كان الشيخ مصدوماً لأقصى حد ، رغم أنه سمع الأمر من الشيخ الثالث و رأى النتيجة بالفعل ، لكن هو ببساطة لم يستطع تصديق أن مجرد فتى في ال16 وصل تحكمه في السيف لهذه الدرجة ، لا ، ليس هذا فقط ، إذا أراد أحدٌ أن يجعل ضربةً أقوى من أن يستطيع صده تنحرف عن مسارها ، فعليه أن يعرف التوقيت المناسب لتحريك يده ثم قدمه ثم جسده بأكمله ، أيضاً عليه ضبط قوته لتكون مناسبة لتحريف الهجمة

إذا كانت أضعف من الازم فسيتم قذفهُ بعيداً بسبب القوة الهائلة ، و إذا وضع قوةً أكثر من اللازم ، فلن يصبح تحريفاً ، بالصداً و الذي سيؤدي إلى تعرضه للهجوم مباشرة و هزيمته ، هذه الأمور كلها بالإضافة لتحليل قوة خصمه و سرعة نزوله و هجومه أثناء القتال ، بعد جمع هذه العوامل بأكملها يستطيع المقاتل فعل ما فعله آزار ريد ، لكن...

" لكنه بعمر ال16 عاماً فقط!! ، كيف يملك مثل هذه الموهبة في السيف و المعركة؟! "

كان الشيخ مصدوماً بسبب عمر آزار ، فهو فقط في ال16! ، يجب على المرء أن يعرف أن الخبرة في المعارك لها أهمية كبيرة في فعل أمرٍ كهذا ، لكن آزار تخطى كل شيء!

أمسك الشيخ الثالث لحيته و هو يراقب آزار يبعد سيفه و يرجعه لغمده بعد أن أعلن الشيخ فوزه ، أصدر جميع التلاميذ صخباً مدوياً هز الساحة بأكملها

" بالطبع انت متفاجأ ، في الحقيقة ، حتى أنا مصدومٌ من هذا الصبي ، لديه حس معركةٍ وحشي جداً ، ربما... "

' ربما يستطيع فعلها '

نطق الشيخ الثالث كلماته الأخيرة في قلبه مع إزدهار ضوء أملٍ في عينيه

في الساحة ، كان فيمنور مليئاً بالصدمةِ و الغضب ، ركز بعينيه على آزار و تحدث بصوت باردٍ جداً

" لا تظن أن الأمر سينتهي ، أنا بالفعل في المستوى الأول من سيد الزو منذ سنتين ، سأخترق في أي لحضةٍ و أرد هذه الهزيمة "

بعد قول تهديده خرج فيمنور من الساحة و أختفى عن الأنظار

أما بالنسبة لآزار ، شاهد فيمنور بينما ينزل العرق من جبينه ، الحركة الأخيرة التي فعلها كلفته تركيزاً فكرياً كبيراً و جهداً عضليً شديد ، أنه مرهق بالفعل ، تنهد و أستدار لكي يخرج من الساحة...

بعد خروجه من الساحة ، توجه آزار ريد إلى مسكنٍ يقع في بقعةٍ هادئة بعيداً عن صخب الطائفة ، كان السكن فسيحاً جداً و فيه مجموعةٌ من الخدم ، أستقبل الخدم آزار كما لو أنهم أعتادوا على وجوده هنا ، و بعد أن سار في ممرٍ خشبي لبضعة دقائق ، وصل لحديقةٍ خلفية و أحنى رأسه

" المعلم "

" فالتأتي أيها الشقي لهنا "

سمع صوتاً فرحاً من الحديقة ، فتوجه مباشرةً لداخل الحديقة و وجد الشيخ الثالث جالساً على مقعدٍ خشبي بسيط و أمامه منضدةٌ حجرية عليها كوبان من الشاي الأخضر .

" فالتجلس أولاً "

أشار الشيخ الثالث لآزار للجلوس أمامه .

" حسناً "

جلس آزار أمام الشيخ الثالث و ألتقط كوب الشاي أمامه و شربه بهدوء .

" إذاً؟ ، كيف حال تجهيزك للأختراق؟ "

سأل الشيخ الثالث بعد أن أنهى آزار كوبه

" كل شيءٍ يسير بسلاسة ، أشعر أني جاهزٌ للأختراق قريباً خاصة بعد قتال اليوم ، أظن... ، بعد ثلاثة أشهر سأخترق إذا أستمررت بالتدريب على القتال و الزراعة "

" جيد ، أنت حقاً أبهرتني اليوم ، بعد هزيمتك لتلميذ أساسي كل ما تبقى لك هو الإختراق لسيد زو و ستملك قوةً تكفي لكي تضمن مكاناً في مسابقة الطوائف الخمسة "

أومأ آزار بعد سماعه لكلام معلمه و لمعت عيناه بالطموح بعد ذكر مسابقة الطوائف

" ستكون هذه خطوتي الأولى لصعودي... "

همس آزار مع نفسه متأملاً

بعد ملاحظة حالة تلميذه ، ظهرة نظرةٌ معقدة على وجه الشيخ الثالث مختلطةً بين الفرح و القلق ، ثم تنهد في النهاية و قرر تغيير الموضوع

" آه بالمناسبة قبل يومين من الآن أتاني خبرٌ ربما تهتم به ، لم أُخبرك به قبل مباراتك حتى لا تتشتت ، لكن الآن أظن أنه لا ظر بأخبارك "

أمسك الشيخ الثالث بلحيته و تحدث بصوتٍ مرح كما لو كان يلعب بأفكار آزار ، في نفس الوقت أعاد آزار بصره نحو معلمه و سئل بأستغراب

" خبر؟ ما هو الخبر؟ "

" حسناً ، قبل يومين و بينما كنت أستريح في الحديقة ، أتى خادمٌ و سلم لي أمراً صادماً ، السيدة الشابة نان لين قد حصلت على تابع ، و هذا التابع قد أصبح تلميذاً داخلياً قبل يومين "

أستغرب آزار من كلام معلمه و لم يفهم ما هو الصادم في الخبر

" تريد تعرف ما هو الصادم في الأمر؟ ، هيهيهي ، في الواقع كنت أحمل نفس التعبير عندما سلم الخادم الخبر لي ، لكن هناك مفاجأةٌ في الأمر ، ففي الحقيقة هذا التلميذ الذي أصبح تلميذاً داخلياً قبل يومين ، عمره 14 عاماً فقط! ، و الأمر الأكثر أخافة هو أنه وصل للطائفة قبل شهرٍ و نصف تقريباً ، و قبل أن يأتي لم يكن سوى متشرد من إحدى المدن من تحت الأرض! "

عند سماع بقية كلام معلمه لم يستطع آزار إخفاء الصدمة من وجهه حتى أنه فتح فمه لمدة دقيقة قبل أن يغلقه و لكن لا تزال الصدمة مرسومة على وجهه

" مصدوم أليس كذلك؟ ، في الحقيقة صدم جميع الشيوخ و حتى سيد الطائفة بعد قرائة التقرير عنه و قدموا دعمهم الكامل للسيدة الشابة نان لين لكي ينمو هذا الفتى بقوة "

تحدث الشيخ الثالث و الفضول يقتله عند حديثه عن هذا العبقري لأنه لم يلتقي به أبداً ، في الحقيقة لم يلتقي اي أحدٍ من الشيوخ به لأنه عزل نفسه للتدريب حسب كلام نان لين

" أن يصل لمستوى تدفق الزو بهذا السن... ، ما هو أسمه؟ "

سأل آزار بعد أن تعافى قليلاً من صدمته

" أسمه شين نو ، أسمع يا آزار ، أعرف انك تقدر علاقاتك كثيراً لذلك تبقيها قليلة ، في الواقع ربما لا تملك صديقاً واحداً في الطائفة بأكملها! ، جزء من السبب هو طبيعتك بتقدير العلاقات و الجزء الآخر بسبب تركيزك على تدريب بدون توقف ، لكن أريد منك أن تصادق ذلك الفتى شين نو ، لديه موهبةٌ ربما أعلى منك و ربما ستتقاطع طرقكما في المستقبل ، أنت تعرف أفضل مني أنك إذا أردت أن تحقق هدفك فسيكون من الصعب و ربما مستحيل بمفردك ، لكن ، إذا إمتلكت صديقاً موهوباً مثله و دعمتما أحدكما الآخر إلى نهاية الطريق ، فصدقني ستحقق هدفك في النهاية "

تحدث الشيخ الثالث ناصحاً آزار و نظرةُ القلق تعلو وجهه ، فهو لا يريد من تلميذه أن يسير في طريق الزراعة الطويل و الوحشي وحيداً ، إذا كان لديه صديقٌ واحدٌ فقط يستطيع الأعتماد عليه كأخ الحياة و الموت ، فسيكون ذلك أكثر من كافي

بالطبع آزار فهم نية معلمه و إمتن له لحرصه و قلقه عليه ، و في نفس الوقت هو لم يمانع حقاً أن يتعرف على صديقٍ جيد ، خاصةً و أن الصديق موهبته ربما أكبر من خاصته ، هذا يعني أنهما يمكن يسيرا لمراتب أعلى معاً بدون أن يكون أحدهما عائقاً على الآخر

" لا تقلق يا معلم ، أنا أعرف أن مصادقته ستفيد و لن تضر ، في الوقت الحالي سأتدرب في تدريبٍ مغلق لشهر ثم سأخرج بعدها لتنفيذ مهمةٍ تسمح لي بزيادة خبرتي في إستعمال تحركاتي ، بعدها سأجد وقتاً لأتعرف على شين نو "

تحدث آزار بثقة ، ففي النهاية هو واثق من إختراقه بعد ثلاثةِ أشهر ، لذلك ، سيقوم بالتدريب على تقنايته و زراعته في هذا الشهر و ثم يخرج في مهمةٍ تتطلب القتال لكي يزداد خبرةً في إستعمال مهاراته

" حسناً قرر كما تريد ، لكن لا تنسى ان تأخذ راحةً من وقتٍ لآخر "

بعد أن أعطى الشيخ الثالث إذنه ذهب آزار لبدأ تدريبه مباشرةً ، خبر وجود عبقريٍ مثل شين نو قد أشعل روح المنافسة فيه

...

بالعودة لمسكن شين نو ، كان شين نو جالساً على مقعده بينما وقفت نان لين أمامه ، ألتفت لها و تحدث

" هذه كل الموارد التي أحتاجها ، تستطيعين الذهاب الآن ، لا تنسي أن تخبريني مباشرةً عند خروج آزار ريد من عزلته "

أومأت نان لين ثم خرجت بهدوء بينما كان شين نو يحدق بالبلورات الزرقاء المنتشرة على طاولته

" هممم ، أتساءل إذا كان التأمل سيفيد التدريب مع البلورات أيضاً ، هاه ، لكن هذا حقاً مؤسف ، لم أعد أستطيع الأستفادة من سائل تقوية الجسد للسيطرة على أجساد من هم في مستوى تدفق الزو ، حسناً أظن أن هذا طبيعي بسبب تواجد الزو داخل جسدهم "

كان شين نو يتأمل في البلورات و هو يفكر في إحتمال فعالية التأمل معها أيضاً ثم تذكر أكتشافه لأستخدام السائل المحدود فقط بمستوى تقوية الجسد فتنهد ، كان يأمل أن يستعمله لخططه ، لكن في النهاية ، لن يعمل على من هم في تدفق الزو

" حسناً ، يجب أن أركز على الذي أمامي أولاً ، فالنفحص فعالية التأمل "

حمل شين نو بلورة زو منخفضة الجودة و بدأ بأمتصاص طاقة الزو منها مع تفعيل التأمل ، هذه هي طريقة تدريب من هم في مستوى تدفق الزو ، فبعد جمع مستوى كافي من طاقة الزو في الجسد سيحاولون إنشاء الدانتيان لدخول مستوى سيد الزو

بعد مرور ساعة ، فتح شين نو عيناه و تفكك الحجر الذي بيده و تحول لمجرد أتربة

" هوه؟ في الواقع ، أن سرعة الامتصاص أسرع و مقدار الامتصاص أكثر! ، أظن أن هذا بسبب ان التأمل يسمح للطاقة بدخول جسدي مباشرة دون أن تضيع في الطريق أو تتشتت ، و في هذه الساعة زاد تدريبي حتى قليلاً "

لاحظ شين نو التغييرات في جسده و قارنها مع أول مرة إمتص بها حجر الزو

" إذن في النهاية لا تزال ذا فائدةٍ كبيرة... ، حسناً هذا كان بشأن الزراعة ، إما بالنسبة للمهارات ، فسأحاول الوصول للمستوى الرابع من نبض الرعد و الثامن على الأقل من خطوات الشبح حتى أبدأ بأستعمال السيف و أجد تقنية سيف متوافقة مع هذه المهارات ، التقنية التي حصلت عليها من نان لين ليست مفيدةً لي ، و أظن أن لدي فكرة عن تقنية السيف المناسبة "

حدد شين نو ما يجب عليه فعله حالياً و نهض مباشرةً من مقعده و توجه لغرفة التدريب

" أظن أن علي أن أجهز نفسي لكي أُمسك السيف مرةً أُخرى و أُري العالم كيف يكون أستعمال السيف "

تمتم شين نو أثناء سيره لغرفة التدريب و هو يمسك بالسيف المغمود على خصره

__________________________________

هذا فصل ثاني لأن شفت فصل واحد ما يكفي في هاي الأحداث 👀🖤

2021/07/03 · 1,037 مشاهدة · 1656 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2025