بردة قلوب القادة الثمانية عندما نظروا لتلك الأبتسامة و سمعوا كلام شين نو ، صحيحٌ أنهم لم يفهموا كيف خسروا ، لكن كان هذا وحده سبباً كافياً لخوفهم من شين نو ، أن تهزم خصمك بأعدادٍ أقل منهم بكثير ، و حتى بعد الهزيمة لم يفهم الخصم كيف خسر ، أليس هذا مخيفاً؟

" دعوني أوضح لكم ما حدث "

لم يهتم شين نو بنظرات الأرتباك على وجوه الجنود و القادة و بدأ الشرح مباشرةً

" كما تعلمون ، لقد أخترت أنا قائدين أثنين و عشرين جندياً فقط لأحاربكم بهم داخل الغابة "

أومأ القادة برؤوسهم و لم ينكروا ذلك

" إذاً في هذه الحالة تبقى منكم ثمانين جندي و ثمانية قادة ، صحيح؟ "

أومأ القادة مرةً أخرى و لم يفهموا ما قصد شين نو بذكر ذلك

" و مثل ما أتفقنا ، دخل فريقي أولاً و انتم ستلحقون بنا بعد ساعة ، لكن بعد ساعةٍ من الأنتظار ، حل الليل بالفعل ، و بما أن الغابة لم تكن عادية و كانت غابة زو ، ستقل رؤية الجنود بنسبةٍ كبيرة ، و حتى القادة سيتأثرون قليلاً "

" الآن في هذه الحالة ، إذا أردت أن أبحث عن فريقٍ صغير مكونٍ من عشرين جندياً فقط ، في هذه الغابة العملاقة ، و في الليل خاصة ، ألن يستغرق البحث على الأقل أياماً؟ ، إذا أراد الفريق الآخر الأختباء فقط فقد يستغرق البحث حتى أسبوع "

" لذلك توقعت أنكم ستنفصلون لأكثر من فريق حتى توسعوا نطاق البحث ، بالطبع الجزء الأكبر من سبب أنفصالكم إلى أكثر من فريق هو أنكم لم تضعوني في عينكم من البداية و أستخففتم بي ، و أنا أستغللت أستخفافكم بي لصالحي "

في هذه اللحظة ، كان القادة صامتين و متحجرين في أماكنهم ، ليس هم فقط ، حتى الجنود كانوا كما لو أنهم تماثيلٌ حجرية من الصدمة ، لكن شين نو لم يتوقف و أكمل

" صحيحٌ أنني توقعت أنكم ستنفصلون ، لكن في هذا مخاطرةٌ كبيرة داخل هذه الغابة المظلمة ، قد يتم الهجوم على إحدى المجموعتين دون أن تعرف الآخرى ، لذلك أفترضت أنكم ستنقسمون إلى ثلاث مجموعات ، مجموعةٌ تأتي من الغرب و الآخرى من الشرق ، و ستكون هناك مجموعةٌ خلفهما في الوسط ، ستكون مسؤولةً عن تنبيه المجموعة التي لا تقاتل إذا تم الهجوم على المجموعة الآخرى ، ثم ستذهب لتعزيز المجموعة التي تحت الهجوم "

" الآن ، من السهل معرفة تقسيم المجموعات الثلاثة ، كان هناك ثمانية قادة و ثمانين جندي ، بالطبع لن يتركوا المجموعات التي في المقدمة أقل عدداً من الخصم ، لذلك من الواضح أن التقسيم سيكون ثلاثين جندي و ثلاثة قادة للمجموعتين على الشرق و الغرب ، و قائدان و عشرين جندي للمجموعة التي في الخلف لأنها ستنقل المعلومات و لن تحارب في المقدمة "

" بعد أن عرفت خطتكم و تقسيم جنودكم ، ستصبح هزيمتكم مسألة وقتٍ فقط "

" في هذه الغابة المظلمة ، كانت المجموعة التي في الخلف هي أعينكم ، لذلك أستهدفتها أولاً لكي أستغرق وقتي في التخلص من المجموعتين المتبقيتين دون وجود خطر التعزيزات ، أما كيف وصلت للمجموعة التي في الخلف و لم تلاحظوني؟ "

" جزءٌ من السبب هو الظلمة التي ساعدت في تخفي الجنود ، و بالطبع قد أمرتهم بنزع دروعهم حتى لا يكونوا ظاهرين ، لكن السبب الأكبر هو أنني في الحقيقة لم أدخل إلى أعماق الغابة "

أبتسم شين نو قليلاً عند وصوله لهذه النقطة

" تظاهرت أنني قدت الجنود إلى أعماق الغابة ، لكن بعد نصف ساعةٍ من السير ، توقفنا و شرحت لهم الخطة في خمسة عشر دقيقة ، ثم عدنا من الوسط و سرنا لخمسةِ عشر دقيقةً أخرى إلى الوراء هذه المرة، حتى نكون على حافة المجموعة التي ستأتي من الشرق ، و بما أنكم لم تتوقعوا اننا سنكون على حافة الغابة بالقرب منكم ، و مع مساعدة الظلام ، لم تلاحظوا جنودي "

" و عندها ببساطة نصبت كميناً للجنود العشرين الذين في الخلف ، لم يتوقعوا أنني سأكون قربهم لأنهم ضنوا أنني سأواجه المقدمة قبل أن أصل إليهم "

عند توقف شين نو عن الكلام ، لم يُسمع صوتٌ واحدٌ في الساحة ، كان القادة الثمانية و الجنود الثمانين ينظرون لشين نو كما لو كان وحشاً ، كانوا مرعوبين!! ، لقد شعروا حقاً كما لو أنهم دمى كان شين نو يحركهم!

" على حسب كلامك ، فأنت أخذت عشرين جندياً و قائدين عن قصدٍ حتى تعرف تقسيمنا؟ "

سأل أحد القادة بصوتٍ يهتز

" صحيح "

" و أخترت أن نلحق بك بعد ساعةٍ حتى يحل الليل و تستغله ضدنا؟ "

" نعم "

لم يستطع أحد القادة أن يمسكها أكثر و سأل بخوفٍ شديد

" لا تقل لي ، لا تقل لي أنك منذ أن ألتقيت بنا و تحديتنا كنت تجهز لهذه الخطة "

" بالطبع ، منذ أن وصلت للساحة لاحظةُ أن السماء قريبةٌ من الغروب و لاحظةُ وجود غابة زو قريبة للتدريب ، لذلك تشكلت هذه الخطة في رأسي حتى تفهمون أنني القائد الآن "

القائد الذي سأل شين نو قد وقع بالفعل على الأرض من الخوف و كانت رجلاه تهتز ، إذا كان يستطيع التوصل لخطةٍ كهذه في هذا الوقت القصير ، ألا يعني هذا أنه يستطيع قتلي دون أن أعرف ذلك حتى؟ ، كان هذا تفكير أغلبية القادة و الجنود

" لكن ، هناك شيءٌ لم أفهمه ، لماذا تم الهجوم علينا من الخلف و الأمام؟ ، هل خاننا فريقنا؟ "

سأل أحد الجنود بأرتباكٍ في عينيه

" لم يخنك أحد ، بعد أن أنتهيت من المجموعة التي في الخلف ، جعلت عشرة جنودٍ لا يرتدون دروعهم و عشرةً يرتدونها ، تقدم الجنود العشرين معاً إلى أن وصلوا خلف المجموعة التي في الشرق ، في نفس الوقت جعلت القادة الأثنان يتقدمون أمام المجموعة التي في الشرق و يظهرون هالاتهم ، ذلك الذي جذب تركيز القادة و الجنود و بدأوا في السير نحو الهالتان بخطواتٍ ثابتة "

" أستغل الجنود العشرة الذي لا يرتدون الدروع أنشغال القادة و الجنود بالهالتين و أسروا عشرة جنودٍ في نهاية المجموعة من الخلف ، في نفس الوقت تقدم الجنود العشرة الذين يرتدون الدروع و أستبدلوا أنفسهم بدلاً عن الجنود الذين تم أسرهم ، بعد أن أنتهى الجنود العشرة الذين لا يرتدون الدروع من الجنود الذين أسروهم و أفقدوهم الوعي ، توجهوا بسرعةٍ نحو القادة الأثنين الذان انتهيا من تعليق الجنود العشرين من المجموعة التي في الخلف على ألواحٍ خشبية كتمويه "

" كان الجنود العشرة الذين لا يرتدون الدروع بطبيعة الحال أسرع من الجنود الثلاثين الذين يسيرون معاً بخطى ثابتة و وصلوا قبلهم و تخفوا ، و هكذا أنتم تعلمون البقية "

رغم أن شين نو قد شرح الأمر و جعله يبدو بسيطاً ، إلا أن القادة فهموا ان ما فعله شين نو لم يكن عادياً ، لم يكن منطقياً أبداً بالنسبة لعمره أن يستطيع أختراع تكتيكاتٍ كهذه! كان عبقري حرب!!

و رغم أن شين نو لم يذكر ذلك ، إلا أن الجميع يعرف أنه لم يشترك في أي هجوم! كل ما فعله هو المشاهدة من الجانب دون أن يكلف نفسه عناء التحرك ، كما لو أنهم لا يستحقون أن يتحرك شين نو من أجلهم شخصياً

" الآن ، هل هناك من يعترض على كوني قائداً للفرقة الرابعة من الوحدة التاسعة؟ "

" لا يوجد أعتراض سيدي القائد!! "

صاح جميع الجنود والقادة معاً ، لابد انك تمزح معي؟ من سيجرأ على الأعتراض بعد الذي فعلته؟ ، في الواقع لقد كسب شين نو أحترام الجنود و القادة بعد إظهار ذكائه ، هكذا قد أرتاحوا أن حياتهم لن تهدر بسبب خطةٍ غبية أو غير مدروسة ، كما أنهم تحمسوا ليكونوا تحت قيادة مثل هذا العبقري في التكتيك

" جيد ، لابد أنكم تعرفون اننا بعد سنةٍ من الآن سنذهب للحدود "

" نعم سيدي القائد! "

" إذاً لدينا سنةٌ واحدة فقط لأدربكم ، لا تقلقوا ، لدي برنامج تدريبٍ مثالي في هذا السنة "

" أنا أعدكم ، أنه بعد هذه السنة من التدريب ، لن تذهب فرقةٌ مؤلفةٌ من مئة جندي و عشرة قادة إلى الحدود "

تشكلت إبتسامةٌ هادئةٌ و صافية على وجه شين نو ، لكن لسببٍ ما ، بعد أن رأى الجنود و القادة هذه الأبتسامة برد قلبهم و تصبب ظهرهم بالعرق

" بالستذهب فرقةٌ من الشياطين المتعطشة للدماء لكي تغزو الحدود "

__________________________________

مرحباً أنا مؤلف الرواية ، أتمنى أن الفصل أعجبكم ، أرغب في تغيير صورة غلاف الرواية و تغيير وقت التنزيل ، إذا كان هناك وقت يفيدك و أستطيع التنزيل فيه أكتبه في التعليقات ، إذا كان هذا الوقت يفيدك و لا يحتاج تغيير أيضاً اكتب هذا في التعليقات ، بالنسبة لغلاف الرواية فهذه بعض الصور التي صممتها قليلاً ، أرجوا من كل شخصٍ يقرأ حالياً أن يختار صورةً تعجبه

الصورة رقم 1

الصورة رقم 2

الصورة رقم 3

الصورة رقم 4

2021/07/23 · 821 مشاهدة · 1392 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024