بعد أن أشرقة الشمس على الفناء العاشر و بدأ التلاميذ بالخروج من مساكنهم ، كان شين نو يتجه بخطى ثابتة نحو قاعة المساهمة
' لقد وصلت قوتي ل330 طن بالفعل و أتقنت مهارة خطوات الشبح إلى المستوى الثالث ، بالنسبة لمهارة نبض الرعد فكان من المتوقع أن لا أحقق تقدماً حالياً '
كان شين نو يراجع قوته بداخله أثناء سيره ، في هذا الأسبوع من التدريب زادت قوته بشكلٍ ملحوظ
" على الأقل ، أستطيع القيام بمهمة الطائفة المزعجة الآن ، هاه "
تنهد شين نو ، كانت إحدى قوانين الطائفة هي القيام بمهمةٍ مرةً واحدة في الشهر على الأقل ، و قد مر 25 يوماً على قدوم شين نو إلى الطائفة بالفعل ، لذلك لم يتبقى له إلا خمسة أيام قبل تعرضه للعقوبة ، لذلك انتظر إلى أن زادت قوته لكي يضمن سلامته أثناء المهمة على الأقل
بعد سيره لبعض الوقت وصل إلى قاعة المساهمة ، كالعادة كانت مليئةً بالتلاميذ رغم أن الصباح في بدايته ، لم يهتم شين نو بالتلاميذ و توجه إلى المكان الخاص بأستلام المهمات
وصل شين نو إلى إحدى القاعات الكبيرة المتصلة بقاعة المساهمة من أجل البحث عن مهمةٍ سهلةٍ و سريعة ، عند دخوله إلى القاعة وجد أمامه شيخً يملك لحية سوداء طويلة يجلس خلف مكتبٍ من الخيزران الصلب ، كان الشيخ يقرأ كتاباً ما و لم يلقي حتى نظرة واحدة على شين نو ، لم يهتم شين نو أيضاً و عبر هذا الشيخ و وجد خلف الشيخ حائطاً كبيراً جداً يمتد من بداية القاعة إلى نهايتها و كانت هناك أوراق معلقة على الحائط بأكمله
في حالة تم حساب عددها ستكون أكثر من عشرة آلاف ورقة و كان هناك الكثير من التلاميذ يبحثون في هذه الأوراق حيث كانت مهمات من مستوى التلاميذ الخارجيين ، توجه شين نو إلى إحدى الجهات و بدأ يبحث بأستعمال بصره عن مهمة سهلة و سريعة ، كان هناك كل أنواع المهمات منها البحث عن أعشاب معينة أو قتل وحوش زو معينة أو مساعدة قرية
حتى قد تصل إلى البحث عن جواسيس لطوائف أخرى ، لكن بالطبع كانت مهمات الجواسيس قليلة و نسبة صعوبتها لا تتجاوز عالم تحضير الجسد لأن هذا هو حد التلاميذ الخارجيين ، أثناء بحث شين نو وقعت عينه على مهمة صغيرة في الأسفل و كانت عبارة عن مساعدة أهل قرية في البحث عن موقع قرية جديد لهم
' هممممم رغم أنها ليست مهمة صعبة لكن البحث عن قرية جديدة يعني أنه علي المسير مع القرويين جميعاً و سيبطئونني كثيراً '
أثناء تفكير شين نو بشأن المهمة التي سيأخذها ، أتى أحد التلاميذ الذين يعملون في قاعة المساهمة و قام بتعليق مهمة جديدة على الحائط قرب شين نو ، لم يكن هذا حدث نادراً ، في الواقع يتم تجديد المهمات اكثر من مرة في اليوم ، فور تعليق المهمة على الحائط جذبت نظر شين نو الكلمات الكبيرة في بداية المهمة
" التحقيق في منجم زو منخفضة الجودة "
لمعت عيون شين نو و أخذ المهمة بسرعة وقام بقرائتها ، تتحدث المهمة عن وجود منجم كرستال زو منخفضة الجودة تابع للطائفة ، لكن حدثت حادثة و قتل جميع التلاميذ الذين يعملون في المنجم فقررت الطائفة إرسال شخص للتحقيق في الأمر و مكافئة المهمة هي ٥٠ نقطة مساهمة
بعد أن قرأ شين نو المهمة قرر بسرعة أختيارها و اخذها للشيخ المسؤول لكي يقبلها رسماً ، لماذا أخذ هذه المهمة؟ ، بالطبع لأن هذه المهمة كانت سهلة و بسيطة ، كل ما عليه فعله هو الذهاب هناك و أختلاق سبب عشوائي و أنتهى الأمر لن تتحقق الطائفة في أمرٍ سخيف كهذا ، خاصة و أن التلاميذ في المنجم مجرد تلاميذ في المرحلة الثانية من تقوية الجسد حيث هم مجرد قمامة للعمل في المنجم لا أكثر
أتجه شين نو للشيخ الذي شاهده في البداية و كان مستمراً بقرائة الكتاب في يده ، قرر شين نو أن لا يزعجه ، وضع ورقة المهمة على مكتب الخيزران و أنتظر ، بعد مرور خمسة دقائق نظر الشيخ في إتجاهه و ترك الكتاب و قام بختم ورقة المهمة الخاصة بشين نو و ارجعها له و بدأ في قرائة الكتاب مرة أخرى
بينما شين نو أستلم الورقة التي تم ختمها بختم خاص يعني أنه قد أخذ هذه المهمة رسماً من الطائفة ، بعد إختيار المهمة توجه شين نو إلى قاعة النقل الخاصة بالطائفة ، عند دخوله وجد أنواعاً من الحيوانات و الوحوش البرية و الطائرة و جميعها خاصة بالطائفة للنقل ، بالطبع هذه الحيوانات شائعة و ليست نادرة جداً ، فالنادرة يتم حفظها في أماكن خاصة
توجه شين نو إلى إحدى المكاتب و أظهر لهم المهمة المختومة و أستلم في المقابل رمزاً خشبي سمح له بأستعارة وحش طائر للمهمة ، كان المنجم في الحدود الشمالية للطائفة و كانت المسافة بعيدةً لذلك يحتاج لوحش طائر ، كانت طيور الجبل البني هي الطيور الشائعة في الطائفة
أختار شين نو واحدة منها و بدأ في الذهاب إلى المنجم حسب الخريطة الموجودة في المهمة ، ايضاً مذكورٌ في المهمة أنه سيحصل على تفاصيل أكثر من التلاميذ المتواجدين هناك لحماية المنجم حالياً
أثناء الطيران ، شين نو لم يعاني في التحكم في الطائر أبداً ، ذلك ليس لأنه يملك خبرةً في الطيران ، لكن لأن هذه الطيور بطبعها سهلة الركوب من أجل التلاميذ الجدد ، ففي النهاية يحتاج تعلم ركوب الوحوش الطائرة أو حيوانٍ طائر الكثير بالنسبة للجدد
كانت هذه المرة الأولى التي يخرج فيها شين نو من الطائفة ، عند خروجه لاحظ أن الطائفة كانت مبنية داخل سلسلة جبال و تمتد إلى أن تصل لنهايتها على القمم ، عند استمراره بالتوجه شمالاً من أجل المهمة ، كان يلاحظ أن الأرض كانت قاحلة قليلاً لكن توجد بعض القرى و المدن الصغيرة و المتوسطة
لكن هذا لم يجذب انتباهه حيث أخرج رمز التلميذ الذي يثبت أنه تلميذ لطائفة حافة الجبل و بدأ بالتأمل فيه لفترة ، بعد بعض الوقت أبتسم بأزدراء و أرجع الرمز لحقيبته
' عندما تضعون روح تتبع على الرمز على الأقل حاولوا أن تخفوها جيداً '
بعد بعض الفحص لاحظ شين نو أن الطائفة وضعت نوعاً من الأرواح في الرمز ، عمل هذه الروح هو إظهار مكان الرمز للطائفة لكي لا تفقد مكان تلميذ أو في حالة حاول الهرب منهم بعد ارتكاب جريمة ، سيتم إجاده بواسطة رمزه ، لكن بالطبع لم تخفي الطائفة هذه الأرواح في رموز التلاميذ الخارجيين بشكل جيد لأنها لم تهتم إذا أنتبه التلاميذ عليها أو لا
بعد السفر لمدة نصف يوم على الطائر وصل شين نو إلى المنجم تقريباً حسب الخريطة ، عند بحثه بنظره قليلاً وجد جبلاً صغيراً و يوجد منجم صغير في بدايته و يقف أمامه مجموعة من التلاميذ ، عند رؤيتهم أنزل الطائر قليلاً ، لكنه بقى محلقاً في الهواء ليفصل بمسافةً عنه و عن التلاميذ على الأرض و تكلم بصوت مسموع
" أنا تلميذٌ خارجي لطائفة حافة الجبل ، أتيت للتحقيق في هذا المنجم ، أظهروا شارتكم التعريفية "
بعد أن سمع التلاميذ صوتاً من الأعلى رفعوا رؤوسهم و انتبهوا على وجود تلميذٍ يركب على طائر متوسط الحجم ذو لونٍ بني ، لم يتفاجأ التلاميذ كثيراً لأنه تم أخبارهم بأن تلميذاً سيأتي للتحقيق ، خرج تلميذ عضلي من مجموعة التلاميذ و تحدث بصوت عالي
" هذا التلميذ يرحب بزميل الطائفة ، الشارة لدي هنا "
أخرج شارة خضراء من إحدى جيوبه و أظهرها لشين نو ، بعد أن لاحظها شين نو من بعيد أومأ برأسه و نزل للأرض ، عند نزوله أستقبله التلميذ الذي أظهر الرمز سابقاً
" كنا ننتظر احداً ليأتي منذ بضعة أيامٍ فقط ، أن استجابة الطائفة سريعة حقاً "
لم يهتم شين نو بكلامه و أومأ له ثم تكلم
" لقد تم أخباري بأنه سيتم إعطائي معلومات أكثر هنا "
لاحظ التلميذ أن شين نو مستعجل في التحقيق ، لذلك قرر أن يترك التملق لاحقاً و يرشده
" نعم بالطبع ، من فضلك اتبعني "
كانت نبرة التلميذ مهذبة أثناء تحدثه إلى شين نو ، لماذا؟ ، لأنه أحد تلاميذ الفناء العاشر و يعرف قوة شين نو ، في الواقع كانت هناك مهمة لحماية هذا المنجم بعد قتل جميع التلاميذ و تم أخذها من قبل مجموعة من تلاميذ الفناء العاشر ، لهذا هم يعرفون قوة شين نو جيداً و لا يستفزونه
بدأ التلميذ بالسير إلى المنجم و تبعه شين نو ، لكن في هذه اللحظة توجه أحد التلاميذ بسرعة إلى أمام شين نو و تكلم بنبرة فرحة
" صامت- آه قصدي شين نو صحيح؟ ، لماذا لم تخبرني أنك بهذه القوة عندما كنا معاً؟ هل كنت تخفي قوتك؟ ، أيها اللعين الصغير! "
تفاجأ الجميع من هذا الشخص الذي أتى من العدم و بدأ يتكلم مع شين نو كأنه صديقه المقرب ، بينما الجميع متفاجأ تذكر شين نو من هذا الشخص ، أول شخص ألتقى به في هذا العالم و صديق مالك هذا الجسد السابق
" ليميو؟ "
هذا صحيح كان هذا التلميذ هو ليميو صديق مالك هذا الجسد السابق
" بالطبع أنا ليميو! ، لا تخبرني بأن الشهرة قد جعلتك تنسى صديقك؟! "
تحدث ليميو بصوت فرح و ضاحك لأن شين نو تعرف عليه ، بالنسبة لشين نو كانت مقابلة ليميو هنا صدفة غير متوقعة ، يبدو أنه قبل المهمة لحماية المنجم أيضاً ، لكن شين نو لم يهتم حقاً لوجوده لأنه ليس صديقاً لليميو و ليست هناك فائدةٌ من استغلاله ، لكن بالطبع لم يظهر عدم اهتمامه له و تكلم بصوت به قليلٌ من الفرح مع إبتسامةٍ خفيفة
" آه كيف يمكن أن أنسى صديقً كان يساعدني دوماً؟ ، كل ما في الأمر أني كنت اركز على حل المهمة و لم أنتبه لوجودك ، إعذرني "
كان يبتسم و يتكلم كما لو أنه يتحدث مع أخيه الكبير الذي لم يراه منذ سنوات ، تفاجأ جميع التلاميذ برؤية العلاقة بينهما بهذه القرابة ، يبدوا أنه لن يتجرأ أحد على إزعاج ليميو في المستقبل ، على أية حال هو يملك المرتبة الخامسة عشر في الفناء لذلك قليل من يمكن أن يتنمروا عليه
" هاهاها لا بأس ، بعد أن تنهي المهمة عليك دعوتي لبعض الطعام "
" بالطبع ، عندما يكون لدي وقت سيكون طعامك على حسابي "
أجابه شين نو بأبتسامة ثم أشار للتلميذ الذي يقوده للأستمرار في التحرك ، بدأ التلميذ على الفور في قيادة الطريق للمنجم و تبعه شين نو بعد توديعه لليميو ، سار التلميذ لمدخل الكهف و دخله و كان شين نو يسير خلفه
بعد التحرك للأمام لبعض الوقت كان شين نو يلاحظ آثار أقدام الذائب داخل الكهف المظلم قليلاً ، وصلوا في النهاية إلى مكان كبير داخل الكهف و فيه كرستالات زرقاء صغيرة منتشرة في الجدران ، كانت تلك بلورات زو منخفضة الجودة ، لكن هنا كانت قبل أن يتم تنقيتها لذلك لا يمكن أستخدامها ، أكمل التلميذ السير عبر هذه الكرستالات إلى أن وصل إلى بابٍ خشبي متوسط الحجم ثم اوقف حركته و أستدار للتحدث مع شين نو
" هذه هي غرفة أستراحة التلاميذ الذين كانوا يعملون في المنجم ، لم نقم بتحريك شيء أو لمسه و تركناها مثلما وجدناها ، توصلنا بعد رؤية ما في داخلها أنه ربما يكون سبب موت التلاميذ هو هجوم حشد من الذئاب "
قال التلميذ كل المعلومات لديه لشين نو فأومأ له و أشار له لكي يفتح الباب الخشبي ، فتح التلميذ الباب الخشبي و دخلا الغرفة
أول شيء أستقبل شين نو عند دخوله إلى الغرفة هي رائحة الدماء ، كانت هناك جثث ممزقة للتلاميذ في أرجاء الغرفة و كان الأثاث الخشبي مدمراً و الدماء منتشرة في كل مكان ، يمكن رؤية آثار الذئاب في كل مكان على الأرض و توجد أيضاً آثار مخالب على الحائط ، و يوجد بعض الفرو الرمادي ملتصق على بعض الأخشاب و الطعام منتشر على الأرض
يبدو أن التلاميذ لم يستطيعوا حتى تناول الطعام ، عندما لاحظ شين نو الغرفة لدقيقة أو اثنين ، حبكة حواجبه و تحدث في نفسه
' هذا ليس هجوم حشدٍ من الذئاب ، أشم رائحة مؤامرةٍ بشرية هنا ' .