بعد أن أستعمل آزار ريد و شين نو أنواعاً أفضل من طيور الجبل البني ، أستغرقة الرحلة يوماً واحداً فقط للوصول للموقع التقريبي لمد وحوش الزو ، هبط شين نو و بعده آزار ريد مباشرةً ، بعد نزولهما من الطيور تركاها تحلق في هذه المنطقة لكي يجداها حين ينهيان المهمة .

" حسب مسار مد الوحوش ، يفترض أنه في مكانٍ قريب من هنا "

تحدث آزار بعد تفقد محيطه

كانت المنطقة المحيطة عبارةً عن غابة كثيفة ممتدةٍ لأكثر من سلسلة جبال

" هل تريد أن ننفصل و نبحث؟ "

سأل آزار شين نو عن رأيه

" لا أظن أن هذه فكرةٌ جيدة ، نحن نواجه مد وحوشٍ هنا ، هذا يعني أن عدد الوحوش يفوقنا بالفعل ، و في حالة هاجموا أحدنا و هو بفرده فجأة ، فسيكون في وضعٍ حرج "

بينما كان شين نو يتكلم كان يراقب محيطه بعناية ، ثم ثبت نظره على جهةٍ بعيدة من الغابة و تقدم

تبع آزار شين نو لمعرفة ماذا يريد أن يفعل ، وصل شين نو لنهرٍ هادئٍ محاطٌ بالأشجار

" توجد آثار أقدام مبعثرة و غير واضحة ، مع مناخ هذه المنطقة و الرطوبة الحالية ، من الواضح انها أمطرت قبل بعض الوقت و بذلك تم محد جميع الآثار "

تحدث آزار عن رأيه بينما يراقب المنطقة

" أنت محق ، حتى لو كانت هناك آثار ، إختفت جميعها بعد المطر... ، لكن ، في رأيك لماذا في الأصل ستتوقف وحوش زو بالقرب من النهر؟ ، في النهاية هي وحوش زو ، تستطيع الأعتماد على الزو و اللحوم لتعويض الماء ، بالطبع ستحتاج الماء من فترةٍ لأخرى ، لكن حسب التقرير ، آخر قرية تم تدميرها ، تم تجفيف البحيرة التي بجانبها ، و ذلك بسبب توقف المد للشرب ، و ذلك الهجوم كان قبل بضعة أيام فقط "

" هذا... "

لم يعرف آزار ماذا يقول ، صحيح ، لماذا يتوقف مدٌ من وحوش الزو بالقرب من نهرٍ إذا لم يكن من أجل شرب الماء؟

" منذ القدم كان الماء أمراً مهماً و ضرورياً للبشر لأجل العيش ، و بسبب ذلك كان يتم بناء القرى في الماضي بالقرب من مصادر الماء ، وذلك من أجل توفيره للسكان ، يبدو أن مد الوحوش يعلمون بأن القرى تبنى بالقرب من مصادر الماء لذلك يسيرون بالقرب من النهر ، و ذلك من أجل إيجاد قرية تعتمد على ماء النهر ، و هذا يعني شيئين... "

" إذا إتبعنا النهر سنجد مد الوحوش! و الأمر الآخر... "

كان آزار ريد ذكياً أيضاً و أستطاع فهم الأمر مباشرة بعد أن أوضح شين نو الأمور

" هذا صحيح ، وحوش الزو تتمتع بقوة عالم تدفق الزو ، لكن نسبة ذكائها مساوية لأي وحش ، ستهجم و تذهب لأي مكان عشوائي دون الإهتمام بأمورٍ مثل هذه ، و هذا يعني أنه هناك من يوجهها ، و لكي تستطيع توجيه مدٍ كامل من وحوش الزو ، عليك على الأقل أن تكون وحش زو همجي ، و ذلك لأنها تمتع ببعض الذكاء "

تحدث شين نو بهدوء بينما يحدق بالأتجاه الذي يمتد له النهر

" في النهاية لم يكن الأمر مجرد أحتمال ، هناك حقاً وحش زو همجي "

تمتم آزار ريد بينما حدق هو الآخر بأتجاه النهر

" ماذا؟ ، خائف؟ "

سأل شين نو بصوتٍ ساخر

" هاه؟ على العكس ، هذا سيجعل المهمة تملك بعض التحدي على الأقل "

سخر آزار و أجاب بينما تشتعل عيناه بالتحدي

" حسناً لا تتحمس جداً و تتهور ، فأنا لست شخصاً طيباً لكي أنقذك عندما تقع في مشكلة ، الآن ، علينا تتبع النهر بسرعة ، لكن حاول أخفاء نفسك أثناء التنقل ، لا نعلم متى تظهر الوحوش "

أنهى شين نو كلامه و بدأ السير بجانب النهر و تبعه آزار ، في الواقع ، لا يمكن أن نسميه سيراً ، لأنهما كانا سريعين جداً و يقطعان مسافةً كبيرة بخطوة واحدة

' ليست فقط زراعته ، و لكن حتى ذكائه و طريقة تحليله ، أنه مثيرٌ للأعجاب ، أتساءل كيف أدائه في القتال '

فكر آزار بينما كان يسير بجانب شين نو

و هكذا بعد مرور ساعة على سيرهما ، توقف شين نو فجأةً فتوقف آزار معه مباشرةً

" ما الأمر؟ "

سأل آزار دون النظر إلى شين نو و هو يفحص محيطه بعناية

لم يجب شين نو آزار لكنه حول رأسه نحو إتجاهٍ مظلمٍ من الغابة و لاحظ وجود دخانٍ غير واضح يأتي من مسافة بعيدة ، وضع قبضته على غمده و سارع بذلك الإتجاه

" القرية تحترق ، يبدو أن المد وصل و هجم بالفعل ، لا تقم بأي حركة مهما حصل و أنتظر لكي نفحص المكان و نجد وحش الزو الهمجي أولاً "

عندما سارع شين نو بذلك الإتجاه لحقه آزار مباشرة أثناء الإستماع له ، في المقابل أومأ آزار رداً على شين نو

بعد أن سارعا لبضعة دقائق وجدا أخيراً قريةً متوسطة الحجم تحترق و مليئتاً بالوحوش ، كانت الوحوش تشبه الكلاب لكن كانت أضخم و أشرس ، كما كانت تملك مخالباً تشبه مخالب الفهد

ما زال هنالك الكثير من السكان في القرية ، منهم الذي يهرب و الذي يُأكل و الذي يحترق ، لم يركز شين نو نظره على هذه الأمور و إنما شرع مباشرةً في البحث عن وحش الزو الهمجي ، و بالنسبة لآزار ، صحيح أنه لا يريد رؤية هؤلاء القرويين يُقتلون ، لأنه في النهاية ليس بدمٍ بارد و يقتل دون أن يرى ، لكنه ليس غبياً لكي يفشل خطته و يقتحم القرية و يبدأ بقتل وحوش الزو و حتى هناك أحتمال أن يهجم عليه وحش الزو الهمجي ، قد يساعد إذا أستطاع و لكن إذا كلف الأمر المخاطرةَ بحياته من أجل أشخاصٍ لا يعرفهم حتى ، فهو سيختار حياته بالطبع

" هناك! "

تكلم شين نو أخيراً بعد البحث حول القرية لبضعة لحظات ، كان هناك وحشٌ أضخم من بقية الوحوش يملك جسم فهدٍ أسود و رأس كلب ، كان جالساً على بيتٍ صغير و يأكل مجموعة من البشر القريبين منه

بعد أن وجدوا وحش الزو الهمجي ، سيكون إنهاء مهمتهم أسهل ، كل ما عليهم فعله هو قتله و قتل بعض وحوش الزو و سيتفرق البقية

" بما أن زراعتك أعلى مني سأشتت أنتبهاه أنا و أنت أغتنم الفرصة من خلفه "

أستدار شين نو و تكلم مع آزار عن خطتهم ، لا يجد آزار مشكلةً في الخطة و بل تفاجأ بتطوع شين نو ليكون الطعم ، في النهاية كان فرق القوة بينه و بين وحش الزو الهمجي كبيراً جداً ، خطوةٌ خاطئةٌ واحدة و سينتهي أمره

ألتف آزار و أصبح خلف الوحش ، فتقدم شين نو ناحية الوحش مباشرة و هو ممسكٌ بغمده

لاحظ الوحش وجود متدرب يتقدم نحوه من الأمام و يبدو أن قوته ضعيفةٌ جداً مقارنةً به ، فغضب الوحش بعد رؤيته هذا الضعيف يتجرأ على مهاجمته بهذه القوة الهزيلة ، و تقدم إليه و رفع مخلبه مستهدفاً شين نو

رأى شين نو المخلب قادماً نحوه لكنه أستمر بالتقدم ، و بينما هو يتقدم يبدو كما لو أنه أنقسم و أصبح هناك عدد من الظلال في مكانه ، أخطأ المخلب شين نو الذي تجنب المخلب من الجانب و قفز مباشرة قرب عين الوحش ، في هذه الثانية سحب سيفه الأسود و ترك ندبةً عميقة على عين الوحش و أعماها ، ثم هبط على سقف كوخٍ قريب بينما ينظر نحو الوحش نظرةً أستفزازية .

" كرررررر!!! "

تألم الوحش بسبب هجوم شين نو و لم يعد يستطيع أستعمال عينه اليمنى مجدداً ، أستدار و حدق في شين نو بعينه الباقية التي سبق و أصبحت حمراء كالدم من الغضب و قفز بأتجاهه مباشرةً

" الآن! "

صرخ شين نو بالأشارة ، فخرج آزار حاملاً سيفه القرمزي الذي تنعكس عليه أضواء اللهب الذي يحرق القرية ، أستهدف آزار رقبة الوحش مباشرةً بعد أن أستغل الثغرة التي أوجدها شين نو له ، قام بأمساك السيف بكل قوته و غرس كامل الزو الذي بداخل جسده في يده ، و لوح بها

" سسسك "

تم سماع قطعٍ حادٍ جداً ، و هبط رأس وحش الزو الهمجي على الأرض ، في النهاية مهما كان قوياً ، عندما يباغت أثناء هجومه دون حراسة و في نقطةِ ضعفٍ كالرقبة ، فسيتم قتله بالطبع

" هوه ، سار الأمر كما في الخطة ، أحسنت صنعاً "

تحدث آزار ريد بعد أن لوح بسيفه لأبعاد الدماء التي عليه و أرجعه لغمده ثم أستدار لشين نو و تنهد

لكن في هذه اللحظة...

شعر آزار ريد بقوة كبيرة تسحقه من الجانب و ذهب محلقاً بأتجاه الغابة

" بووه "

بعد أصطدامه بعددٍ غير معروف من الأشجار و الأحجار ، إلى أن أصطدم بصخرةٍ كبيرة و توقف هناك ، تقيأ جرعةً من الدماء بينما كان بصره مشوشاً ، لقد تم كسر عددٍ من عظام صدره و كسرة يده اليمنى معها ، و أيضاً أصيب بأصابات داخلية كثيرة ، بعد أن أجبر نفسه على رفع رأسه و رؤية ما الذي فعل له هذا ، وجد وحشاً مطابقاً للوحش الذي قتله قبل قليل يقترب منه ببطئ

" كان-هناك... إثنان؟! "

بالكاد كان آزار واعياً و أستطاع الكلام بهذه الكلمات الثلاثة بعد أجبار نفسه على عدم تقيأ الدم

" اللعنة- هاه-هاه لابد أنك-أنك-هاه تمزح معي؟! "

" بوووه "

لم يستطع حبس الدم أكثر من هذا و بدأ يتقيأ دماً مجدداً

' هل سأموت هكذا؟ '

' لكن ما زلت لم أستعد ما هو ملكي! '

' ما زلت لم أحقق أنتقامي!! '

' ما زلت لم أصل للأرتفاعات التي أريدها!! '

' ما زلت حتى لم أشكر المعلم على أعتنائه بي طول هذه السنوات!!! '

" س-سحقاً "

كان آزار يحدق بالوحش الذي أصبح أمامه بالفعل ، و في عينيه الحمراوين مزيج من عدم الرضى و البأس و الحقد ، لم يكن يريد أن يموت الآن!

لكن الوحش لم يهتم لكل هذا و أنقض عليه فاتحاً فمه ينوي أن يمزقه بفمه ، أبقى آزار عينيه مفتوحتين بينما هو غير قادر على فعل شيءٍ و الموت قادمٌ له...

لكن!

في اللحظة التي كان الوحش يهجم فيها ، لمع ضوءٌ أصفر أمام أعين آزار ، ضوءٌ يشبه ضوء الرعد أخترق فم الوحش الذي كان مفتوحاً ، و توجه بعدها للأعلى مباشرةً قاسماً وجهه لنصفين ، هبطة جثة الوحش على الأرض بصوتٍ عالي

خرج ببطئٍ من الرأس جسمٌ مغطى بالدم ، حدق آزار بصدمةٍ في شين نو الذي كان واقفاً فوق ما تبقى من رأس الوحش ، الدم يغطي كل بقعةٍ من جسمه بينما يلوح بسيفه لأبعاد الدم عنه ، و القمر فوقه يضيء جسمه المختفي تحت الدم .

2021/07/04 · 998 مشاهدة · 1657 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2025