أستغرقت جراح آزار ريد يومين ليتم شفائها بالكامل ، و بعد أن انتهوا من مهمتهم ، إتجها للمنطقة التي تركا فيها وحوشهما الطائرة
" بالمناسبة ، ما هو فن السيف الذي أستعملته لقتل الوحش الهمجي؟ ، لقد كان سريعاً و وهمياً مع سمة البرق ، لا أذكر وجود فن سيفٍ كهذا لدى الطائفة "
بينما كان الأثنان يتوجهان نحو موقع الوحوش الطائرة ، سئل آزار السؤال الذي حيره كثيراً ، فهو مطلعٌ على أغلبية فنون السيف الجيدة لدى الطائفة ، و لا يذكر فناً مشابهاً لخصائص الفن الذي يستعمله شين نو
" لم يكن هذا فناً ، لقد قمت فقط بدمج مهارتين في هجمة بالسيف ، إحدى المهارتين تستعمل البرق و الأخرى تزيد السرعة و تشكل أوهاماً ضعيفة "
تفاجأ آزار بعد سماعه لجواب شين نو ، فدمج تقنيتين معاً في هجمة واحدة أمرٌ أصعب من ما يبدو ، لكن بالطبع مهارة شين نو الخاصة بأستعمال السيف قد ساهمة بشكلٍ كبير في تنفيذ تلك الحركة ، لقد لاحظ آزار منذ أن بدئوا المهمة مهارات شين نو في السيف ، كانت حادةً و دقيقة ، كان يتجنب الهجمة في آخر لحضة و يرد من مكان غير متوقع ، كان مذهلاً ببساطة .
من الطبيعي أن يخطأ آزار في هذا الأمر ، في النهاية كانت الحركات التي يفعلها شين نو تبدو تماماً كما لو كانت فنون سيفٍ مختلفة ، لكن في الحقيقة كان سبب قوة حركاته بدون أستعمال فنٍ هو مهاراته الخاصة بأستعمال السيف و أيضاً بالطبع المهارات التي دربها
فبعد العزلة التي دامت لشهرٍ كامل ، أستطاع شين نو أن يوصل نبض الرعد للمستوى الرابع ، أما بالنسبة لخطوات الشبح فقد وصلت للمستوى الثامن بالفعل ، الآن كل ما تبقى هو أن يحصل على فن سيفٍ مماثلٍ لخصائص مهاراته و ستزداد قوته بأضعاف .
بعد أن وصل شين نو و آزار لوحوشهما الطائرة ، توجها نحو الطائفة مباشرة ، هكذا عاد كلاهما للطائفة و سلما المهمة ، بالطبع سلما تقريراً عن وجود نقصٍ في المعلومات و ما حدث معهما ، ثم أستلما المكافئات و خرجا من قاعة المساهمة
" حسناً ، أظن أن هذا كل شيء للآن ، سأعود للتدريب و أخترق لسيد الزو لكي أتجهز للبطولة ، من الأفضل أن تتجهز انت أيضاً ، رغم أنني أشعر بالشفقة على خصومك من الآن "
وقف آزار بشكلٍ مستقيم أمام شين نو و تحدث معه بصوتٍ هادئ ، بعد أن أنهى حديثه أستدار و توجه بعيداً في طريقه ، في النهاية لم يخبر شين نو عن إنتقامه ، و أخبره أنه ليس شيئاً يستطيع قوله بسهولة ، أما بالنسبة لشين نو ، فلم يهتم بشأن الأمر لأنه سيعلمه في النهاية ، لذلك لم يضغط على الموضوع .
" البطولة هاه؟... "
تنهد شين نو بعد أن ذكر آزار البطولة ، في كل خمس سنوات ستعقد بطولةٌ في الطائفة الداخلية و يستطيع التسجيل فيها أي تلميذٌ داخلي يريد ذلك ، و الرابحون في المراكز الثلاث الأولى سيتوجهون مع التلاميذ الأساسيين للمشاركة في مسابقةٍ تنظمها محافظة شينان كل خمس سنين بين الطوائفة الخمسة ، أما بالنسبة للجوائز ، فهي أن أصحاب المراكز الخمسة الأولى سيتم إدخالهم للجيش الخاص بالمملكة كقادة ال100 رجل ، و سيتم ضمان مسكنهم و موارد تدريبهم الخاصة و من الممكن زيادة الموارد مع مقدار الإنجازات التي يحصدها الشخص في الجيش
ببساطة ، بالنسبة لشين نو كانت المملكة تجمع القوة و تحكمها لنفسها ، أنها تضمن أن يتطلع جميع المتدربين و العباقرة لدخول جيشها بسبب الموارد المتوفرة ، و هناك حتى إحتمال بزيادة الموارد إذا تقدمة بالرتب ، و في نفس الوقت تحكم السيطرة على مقدار القوة التي تملكها الطوائف أيضاً ، و ذلك عن طريق الحصول على أفضل تلاميذهم ، بالطبع كل هذا لم يهم شين نو ، المهم بالنسبة له أن فرصة دخول الجيش شيءٌ مفيدٌ بالنسبة له و لخططه...
و هكذا عاد هو أيضاً لمسكنه و تطلع لبطولة الطائفة التي ستحدث بعد شهرين و بعدها مباشرة بأسبوع مسابقة المحافظة
" الآن في هذه المدة يجب علي إتقان فن سيفٍ مناسب لي ، همممم... "
كان شين نو حائراً في أي نوع فن سيفٍ سيختار ، فهو يعرف فنون سيفٍ بعدد النجوم تقريباً ، لذلك يحتاج بعض الوقت حتى يختار الأفضل لحالته الحالية...
بعد تفكيراً مطول دام لساعةٍ كاملة ، قرر في النهاية الثبات على فن سيفٍ يسمى ، سيف البرق الوهمي ، هذا الفن مثل بقية فنون الأسلحة ، ينقسم إتقانه إلى
هاوي
مبتدأ
محترف
شبه الكمال
الكمال
يسمح هذا الفن للمتدرب بدمج البرق مع سيفه ليبدو مثل سيف البرق ، و في نفس الوقت يكون أي هجوم لك بهذا الفن أوهاماً مختلفة و سريعة لتوقع بالخصم ، تبدو مشابهةً لما فعله شين نو في المهمة ، لكنه يعلم أن أستعمال هذه المهارة سيجعل السرعة و القوة و الوهم و حتى مقدار التحكم في البرق أقوى بكثير كلما تقدم في إتقانه ، حتى أنه عند وصوله للكمال في إتقان هذا الفن ، سيستطيع إرسال ضربات برقٍ في كل تلوحةٍ بالسيف و إدخال خصمه في وهمٍ في منتصف القتال
بالطبع هذه المهارات بعيدة حالياً عن شين نو ، صحيحٌ أن إتقانه للسيف في حياته الماضية كان أسطورياً ، لكن في هذه الحياة ما زال جسده ضعيفاً و غير قادر على مواكبة تحركاته و تحملها لذلك سيحتاج للتدريب كما لو كان يعيد إتقان السيف من البادية ، لكن بالطبع أسرع قليلاً هذه المرة .
" لقد تقرر الأمر ، في الشهرين التاليين ، سأركز على فن سيف البرق الوهمي ، على الأقل علي أن أصل لمبتدأ في أستخدام السيف قبل البطولة "
بعد أن قرر شين نو ، توجه مباشرةً نحو غرفة التدريب و بدأ التدريب ، و سيبقى في عزلةٍ أخرى لمدة شهرين هذه المرة ، و ما زال الكثير من الأشخاص أرادوا أن يلتقوه عندما علموا أنه عاد من مهمته ، لكنهم صعقوا عندما علموا أنه دخل للعزلةِ مرةً أُخرى ، هل هو وحش تدريبٍ أم ماذا؟ ، لم يفعل شيئاً منذ وصوله للطائفة الداخلية غير التدريب! حتى أن جميع الشيوخ لا يعرفون شكله ، أصبح فضولهم أكثر لرؤية هذا العبقري المثابر في تدريبه ، فهناك القليل من الذين في عمره و يهتمون لتدريبهم كثيراً ، في النهاية هو مجرد فتى في ال14 من العمر ، و العزلة و الزراعة أمرٌ بطيءٌ و ممل جداً ، من الممكن حتى أن يجن الشخص إذا لم يكن يمتلك عقلاً هادئ كفاية
هكذا مر الوقت بهدوء في الطائفة ، و لكن تستطيع أن تقول من الأجواء المنتشرة فيها أن جميع التلاميذ الداخليين كانوا يتجهزون للبطولة ، يتدربون و يدخلون للعزلة و يقومون بالمهمات ، كان الجميع يطمح لرفع رتبته في البطولة القادمة
...
و في النهاية مرة شهران بسرعة ، و اليوم هو يوم الذي ستعقد فيه البطولة ، كانت الساحة التي تقاتل آزار فيها سابقاً الآن أكثر نشاطاً و حيوية ، كانت جميع المقاعد مملوئة و حتى مقاعد كبار الشخصيات لم يتبقى فيها مكانٌ واحد ، لقد سجل كل تلميذٍ داخلي قوي و واثق في قوته بهذه البطولة ، و الآن الجميع ينتظر سيد الطائفة ليعلن عن بدأ المسابقة بعد ساعةٍ واحدة فقط...
في مسكنٍ هادئٍ و بعيدٍ عن كل الضجة و الحماس الذي كان في الساحة ، و في غرفةٍ داخل هذا المسكن ، يمكن رؤية فتى بين عمر ال14 و ال15 متربعاً و مغلقاً عيناه في وسط الغرفة ، كانت أنفاس الفتى ضعيفةً جداً و إذا لم تركز جيداً سيبدو كما لو كان جثةً جالسة ، كانت هالته ضعيفةً لدرجة انك لو لم تلاحظه كل بضعة دقائق ستنسى وجوده و لن تسطيع حتى رؤيته .
فجأة ، هذا الفتى الذي كان ساكناً طوال الوقت مثل الجثة ، فتح عينيه بسرعة ، خرج من عيناه بريقٌ حاد جداً و إزدادت هالته قوةً و حدة كما لو كان سيفً حادً جاهزٌ لقطع أي شيءٍ يقترب منه
و في الثانية التالية أختفت الهالة و البريق من عيناه كما لو كانا غير موجودين في الأساس ، و أستبدل بدلاً عنهما شعورٌ بالغموض و السكون
وقف الفتى ببطئٍ و حدق في سيفه الذي كان معلقاً على خصره
" حادٌ كالموت عند سحبه ، و غامضٌ كالهاوية عند غَمده "
تمتم شين نو قليلاً ، ثم إتجه ناحية مخرج مسكنه ليتجه نحو المسابقة و إبتسامةٌ خفيفة تعلو وجهه .
__________________________________
لا تنسوا تكتبوا رأيكم عن هذا الفصل و الرواية عامة 👀🖤