الفصل التاسع :- ليلة ما قبل العاصفة ( 2 ) .
في قصر الكونت ألدريك أبسولون , في احد الغرف التي تعكس نافذتها ضوء القمر .
تحت صوت هادئ , يصدر كوب قهوة على الطاولة المستطيلة بهدوء , رفع الخادم ألكس ظهره للأعلى بينما يبتعد عن الطاولة بهدوء , القى نظرة خاطفة على الأنسة ليسيا التي تجلس بهدوء شديد , تنظر لكوب القهوة .
بينما تلتقي عيناه بأعين الكونت أبسولون بينما أشار له بالخروج , خرج ألكس من الغرفة , اصدر الباب ضجيجا بينما يخرج يجعل الصمت ينكسر .
نظر الكونت أبسولون لذلك القابع أمامه , نظرات تملؤها القسوة الشديدة . بدأت شفتيه بالتحرك أخيرا .
" أنسة ليسيا , الشيء الذي قمتي بذكره في تلك الرسالة . "
نظرت ليسيا إليه بحماس مع بعض الهدوء , بينما تشرف القليل من القهوة .
" أيها الكونت , انت لست من النوع الذي يسمح لأحد بالتقرب منه ... "
لا زالت نظرات الكونت أبسولون الثابتة تخترق جسد ليسيا .
' هاه ؟ انه حقا غير قادر على التحمل . '
غيرت ليسيا جلستها قليلا , بينما تضع كوب القهوة على الطاولة , فتحت شفتيها اثناء ذلك .
" أتقصد ... لوحة لاستيفشتيا . "
تحت حديثها توسعت بؤبؤ عيني الكونت أبسولون الذهبيتين , بينما بدأ متوترا جيداَ , يحاول يتملك نفسه بسرعة .
" اذا .. ذلك لم يكن هراء بالكامل ؟ "
ابتسمت ليسيا بهدوء , بينما تكمل حديثها .
" لوحة لاستيفشتيا .. لقد كانت الأنسة لاستيفشتيا من قامت برسمها . "
لا يزال الكونت ابسولون يتملك أعصابه بينما يتسترخي ظهره نحو الأركية الفاخرة .
" سمعت شائعات من قبل عن امرأة ماتت في قبو ظلم بعد تم اتهامها بمحاولة قتل الملك الراحل .. "
تضيق عيني ليسيا بينما بدأت تلاحظ الرعشة في جسد الكونت ألدريك أبسولون .
" تلك المرأة .. انها الملكة فلوريانا , وتكون والدتك . "
نهض الكونت أبسولون بقوة مما جعل الطاولة التي أمامه تهتز , استمرت الرعشة في جسده والتي يحاول كبحها في جسده , ينظر إليها بعينين قاتلة , و الصوت الذي يخرج منه يمتلئ بالحدة والغضب .
" من أنتِ بحق الجحيم ؟ "
ابتسمت ليسيا ابتسامة واسعة تحت عينيها الضيقة . الشائعات التي انتشرت في العاصمة الإمبراطورية , قصة الأنسة لاستيفشتيا التي ادى حياتها للموت في قبو مظلم وبارد .
' من كان يعلم انها الملكة فلوريانا ؟ '
أعين ليسيا تحدق نحو الكونت ألدريك الذي لا يزال متوتراً ويحاول أن يهدأ ، وكان هناك شيء ما يثير فضول ليسيا في تلك اللحظة ، كانت تصرفات ألدريك في أثناء مأدبة الخطوبة في حياتها السابقة مثيرة للريبة ، لقد حاول أيضا قتلها بينما اصبحت منفردة خارج الحفل مع بعض فرسان النخبة .
' بحق الجحيم ؟ لماذا سيرسل الإمبراطور كلاوديا أمثال ألدريك أبسولون و فرسان النخبة لقتلي فقط ؟ '
بدأت تفكر ليسيا , الهذه الدرجة كان ينظر الإمبراطور إليها بحذر شديد يجب نفيه من الوجود ؟
____ ___________ _______________ ____
في مكان ما , في تلك الشرفة المضيئة في القصر الإمبراطوري , لقد بدى صوت الإمبراطور كلاوديا دافئًا من إي وقت مضى , جعل رئيس الخدم كايدن ينظر إليه و الفضول واضح على وجهه .
التفت نحو الغرفة يشاهد كايدن الذي يقف هناك بهدوء شديد .
" لو أخبرتك أن تفعل شيئا ما لأجلي , فهل ستفعل ذلك ؟ "
" جلالتك , لا تخبرني ماذا أفعل ! فقط آمرني بذلك وسأفعل مهما تطلب الأمر . "
اجاب كايدن بينما عينيه تومضان بشدة .
" كايدن , هل قتلت أحداً من قبل ؟ "
سأل كلاوديا او كيم وو سوك تحت ضحكة خفيفة .
رفع كايدن عينيه من الأرض , ينظر إلى كلاوديا بدهشة تعلو وجهه.
" جلالتك ... ؟ "
" كايدن , أعلم ان هذه ليست المرة الأولى التي ستقتل بها احد. صحيح ؟ "
تحت اندهاش كايدن , بينما يحاول التحدث . قام كلاوديا التربيت على كتفه .
" لكي تنزع الشر من جذوره , يجب أن تقتل الأساس صحيح ؟ "
" جلالتك ..؟ "
تحت تنهيدة كلاوديا , دخل الغرفة بينما تحدث بحدة شديدة , وعينيه القاتلة الهادئة التي تنظر للأرض وابتسامة ترتسم على شفتيه .
" كايدن .. أخبرك فقط أن تقوم بحمايتي ، لماذا تظهر هذا الوجه المضحك ؟"
التفت كايدن بينما يحدق في ظهر الإمبراطور كلاوديا .
' ما هذا الصوت الحاد ؟ '
ما جعل كادين يندهش أكثر . الهالة الحمراء التي تستمر بالتدفق بقوة بجميع أنحاء جسد كلاوديا .
وضع كلاوديا يده ناحية مقدمة رأسه ، و ذكريات الغامضة تستمر بالتدفق .
' مرة أخرى ؟! '
تقدم كايدن بينما القلق انتابه بشدة .
" هل انت .. "
قاطعه الإمبراطور كلاوديا برفع يده بسرعة .
" فقط .. أفعل ما اخبرتك به . "
استمر كلاوديا بالمشي ناحية باب الغرفة ويخرج منها , تاركا رئيس الخدم كايدن في حيرة .
_____
" أنتِ لم تجيبي ! "
استمر ألدريك أبسولون واقفا , بينما تستيقظ ليسيا من تفكيرها .
' حسنا ... أعتقد اعلم ما سبب تصرفاتك الغريبة الأن ألدريك أبسولون في حياتي السابقة ! '
" أنت ترغب بالإنتقام من الإمبراطور كلاوديا صحيح ؟ "
ابتسم ألدريك تحت توتره الشديد .
"أنتِ حقا ! من أنتِ ؟ "
ردة الفعل هذه ، يبدو ان استنتاج ليسيا كان صحيحا .
' ولكن.. ما علاقة وفاة الملكة فلوريانا بالإمبراطور الحالي ؟ '
عادت ليسيا تفكر مرة اخرى ، الحقد الذي يكنه الكونت ألدريك أبسولون نحو الإمبراطور . هل ساعد الإمبراطور بطريقة ما على وفاتها ؟
' الملكة فلوريانا ؟ '
الموت الذي يأتي فجأة يترك احساساً بالخسارة والانهيار للشخص الذي تركه وراءه ، تشعر وكأن شخصا ما قطع جزءاً كبيراً من حياتك اليومية .
الإحساس بالواقع لا تشعر به في البداية بل تشعر بأنه بعيد . ومع ذلك ، عندما يزداد الفراغ تدريجياً في عدم وجوده ولا تستطيع قضاء حياتك اليومية كالمعتاد .
يبدأ الناس في الشعور بالخسارة ، ولكي تتحمل هذا الشعور بالخسارة ، فأنت بحاجة إلى شخصا ما تستاء منه .
' استياء الكونت ألدريك الشديد نحو الإمبراطور ؟! '
الحزن على فقدان شيء ثمين في سن مبكرة ، أكثر من أي شخص آخر .
تحت ابتسامة ليسيا الواسعة ، تشعر انها امسكت طرف الخيط اخيرا ، بينما عينيها تستمران بالتحديق في الكونت ألدريك .
' ياله من طُعم رائع ! '
تحدثت ليسيا بهدوء شديد بينما تشرف قليلاً من القهوة .
" سأجعل انتقامك من الإمبراطورية يتحقق , أيها الكونت أبسولون . "
نظر إليها بدهشة مع قليل من الحيرة .
" هاه ؟ وكيف تفعلين يا آنسة . "
لا زالت ابتسامة ليسيا ثابتة , بينما تحدق بكوب القهوة , تمسك به برفق .
" أقتل .. الإمبراطور كلاوديا ! "
عم الصمت قليلا , بينما يعود ألدريك ويجلس على الأريكة .
بدأ يضحك بقوة , يستمر بالضحك بينما وصلت لمسامع ألكس و ليديا خارج الغرفة .
" لو أفترض أنني أريد قلته حقا . كيف ذلك يا آنسة ليسيا ؟ "
تنهدت ليسيا بينما تترك كوب القهوة , بينما تضيق عينيها .
" فقط .. أسمتع إلى ما سأقوله . "
_ __ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ __ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _
نهاية الفصل التاسع .