بسرعة , بينما يستمر بالحديث .
" ابقى هنا وتصرف مع هؤلاء الحاضرين هنا , لا تدع اي اشاعات تندثر ."
بدا صوت كلادويا اكثر ارتعاشاً من اي وقت مضى . يبدو انه غاضبا جدا على فشل ما خطط له بشدة .
" جـ .. جلالتك ! "
" لا تتبعني كايدن! سأتجه للبرج على الفور . "
توقف كادين في المنتصف المسار الذي سار عليه كلادويا , بينما يشق كلادويا طريقه خارج القاعة .
" ولكن - هذا الرداء... "
همهم كايدن , بينما ينظر للرداء الأسود الواقي للمطر بين يديه .
مر كلاوديا عبر ممرات القصر الواسعة , بينما كانت النوافذ يسطع منها ضوء القمر , و يمكن سماع المطر الذي يتدفق في الخارج .
' كيف ذلك ؟ ان قوة كايدن لا يمكن التهاون امامها ! '
بدأ يفكر كلاوديا حقا , ان هؤلاء الأشخاص اخطر بكثير مما كان يعتقد .
خرج كلاوديا من القصر الإمبراطوري بإستعجال شديد , وصل للحديقة الإمبراطورية التي امام القصر , اراد ان يلتفت يسارا ليصل للبرج بعد بضعة مسافات .
توقفت قدمي كلاوديا للحظة , اخذ كلاوديا يمشط شعره الأسود الذي تغرق بالمطر بالفعل .
' لم يكن يجب علي ان اتهاون كهذا! رغم علمي من هم بالفعل . '
فقد ذكرت رواية " الوردة السوداء " مجموعة غامضة من المجهولين سيكون لهم الدور الرئيسي في اطاحة الإمبراطورية , اخذ يعض شفته السفلى بقوة .
" يبدو انني لم اعتاد على هذا العالم بعد ."
تحت وقفت كلاوديا الشديدة , رفعه رأسه تلتقي عينيه ضوء القمر في السماء .
" مصيري سأغيره بيداي سأفعل! لن اموت مجددا وسأصنع طريقي الخاص! "
همهم بهدوء شديد , بصوته الحاد و البارد , ومع قطرات المطر التي تتساقط على وجهه .
شعر كلاوديا بشخص ما يقف خلفه , التفت بسرعة نحو صوت الأقدام التي توقفت , اعتقد لوهلة بأنه كايدن , ربما اراد ان يتبع كلاوديا في خضم هذا الخطر المحدق ، ربما .. هذا ما سيعتقده كايدن .
رأى فتاة ذو شعر فضي ينسدل على كتفيها , كان يبدو عليها اثار التعب من الركض , رفعت طرف فستانها بيدها , بينما قوست ظهرها تنحني احتراما .
" انا خطيبة جلالة الإمبراطور، ليسيا فكتور ابنة الأرشيدوق العظيم فكتور ، تحيي جلالة الإمبراطور ! "
استمر الإمبراطور يحدق بها بهدوء ، رفعت ليسيا ظهرها بينما تنظر الى عيني الإمبراطور ،عينيها كانت تقول الكثير ، يديها اللتان ترتجفان بينما تحاول اخفائها , قطرات المطر التي تتساقط حولهما , بدأت تتوقف ان النزول تدريجياً .
الكثير من الأفكار تنتابها , بينما تنظر لعيني كلاوديا الباردة تحت خصلات شعره المبلل بالماء .
' لماذا انا هنا ؟ لماذا اقف امام هذا الوحش! '
----- - --- -- --------------------------------------------- -
نهاية الفصل اثنا عشر .