الفصل العاشر :- حفلة الخطوبة ( 1 ) .
في مكان ما في القصر الإمبراطوري ، في الحديقة الإمبراطورية ، تقف الإمبراطورة الأرملة الدريانا ابرهام دي بيترون ، بينما تلمس بعض اوراق الأزهار , شعرها الذهبي المنسدل على كتفيها يرفف في الهواء , عينيها الزرقاواتان اللتان تبدوان مزعجتين جدا .
' كلاوديا ..! '
تستمر بالتفكير في الإمبراطور ، يمتلكها غضب شديد ، من ينظر إليها يشعر بأنها لا تبدو بمزاج جيد ابدا .
' كلاوديا ! سحقا ...'
يقفن الخادمات على بالجوار , بينما يشعرن بالتوتر الشديد ، فالإمبراطورة ليست بمزاج جيد .
' انتِ.. '
اشارت على احد الخادمات ، تشير بإصبعها عليها .
" اجل .. جلالتكِ ."
تحدثت الإمبراطورة ، بينما تعلو ابتسامة على شفتيها بإستفزاز شديد .
" انتن غادرن . اريد التحدث معها فقط . "
بعد مغادرة الخادمات ، ركعت تلك الخادمة بخوف شديد .
" جلا..لتكِ . "
حركت الإمبراطورة ألدريانا شفتيها ، عينيها الحادة تنظران اليها ، تلك التي ترتجف كثيرا جدا .
" لماذا؟ لماذا لا يوجد خبر الان ؟ "
" جلالتكِ .. انه .. الأمير .. "
تحدثت الامبراطورة بصوت اكثر حدة .
" والدكِ يعمل في الإمبراطورية كأحد الفرسان . اليس كذلك ؟ "
رفعت الخادمة رأسها عاليا ، عينيها اللتان تمتلئ بالدموع .
"جلالتكِ - ارجوكِ .. الأمير فقط .. لم يقل شيء الى الان . "
" هذا لا يهمني ، اريد فقط جعل الإمبراطور ميتاً . "
بدأت ملامح الخادمة غاضبة ، بينما تفكر أن والدها سيفقد عمله في أي لحظة بسبب الإمبراطور .
' اللعنة على ذلك الإمبراطور ! لماذا لا يموت فقط ! '
--- ------------------ ---- ----------------------- -
اشرقت الشمس معلنة يوم جديد ، يسطع ضوئها على القصر الإمبراطوري بينما يدخل على احد نوافذها ، فتح الإمبراطور كلاوديا عينيه ، كانت اشعة الشمس التي تقوم بإيقاظه .
رفع ظهره ببطء من على السرير الفاخر ذو اللون الأبيض ، بدأ ينظر ناحية الغرفة التي بدأت هادئة جدا .
وضع قدميه على الأرض ، يستعد للوقوف ، سمع صوت احد ما خلف الباب ، كان صرير الباب مسموعاً كل انحاء الغرفة الكبيرة .
" هاه ؟ جلالتك ؟ هل استيقظت ؟"
تحدث كايدن بينما يبتسم وينحني بهدوء شديد .
اخذ كلاوديا يبعثر شعره الأسود ، من ينظر اليه الان يعلم كم يبدو متعبا جدا ، سواد تحت عينيه ، شفتيه الجافتان .
"اوه؟ كايدن ؟"
" جلالتك .. يبدو انك لم تستطع الراحة ؟ "
" كايدن ، احضر الخدم فقط لتغيير ملابسي و الاستحمام . "
لقد تجاهل كلاوديا حديث كايدن ، نفذ كايدن اوامره بهدوء .
وقف كلاوديا بينما يتجه ناحية المرأة ، تحت الخدم الذين تأتون نحوه ، بدأو بتغير ملابسه ببطء .
كان ينظر كلاوديا نحو المرأة والهدوء يسيطر على وجهه . كان كايدن يراقب الإمبراطور من بعيد ، بينما يتذكر محادثته معه الليلة الماضية .
" كايدن اخبرك فقط ان تحميني . "
' احميه ؟ '
لطالما يعلم كايدن قوة الإمبراطور وطغيانه ، رغم تصرفاته الغريبة في الاونة الاخيرة ، سيبقى امبراطوراً معروفاً بسيادته و قسوته .
'أكان يحاول ارسال شيئا ما من خلال ذلك ؟ ام انه .. يخطط لشيء خطير ؟'
تنهد كايدن ببطء , فمهما سيحدث سيظل يقوم بحماية كلاوديا مهما كان الامر.
----------------------- ---- --------------------------
في قاعة الملكية الكبرى ...
يجتمع النبلاء و الإبتسامات تعلو وجوههم , و من بينهم من يملكون ذات السلطة الكبيرة , أمام باب القاعة الكبرى , بينما يدخلون واحد تلو الأخرى .
امتلأت القاعة بأصوات وأحاديث النبلاء , بينما في زاوية ما , كانت تقف ليسيا خطيبة الإمبراطور و الذي لها الشرف في هذا الحفل , بعد كل شيء انها حفلة مأدبة خطوبة .
تقف ليسيا بهدوء مع والدها الأرشيدوق فيتكور , بينما تتذكر ما توصلت اليه في حديثها معه الليلة الماضية , كان الأرشيدوق غاضبًا جداً فور دخولها المنزل , قام بمحاضراتها طوال الليل , فقد تخلفت كثيرا عن الموعد المحدد لها .
رغم ذلك , لم يمنعها ذلك قول شيء لإنهاء تلك الليلة المريرة بالنسبة لها , تحدثت بصوت هادئ جدا .
" يا ابي ... انا اسفه للغاية . "
" ليسيا ! "
بدأت ليسيا تمشي بجوار الأرشيدوق فكتور , بينما كان خلفه الخادم مايكل الذي كان يمعن النظر في عيني ليسيا المتعبة , استمرت تجر قدميها , بينما تتبعها ليديا نحو غرفتها .
كانت تعلم ليسيا بما فعلت الليلة الماضية ، ولكن هناك شيء يحرك قلبها ، لا تريد الزواج بالإمبراطور ابدا ، مهما كلف الامر .
' انا اعتذر يا ابي ، سأقوم بفسخ الخطبة أمام الإمبراطور تماماً ، أنا متأكدة تماماً بأن الحادثة في حياتي السابقة ستكرر . بطريقة ما أو بأخرى . '
لم اعد أتحمل فقدان أي شخص مرة اخرى في هذه العائلة .
أصبحت عيني ليسيا تلتف يميناً و يساراً حول القاعة , تنتابها الحيرة ما اذا الكونت ألدريك وصل للمأدبة ، سمعت ليسيا صوت الأرشيدوق ، بينما ينادي اسمها في قاعة الحفل .
استدارت اليه بتوتر , و علامات وجهها المتسائلة ...
" ماذا ؟ "
" هل أنتِ بخير ؟ "
" أجل - ... "
قاطع حديثها صوت صراخ أحد الحراس يركع بإحترام , بينما يفتحون باب القاعة ، بينما يخرج منها رجل وسيم المظهر وردائه الأحمر والذي يرفرف في خلف ظهره ، بدأت اعين الفتيات متلألئة ، بينما ينظرون اليه بعمق .
" وصل جلالة الإمبراطور كلاوديا فرانسوا دي كلاري ~~ "
وصلت عيني ليسيا تحدق به ، بؤبؤ عينيه حمراء و بارده ، بدت هذه الأعين مألوفة لدى ليسيا ، ولكن تشعر وكأنها لم تعتاد عليها ابدا.
بينما يقترب النبلاء الى الإمبراطور تدريجيا ، كان يتجاهل تحية النبلاء المتملقة .
مدت ليسيا بينما تقف بعيدًا يدها في الهواء , شعرت ان المسافة بينها وبين الإمبراطور تزداد اتساعًا , تسارع ضربات قلبها و ذكرياتها المتألمة .
اقترب احد ما من الإمبراطور كلاوديا ، الذي ظل واقفا وحده في تلك القاعة الكبرى .
" شمس الإمبراطورية المضئية ، الإمبراطور كلاوديا فرانسوا دي كلاري ."
التفت اليه الامبراطور ببرود شديد ، كانت عينيه توحي بأنه ازعجه تماماً ، تحدث بتوتر اثناء رؤيته لتلك النظرات المخيفة .
" اهه.. جلالتك .. التقينا مجددا . انا الماركيزة آندري ألبيرت ! "
اخذت تنحني للإمبراطور ، بينما ترفع طرف فستانها .
التزم كلاوديا الصمت ، استمر بالنظر إليها .
" سمعت انه تم تسميم صاحب الجلالة ! من يجرؤ على فعل ذلك ؟ على اي حال سيدفع الثمن عاجلاً ان اجلاً . أليس - "
لم تستطع الماركيزة التحدث ، عيني الإمبراطور تشعران بغضب شديد ، ابتسم بسخرية شديدة .
" ايتها الماركيزة ! الا تعتقدين انكِ تتحدثين براحة بالغة ؟ "
توسعت عينا الماركيزة آندري ، بينما علامات الخوف تعلو ملامحها المزيفة .
" اه .. صاحب الجلالة ؟ انا حريصة فقط - ..."
امسك الإمبراطور احدى كتفيها بقوة ، بينما يقربها اليه .
" اتساءل من الذي يجعلك مرتاحة جدا ؟ "
بدأت تفكر الماكيزة آندري للحظة , يتصرف الإمبراطور بغرابة عن العادة .
" جلالتك .. سأذهب الان . هناك من ينتظرني! "
اقتربت احدى شفتي الإمبراطور نحو اذن الماركيزة آندري ، بدأت شفتيه تتحرك بهدوء .
" اخبري من ينتظرك .. بأن لا يعترض طريقي وإلا سيقتل ."
بدأت عينا الماركيزة تتوسع اكثر ، بينما ابتعدت عن الإمبراطور ، جسدها الذي يرتجف بقوة ، غير قادرة على تحمل طغيانه الشديد هذا ، بينما تحدث نفسها .
' كيف عاد لهيئته الطبيعية بسرعة كهذا ؟ '
" هل قمت بمقاطعة حديثكما ؟ "
اتى صوت خلف الإمبراطور ، كان يبدو صوت حاد ومألوف للغاية . التفت الإمبراطور نحو الصوت ، رأى شاب ذو شعر ذهبي ، عينيه الزرقاوان اللتان تنظران نحو الإمبراطور بتكبر شديد .
" اوه - أخي اعني .. منذ زمن لم أرك ايها الإمبراطور . "
رفع يده التي تمسك بكأس نبيذ نحو كلاوديا , مال رأسه قليلا , بينما ابتسامة متكبرة تشق وجهه .
"..."
تحت صمت كلاوديا , استمر بالتحديق إليه بعينين حمراواتان حادتان , من ينظر لتلك الأعين , يشعر وكأنه نمر ينظر لفريسته .
كان جسد الماركيزة آندري يرتعش بقوة , غير قادرةعلى الوقوف , بينما تنظر نحو كلاوديا .
' سـ ..سأموت .. سأموت في اي لحظة ! '
--- -- ---------------------------------
نهاية الفصل العاشر .