كانت الشمس تبدأ بالغروب و كان ظلام الليل يغطي السماء ببطئ ، في هذا الوقت كان شين نو داخل غرفة أستراحة التلاميذ العاملين في المنجم يقوم بالتحقق من الغرفة ، تحدث التلميذ الذي بجانبه عندما وجد شين نو واقفاً لمدة اكثر من دقيقة دون كلام
" أظن أنه واضحٌ ما الذي حصل هنا ، فكما ترى هناك آثار ذئاب منتشرة في المكان و آثار مخالبها و حتى يوجد بعض الفرو الملتصق على بعض الأثاث الخشبي المدمّر ، أيضاً تم قتل جميع التلاميذ هنا عن طريق تمزيقهم بأسنان الذئاب و لم يستعمل أيُ سلاحٍ حاد "
رغم أن التلميذ قد أوضح هذه المعلومات ، إلا أن شين نو أبقى على سكوته و لم تخرج كلمة واحدة منه ، سكت التلميذ أيضاً حتى لا يزعج شين نو ، بعد بعض الوقت بدأ شين نو بالسير حول الغرفة و التحقق من الجثث بعناية
' كما توقعت ، رغم كل هذه الأدلة التي تشير إلى وجود هجوم حشدٍ من الذئاب ، إلا أنه لم يكن هجوماً طبيعي ، في البداية اذا كانت ذئابً برية فبعد قتل جميع التلاميذ ستقوم بألتهام الجثث ، خاصة و أن جثث المتدربين مفيدة جداً لهم ، أيضاً يستحيل أن يترك أي حشد من الذئاب لحماً خلفه لأنه مصدر غذاءٍ أساسي لهم ، لكن يوجد لحمٌ منتشر في جميع أرجاء الغرفة و هو التلاميذ و طعامهم ، هذا يعني وجود إحتمالين...
الأول و هو عدم وجود هجوم ذئاب من البداية ، لكن آثار المخالب و الاقدام الخاصة بالذئاب ليست مزيفة و آثار التمزيق على جثث التلاميذ أيضاً تثبت أنه كان هناك حشد من الذئاب ، هذا يعني إستبعاد الأحتمال الأول ثم تبقى الأحتمال الثاني...
هناك شخصٌ تحكم في حشد الذئاب و جعلهم يهاجمون المنجم لذلك لم تهتم الذئاب بالجثث أو اللحم ، لكن من؟ و لماذا فعل هذا؟ ، مالذي سيستفاد منه؟ '
غرق شين نو في تفكيرٍ عميق و كان قد أستنتج كل ما حصل ، لكن كان حائراً عن سبب فعل كل هذا ، بعد الصمت لبعض الوقت لمعت عيون شين نو و أدار رأسه للتلميذ الذي كان بجانبه و تحدث
" هل تعرف آخر مكان كان يتم التنقيب فيه داخل المنجم قبل هجوم الذئاب؟ "
تفاجأ التلميذ بهذا السؤال و تحدث بسرعة
" نعم لقد تم أخباري بهذه المعلومة "
" جيد إذاً فالتقدني لهناك "
أومأ التلميذ و خرج الأثنان بأتجاه أعماق الكهف ، بعد السير لعشر دقائق وصلوا لحائطٍ مسدود و تكلم التلميذ
" هذا آخر مكان تم التنقيب فيه "
" حسناً ، فالتذهب الآن ، سأناديك اذا كنت أحتاج لشيء "
" عفواً؟ "
تفاجأ التلميذ ، لم يكن يعرف ما الذي يريد شين نو فعله بقدومه لهنا و طلبه ليغادر
" ماذا؟ قلت لك أن تذهب الآن لكي أستطيع التحقيق جيداً "
تكلم شين نو بنبرةٍ منزعجة ، لاحظ التلميذ أنه ازعج شين نو فأعتذر بسرعة
" بالطبع! بالطبع! ، أسف اذا كنت أزعجتك لم أكن أقصد ، فالتأخذ وقتك في التحقيق و سأحرص على عدم تدخل أحد في تحقيقك "
تحدث التلميذ بنبرة اعتذارية ، ففي النهاية شين نو هو التلميذ الأقوى في الفناء العاشر و بالنسبة له هو مجرد لا شيء ، يستطيع شين نو جعل حياته كالجحيم اذا ازعجه
بعد ذهاب التلميذ أرسل شين نو شدو لكي يبحث في المناطق القريبة في حالة تواجد أي أحد يراقبه ، بعد التحقق من محيطه لخمس دقائق أخذ شين نو معول يستخدم للتنقيب و بدأ في التنقيب في هذا المكان ، استمر هكذا لمدة ساعتين كاملة في النهاية ترك المعول و تنهد
" هاه ، غريب ، يفترض أن يكون المكان قريبً من هنا "
كان شين نو متعباً من التنقيب لساعتين متواصلة فأخذ راحة و بدأ يعيد التفكير و هو ينظر من حوله
' أنا متأكد من أنه في مكان قريب ، و إلا لم يكن الهجوم سيحدث في وقت كهذا ، لكن أين يمكن أن يكو- '
توقف شين نو عن تفكيره لأنه لاحظ علامة خفيفة جداً على إحدى الصخور ، و هي مجرد علامة شخط و الذي يدل على إستعمال أداة حادة على هذه الصخرة ، شخطٌ خفيف كهذا لن يكون مشبوهاً في المنجم خاصةً و أن العمل يتطلب حفر الصخور
لكن شين نو إنتبه أن هذا الشخط قدم تم عمله بأستخدام سيفٍ خفيف لأن عرض الشخط يختلف عن عرض المعول عند مقارنتهما ، في هذه اللحظة تشكلت إبتسامة على وجه شين نو
" وجدتك "
بعد قوله لهذه الكلمة توجه للصخرة و بدأ في حفرها ، بعد الحفر لساعة واحدة لاحظ أن طبقة من التراب بدأت تظهر أمامه بدلاً من الصخور ، أستمر في أبعاد التراب و بعد أبعاده لمجموعة جديدة من التراب ظهرة حفرة في التراب ، و ظهر ضوءٌ أزرق خفيف من الحفرة
ازدادت أبتسامة شين نو و بدأ بالحفر أسرع إلى أن تشكل مدخلٌ صغير داخل التراب ، ادخل شين نو جسده للمدخل و أبقى شدو ليراقب خلفه ، عند دخوله وجد كرستالاتٍ زرقاء عملاقة منتشرة في كل مكان في كهف كبير ، لم يتفاجأ شين نو عند مشاهدته لهذا المشهد ففي الواقع لقد توقع وجود شيء كهذا ، لماذا سيهاجم شخص ما منجم زو منخفض الجودة؟ ما الذي سوف يفيده؟
الأجابة تكون داخل المنجم ، وذلك لأنه في الأساس يوجد منجم آخر داخل هذا المنجم ، لكن هذا المنجم ليس منجم زو منخفض الجودة ، بالمنجم زو متوسط الجودة! ، نعم كان هناك منجم زو متوسط الجودة غير مكتشف داخل هذا المنجم ، تختلف قيمة بلورات زو متوسطة الجودة عن قيمة بلورات زو منخفضة الجودة بشكلٍ كبير
بلورة زو متوسطة الجودة تساوي 100 بلورة زو منخفضة الجودة ، يبدوا أن أحدهم اكتشف المنجم و أخفاه و تحكم في مجموعة من الذئاب لكي تهجم على المكان ، هكذا سترسل الطائفة أحداً للتحقق و كل الأدلة ستشير لوجود حشدٍ من الذئاب ، عندها ستقوم الطائفة بوضع مهمة للبحث عن حشد الذئاب و القضاء عليه و سيستمر البحث لوقت طويل لعدم وجود حشد ذئاب في الغابة القريبة ، في هذا الوقت سيستطيع الشخص الذي تحكم في حشد الذئاب أن يستخرج جميع خام كرستالات الزو متوسطة الجودة بدون أن يعرف أحد
خطةٌ كاملة لكن لم يتقنها تماماً حيث وجد شين نو دلائل الخطة بسهولةٍ تامة...
بعد أن تجول شين نو في المكان خرج من الحفرة و تركها دون أن يسدها ، لقد بدأ في تشكيل خطةٍ داخل رأسه لكي يستفاد من الوضع
" حسناً فالنخرج من الكهف الآن "
توجه شين نو لخارج الكهف لكنه أبقى شدو في ظلال الكهف ، بعد السير لبعض الوقت وصل شين نو إلى خارج الكهف و أستقبله الطلاب الذين كانوا في الخارج بالمشاعل لأن الليل كان قد انتشر في السماء بالفعل ، تقدم التلميذ الذي قاد شين نو في داخل الكهف و تكلم بأحترام
" زميل الطائفة شين نو هل إنتهيت من التحقيق؟ "
" نعم لقد إنتهيت "
زادت إبتسامة التلميذ بعد سماع شين نو ، فهذا يعني أنهم انتهوا من مهمتهم و يستطيعون الذهاب
" إذاً ما الذي أكتشفه الأخ شين نو؟ "
" لقد كان هجوم حشدٍ من الذئاب ، لقد تحققت بنفسي من كل الآثار و كلها تنتمي للذئاب ، يبدوا أن الذئاب قد هربت للغابة ، سأرجع للطائفة لكي أبلغ الأمر بسرعة و أنتم عليكم الذهاب أيضاً "
بعد انتهائه من الكلام توجه شين نو إلى طائره و حلق بأتجاه الطائفة بسرعة ، عندما رأى التلاميذ الآخرون شين نو يغادر بدئوا في جمع أغراضهم و المغادرة معاً على طيورهم وحداً بعد الآخر ، هكذا عاد الجميع إلى الطائفة و بقية الكهف فارغاً...
في نفس الليلة بعد مرور عدة ساعات على مغادرة الجميع ، ظهر رجل أصلع خارج الكهف و بدأ في التحقق من حوله ، عندما وجد أنه لا يوجد أحد دخل إلى الكهف ، بدأ بالتوجه إلى مكان المنجم غير المكتشف ، بعد وصوله تفاجأ بأن المدخل قد تم حفره
" سحقاً ، من أكتشف المنجم؟! "
كان هذا الرجل هو شيخاً خارجي للطائفة ، في أحدى الأيام التي كان فيها دوره لكي يكون مسؤولاً عن تلقي المعلومات عن المهمات المنتهية أتى له أحد التلاميذ و أخبره عن أكتشاف منجم زو متوسط الجودة ، تفاجأ الشيخ بهذا الخبر و طلب من التلميذ أخباره عن موقع المنجم ، بعد أن تبعه و وجد المنجم قرر الشيخ قتل التلميذ ، احتفظ بالمنجم لنفسه و بدأ بالتخطيط لأستخراج الأكرستالات ، سارت خطته إلى الآن كما يجب أن تسير لكن تفاجأ برؤية أن المنجم تم حفره بالفعل
" من؟ ، من يمكن أن يكون؟ ، أو ربما دخل حيوان بري و أنا غير منتبه؟ "
قرر الشيخ الدخول للمنجم غير المكتشف و رؤية اذا كان هناك أحد داخله ، و فور دخوله لاحظ وجود آثار أقدام لحيوانٍ بري ، عندما تتبع الآثار بعينيه لاحظ وجود خنزيرٍ بري كبير يأكل عشبةً صغيرة تنمو داخل الكهف ، توجه الشيخ بسرعة إلى الخنزير و رفعه و لاحظ أن حوافره الأمامية مليئةً بالتراب و الدماء و هذا يدل على حفره المتواصل
" هاه ، إذاً في النهاية أنه مجرد خنزير بري "
تنهد الشيخ و قام بقتل الخنزير بيده ، ففي النهاية قوته بالفعل في قمة تحضير الجسد قتل مجرد خنزير ليس صعباً عليه ، لكن ما لم ينتبه عليه هو أنه في اللحظة التي قتل فيها الخنزير ، كان هناك ظلٌ أخرج شيءً ما من جيبه و أختفى في ظلال الكهف ، في النهاية هذا الكهف مظلم و لا يوجد ضوءٌ سوى ضوء الكرستالات و ضوء الشعلة بيد الشيخ
بعد أن أنتهى شدو من مهمته خرج من الكهف و توجه إلى الجهة الخلفية من الجبل حيث كان في إنتظاره شين نو و الطائر البني ، في الواقع لم يغادر شين نو هذه المنطقة ، كل ما في الأمر أنه توجه إلى جهة الطائفة بسرعة و عندما أصبح على بعد بعض المسافة نزل للأرض و تنقل سيراً إلى خلف الجبل دون علم أحد
عندما وصل شدو سلم شيءً ما إلى شين نو و أختفى في ظله ، بالنسبة إلى شين نو كانت هناك أبتسامة شيطانية على وجهه
" في النهاية لقد وقعت في خدعتك الخاصة هيهيهي "
كان شين نو قد أخذ أحد الخنازير التي يتم تربيتها في الكهف لغرض الغذاء و جعلها تدخل المنجم غير المكتشف ، قام بجرح أقدامها الأمامية و تلويثها بالتراب كي تبدوا كما لو كانت تحفر ، كما ساعد التراب في إخفاء جرح الذي كان مصطنعً لذلك لم يعرف الشيخ أن الجرح ليس بسبب الحفر ، في النهاية أستخدم نفس أسلوب الشيخ في ترك الآثار ، يمكن أعتبار هذه إهانة من جانبه لكن شين نو يحب دوماً أن يلعب بخطط الآخرين و يهزمهم فيها
" حسناً ، الآن لدي الدليل ، علي الذهاب لكي أنفذ الجزء الأخير من الخطة "
و هكذا بدأ الطائر بالتحليق و التوجه إلى الطائفة...
بعد نصف يوم من الطيران وصل شين نو إلى الطائفة أخيراً ، توجه مباشرةً إلى قاعة العقاب و عند دخوله للقاعة رأى شيخً عضلي و يملك شعر أبيض خفيف ، كان الشيخ يجلس على إحدى المكاتب و يوقع المستندات ، توجه شين نو له مباشرةً و ضم يديه كتعبيرٍ عن الإحترام و تحدث
" هذا التلميذ يحيي الشيخ ، أيها الشيخ لدي شيء مهم لك- "
قبل أن ينهي شين نو كلامه قاطعه الشيخ
" أذهب إلى أحد الموظفين و سيتم التعامل مع مشكلتك من طرفهم "
لم يهتم الشيخ لوجود شين نو و تحدث بصوت بارد و غير مهتم و لكن شين نو أصر
" أيها الشيخ أن الأمر مهم جداً و يتعلق بشيخٍ خارجي فاسد "
بعد سماع كلمات شين نو ، حبك الشيخ حواجبه في إنزعاج
" أنت أيها التلميذ ، أتعرف ما الذي تقوله؟ "
تحدث الشيخ بصوت بارد جداً و أظهر القليل من نية القتل ، أجابه شين نو بسرعة
" يستحيل أن يتجرأ هذا التلميذ على الكذب على الشيخ "
بعد سماع الشيخ هذا أبقى نظراته الباردة على شين نو لبعض الوقت و بعدها تكلم
" تحدث بسرعة "
" حاضر "
و بدأ شين نو بالتحدث عن ما جرى من بداية أستلامه للمهمة إلى هروبه بأستعمال طائر الجبل البني ، بالطبع أضاف بعض التوابل عند الوصول إلى الجزء المتوقع بشدو ، هكذا بعد الأستماع إلى كلام شين نو تحدث الشيخ
" إذاً على حسب قصتك يفترض أنك سرقة شيءً من جيب الشيخ بسرعة عندما كان لا ينتبه ، و هذا هو اثباتك ، مما يعني أن الشيء لديك الآن ، صحيح؟ "
بعد أن سأله الشيخ ، لم يجب شين نو لكن أخرج رمزاً مصنوعً من اليشم الأخضر و مكتوب عليه بعض الكلمات و صورة لرمز طائفة حافة الجبل ، بعد أن رأى الشيخ الرمز تفاجأ و صرخ بغضب لأنه يعرف أن شين نو قال الحقيقة عن وجود فاسد بين الشيوخ
" رمز الشيخ زان!! " .
__________________________________
أتمنى الفصل عجبكم ، لا تنسوا التعليق👀
+ إذا وصل الفصل لعشر تعليقات غير مكررة راح أنزل فصل ثالث اليوم