داخل الغرفة متوسطة الحجم ، جلس شين نو متربعاً بينما يغمض عينيه و إبتسامةٌ خفيفة على وجهه

' حصلت على شيءٍ مفيدٍ من جزء السلالة هذا... '

كان تفكير شين نو يدور حول المعلومات المتعلقة بجزء طريقة الزراعة المتعلقة بجزء السلالة التي حصل عليها

' لا أستطيع رؤية كيفية التطور المستقبلي ، أنها تظهر الطريق لي حتى أصل إلى ذروة نواة الزو ثم أختراقها فقط ، على الأغلب بعد أن أخترق سأحصل على بقية المعلومات المتعلقة بالأختراقات المتقدمة '

' لكن طريقة الزراعة ليست الشيء الوحيد الذي حصلت عليه من السلالة... '

' حسب المعلومات الموروثة عبر جزء السلالة ، هناك مهاراتان أضافيتان مع جزء السلالة ، الأولى هي أنني سأستطيع أخفاء مستوى زراعتي عن أي مخلوقٍ آخر ، حتى لو كان أقوى مني '

' سيكون الأمر كما لو أنه ينظر في الهواية ، مهما نظر لن يستطيع معرفة ما فيها ، حسناً هذا على الأقل حسب المعلومات داخل جزء السلالة '

' و المهارة التالية أكثر إثارةً للأهتمام '

أبتسم شين نو أكثر عندما فكر في المهارة الأخرى ، بالنسبة له ، مهارةٌ كهذه لها العديد من الأستخدامات المختلفة

' بما أن دمائي تحتوي الآن على جزءٍ من سلالة الهاوية و هالتها ، أستطيع التحكم بهالة الهاوية للخروج و الدخول إلى أي شيءٍ قريبٍ مني ، سواء كان شيئاً حي أم غير حي ثم تحويله إلى ساكنٍ للهاوية '

' و ساكن الهاوية حسب معلومات جزء السلالة هو كائنٌ بلا عقل ، سيتبع أوامر المخلوق صاحب الأعلى تركيز من سلالة الهاوية الأقرب إليه بدون تفكير '

' لكن بالطبع هناك حدود لهذه المهارة ، على الأقل حالياً ، و هي أنني لا أستطيع السيطرة على شيءٍ بمستوى زراعتي أو أقوى ، كما أن التحكم في هالة الهواية داخل جسدي صعبُ جداً ، على الأقل في الوقت الحالي لن أستطيع أن أستعمل هذه المهارة كثيراً '

" هاه "

تنهد شين نو قليلاً و وقف و إتجه نحو السرير ، أستلقى و أغمض عينيه بينما يفكر

' الآن ، الأمر مزعجٌ حقاً ، أنا متأكدٌ من أن جولدن شوي قد أرسل أحدهم لمراقبتي و لابد أنني تحت المراقبة الآن ، لا أستطيع التحرك بالكثير من الحرية لكن لا بأس... '

بينما كان شين نو مستلقياً على السرير كانت إبتسامته الهادئة مثبتةً على وجهه كما لو أنه نائمٌ و يحلم بأحلامٍ سعيدة

' شدو ، أريدك أن تتسلل إلى الخارج و تجمع المعلومات لي ، أنت تملك بالفعل جسداً الآن بعد الأختراق إلى نواة الزو لذلك سيسهل الحصول على المعلومات أثناء التجول '

بما أن شدو مرتبطٌ بظل شين نو أستطاع الأستماع إلى أمر شين نو ، في الثانية التالية تحرك شدو و اندمج مع ظلال الغرفة دون أن يحدث أقل صوت

في الواقع هناك سببٌ إضافيٌ لعدم أنتباه المراقب الذي يراقب شين نو لشدو ، و هذا السبب هو المهارة الأولى التي حصل شين نو عليها من جزء السلالة

أخفاء الهالة تماماً و الأندماج في الظلال جعل تتبع شدو و ملاحظته أكثر صعوبةً و إستحالة ، بالطبع حصل شدو على هذه المهارة لأنه ظل شين نو ، طالما أصبح شين نو أقوى أصبح شدو كذلك ، و إذا حصل شين نو على جزء سلالة فسيحصل شدو عليها أيضاً

في النهاية شدو هو ظل شين نو

...

تحرك شدو بين ظلال المعسكر و تجاوز الحراس المنتشرين في كل مكان بسهولة ، عاد للنفق الذي أتى منه شين نو مع ثاندر و بقية المجندين الجدد للثورة

المشكلة الأولى تتمثل بالوصول إلى السطح ، عند قدوم شين نو مع ثاندر أستعملوا تشكيل نقلٍ صغير لنقلهم تحت الأرض ، الآن كيف سيصعد شدو فوق الأرض دون تشكيل النقل؟

أندمج شدو مع الظلال القريبة من النفق و بقي يحدق في المنطقة المحيطة بالنفق ، كان ينتظر

كان ينتظر أحداً ليدخل النفق و يتبعه إلى المخرج

بعد الأنتظار ل47 دقيقة لاحظ شدو خروج شخصين من داخل المعسكر و يتجهان نحو النفق

كان الأثنان يرتديان ملابس رثة و بالية ، أحدهما يملك لحيةً كثيفة و غير مسرحة مع بقعٍ من الأوساخ و التراب على وجهه و جسده

الرجل الآخر لم يكن أفضل منه و كانت حالته مشابهةً له بأستثناء أنه لم يكن يملك لحية و بدى أصغر بقليل

أنتظر شدو دخول الأثنين إلى النفق ثم تحرك خلال ظلال النفق و أندمج مع ظل الشخص صاحب اللحية الغير مسرحة

لم يلاحظ أيٌ من الرجلين حركة شدو و أستمرا في طريقهما داخل النفق

...

في متجرٍ صغيرٍ لبيع الملابس و الأقمشة في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة الشعب ، تحركت الأرضية في غرفة التخزين الخلفية لتكشف عن نفقٍ مظلم ، ثم بعدها خرج رجلان بشكلٍ رثٍ من داخل النفق ثم أرجعا الأرضية إلى ما كانت عليه

ثم خرج الأثنان بسرعةٍ من الباب الخلفي في المخزن و أختلطا مع المشاة دون أن ينتبه عليهما أحد...

بالنسبة لشدو ، كان لا يزال داخل مخزن القماش لأنه ترك ظل الرجل صاحب اللحية بعد وصولهم للسطح

في الطريق إلى السطح أستطاع أن يستمع إلى المحادثة بين الرجلين و حصل على بعض المعلومات بشأن هويتهما

كان الأثنان يعملان كأعين للثوار داخل المدينة ، كانا يتجولان في المدينة و يجمعان أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات ثم يرسلان المعلومات إلى الثوار ، بالطبع هناك آخرون و ليس هذان الأثنين فقط ، كان الأمر مجرد صدفة عندما ألتقى شدو بهما أثناء ذهابهما إلى مهمةٍ جديدة

في هذه اللحظة كان شدو يحدق في كومةٍ من الملابس داخل صندوقٍ خشبي ، بعد بعض التفكير لبضعة ثواني ألتقط الملابس و بدأ بأرتدائها....

داخل مطعمٍ شعبي مشهور ، كان هناك الكثير من الزبائن و الصخب ينتشر في كل مكان ، أصوات الضحك و أصوات الصراخ الناتج عن لعب بعض الألعاب الشعبية كالطاولي و الدومنة تزيد من حيوية المكان بأستمرار ، بينما تثير رائحة الطعام الشعبي و الشهي رغبة الزبائن بشراء المزيد و المزيد من الطعام

" اللعنة!! لقد رأيتك تغش!! لقد غششت!! "

" ها! هل أصابك الخرف أخيراً أيها العجوز؟! متى غششت؟! "

" لابد أنك تلاعبت بالنرد! مستحيلٌ أن يكون هناك حظٌ كهذا!! "

في هذه اللحظة ، كان هناك أثنان من الرجال في نهاية الثلاثين من عمرهم يتشاجرون ، يمكنك رؤية الشعر الأشيب الذي بدأ ينمو على رأسهم ، هذا المنظر ليس نادراً حيث هذا الصخب و الأجواء منتشرة في المطعم بأكمله

" لا تقسو عليه كثيراً أيها العجوز جو! لا أريد نقل تلك العظام القديمة إلى الطبيب إذا حدث لقلبه شيءٌ بسبب الغضب "

مازح النادل قليلاً مع أحد الرجلين ثم واصل طريقه نحو طاولةٍ قريبة

بعد توصيل طلب الطاولة ، لاحظ دخول شخصٍ غير مألوف من باب المطعم

كان هذا الشخص شاباً بطول 178 سم تقريباً ، مع بشرةٍ بيضاء ناصعة ، كان يرتدي قميصاً أبيض و سترةً حمراء مع نقشٍ أسود و بنطالٍ أسود ، علق على رقبته قلادةً فضية على شكل خنجرٍ صغير

أكثر ما يميزه هو عينيه الفضية اللامعة و شعره الفضي متوسط الطول

أستنتج النادل على الفور أن شدو أجنبيٌ و ليس من داخل المدينة ، لأن هذه السمات نادرة بين أفراد هذه المدينة

أقترب منه و تحدث بينما أبتسامةٌ دافئةٌ تعلو وجهه

" تفضل يا سيدي ، هناك طاولة فارغة قريبة "

أومأ الشاب له و تبعه بهدوء ، كان هذا الشاب بالطبع شدو ، بعد أختراق شين نو أستطاع أخيراً التحول إلى شكلٍ كامل ، هذا سيساعده على الأختلاط أكثر بين الحشود في المدينة و أستعمال التنقل عبر الظلال عند الضرورة

جلس شدو على طاولةٍ قريبةٍ من الرجلين الذان كانا يلعبان الطاولي و طلب وجبةً عشوائية ، أنتبه الأثنان بالطبع إلى شدو و حياه بصخب

" هوه؟ من النادر رؤية أجانب يأتون إلى مدينة الشعب "

" أنتبه أيها العجوز جو! أنا على وشك تدميرك بالكامل!! "

" أنتظر ماذا فعلت؟! لابد أنك غششت عندما لم أنظر!! "

...

تجاهل شدو الصخب الذي بلا فائدة و بدأ بمحاولة الأستماع إلى المعلومات العشوائية التي يتحدث بها الجميع

بعد عشرة دقائق وصل النادل و وضع الأطباق على الطاولة أمام شدو

أخرج شدو أموالاً كان قد سرقها من أحد المارة سابقاً و قدمها للنادل ، لكن النادل هز رأسه بينما نفس الأبتسامة الترحيبية على وجهه

" كيف يمكنني أن أخذ المال منك؟ أنت هنا ضيفٌ داخل وطني ، أن الوجبة على حساب المحل "

" هاه؟ "

أستغرب شدو و حدق في النادل بريبة ، في هذه اللحظة تحدث أحد الرجلين القريبين الذان كانا يلعبان

" لا تقل هذا ، أنت تملك عائلةً لتعيلها أيضاً أيها العجوز زي ، خاصةً أبنتك المريضة ، أن وجبة رفيقنا هنا على حسابي "

هذه المرة أستدار شدو و حدق في الرجل العجوز المسمى بالعجوز جو بريبةٍ أكثر في عينيه ، لاحظ العجوز جو نظرته و أبتسم برفق

" ماذا؟ ، هل تظن أن هذا الأمر غريب؟ "

اومأ شدو رداً على كلام الرجل ، فضحك الرجل الآخر و قال

" هاهاهاهاها ، لا تقلق يا صديقي هذا عادي جداً! "

تنهد العجوز جو قليلاً و تحدث

" أيها الشاب ، لا أعرف ماذا سمعت عن أمبراطوريتنا و ما تعتقده عنا ، لكن دعني أخبرك بشيءٍ ما "

" في أمبراطورية روتاتورا ، تعلمنا ان نعامل الضيف بأحسن تعامل و أفضله ، يجب أن تكرم الضيف مهما حصل ، حتى لو كنت تملك رغيف خبزٍ واحدٍ في بيتك ، فعندما يأتي الضيف ستعطي نصف رغيف الخبز للضيف و النصف الآخر لأطفالك "

" و أن كنت لا تملك أطفال ستعطي الرغيف بأكمله إلى الضيف و أبتسامةٌ دافئةٌ و صادقة تعلو وجهك "

أبتسم العجوز جو و تابع

" أنت هنا ضيفٌ أتى من الخارج إلى وطننا ، كيف من الممكن ان نأخذ فلساً واحداً منك؟ "

" هذا هو طبعنا ، نحن أهل الكرم و الضيافة ، نحن أهل روتاتورا "

عندما وصل العجوز جو إلى هذا الجزء ظهر أثرٌ من الحزن في عينيه و تابع بصوتٍ ضعيف

" لكن ، أظن أن العالم قد نسى بالفعل من هم أهل روتاتورا... "

أستمع شدو بصبرٍ لحديث العجوز جو و لاحظ التغييرات في تعبيره في النهاية ، أومأ برأسه و تحدث

" شكراً لكم على كرم الضيافة "

كان صوته خفيفاً و هادئاً مع بعض البرودة فيه

اومأ العجوز جو برأسه و تابع اللعب مع الرجل الذي أمامه بينما غادر النادل إلى طاولةٍ أخرى

أكمل شدو وجبته بسرعة و خرج من المطعم

تجول في شوارع مدينة الشعب و لاحظ كل شيءٍ في طريقه أثناء جمع المعلومات

لقد لاحظ أن الفقر ينتشر بكثرةٍ في مدينة الشعب ، و الكثير من العاطلين عن العمل يجلسون على الشوارع بلا هدف أو عمل

كان البؤس و الحزن في كثيرٍ من الأماكن ، لكن ، هناك شيءٌ لاحظه شدو كان يثير حيرته طوال الوقت

كان يرى أن جميع الأشخاص سواء كانوا فقراء أم لا ، حزينين أو بؤساء أو متشردين ، حتى المواطنون العاديين ، كان جميعهم بلا أستثناء يبتسمون عندما يرونه بأبتسامةٍ ترحيبية

حتى أن بعض أصحاب المحلات التي مر بها قد قدموا له بعض الوجبات و الملابس و الأمور الأخرى مجاناً

حتى أن طفلاً صغيراً بملابس ممزقة أقترب منه و قدم له كعكةً صغيرة ، لاحظ شدو حالة الطفل و من الواضح أنه لم يأكل جيداً منذ وقتٍ طويل ، لكن الطفل قدم الكعكة إليه بعد بعض التردد الصغير بأبتسامةٍ صادقةٍ و بريئةٍ على وجهه

عندها...تذكر حديث العجوز جو

" هذا هو طبعنا ، نحن أهل الكرم و الضيافة ، نحن أهل روتاتورا "

هز شدو رأسه قليلاً و طرد هذه الأفكار الصغيرة من رأسه ، تابع سيره بينما يجمع المعلومات من الحديث المنتشر في الشارع

بينما يسير ، تتم قليلاً في قلبه

' الوضع هنا أكثر تعقيداً من ما تصوره سيدي ، هناك الكثير من القوى التي تضع يديها داخل أمبراطورية روتاتورا و مدينة الشعب خاصة '

بالطبع هنا يقصد بسيده شين نو ، نظر حوله و دخل في زقاقٍ مظلم و أندمج في الظلال بينما أستمر في التفكير

' يجب علي أن أبلغ سيدي بشأن القوى الكثيرة المشتركة هنا ، هذه المدينة عبارة عن مستنقعٍ عميق ، هناك قوى الأمبراطور ، و قوى الثوار ، و قوى الأمبراطوريتين المجاورتين التان تتحكمان بأغلب أمبراطورية روتاتورا و في نفس الوقت تتحاربان داخل الأمبراطورية ، الوضع معقدٌ جداً '

كان شدو يفرز المعلومات التي جمعها من حديث المارة و أصحاب المحال و الجنود ، تحرك في الظلال ليعود إلى شين نو و يبلغه عن هذه المعلومات ، لقد تجول بالفعل لأربعة ساعات و حان وقت العودة....

في نفس الوقت ، كان شين نو يقرأ المعلومات التي جلبها الحارس القريب من غرفته و التي تتعلق بالوضع العام للأمبراطورية

وضع يده على ذقنه و تمتم بأبتسامةٍ مميزةٍ على وجهه

" مثيرٌ للأهتمام... "

كل شخصٍ يعرف شين نو سيدرك مباشرةً معنى تلك الأبتسامة ، تلك الأبتسامة تعني أن المخطط الدموي ينسج بعض الخطط الكبرى و الدموية....

__________________________________

وصلنا للفصل 100 🎉

آسف على الإطالة للتنزيل لكن الجميع يعلم بظروفي الحالية بالفعل ، و التي ما زالت لم تنتهي ؛-؛

المهم ، لقد وصلنا للمئوية الأولى ، كان مشواراً طويلاً حقاً ، طويلاً جداً ، رغم النفور الذي كان في البداية عندما يسمع القراء أن الرواية مؤلفة ، و رغم سخرية بعض الأشخاص مني و الذين قالوا أنني لن أستمر عندما بدأت في الرواية ، إلا أنني أستمررت

أن الكثير من الأشخاص إلى الآن عندما يسمع برواية مؤلفة يفكر تلقائياً بأنها قمامة ، أنا أريد تغيير هذا التفكير ، أريد أن أريهم أننا لا نختلف عن المؤلفين الأجانب بشيء ، نستطيع أن نؤلف روايات ممتازة نحن أيضاً ، فهم بشر و نحن بشر

و أريد أن أشكر جميع الذين دعموني و الذين يتابعون روايتي و يحبونها و يريدون أستمرارها ، شكراً لكم على دعمي للوصل إلى هذا الفصل

و بالنسبة لي ، هذه ليست سوى البداية ، بداية الرواية و الأحداث الحقيقة التي ستبدأ من هذا المجلد و فوق

أعلم أنني أطلت عليكم ، لذا في النهاية أرجو من الذين قرأوا الرواية أن يكتبوا رأيهم عنها لأن هذا مهمٌ بالنسبة لي ، و سيكون الأمر أفضل إذا كان الرأي مفصلاً

و شكراً على دعمكم المستمر °~°

2022/01/08 · 338 مشاهدة · 2202 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024