" تك "

" تك "

" تك "

...

كان صوت دقات الساعة يصدى في الغرفة الصغيرة المظلمة ، لم تكن هناك نوافذ لأضاءة الغرفة و كان هناك فقط شمعةٌ تحترق بلهيبٍ صغيرٍ على مكتبٍ في وسط الغرفة

كانت الغرفة تحتوي على ساعةٍ خشبيةٍ قديمة في الزاوية و فراءٍ بنيٍ غامق يغطي الأرض وسط الغرفة كسجادة

كان المكتب الخشبي في وسط الغرفة بينما وضع خلف المكتب رفوفٌ تحوي الكثير من الكتب المرتبة بنظام

كان الضوء الخفيف الصادر من الشمعة بالكاد يضيء جزءً صغيراً من المكتب الخشبي ، عند النظر جيداً ستلاحظ وجود شخصٍ جالسٍ على المكتب و يقوم بالكتابة على بعض الأوراق

لم تكن ملامح هذا الشخص واضحةً بسبب الظلام الذي يغطي الغرفة

فجأة ، توقفت يد هذا الشخص عن الكتابة ، ثم رفع رأسه ببطئٍ و حدق في الفراغ أمامه ، يمكن سماع صوته الهادئ و المريح

" أوه ، لقد وصلتم بالفعل "

أمسك بحزمة الأوراق التي كان يكتب عليها و وضعها في أحد أدراج المكتب ثم أعاد نظره نحو الفراغ أمامه بينما كانت يده متشابكتين أمامه على المكتب

" أعرف أنكم محتارون بشأن محتوى هذا الفصل لكن دعوني أبدأ بالتعريف بنفسي أولاً "

رغم أن الظلام حجب ملامح و شكل هذا الشخص ، إلا أنك تستطيع تخيل أبتسامةٍ خفيفة تتشكل على وجهه بينما يكمل حديثه

" أنا هو سزكس ، تستطيعون القول أنني الراوي الذي يروي رواية عصر حروب الأباطرة لكم في الفصول عند قرائتها ، و أعتبر تجسيداً لشخصية الكاتب "

توقف عن الحديث قليلاً ثم أطلق تنهداً خفيفاً بينما يمكن بالكاد تمييز حركة يديه داخل الظلام ثم وضعها على صدغه لفركه قليلاً بينما أكمل

" لم يكن من المفترض أن أظهر الآن ، و ظهوري الآن يعتبر تغييراً في الجدول الخاص بالرواية ، لكن ليس لدي خيارٌ آخر "

" تم تكليفي من قبل الكاتب لكي أنقل لكم تفسيراً عن سبب أختفاءه و بعض الأمور المتعلقة بمستقبل الرواية "

" الكاتب حالياً يمر بوقتٍ مهمٍ في حياته ، هذه الفترة مهمةٌ و حساسةٌ جداً بالنسبة له ، لذلك هو لا يجد وقتاً للكتابة "

" لكن... "

رفع سزكس في الظلام رأسه قليلاً بينما أبعد يديه و قال بحزم

" الرواية لن تتوقف ، لن يتم تركها ، هذا عهدٌ مني "

" فقط الوقت الحالي غير مناسب للكتابة ، لذلك لن يتم نشر فصول أخرى لبعض القوت ، كم بالضبط ستتوقف؟ ربما ل5 أشهر أو 6 أو حتى أكثر ، لا أعرف كم بالضبط "

" لكن الرواية ستستمر في النهاية ، لن تتوقف هكذا "

بعد أن أنتهى سزكس من الكلام ، صمت لبعض الوقت ، بعد ألتزام الصمت لمدة دقيقةٍ كاملة تنهد قليلاً بينما قال

" اللعنة! ، هذا الكاتب سيجعلني أجن ، الآن يخبرني أن أريكم شيئاً آخر ، و ليس من المفترض أن تروا هذا الشيء الآن "

ثم صمت لبضعة ثواني أخرى ليقف فجأة و يقول

" لا يهم! ، ليس الأمر كما لو أنها روايتي ، سيكون هو من يتحمل مسؤولية هذا الأمر "

ثم ألتفت للفراغ أمامه و قال

" أتبعوني "

قام بحمل الشمعة بواسطة ماسكةٍ نحاسية و سار بأتجاه الباب الوحيد في الغرفة ، الأمر الغريب هو رغم انه قريب من الشمعة ، لم يقترب الضوء منه أبداً بقي جسده مظلماً بالكامل دون أن تتوضح ملامحه

أقترب سزكس من الباب و دفعه برفقٍ لينفتح ببطئ ، ما أستقبله كان موجةً من الضوء الذي أبتلع المكان بأكمله

بعد مرور بضعة ثواني من أبتلاع الضوء لكل شيء صدر صوت شين نو في المكان بينما تردد صدى كلماته في كل مكان

" إما أن تعيش و أنت تسير على أطراف أصابعك خشية صنع ضجيج يلفت الانتباه ... أو أن ترفع صوتك عاليًا معلنًا وجودك ... قابلًا تحدي الحياة! ... مقتحماَ للمجهول! ... متحكماً بمصيرك! "

ثم تبع صوت شين نو مباشرةً صوتٌ آخر ، لكن هذه المرة كان صوت شخصٍ غير معروف لكن به بعض الجنون

" قليل هم الذين يحملون الاحلام والأماني داخلهم وقليل من هذا القليل ينهكون اجسادهم ويتعبون عقولهم وتنصهر ارواحهم لتحقيق هذا الحلم ، لذلك كن فخوراً بأنك جزءٌ من هذا القليل "

ثم تبع هذا الصوت مباشرةً صوتٌ آخر ، هذه المرة يبدو هذا الصوت صادقاً و بسيطاً ، كما أنه على الأرجح صوت فتاة

" قد يُشعرك تأنيب الضمير بأنك أسوأ إنسان على وجه الأرض ... لكن تأكد أنك ما دمت تشعر بذلك التأنيب ، فأنت من أطهر الناس قلباً "

ثم تبع هذا الصوت صوتٌ شابٌ و فخور

"لتكن قاعدتك الأبدية ، لا أريد أن أكون إنساناً عادياً أريد أن أضع بصمةً لي على جبين هذا الكوكب ، أريد أن أكون نجمةً لا تموت في سماء هذا الكون ، أُريد أن أكون مختلفا ً... مختلفا ًفقط! "

لم تتوقف الأصوات عن الظهور و التردد في كل مكان بينما كان الضوء الأبيض يغطي كل شيء ، كانت بعض الأصوات شابةً و فخورة ، و البعض كبيرةً و حكيمة ، و البعض غادرٌ و سام ، و البعض مستبدٌ بارد

جميع هذه الأصوات ترددت في هذا الضوء الأبيض لوقتٍ بدا كما لو أنه الأبدية

في النهاية ، بعد مرور وقتٍ غير معروف ، توقفت الأصوات عن الظهور و بدأ الضوء الأبيض بالتلاشي ليخيم الظلام على كل شيءٍ مرةً أخرى

لكن هذه المرة لم تظهر غرفةٌ صغيرةٌ داخل الظلام ، و إنما ظهرة بعد أختفاء الضوء قاعةٌ مظلمةٌ و كبيرة

في نهاية القاعة جلس ظلٌ متوسط الحجم على عرشٍ كبير

لم يكن هناك أثرٌ للحياة في هذه القاعة ، في الواقع لم يكن هناك أثرٌ للموت حتى ، كان الأمر كما لو أن هذا المكان كان في وسط الحياة الموت و في حالة توزان

في هذه اللحظة تردد صوتٌ باردٌ و قديم من الشخصية الجالسة على العرش ، كما لو أن هذا الصوت يسافر من أقدم الأزمان و أحلكها

" كل شيء يسير حسب الخطة "

" آمل أن تريني بعض المفاجئات الجيدة ، شين نو "

2021/11/29 · 632 مشاهدة · 934 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024