34 - أسمي بردارك || بداية المجلد الثاني ||

كانت الرحلة على الوحش الطائر الخاص بالقائد نيندا ستستغرق 10 أيام ، على الرغم من أن الوحش كان وحش زو همجي و يملك سرعةً خارقة ، لكن المسافة كانت طويلة ببساطة

كان الوحش الطائر على شكل نسرٍ مع أرجل دب و كان جسده أصفر بالكامل ، كان حجمه يكفي ليجلس جميع الخمسة و القائد نيندا دون إنزاعج من المساحة

كانوا جالسين على الوحش بهدوء و يستمتعون بالمناظر على الطريق ، أستطاع شين نو الأحساس بنظرةِ هولزين المتعطشة للقتال و الغاضبة ، يبدو أنه لم يقتنع بخسارته السابقة و كان غاضباً بسبب حركة شين نو الغادرة ، لكنه ببساطة تجاهله و أغلق عينيه أثناء جلوسه على ظهر الوحش

ربما يعتقد الجميع أن شين نو فاز على هولزين من خلال تلك الحركة فقط ، لكن ذلك سيكون سخيفاً ، لقد درب هولزين جسده بأكمله حتى منطقته الحساسة كانت تملك مقداراً معيناً من الحماية ، لم يخسر هولزين بسبب تلك الحركة ، بالبسبب اللكمة الأخيرة التي وجهها شين نو نحوهة

لقد قدر شين نو أن هولزين درب جسده لدرجة أن قوته في المستوى السابع من تدفق الزو لن تؤذيه حتى لو أصابته ، لذلك في الثانية التي كانت لكمة شين نو على بعد أقل من شعرةٍ من معدة هولزين ، جعل شين نو شدو يلكم بقضته هو الآخر مع قبضة شين نو و الذي جعل قوة اللكمة تتضاعف ، لم يلاحظ سيد المحافظة أو القائد نيندا ذلك لأنهما أنشغلا بقرأة تقريره و لأن شين نو أخفى نفسه جيداً و لاحظ إنشغالهما عن المبارة

بعد أن بدأت رحلتهم التي ستستمر ل10 أيام هدأ الجميع على ظهر الطائر منتظرين يوم وصولهم إلى العاصمة...

في نفس وقت الذي بدأت فيه رحلة شين نو نحو العاصمة ، في مكانٍ بعيدٍ عن مملكة السيوف التسعة ، بالضبط في غرب قارة السماء الذهبية في إمبراطورية مجهولة الأسم ، نعم إمبراطورية ، وجودٌ أعلى من المملكة بمراحل لا توصف من حيث القوة و المكانة و الاقتصاد و كل شيء ، و في إحدى المدن النائية المتواجدة في محافظة صغيرة في الإمبراطورية دخل فتى بشعرٍ أرجوانيٍ قصير في إحدى الحانات العامة ، يبدو أن عمره لم يتجاوز ال17 عاماً

كان المكان صاخباً و مليئً بالكلام البذيء و الشجار اللفظي بين المرتزقة و المزارعين الأحرار ( لم ينضموا للطوائف )

كان الفتى يرتدي عبائتاً سوداء تغطي جسده و وجهه لذلك عندما دخل لم يجذب الأنتباه و سار في طريقه نحو طاولة في الزاوية و طلب بعض الطعام

بعد الأنتظار لعشر دقائق وصل الطعام و بدأ الفتى بتناوله ببطئ بينما يتجاهل الصخب الذي حوله ، بينما كان الفتى يأكل بهدوء لاحظ أن هناك فتاة صغيرة يبدو أنها تبلغ من العمر 7 أو 6 سنوات تتحرك من طاولة لأخرى لتطلب الطعام ، لكن قام الجميع أما بتجاهلها أو الصراخ عليها

هذا المنظر جعل عيني الفتى السوداء تظهر تلميحاً من النور كما لو أنه يتذكر بعض الذكريات القديمة ، تنهد و ترك الطعام الذي كان في يده و أنتظر بهدوء ، بعد بضعة دقائق وصلت الفتاة إلى طاولته و تحدثت بصوتٍ بريئ و غير ناضج

" سي-يدي هل من الممكن أن تعطيني بعض الطعام؟ "

كانت الفتاة تنظر نحو الفتى بتوسل كبير و ألم ، لكن الفتى تجاهلها و كل ما فعله هو ترك الطعام على الطاولة و نطق كلمة واحدة بصوت بارد

" خذيه "

عندما سمعت الفتاة ان الفتى بالعبائة السوداء قد سمح لها بأخذ الطعام لمعت عيناها بالفرح و الأمل و أمسكت بالطعام بكلتا يديها كما لو كان كنزاً و أستدارت ناحية الفتى المغادر و تحدثت بسعادة

" شكراً لك الأخ الأكبر "

لم يتوقف الفتى عن سيره و خرج من المطعم مباشرة بعد أن انهت الفتاة كلامها ، لكن كان هناك تلميحٌ لأبتسامة ضعيفة على شفتيه

سار الفتى عبر المدينة النائية و تجول في أسواقها و يبدو أنه يبحث عن شيءٍ ما ، لكن يبدو أنه مهما بحث لم يجد الشيء الذي يريده ، في النهاية تنهد و توجه نحو نزل عشوائي ليبيت فيه الليلة...

في صباح اليوم الثاني خرج الفتى مرةً أخرى للبحث في السوق الشعبية للمدينة على أمل إيجاد الشيء الذي يريده ، لكن كما هو الحال لم يجده بعد البحث طوال النهار و قد أصبحت الظهيرة بالفعل

بعد السير حول المدينة وجد الفتى أن الحانة التي تناول الطعام فيها البارحة موجودةٌ أمامه ، بما انه لم يجد ما يريده في هذه المدينة قرر أنه سيأكل وجبةً ثم يسافر لمدينةٍ أخرى بعدها مباشرةً

فتح مدخل الحانة و فحصت عينيه السوداء الحانة بأكملها ، توقفت عيناه في جهةٍ مزدحمةٍ من الحانة ، كان هناك مجموعة من المزارعين الأحرار يجلسون معاً و يضحكون بأزدارء بينما كان أحدٌ منهم يحمل فتاةً صغيرة من عنقها و يرفعها نحو السماء

كانت هذه نفس الفتاة التي أعطى لها الفتى الطعام البارحة ، كان يتم خنقها في الجو بواسطةِ قبضةٍ بينما أصبح وجهها أحمراً بسبب قلة التنفس

رغم كل هذا لكن لا يبدو أن احداً في الحانة يهتم بما يحدث ، بل و أستمروا في ضحكهم و نقاشاتهم كما لو أن هذا حدثٌ عادي

" أيتها الساقطةُ الصغيرة ، تجرأتي على إسقاط طعامي على الأرض ، هل تعرفين ثمن أمرٍ كهذا!؟ "

تحدث الرجل في منتصف العمر الذي كان يحمل الفتاة بصوت ساخر و مزدري ، في المقابل كانت الفتاة تبكي و تتمتم

" أ-أرج-جوك س-سيدي لم أق-قصد "

بالكاد كانت الكلمات تغادر حلقها الصغير تحت ضغط القبضة القاسية ، و كانت المجموعة خلف الرجل في منتصف العمر تضحك بتسلية و تسخر من الفتاة بينما أستمر الرجل في خنق الفتاة و صفعها

حدث كل هذا أمام عيني الفتى الذي أرتدى العبائة ، لقد ظل واقفاً يشاهد كل ما يحدث للفتاة دون أن يجلس أو يتدخل ، كما كانت عيناه هادئةً دون تقلبات

عندما أستمر الرجل في صفع الفتاة ، كانت الفتاة يأسةً و بالكاد تفتح عيناها ، عندما أدارت رأسها و رأت الفتى أمام المدخل ، لمعت عيناها بالأمل و بالكاد فتحت فمها المليء بالدماء

" أ-أخي الأكبر ، ساعد-دني "

سمع الرجل في منتصف العمر كلامها و ألتفت نحو الفتى عند المدخل و نظر له بأزدراء

" هاه؟ هل تعرفها؟ هذا جيد! يجب عليك دفع ثمن أخطائها إذا كنت أخاها الأكبر حقاً "

كان الرجل يسخر من الفتى بالعبائة ، لكن الفتى لم يهتم به و بقى يحدق في عيني الفتاة بدون إهتمام

" لماذا علي مساعدتكِ؟ "

" هاه؟؟؟ "

تحطم أمل الفتاة و غرقت في اليأس عندما سمعت كلمات الفتى الذي ظنت بأنه سيكون منقذها ، بينما مل الرجل من جواب الفتى و فكر بأنه ليس له علاقة بالفتاة لذلك أراد الرجوع لصفعها ، لكن صوت الفتى أستمر بعد صمته

" لماذا تنتظرين من أحدٍ أن ينقذكِ؟ في هذه الحياة يجب عليكِ الأعتماد فقط على نفسكِ! ، لا تضعفي و لا تجبني و لا تنتظري المساعدة من أحد ، أنقذي نفسكِ دون أحد ، حتى لو كان أقوى منكِ حاولِ فعل أي شيءٍ للنجاة ، فكري! أهجمي! لا تبكي! هذا إذا أردتي البقاء حية في هذا العالم "

تكلم الفتى كل كلمةٍ بصوتٍ بارد و هادئ ، و لكن رغم صوته الهادئ أنتقل صوته في أذهان جميع المتواجدين في ألحانة

سمعت الفتاة أيضاً كلام الفتى و كانت خائفةً و مرتبكة ، رغم ذلك أيقظ صوت الفتى شيءً داخل الفتاة ، فتحت عيناها بقوة و صرخت بأعلى صوتها

" أ-أنا أريد أن أعيش!!! "

ثم مباشرةً قامت بعض يد الرجل في منتصف العمر الذي كان شارداً بسبب كلمات و صوت الفتى ، و عندما شعر بأن يده يتم عضها نظر بأزدراءٍ نحو الفتاة و تحدث بسخرية

" هل تظنين أنكِ الفتاة العادية بدون تدريب ، ستستطيعين عض جلدي انا المزارع في عالم تدفق الزو المستوى الثالث؟ "

بينما كان الرجل على وشك رفع يده و أنهاء الفتاة بقبضةٍ واحدة ، ظهر الفتى خلفه و قطع رأسه بخنجرٍ أسود سريع ، لم يتوقف هنا فقط ، أستدار في الجو و كشفت العبائة جسده و شعره الأرجواني بينما قطع في الهواء خلفه لتسقط جميع رؤوس المجموعة الخاصة بالرجل في منتصف العمر

رغم أن المجموعة كانت مكونة من مزارعين في تدفق الزو المستوى الرابع و الخامسة و كان بينهم شخص في ذروة المرتبة السادسة ، لم يستغرق سوى تلويحةٍ واحدة لفصل رؤوسهم جميعاً

عندما نفذ الفتى هجومه ، أستدار و حمل الفتاة بين يديه و إتجه خارج الحانة بينما كان الجميع مرعوباً من الذي حدث و لم يتجرأ احدٌ على إصدار أقل مقدارٍ من الضجة

غادر الفتى الحانة و توجه نحو نزلٍ عشوائي ، حجز غرفةً و طلب كمية كبيرةً من الطعام لتصله إلى غرفته ، بالطبع أدخل الفتاة من النافذة و ذلك لأنه لا يريد أي مشاكل لأن أي شخصٍ يرى رجلاً يلبس عبائةً و يحمل فتاةً صغيرة مصابة نحو نزل سيشتبه به

أخرج الفتى نوعً من الأبر من حقبية تخزينٍ يمتلكها ، و بدأ بحقن الزو في الأبر و إدخالها في جسد الفتاة ، يبدو أنه كان نوعً من أنواع العلاج ، عندما حقن الفتى طاقة الزو خاصته في الأبر تم الكشف عن زراعته لأول مرة

سيد زو المستوى السادس!!!

و يبدو أنه كان في ذروة المستوى السادس و على بعد خطوةٍ من التقدم للمستوى السابع ، كان هذا المستوى من الزراعة ، مقتراناً بعمره ال18 يوضح أن هذا الفتى يمتلك موهبة عظيمة

في صباح اليوم التالي فتحت الفتاة عينيها و رأت سقفاً خشبياً فوقها ، كانت حائرةً لأنها لا تتذكر كيف وصلت لهنا ، نهضت من فراشها و جلست لتجد الفتى متربعاً على الأرض بينما يغلق عينيه

عندما رأت الفتاة الصغيرة هذا الفتى تذكرت ما حدث لها و من الواضح أن هذا الفتى أنقذها ، و لكن قبل أن تذكره تحدث الفتى بينما يشير إلى مجموعةٍ من الطعام

" هذا طعامك ، حافظةُ على حرارته ، كُلي "

عندما رأت الفتاة الطعام لم تمسك نفسها و إتجهت نحوه بينما تحشي فمها و تشكر الفتى بينما الطعام داخل فمها الذي جعل مظهرها مضحكاً

لم يهتم الفتى و أبقى عينيه مغلقةً و أستمرت الفتاة بالأكل ، بعد مرور نصف ساعة أنتهت الفتاة من جميع الطعام و ألتفت نحو الفتى بنظرةِ تردد ، و بعد عدة دقائق أصبحت نظرتها حازمة و تحدثت

" الأخ الأكبر ، أريد أن أتبعك و أصبح أقوى ، أريد أن أعيش! ، لقد سمعت كلام الأخ الأكبر و لا أريد أن أكون ضعيفةً و أعتمد على الآخرين بعد الآن! "

فتح الفتى لأول مرةٍ عينيه و حدق في عيني الفتاة مباشرة ، كانت نظرته هذه المرة باردة و قاتلة و تحدث بصوت كما لو أنه أتى من الجحيم البارد

" الطريق الذي تريدين السير فيه مليءٌ بالصعوبات و القتل و الدماء و الجثث ، لن ترتاحي أبداً و سيكون ألأمر صعباً لدرجة انكِ ستريدين الموت ، هل انتِ متأكدةٌ من قراركِ؟ "

رغم أن الفتاة كامت فقط في عمر ال7 أو 6 سنين ، لكن عاشت طفولتها في الضواحي و التسول لذلك كانت تستطيع أن تفهم خطورة القرار الذي تتخذه ، لكنها صرت على أسنانها و أومأت

" جيد ، ما أسمكِ إذن؟ "

" شيمون ، و أنت أخي الكبير ما أسمك؟ "

تحدث الفتى صاحب الشعر الأرجواني مع إبتسامةٍ خفيفة و نادرةٍ على وجهه

" أسمي بردارك "

2021/07/19 · 887 مشاهدة · 1748 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2025