أنتشر خبر دخول متدربٍ في عمر ال14 عاماً للطائفة الداخلية في كل مكان في الطائفة ، أراد الكثير من التلاميذ و الشيوخ أن يلتقوا بهذا العبقري و يروا قوته ، لكن لم تسمح السيدة الشابة نان لين بأن يلتقي أحدٌ به و ذلك بحجة أنه في تدريب مغلق مهم لمدةٍ غير معلومة ، و هكذا خاب آمل الكثيرين و إزداد فضولهم لمعرفة هوية هذا التلميذ ، و تدريجياً عاد الهدوء للطائفة...
بعد مرور شهرٍ على مباراة آزار ريد مع فيمنور ، خرج آزار من مسكنه و سيفه الأحمر على خصره ، بعد أن تدرب لشهرٍ مستمر أصبحت هالته أقوى من ما سبق ، يبدو أنه أقترب من الإختراق لسيد الزو و كان الأمر مجرد مسألة وقت
توجه آزار لقاعة المساهمة الداخلية مباشرةٍ بعد خروجه من مسكنه ، في هذه الأثناء كان هناك ظلٌ يراقبه أثناء خروجه من مسكنه و توجهه لقاعة المساهمة ، تحرك الظل من مكانه و أختفى مع بقية الظلال بعد إبتعاد آزار ريد لمسافة بعيدة بحيث لا يلاحظ هذا التغير البسيط .
و في هذه الأثناء ، في فناءٍ هادئٍ و بعيد عن الضوضاء ، كان شين نو يحمل سيفً أسود متوسط الطول ، و كان يقف و هو مغمض العينين أثناء حمل السيف بكلتا يديه ، ثم فجأة
" تسك ، تسك ، تسك... "
بدأت خصلات خفيفة و صغيرة من الرعد تحيط بجسد شين نو بأكمله
" ووششش "
إختفى شين نو من مكانه السابق و وصل بالفعل أمام صخرةٍ عملاقة كانت على بعد بضعة أمتارٍ منه ، و لكن ، و في أثناء وصول شين نو أمام الصخرة ، بدأت صورته تبدو مشوشة و إنقسمت لعدت ظلال مشابه لشين نو ، و وجهوا هجموهم جمعياً نحو الصخرة
" جججك "
إنقسمة الصخرة لعدت قطع و سقطت على الأرض ، فتح شين نو عينيه و أرجع سيفه لغمده ببطئ ، ثم ظهر شدو من إحدى الظلال و إندمج بظل شين نو
" همم ، حسناً لقد ذهب لقاعة المساهمة ، أتصور أنه ذهب لكي يجد مهمةٍ تتطلب القتال لتقوية مهاراته "
إتجه شين نو لخارج فنائه بعد أن حصل على المعلومة فوجد أن نان لين كانت متجهةً نحوه بالفعل
" سيدي؟ "
تفاجأت نان لين بوجود شين نو خارج مسكنه ، كانت قادمةً لتنقل له خبر خروج آزار ريد من تدريبه ، لكن يبدو أنه علم بالفعل...
ألتفت شين نو نحوها و أستجوبها
" هل تم تعليق المهمة على جدار القاعة؟ "
" نعم ، تم الأمر بالفعل فور إستلامي لخبر خروجه من التدريب "
" إمم "
أومأ شين نو و توجه لقاعة المساهمة بينما أمر نان لين بالعودة
كان آزار يتجول حول المهمات و يبحث عن مهمةٍ تناسبه ، و في أثناء بحثه قام تلميذٌ بتعليق مهمةٍ جديدةٍ بالقرب منه ، لم يهتم آزار بالتلميذ و لكن أراد التحقق من نوع المهمة لذلك ذهب لقرائتها .
" تم مهاجمة قريتين و محوهما بالكامل من قبل مد وحوش زو ، و حالياً ما زال المد يتحرك و يهاجم أي شيءٍ يقف أمامه ، المهمة: محو المد و قتل جميع وحوش الزو قبل أن تحدث دمارً أكثر ، المكافأة: 1000 نقطة مساهمة و بلورة زو متوسطة الجودة لكل مشارك في البعثة ، ملاحظة: من الممكن أن يتواجد وحش زو همجي كقائدٍ للمد "
قرأ آزار المهمة و أضائت عيناه بعد أن قرأ وصف المهمة ، خاصةً الملاحظة في النهاية ، من ما يفسر المكافأة الكبيرة ، ففي النهاية يعتبر وحش زو الهمجي مثل مستوى سيد الزو ، أما وحش الزو فهو مماثل لمستوى تدفق الزو ، حشد من وحوشٍ في مستوى تدفق الزو و مستوى سيد الزو كقائدٍ لهم ليس شيئاً مضحكاً
قرر آزار أن هذه المهمة ستكون أكثر مهمةٍ مفيدةٍ له ، لذلك قرر أخذ الورقة مباشرةً ، فمهمةٌ مثل هذه تحتاج لفريقٍ لكي يتم السماح بتنفيذها لذلك هناك نسخٌ منها على الجدار لجمع أعضاء للمهمة
توجه آزار للشيخ المسؤول عن قبول المهمات لكي يسجل نفسه في المهمة و يرى إن كان هناك أشخاص آخرون معه في الفريق ، كان الشيخ جالساً خلف مكتبه حين وضع آزار ورقة المهمة على المكتب و تحدث
" أود قبول هذه المهمة "
تحدث بلا مبالاة بينما ينظر للشيخ الجالس أمامه ، أما بالنسبة للشيخ فأبتسم في وجه آزار و لم يهتم بطريقة كلامه ، ففي النهاية من منا لا يعرف عبقري الطائفة الداخلية الذي هزم تلميذاً أساسي؟
" بالتأكيد ، دعني أرى المهمة "
أمسك الشيخ بالمهمة و قرأها ، ثم أخرج دفتراً سميكً و بدأ يقلب به
" آه ، ها هيَّ ، هذه المهمة تتواجد في الشرق ، الموقع محدد في الخارطة ، يجب على الفريق أن يتكون من شخصين على الأقل ، هناك بالفعل تلميذٌ قد قبل هذه المهمة ، سأرسل خادماً لكي يحظره بما أنك قد سجلت بالفعل في المهمة و أكتمل العدد الأدنى للفريق "
أرتاح آزار بعد أن سمع أن هناك تلميذاً قد وافق على المهمة بالفعل ، هذا يعني أنه لن يحتاج للأنتظار و بدأ المهمة مباشرة
" أيها الشيخ ، هل سجل أحدٌ في المهمة حتى الآن أم لا؟ "
في هذه اللحظة أتى صوتٌ هادئ من خلف آزار ، ألتفت آزار ليرى مصدر الصوت ، فوجد فتى يبدو صغيراً ، ربما في عمر ال14 أو 15 مع شعرٍ أسود متوسط الطول ، و بشرةٍ شاحبة قليلاً ، لكن الشيء الذي ميّزَ هذا الفتى هو عيناه ، عينان كالهاوية الغامضة التي تسحبك إلى أعماق الظلام ، هذا هو الوصف الوحيد الذي أستطاع آزار أن يتوصل إليه لوصف ما يراه ، في الحقيقة ما زال الوصف غير كافي لتوضيح مدى سواد و غموض تلك الأعين
" ما هو أسمك و ما هي المهمة التي أخترتها؟ "
سأل الشيخ غير منتبه لتأمل آزار الطويل لشين نو
" أسمي شين نو ، و قد وافقة على مهمة محو مدٍ من الوحوش في شرق الطائفة تقريباً و الذي يفترض أنه دمر قريتين ، و أيضاً هناك أحتمال وجود وحش زو همجي كقائدٍ للمد "
بعد سماع أسم الطرف الآخر صدم آزار ريد ، في الواقع الشخص الذي أراد التعرف عليه أمامه بالفعل! ، و ليس هذا فقط و لكن سيذهب معه في نفس المهمة! ، هل يمكن أعتبار هذا حظاً؟
أما بالنسبة للشيخ فكان يتأمل في شين نو ، ففي النهاية سيكون أحمقاً إذا لم يسمع بأسم العبقري الذي أخترق لتدفق الزو في سن ال14 قبل شهر ، بعد بعض اللحظات حول عينه ليقرأ في الدفتر الذي بيده ليرى أسم شين نو مكتوباً حقاً على المهمة
' هذا غريب ، لا أذكر رؤيته و هو يقبل المهمة و يسلمها '
فكر الشيخ قليلاً ثم قرر أن ينسى الأمر ، بالطبع كيف له أن يعرف أن نان لين هي التي سجلت شين نو في هذه المهمة بعد أن وجدتها مباشرة و رتبت لكي تعرض أمام آزار و يختارها ، ففي النهاية هذه المهمة مثالية له ، بالطبع هذه الأمور كلها بأمرٍ من شين نو
" نعم أسمك بالفعل موجود ، و أما بالنسبة للفريق فوافق التلميذ آزار ريد لتوه على المهمة ، تستطيعان أن تذهبا لتنفيذ المهمة الآن "
آشار الشيخ لآزار ريد و أوضح لشين نو الأمر ، ثم سلم لشين نو و آزار ريد خريطةً توضح الموقع التقريبي للمد
بعد أن أستلما الخريطة ، خرج شين نو و آزار ريد من قاعة المساهمة ليتوجها لقاعة النقل الداخلية ، لكن بعد خروجهما من قاعة المساهمة مباشرة
" أنا آزار ريد ، عمري 16 عاماً ، و حالياً في ذروة عالم تدفق الزو ، آمل أن نتوافق معاً "
قدم آزار ريد نفسه بطريقة عادية لشين نو ، لكن بالطبع تعابير وجهه بقية باردة ، يبدو أن هذه هي تعابيره العادية
" شين نو ، 14 عاماً ، أما بالنسبة لتدريبي فأنا في ذروة المستوى الإبتدائي من تدفق الزو "
أجابه شين نو بنبرةٍ هادئة و إبتسامة خفيفة .
" ذروة المستوى الإبتدائي من تدفق الزو؟! "
تفاجأ آزار ريد من زراعة شين نو ، ألم يخترق قبل شهرٍ للمستوى الأول من تدفق الزو؟ إذاً كيف في شهرٍ واحد إستطاع الوصول للمستوى الثالث من تدفق الزو الذي يعتبر ذروة المستوى الإبتدائي؟!
' يبدو أن عبقريته في الزراعة حقاً وحشية '
فكر آزار في نفسه و هما يسيران
و هكذا توجه هذان التلميذان إلى قاعة النقل و أخذا وحشً طائراً و توجها نحو المهمة .