الفصل الحادي عشر :- حفلة الخطوبة ( 2 ) .
في رواية " الوردة السوداء " ذكرت بعض الأشخاص التورطين مع الأمير ليونارد فرانسوا دي كلاري ، الذي اراد بشدة ان يستولي على الإمبراطورية .
كانوا اشخاص لديهم مصحلة اكبر ان انضموا في صف الأمير ليونارد ، بدلا ان يتجه احد نحو الإمبراطور ، الذي يفعل ما يشاء بحماقة و تكبر ، الإمبراطور الأناني و الغبي الذي لا يهتم حتى بعامة الشعب .
احدهم كانت الماركيزة آندري ألبيرت ، التي كان كل اهتمامها الثورة و الذهب ، اللتان ستملكانها بعد مساعدة الأمير ليونارد على اعتلاء العرش .
" جلالتك .. لم ارك منذ وقت طويل ."
تحدث الأمير ليونارد بهدوء ، يتبعه صوت حاد قليلا .
تحت وقفت كلاوديا الشديدة ، بينما ينظر إليه ، لايزال صامتاً هادئاً .
التفتت بؤبؤ عيني كلاوديا الحمراء نحو آندري ألبيرت بجانبه ، التي تحاول تهدأت نفسها امامه .
حدق الأمير ليونارد في الإمبراطور كلاوديا ، والذي لا يبدو مهتما لوجوده .
' هل يتجاهلني ؟ '
تحدث الأمير ليونارد لنفسه بغيض ، تحت تكشيره تملأ وجهه ، حول بعينيه الزرقاء ينظر نحو الماركيزة آندري ، والتي لاحظت نظراته إليها .
انحنت الماركيزة آندري بسرعة امام الأمير ليونارد ، بينما تتحدث .
" إذا ، اعذراني سأذهب الأن . "
تحت ذهاب الماركيزة آندري ، حول الإمبراطور عينيه نحو الأمير ليونارد اخيرا ، فور رؤية ليونارد لذلك عاد يبتسم مرة اخرى .
___
في مكان بعيد قليلا في القاعة الإمبراطورية الكبرى ، استمرت ليسيا في النظر نحو الأمير ليونارد ، الذي يتحدث بحديث معسول مع الإمبراطور .
التفتت تنظر للجهة الأخرى مقابلة لها .
كان والدها الأرشيدوق فكتور ، يتحدث مع النبلاء الأخرين ، و الإبتسامة تشق وجهه اللطيف .
لطالما كان الأرشيدوق مشهورا بين النبلاء ، و السلطة التي تمتلكها عائلة الأرشيدوق تكاد تكون قريبة من العائلة الإمبراطورية .
' آهه.. اخبرني والدي ان اذهب و القي التحية على الإمبراطور ، ولكن قدماي تأبى الحراك . '
تشعر ليسيا بأن تنفسها يكاد يضيق ، كلما تنظر للإمبراطور كلاوديا .
" هل انتِ .. هي الأنسة ليسيا ؟ "
التفت ليسيا ناحية الصوت الذي يصدر ، صوتاً رقيقا مرافقا نعومته .
" اهه ..انك هي . اعتقدتك شخصا اخر يشبهك ."
حدقت ليسيا في تلك الفتاة ، تمتلك شعر ذو لون وردي ، منسدل على كتفيها ، عينيها الصفراء الواسعة ، ترتسم ابتسامة صغيرة مع خجلها اللطيف .
' انها روزالينا .. ابنة الدوق فريدريك . '
تنهدت ليسيا قليلا قبل ان تبدأ بالتحدث ، تريد ان تهدأ وتقوم بإخراج اي افكار مقلقة .
روزالينا ... كيف لا تعرفها ليسيا ، كانت من المرشحات بأن تكون خطيبة الإمبراطور، وكانت منافسة وعدوة بالنسبة لليسيا .
' اه.. نفسي الماضية سعت كثيرا لأن تكون المرشحة الأفضل . '
تمنت ليسيا لو عادت بالزمن أكثر ، لكانت جعلت من روزالينا خطيبة الإمبراطور ، فقد كانت تحب الإمبراطور كثيرا ايضا .
' من ستصبح خطيبة الإمبراطور ستموت على اي حال .'
لذا تسعى ليسيا جاهدة بقوة ، ان لا ترتبط مع الإمبراطور بأي شكل من الأشكال .
تحركت شفتي روزالينا بهدوء .
" انا احسدك كثيراً يا آنسة ليسيا .'
بعد هذا الحديث تبعته ابتسامة ليسيا ، كانت ابتسامة مكلفة جدا .
" آها .. صحيح . انا روزالينا من اسرة الدوق فريدريك ."
انحنت بفستانها الوردي البراق الواسع .
" تشرفت بلقاءك آنسة ليسيا ."
تبعت حديثها انحناء ليسيا قليلا ، بينما تمسك بطرفي فستانها بيديها .
" تشرفت بلقاءك ايضا ، آنسة روزالينا ، لم ارك منذ ذلك الوقت . "
اجابت روزالينا و الابتسامة لا زالت عالقة في شفتيها .
" هذا صحيح.."
انتابت ضحكة خفيفة في اعماق صدر ليسيا .
' اجل ، استمري بإدعاء هذا الوجه المزيف روزالينا.'
تعلم ليسيا تماماً هدف روزالينا ، تريد تدمير ليسيا التي سرقت مكانها ، لطالما دبرت مكائد روزالينا في حياتها السابقة عندما كانت ليسيا امبراطورة ، والتي جعلت الإمبراطور كلاوديا يكره ليسيا اكثر، في الأصل كان كلاوديا يستغل هذه الأمور لصالحه ، كان يبحث دائما كل زلة و يتهم بها ليسيا .
ضغطت ليسيا على فستانها بقوة ، يديها ترتجفان .
" أين انت ايها الماركيز ألدريك! "
نظرت ليسيا نحو الدوق فريدريك كان احد الذين يتحدثون مع الأرشيدوق فتكور ، لطالما كان يحب ان يقف مع اصحاب السلطة ، في حياة ليسيا السابقة ، لطالما تم تلاعب الإمبراطور بواسطة الدوق فريدريك . لكنه .. يبدو انه حتى الأن لم يبدأ بتحركاته بعد .
بدأت همسات النبلاء تزداد ، بينما يحدقون نحو الإمبراطور كلاوديا و الأمير ليونارد .
" ماذا؟ اسمعت هذا ؟ "
" يبدو أن الاشاعات صحيحة ! "
" الإمبراطور يرغب بسجن والنفي الأمير ليونارد! "
تحدث الأمير ليونارد ، يبدو انه اراد ان يثير الأشخاص الواقفين في حزبه ، يريد كسر سمعة الإمبراطور كلاوديا .
" اخي .. لا جلالتك .. انا اعلم انك تشعر بالغيرة مني . "
اجاب كلاوديا اخيرا ، بصوت حاد وبارد ، بعد صمت طويل ، وتنهيدة طويلة ، لقد كان يحاول تهدأ نفسه دون ارتكاب اي اخطاء في هذه الليلة ، ان كان ما يفكر به صحيح ، فحدوث هذا الأمر في هذه الليلة !
" ايها الأمير ... انا لا اخطط فعل شيء معك . "
حدق ليونارد بعينه الزرقاواتان ، نحو الأمبراطور كلاوديا ، في العادة كان سيكون كلاوديا هائجاً امامه عندما يستفزه ، اخفض عينيه قليلا ، بدت حادة اكثر من اي وقت مضى ، افكار تسري في عقله يبدو الأمر غريبا قليلا .
' لابد انك تمزح معي ! '
تبدو الهالة التي تحيط بكلاوديا مختلفة ايضا ، لم يعر اهتماما في المقام الأول ، ولكنها تبدو هالة حمراء مخيفة ، لطالما تحيط به هالة ذو لون ارجواني مائلة للسواد .
" جلالتك .. الا تعتقد ان هناك خطأ ما هنا ! "
نظر اليه كلاوديا بنظرات غير مفهومة ، اجابه بهدوء .
" ماذا تعني ؟ "
" آهه.. لا تدعي انك لا تعلم .."
اقترب الأمير ليونارد ، نحو اذن الإمبراطور كلاوديا ، تحدث بعينيه الزرقاء الكرستاليه ، الحقد و الكراهيه التي تعميه .
" من المفترض ان يكون هذا عرشي! ايها الإبن الغير شرعي ! "
التفت الإمبراطور كلاوديا قليلا نحوه ..
' ابن غير شرعي ؟ '
كلآاك. بوووم!
يمكن سماع صوت اهتزاز في القاعة الإمبراطورية الكبرى ، كان صوتا يشبه انفجاراً ، آتيًا بجانب القصر في الخارج على يسار القاعة الإمبراطورية .
التفت كلاوديا بعيدا عن الأمير ليونارد ، بينما ينظر ناحية باب القاعة الواسعة ، كايدن الذي يهرول اليه مسرعاً قادما نحوه ، يبدو ان الأمر لا يبشر بالخير ، كانت ملامح كايدن باهتة جدا .
" جلالتك! جلالتك! "
كانت ليسيا تراقب من بعيد ما يحدث ، فقط شعرت بإهتزاز شديد في ساحة القاعة ، ارادت فهم ما يجري! فهي لا تتذكر ان شيء كهذا حدث في حياتها السابقة .
فجأة ، رأت الإمبراطور كلاوديا يتجه نحو الباب الواسع الخاص بالقاعة ، بسرعة تاركاً كل شي حوله ، بينما كان معه كايدن والذي توقف في منتصف الطريق ولم يتبع كلاوديا ، كانت تبدو ملامح وجهه قامته جداً .
"ماذا؟! ما الذي يحدث ! "
ذهبت ليسيا على الطريق ذاته ، تريد اللحاق بكلاوديا ومعرفة ما يحدث ، بينما تردد داخلها نفس الكلمات .
" هناك شيء ما خاطئ ! لا .. شيء ما يحدث!"
بينما كان هناك شخصا يحدق بعينيه ثاقبه نحو المسار الذي سار عليه كلاوديا.
" كيف تجرؤ على تجاهلي!"
...........................................................................
نهاية الفصل الحادي عشر .