وصلت مجموعة شين نو لعصامة مملكة السيوف التسعة بعد عشرةِ أيامٍ من السفر ، حالياً هم داخل مجمعٍ عسكري ضخم يتكون من عدة مباني ، يقودهم القائد نيندا داخل ممرٍ طويل لتسجيلهم في الجيش و تسليمهم رتبهم
كانت جائزة المسابقة هي أن الفائزين الخمسة سيحصلون على رتبة قائد 100 رجل داخل الجيش مباشرةً ، أما الرتب العسكرية داخل جيش مملكة السيوف التسعة تقسم إلى :
جندي ( تحضير الجسد )
قائد ال10 جنود ( تدفق الزو )
قائد الفرقة ( له سلطة على 100 جندي ) ( سيد الزو )
قائد الوحدة ( له سلطة على 1000 جندي ) ( نواة الزو )
قائدٌ أعلى ( له سلطة على عشرة الآف جندي ) ( تشكيل الحياة )
جنرال ( له سلطة على مئة ألف جندي ) ( فهم الموت )
جنرالٌ أعلى ( له سلطة على مليون جندي ) ( ؟؟؟ )
كانت مملكة السيوف التسعة تمتلك فقط جنرالاً واحداً في مستوى فهم الموت ، أي أن جيش المملكة يحوي على مئة ألف جندي و بضعة الآفٍ فقط...
تبع شين نو و مجموعته القائد نيندا إلى أن وصلوا إلى مكتبٍ كبير ، داخل المكتب كان هناك رجلٌ عجوز يقرأ بعض الملفات بأهتمامٍ كبير ، وقف القائد نيندا أمام مكتبه و قام بالتحية
لم يرفع الرجل العجوز رأسه و وضع على مكتبه خمسة شاراتٍ فضية ، كانت الشارات على شكل تسعة سيوفٍ مجتمعةٍ مع بعض
أخذ القائد نيندا الشارات و خرج من المكتب مع شين نو و الآخرين
" هذه هي الشارات التي تدل على رتبكم ، من الآن و صاعداً انتم قادةٌ لمئة جندي داخل جيش المملكة "
وزع القائد نيندا الشارات على خمستهم و تحدث برسمية ، ثم أشار إلى عامل في المبنى ليقود الخمسة إلى مساكنهم و يستلموا مهماتهم
أتبع شين نو العامل و أستمع إلى شرحه حول المكان و الغرف المسموح دخولها ، وصلوا إلى خارج المبنى و توجهوا لجنوب المبنى الذي كانوا فيه ، هناك أستقبلهم مخيمٌ عسكري عملاق
كان المخيم يتألف من آلاف الخيم و المباني العسكرية متوسطة الحجم ، يمكن رؤية الجنود في كل مكان يتدربون على القتال و الاستراتيجيات ، قاد العامل شين نو و الآخرين إلى وسط هذا المخيم حيث يتواجد مبنى كبيرٌ قليلاً ، دخل خمستهم إلى المبنى مع العامل و توجهوا إلى مكتبٍ خاص
كان يوجد داخل المكتب رجلٌ في منتصف العمر يملك شارباً أسود كبير بدون لحية ، كان واقفاً يراقب تدريبات الجنود من النافذة ، بعد سماع صوت فتح الباب أستدار ليواجه شين نو و الآخرين و آشار للعامل لكي يذهب
" أنا القائد دين مو ، قائد الوحدة التاسعة و قائدكم الجديد... "
حرك دين مو نظره على الشباب الخمسة المتواجدين أمامه ليتوقف قليلاً على شين نو و يحبك حواجبه ، لكنه تابع
" كما تعلمون ، من الآن و صاعداً ستصبحون قادةً لمئة جندي في الجيش ، حياة و موت هؤلاء المئة تحت قيادتكم ستكون في يدكم ، هذه مسؤولية قبل أن تكون مكافئة ، و إذا لم تكن قادراً على تحمل هذه المسؤولية فأنسحب من الآن ، و إلا لاحقاً إذا لم تكن على قدر المسؤولية ، فستكون هناك عقوباتٌ تبدأ من تخفيض الرتبة و تصل حتى إلى الأعدام! "
كانت نظرة دين مو باردةً و هو يحرك نظره على الشباب الخمسة الذين أمامه ، خاصةً بالنسبة لشين نو لأنه لاحظ أن تدريبه فقط في تدفق الزو و واضحٌ أن عمره صغير ، في رأيه كان وصول شين نو إلى هنا غريب ، حتى لو كان عبقرياً ، فسيحتاج إلى الذكاء و القوة ليثبت موقعه في الجيش
لم يتحرك الشباب الخمسة و بقوا واقفين دون أن يتكلم أحدٌ منهم ، و بعد دقيقةٍ من هذا الصمت الجامد تكلم دين مو مرةً أخرى
" سيتم توجيهكم إلى فرقكم الخاصة من قبل بعض الجنود ، هناك ستستلمون زيكم العسكري و تتعرفون على فريقكم ، سيتم إعطائكم سنةً واحدة لتتعودوا على فرقكم و تدربوهم ثم ستتحرك الوحدة التاسعة إلى الحدود لتساند بقية الوحدات "
دخلت مجموعةٌ من الجنود و قادة الشباب الخمسة إلى خارج المكتب ، توجهوا نحو الجزء الشمالي من المخيم و هناك قاد الجنود كل واحدٍ منهم لخيمةٍ مختلفة ، لكن قبل أن يفترقوا ، أقترب آزار من شين نو و تكلم بصوتٍ خافت
" بعد سنةٍ من الآن ، سأخبرك ما هو هدفي قبل أن نتحرك للحدود ، إلى أن يصل ذلك الوقت ، يجب أن تحرص على زيادة قوتك "
أفترق الأثنان و تبع كل واحدٍ منهما الجندي الذي يقوده كما هو الحال مع الثلاثة البقية...
أقتاد الجندي شين نو نحو خيمةٍ متوسطة الحجم و تحدث
" هذه الخيمة الخاصة بك أيها القائد ، الزي الرسمي يوجد على مكتبك الخاص داخل الخيمة ، أنت ستكون قائد الفرقة الرابعة للوحدة التاسعة ، جنودك حالياً يتواجدون في الساحة خلف خيمتك ، لقد تم إعلامهم بالفعل عن وصولك و ينتظرونك هناك ، هذا كل شيء ، سأعذر نفسي الآن "
أبتعد الجندي بعد أن شرح لشين نو كل شيءٍ يجب ان يعرفه ، بالطبع كان الجندي بالكاد مهتماً بالشرح لأنه لم يضع شين نو في عينيه
دخل شين نو إلى خيمته و تفحصها ، كان حجمها أكبر مقارنةً بالمسكن الذي كان يعيش فيه في الطائفة ، كما كان يتواجد فيها سريرٌ يسع شخصين و مكتبٌ قريب منه ، كما توجد على جهته المعاكسة مكتبةٌ صغيرة الحجم تحوي مجموعةً من الكتب المتنوعة ، بالقرب منها توجد مرآةٌ متوسطة الحجم تكفي لتعكس جسم شين نو بأكمله
لاحظ شين نو وجود رداءٍ أخضر وضع بعناية على مكتبه ، تقدم و خلع ملابسه القديمة و أستبدلها بهذا الرداء ، ألتفت شين نو نحو المرآة ليرى شكله
كان الرداء الأخضر المزين بخيوطٍ من الذهب يضيفُ إحساسً بالهيبة و الغموض عند إقرانه بعيون شين نو السوداء ، عند إضافة ذلك إلى بشرة شين نو الشاحبة التي سببها عيشه تحت الأرض و شعره الأسود متوسط الطول
يمكن القول أن شين نو بهذا الزي بدا كما لو كان جنرالاً غامضاً و مهيباً
لم يضيع شين نو وقته على المرآة و خرج من الخيمة مباشرةً بعد أن تأكد من ملابسه ، كما قال الجندي ، كان هناك ساحةٌ ضخمة خلف خيمة شين نو ، كما لو أنها ساحة كرة قدم ، كان يتواجد حالياً داخل الساحة مجموعةٌ من الجنود يتحدثون فيما بينهم ، كانت هذه فرقة شين نو ، الفرقة الرابعة
بعد أن لاحظ الجنود أقتراب شين نو منهم و الزي الذي يرتديه ، بدأ الحديث يقل إلى أن صمت جميع الجنود ، عندها وصل شين نو بالفعل أمام الجنود الذين وقفوا في صفٍ واحد و صاحوا بأعلى صوتهم
" نحيي قائد الفرقة! "
اومأ شين نو عند سماعه للتحية و تفحص الجنود ، كان هناك 100 جندي في المستويات القمة و المتوسطة في تحضير الجسد ، و كان هناك عشرة من قادة ال10 رجال الذين يتراوح تدريبهم بين المستوى المتوسط و القمة من تدفق الزو ، كان لقب قائد المئة جندي لا يعني أنه يملك مئة جندي فقط ، لأن ذلك لم يضمن القادة المتواجدين تحته في الرتبة
بينما كان شين نو يتفحص الجنود ، كان الجنود و القادة يتفحصون شين نو أيضاً ، شبك العديد من الجنود و القادة حواجبهم عندما لاحظوا تدريب شين نو ، و خاصة بعد أن أقترب شين نو منهم ، أستطاعوا أن يروا كم كان صغيراً
' هل هذه مزحة؟ '
كان هذا تفكير الجميع ، و لم يحاول أحدٌ منهم إخفاء الأنزعاج في عينه ، بالطبع ، بسبب القوانين العسكرية لن يجرأ أحدٌ من الجنود على ذكر إنزعاجه بصوتٍ عالي
إبتسم شين نو قليلاً بعد رؤية تعابير الجنود و القادة ، خاصة القديمين منهم الذين توقعوا ترقيةً بسبب خبرتهم ، كان الأنزعاج واضحاً عليهم ، تحدث شين نو بعد أن أبعد الأبتسامة و وضع وجهاً حازماً
" أنا قائد الفرقة الرابعة في الوحدة التاسعة الجديد ، شين نو ، من الآن وصاعداً سأكون مسؤولاً عنكم ، و مثلما لاحظ أغلبكم ، أنا في عمر ال14 فقط... "
توقف شين نو هنا قليلاً ليلاحظ الإنزعاج في وجوه أغلبية الجنود و القادة يزداد أكثر ، رفع رأسه ليرى أنه الغروب بالفعل ، ستظلم السماء بعد نصف ساعةٍ أو أكثر بقليل ، تشكلت ابتسامةٌ خفيفة على وجهه و أكمل
" أنا متأكدٌ من أن أغلبكم ، إذا لم يكن جميعكم ، منزعجون من كون قائدكم الجديد فتى في عمر ال14 ، خاصةً القادة الذين تدريبهم لا يختلف عن تدريبي و بعضهم حتى تدريبهم أعلى مني "
لم ينكر الجنود أو القادة كلام شين نو ، هذا يعني أنهم يتفقون مع هذا الكلام
" حسناً ، في هذه الحالة ما رأيكم في تحدي؟ ، سأختار عشرين جندي و قائدين أثنين و أنا ، ضد باقي الفرقة بأكملها في حربٍ وهمية ، في حالة فوزي ، سأكون قائداً للفرقة الرابعة و ستطيعون الأوامر من كل قلبكم "
" و إذا خسرت سأتخلى عن منصبي ببساطة "
" إذاً ، هل تجرؤن على قبول التحدي؟ "
كان الجميع صامتاً و ينظر لشين نو كما لو كان أحمق ، لم يتوقع أحدٌ أن يفعل شيءً كهذا ، هل يريد أن يهزم ثمانين جندي في تحضير الجسد و ثمانية قادة بأستعمال عشرين جنديً و قائدان فقط؟
لكن لم يدم الصمت طويلاً إلى أن تقدم أحد القادة الذي يبدو أنه كبيرٌ في العمر و تحدث
" سنفعل كما تريد أيها القائد ، نرجوا منك أن تختار فريقك و أن تلتزم بكلمتك "
" لا تقلق ، بالتأكيد سألتزم بكلمتي إذا خسرت "
...
أختار شين نو بعدها قائدين أثنين و معهما فريقهما المكون من عشرين جندياً ، أتجه هو بقية الفرقة إلى غابةٍ كبيرة تستعمل كساحة حربٍ وهمية للقتال بين الفرقة و التدريب
" حسناً ، بما أنكم تملكون أفضليةً من حيث العدد ، سندخل أولاً إلى الغابة ثم ألحقوا بنا بعد ساعة "
" كما تريد أيها القائد "
لم يعترض أحدٌ على كلامه لأنه كان منطقياً و يحتاج للوقت حتى يتكلم مع جنوده عن خطتهم ، لكن السبب الأكبر هو أن أغلبية الجنود لم يفكروا في شين نو كثيراً
أبتسم شين نو و قاد جنوده و القائدان إلى داخل الغابة المظلمة...
سار شين نو و الجنود لنصفِ ساعةً داخل الغابة ، و لقد أظلمت السماء بالفعل الآن و خيم الليل على الغابة ، أستدار شين نو و واجه الجنود العشرين و القائدان ، لاحظ بالفعل أن الجنود غير مهتمين و منزعجون كما لو أنهم قد خسروا بالفعل في هذه الحرب الوهمية ، وقف شين نو مستقيماً و تحدث
" الآن ، اعلم أنكم لا تضعونني في أعينكم ، لكن حالياً كل ما أريد منكم هو أن تنفذوا ما أقوله لكم بالحرف الواحد "
" إذا فعلتم ما أقوله ، سأضمن لكم أكثر من الفوز... "
إبتسم قليلاً و وضع عيناه الباردة في أعين جميع الجنود ، الأمر الذي سبب قشعريرةً للجنود جميعاً ، لسببٍ ما ، كانوا خائفين من هذه الأعين الباردة ، أكمل شين نو دون أهتمامٍ بهم
" سأضمن لكم أن الجنود ضدنا سيعيشون في جحيم الأرتباك هذه الليلة "
__________________________________
أتمنى أن الفصل أعجبكم ، لا تنسوا التعليق و نشر الرواية 👀🖤