35 - الوصول للعاصمة الملكية

" بردارك؟ أسم أخي الكبير غريب بعض الشيء "

لم تسمع شيمون بهذا الأسم من قبل لذلك أستغربت منه

" هذا لأنني لست من هذه المنطقة "

أجابها بردارك بلا مبالاة و وقف

" حان وقت الذهاب ، على الرغم من انكِ وافقتي على تحمل المصاعب ، إلا أن هذا لا يكفي ، سأدربكِ أثناء رحلتي و لن أرحم ، إذا متِ أثناء التدريب لن يرمش لي جفنٌ حتى ، هل كلامي واضح؟ "

رغم أن شيمون كانت خائفةً بعد سماعها لكلام بردارك ، إلا أنها شدة قبضتيها الصغيرتين و أومأت بحزم

خرج الأثنان من النزل و توجها خارج المدينة ، كانت هناك غابة قريبة من المدينة ، هذه الغابة معروفة بحجمها الذي يغطي مساحةً هائلة و الوحوش القوية و المتنوعة منتشرةٌ فيها ، و يبدو أنهما كانا يتوجهان نحو تلك الغابة

" أخي بردارك ، هل سندخل في هذه الغابة؟ "

سألت شيمون بخوفٍ قليل في صوتها عندما رأت هذه الغابة المظلمة ، في المقابل لم يجب بردارك و أستمر بالسير إلى داخل الغابة لتتنهد شيمون و تتبعه بسرعة

داخل الغابة المظلمة ، كان يمكن سماع أصوات زئير الوحوش كل فترة ، كما أن الأثنان قد واجهت بعض الوحوش الضعيفة التي أنهاها بردارك بسرعة ، و بعد السير لبضعة ساعات ، سمع الأثنان بعض الأصوات من أمامهم

" اللعنة! ، إحموا السيد الشاب!! "

" هااااا يديييييييي!! "

" أنقذوا القائد! أرجعوا إلى التشكيل القتالي!! "

يبدو أن هناك مجموعة تمت محاصرتها من قبل الوحوش ، أستدارت شيمون لترى ما سيفعله بردارك

" ليس لنا علاقةٌ بهم ، تجنبيهم "

حول بردارك مساره ليتجنب التقاطع مع تلك المجموعة و تبعته شيمون ، و لكن عندما أستدار بردارك و شيمون تم قطع طريقهما من قبل مدٍ كبير من الوحوش

أمسك بردارك بشيمون و تراجع بسرعة ، تبع حشد الوحوش الأثنين إلى أن وصلوا إلى المجموعة التي كانت تطلب المساعدة

" يبدو أن هذه المجموعة كانت تعاني من هذا الحشد إذاً ، و بما أن هناك حشداً هنا فسيكون هناك بالطبع وحش زو همجي... "

تكلم بردارك ببرود حين قام بقطع رؤوس ثلاثة وحوش أمامه لتبدأ الوحوش بأحاطته من كل جانب ، أمسك بردارك خنجره و سحب خنجره الآخر و لوح بهما على شكل حرف X

" قطع الروح "

تم قطع كل شيءٍ في مسار هذه الضربة على شكل X ، تناثرت أجزاء الوحوش و أعضاؤها في كل مكان كما لو أنها تمطر دماً ، و تم فتح مكانٍ ليضع فيه قدميه و أنزل شيمون بجانبه ، وقف و نظر حوله ، كانت وحوش الزو تحاصره من كل جانب لكن لم تتجرأ على الاقتراب منه بسبب خوفهم الغريزي منه

نقل بردارك نظره للمجموعة التي تتم مهاجمتها و لاحظ أنهم يحاولون الاقتراب من للحصول على الحماية ، لم يهتم بهم و نقل نظره نحو وسط حشد الوحوش ، هناك من بين الوحوش تم صنع مسارٍ طويل ، خرج وحشٌ سمين على شكل دبٍ من المسار

وحش زو همجي!

ضيق بردارك عينيه و أمسك بشيمون ، حملها فوق ظهره بيدٍ واحدة و أمسك بالخنجر باليد الآخرى ، داست قدمه بقوةٍ على الأرض ليتجه ناحية الدب السمين ، غضب الدب بعد أن رأى أن بردارك قد أخذ زمام المبادرة في الهجوم و لوح بمخالبه الحادة بأتجاهه

وصلت المخالب بسرعةٍ إلى صدر بردارك و مزقته بقوة ، لكن الدب أستغرب لأنه لم يشعر بوجود شيءٍ ضربه بيده ، في الثانية التي تلت إصابة بردارك ، بدأ جسده بالأختفاء إلى أن أختفى من المكان تماماً

كانت نسخةٍ مزيفة! ، لم يملك الدب وقتاً حتى يبحث عن بردارك ، لأن بردارك كان فوقه بالفعل و كان خنجره يستهدف عين الدب بالضبط

" عواااااااااء "

أستطاع بردارك إصابة العين اليمنى للدب و إتجه خلف الدب نحو الغابة ، بعد أن وصل إلى شجرةٍ عالية قليلاً وضع شيمون عليها و أستدار بسرعة للعودة ناحية الدب

" كن حذراً أخي بردارك! "

لم تستطع شيمون سوى أن تدعو بأن يكون بخير ، كانت حقاً خائفة من الذي حدث و يدها ترجف إلى الآن ، هذه أول مرةٍ ترى فيها وحوش زو همجي

لم يتأخر بردارك و وصل خلف الدب الذي كان يزأر بغضبٍ بسبب الألم ، أدار رأسه و قفز بكل قوته ناحية بردارك ، لم يتوقف بردارك و زاد من سرعته ، عندما كان الدب سيتقابل مع بردارك ، أخفى بردارك جسده و دخل بين رجلي الدب

قفز بسرعةٍ من الأرض و وصل خلف رقبة الدب ، صحيح أن الدب لن يستطيع الألتفاف في الوقت المناسب، لكنه أرجع مخلبه و قام بحماية عنقه بسرعة

في نفس الوقت الذي رفع فيه الدب مخلبه ، لمعت أعين بردارك و توهجت شراراتٌ من البرق البنفسجي حوله ، لمع نصلاه أثناء تحرك البرق فيهما و إنزالهما على رقبة الدب ، تمتم بردارك بصوتٍ مدوي كالرعد

" إغتيال الرعد! "

سقط الخنجران على يدي الدب ، لكن لم يتوقفا و أستمرا إلى أن قطعا اليد و الرقبة معاً

تم قطع رقبة وحش زو الهمجي بسهولة قطع الكعكة!!

كان حقاً إغيالاً ، حركةٌ واحدة فقط ، حركةٌ نظيفة و قتلٌ فوري ، في النهاية كان بردارك سيد زو المستوى السادس ، و لم يكن شخصاً عادي ، كانَ عبقرياً!

هبط بردارك على الأرض و أرجع الخنجرين إلى غمديهما ، رغم سماعه بصياح الفرح القادم من المجموعة خلفه ، لكنه لم يهتم بهم و عاد لشيمون ليتفقدها

" أخي بردارك كنت رائعاً! "

قفزت شيمون للأعلى و الأسفل ، كانت فرحةً لأن بردارك لم يصب ، عندما رأى بردارك منظر شيمون الفرحة التي تقفز ، لمعة ضوءٌ في عينيه ، ضوءٌ حزين و قديم ، كما لو أنه يستعيد ذكرياته ، لكنه أستعاد نفسه في نفس الثانية و تحدث

" لقد أنتهى الأمر ، لنواصل الرحلة "

أستدار بردارك و أتجه للمسار الذي كانا يسيران فيه ، لكنه لاحظ أن المجموعة التي كانت محاصرة و نجت بعد تفرق حشد الوحوش تقترب منهما

" أيها المحارب الشجاع ، شكراً على إنقاذنا ، لن ننسى هذا الدين أبداً ، هل لي بشرف معرفة أسمك؟ "

تقدم شيخٌ بلحيةٍ قصيرة و مصففة ليتحدث بينما يشبك يديه ناحية بردارك ، في المقابل لم يهتم بردارك بأجابته و بقي صامتاً ، و بما أن بردارك لم يتحدث أكمل الشيخ كلامه كما لو أنه لم يلاحظ الموقف المحرج

" في الواقع ، كنا نأمل ان يرافقنا المحارب في رحلتنا داخل الغابة ، و بالطبع سيتم تعويضك جيداً "

" لست متهماً "

بعد قول رأيه ، بدأ بردارك بالسير متجاهلاً المجموعة بينما تتبعه شيمون ، في المقابل كان وجه الشيخ أحمر من الغضب ، لكنه بقي صامتاً و تنهد بعد أن لاحظ ان بردارك قد أبتعد بالفعل

" لقد تمنيت لو أنه رافقنا لحمايتك أيها السيد الشاب ، لكنه كما ترى لم يهتم حتى "

" لا بأس ، فالنعد من الطريق الذي أتينا منه و نلتف حول الغابة ، لا خير آخر لدينا إذا أردنا الوصول للعاصمة الأمبراطورية بسلام "

" كما تأمر أيها السيد الشاب "

أستدارت المجموعة و عادت من الطريق الذي أتوا منه ، يبدو أنهم كانوا أشخاصاً يريدون الوصول للعاصمة الأمبراطورية...

...

في عمق الغابة ، سار بردارك و شيمون داخل الغابة لأسبوعٍ بالفعل ، واجها فيها مختلف الوحوش و الأوضاع ، لكن كان بردارك قادراً على السيطرة على أغلب الأوضاع ، لأنه كان يتجنب الوحوش القوية

و الآن وصل الأثنان بالفعل إلى مكانٍ ساحرٍ وخلاب ، كانت أمامهم بحيرةٌ عملاقة ، محاطةٌ بثلاث جبال من الشمال ، و الزهور تحيطها من بقية الجوانب ، كما وقفت شجرةٌ عملاقة على الحافة الشرقية للبحيرة ، أعطت جوً هادئً أكثر للبحيرة

كما أنه لم تكن هناك أي وحوشٍ قريبةٍ من هذه المنطقة ، كما لو أن الوحوش كانت خائفةً من تدنيس هذه الأرض المقدسة ، كان يوجد فقط الحيوانات العادية كالغزلان و الأرانب و السناجب

كانت شيمون مفتونةً بهذا المنظر ، كانت عيناها الصغيرة تلمع بفضولٍ و حماسة عندما رأت هذه البحيرة ، كان هذا أجمل منظرٍ رأته في حياتها!

" شيمون "

بعد أن نادى عليها بردارك ، أستعادت شيمون نفسها و أجابة

" نعم أخي بردارك؟ "

" هذا هو المكان الذي سنبقى فيه للسنتين أو الثلاثة القادمة ، من الآن وصاعداً سيبدأ تدريبك ، و تدريبي... "

كانت شيمون فرحةً في البداية عندما سمعت أنهم سيعيشون هنا لفترةٍ طويلة ، لكن عندما ذكر بردارك التدريب ، ذكرت نفسها بأنها تريد أن تصبح أقوى و لا تتشتت بأمورٍ كهذه

" أمم "

أومأت شيمون برأسها الصغير مشيرةً إلى أنها فهمت الأمر ، كما أنها سعيدةٌ لأن بردارك سيتدرب معها ، هذا يعني أنه لن يبطئ من تقدمه بسببها و سيستمر بزيادة قوته

" جيد ، إذاً... "

ظهرت إبتسامةٌ لطيفةٌ على وجه بردارك بينما يكمل كلامه

" لنبدأ تدريب الموت الخاص بكِ و بي "

...

في نفس الوقت في مملكة السيوف التسعة ، تحديداً داخل عاصمتها مدينة السيوف ، هبطت مجموعةٌ على ظهر وحشٍ طائر داخل المبنى العسكري للعاصمة ، نزل من المجموعةِ أولاً رجلٌ عضلي و يرتدي درعاً أبيض اللون و على ظهره سيفٌ كبير ، تبعه بعض الشباب و الشابات ، إلى أن نزل آخر اثنين

كان أحدهما بشعرٍ أحمر متوسط الطول و عيونٍ حمراء اللون ، يمكن رؤية التصميم و الثبات في عينيه ، كانت ملابسه البيضاء تعطي شكلاً جميلاً مع وجهه الجميل ، كان آزار ريد!

و الشخص الذي نزل بعده كان يرتدي ملابس سوداء اللون ، مع شعرٍ أسود اللون متوسط الطول ، في الواقع بدا عادياً عند مقارنته بأي شخصٍ آخر في المجموعة ، لكن ما ميزه هو عيناه التي كانت غامضة كالهاوية ، كما لو أنهما لم ينظرا لأي شيءٍ في العالم بأهتمام ، كان هذا شين نو!!

أستدار القائد نيندا و واجه الجميع بينما يتحدث بصوتٍ عالي

" لقد وصلنا لعاصمة مملكة السيوف التسعة! "

__________________________________

هل أشتقتم للرواية؟ ، أتمنى ذلك ، لدي خبرٌ ربما مزعج لبعض القراء...

سيصبح التنزيل اليومي فصلاً واحداً في اليوم ، و ذلك بسبب ضيق الوقت و بعض الظروف الأخرى ، لكنني سأحاول زيادت عدد الفصول في كل فرصةٍ أملكها لأنني أحب كتابة هذه الرواية و أتمنى أن يستمر الدعم عليها + شكراً على دعمكم في المجلد الأول و أتمنى أن تستمروا بدعم المجلد الثاني 👀🖤🖤

2021/07/20 · 860 مشاهدة · 1605 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2025