في داخل أحدى بيوت الطين الموجودة في المدينة ، كانت هناك غرفةٌ صغيرة مظلمةٌ و صامتة حيث لا يُسمع أي صوتٍ منها سوى صوت نزول قطرات الدم على الأرض
كان الجرح الذي سببه المخطط الدموي يخرج الدم بأستمرار ، الذي أدى إلى تجمع الدم على الأرض ، أنحنى و أنزل يده لكتابة لغة قديمة و غير مفهومة بأستعمال الدم حول كتلة الدم التي تجمعت في الوسط ، عندما انتهى من الكتابة قام بترديد بعض الكلمات غير المفهومة
بدأت كتلة الدم التي في الوسط بالتحول من اللون الأحمر إلى اللون الأسود القاتم ، و بدأت كتلة الدم الأسود بالتحرك و الدوران حول نفسها لتنموا إلى أن أصبحت بحجم جسم المخطط الدموي ، بدأت تغير شكلها ليصبح مماثل لشكل المخطط الدموي ثم تحركت الكلمات المكتوبة على الأرض للصعود على الشكل الأسود الشبيه بالظل
فجأة ، دبت الحياة في هذا الشكل الشبيه بالظل و انحنى على ركبة واحدة و قال بصوت بارد بلا حياة
" يرجى إعطاء أوامرك يا سيدي "
قام المخطط الدموي بفحصه لعدة ثواني قبل أن يأمر
" فالتدخل ظلي و لا تخرج إلا إذا سمحت لك ، و من الآن سوف تدعى...
شدو "
فأجاب الظل بنفس البرودة
" حاضر "
و اختفى الظل من أمامه و دخل لظله كما لو كان غير موجودٍ من الأساس ، كانت هذه طريقة إستدعاء إخترعها المخطط الدموي بعد بحوث كثيرة ، تستعمل دم الشخص و تعويذة تتطلب لغة الظل لكي تستدعي خادم من الظل ، تكون قوة هذا الخادم مقاربة لقوة الشخص الذي يستدعيه و تتطور قوته كلما زادت قوة الشخص الذي يخدمه ، كما أنه مخلص لأقصى درجة لأنه مصنوع في الأصل من دم سيده ، رغم أن دفاعه ليس جيداً جداً إلا أن قوة هجومه مطابقة لقوة سيده
و التخفي الخاص به في مستوى آخر ، حيث يفيد في مهمات جمع المعلومات و الاغتيالات و بعض المهمات الأخرى
بعد أن أمر شدو بالدخول في ظله قام المخطط الدموي بأخراج الطعام المتبقي له و أكله ليعوض عن الدم الذي خسره ، عندما انتهى من تناول الطعام فتح بابه الخشبي المهترء مع صدور صوت صفير بسبب تآكل الباب لكونه قديماً جداً ، سار بخطى بطيئة إلى الخارج و رفع رأسه ليلاحظ أن الأضواء لونها برتقالي مع وجود بعض الأصفر في الوسط ، هذا يعني أن الوقت غروب حالياً و غداً سيبدأ الاختبار ليوم الأستيقاظ
خرج المخطط الدموي يتمشى بالشوارع و يستمع لأحاديث الناس و يفهم عن هذا العالم أكثر ، بعد وصول الليل و تحول الأضواء إلى اللون البرتقالي عاد إلى غرفته و بدأ بالتأمل ليريح عقله قبل الإختبار ، بعد بضعة دقائق من التأمل اتجه إلى النوم...
" سيدي حان وقت الذهاب إلى الإختبار "
قام المخطط الدموي بفتح عينيه ذات اللون الأسود القاتم بعد سماع هذه الكلمات ، قام برفع جسده النحيل ببطء ليقف على قدميه و يشير لشدو بالرجوع إلى ظله ، أمره قبل نومه بأن يوقظه قبل موعد الإختبار
بعد أن عاد شدو إلى الظل قام المخطط الدموي بملاحظة جسده حيث كان يشعر بنشاط و قوة أفضل من اليوم السابق ، هذا كان التأثير الخاص بالتأمل الذي القام به حيث انه لا يزيد قوة الشخص لكن يجعلهم نشطاء و قادرين على إستعمال قوتهم الكاملة براحة أكثر ، بعد أن انتهى من تفحص جسده بدأ بالسير إلى خارج الغرفة و رفع رأسه ليرى ضوءً أصفر مع بعض البرتقالي في وسطه ، موعد الإختبار حين يصبح الضوء الأصفر كاملاً بدون برتقالي ، بعد أن انتهى من التحقق من الوقت قام بالسير بخطى بطيئة مع وجه غير مبالي و توجه إلى الطريق الرئيسي و منه إتجه إلى وسط المدينة...
يقام إختبار يوم الأستيقاظ في وسط المدينة و هذه ستكون المرة الأولى التي يذهب بها إلى هناك ، حيث يعيش هناك فقط الطبقة المتوسطة العالية و الغنية ، عندما كان يتمشى البارحة استطاع معرفة موقع الإختبار و الطريق إليه فتوجه إليه و هو يلاحظ الأولاد في نفس عمره يتوجهون بسرعة إلى موقع الإختبار و الحماسة على وجوههم ، حيث أنهم يمتلكون فرصة لتغيير حياتهم
أثناء تقدم المخطط الدموي إلى وسط المدينة لاحظ أنه كلما تقدم إلى وسط المدينة قلت المباني الصغيرة و القديمة ، و إزدادت المباني الكبيرة و المصنوعة من الحجر ، حتى الطريق الذي يسير فيه تحول من طريقٍ ترابي قديم إلى طريقٍ صخري و مزخرف ، تنهد المخطط الدموي و تحدث لنفسه
' هناك أشياء حتى لو انتقلت لعالم آخر لن تتغير '
الفرق الطبقي بين الغني و الفقير ، و القوي و الضعيف ، هذه أشياء ستراها في أي عالم لذلك على من أراد تغيير حياته أن يمتلك القوة ، القوة الكافية لكي يرهب اسمك فقط العالم بأكمله و لا يتجرأ أحدٌ على أزعاجك
لقد أستمر المخطط الدموي بالسير بخطى بطيئة بأتجاه الإختبار ، رغم رؤيته لكثير من الأولاد الآخرين المستعجلين إلا أنه فهم أن لديه الوقت الكافي فلا داعي للأستعجال ، هكذا بعد مرور ساعةٍ من السير وصل إلى مبنى كبير جداً ، هذا المبنى هو أكبر مبنى رآه المخطط الدموي في هذه المدينة و حتى المواد المستعملة في بنائه هي عبارة عن حجر اسود مختلف عن باقي المباني
من خلال النظر من الخارج قدر المخطط الدموي أن هذا المبنى يستوعب خمسين ألف شخص أو ربما أكثر ، يبدو أن هذه المدينة تحت الأرض أكبر من ما اعتقده المخطط الدموي ، لكن هذا حتى لم يلفت انتباهه كثيرا ثم توجه بأتجاه البوابة حيث يوجد صفٌ طويل من الأطفال في نفس عمره ، يوجد أمام البوابة شخصان يحرسان البوابة و يتحققان من عمر الشخص قبل دخوله ، يجب أن يكون عمره 13 إلى 14 لكي يدخل الإختبار
قام المخطط الدموي بأخذ مكان له في الصف و انتظر دوره ، أثناء انتظاره كان هناك بعض الأشخاص الذين عبروا الدور و اتجهوا مباشرة إلى البوابة ، يمتلك هؤلاء الأشخاص خلفية قوية كعائلة من المستوى الغني أو عائلة لها سمعة كبيرة أو خلفيات قوية أخرى ، لم يهتم المخطط الدموي بهم لكن الأطفال الذين كانوا معه في الصف كانت عيونهم تحترق من الغضب و الغيرة ، لكن هذا لم يؤثر على المخطط الدموي و أبقى وجهه غير مبالي لأي شيء ، هكذا بعد نصف ساعة وصل الدور له
قام الحارسان بفحصه بأعينهم فقام المخطط الدموي أيضا بفحصهم بعينيه القاتمتين ، عندما كان ينتظر دوره سمع بعض الأولاد يتحدثون عن كون هذان الحارسان يملكان تدريب تحضير الجسد في المستوى التاسع ، ربما يجد الأولاد الآخرون هذا مذهلاً ، لكن بالنسبة للمخطط الدموي فهو لاحظ أن عمر هذان الحارسان على الاقل في ال40 ، في عمرٍ كهذا و يمتلك تدريب العالم الأول ، من التدريب فقط أستطاع معرفة أنهم قد توقفوا عن التقدم في طريق التدريب من لمحة واحدة و فقد اهتمامه بهم ، أرجع عينيه إلى التحديق في الفراغ
بعد أن انتهى الحارسان من التحقق من عمر المخطط الدموي عن طريق وضع يدهم على يده و بأستخدام هذه الطريقة البدائية للأحساس بعمر الشخص سمحوا له بالمرور ، أستمر بالسير داخل ممرٍ واسع و مظلم قليلاً ، عندما سار لدقيقةٍ أخرى استطاع رؤية ضوء في نهاية الممر ، أستقبله بعد الخروج من الممر ساحة عملاقة تستطيع استيعاب عشرات الآلاف من الجماهير ، كانت أرضية الساحة من التراب كما في الجزء الذي كان يسكن فيه و أستطاع رؤية الكثير من الأولاد و البنات الذين كانوا يتجمعون في مجموعة كبيرة جداً
فذهب و وقف معهم ، بعد نصف ساعة من الانتظار جاء موعد يوم الأستيقاظ و اغلقت البوابة ، تقدم الحارس المسؤول عن التنظيم أمام جميع الأشخاص المتجمعين أمامه و تكلم
" سيبدأ اختبار يوم الأستيقاظ الآن ، سنقوم أولاً بتقسيمكم إلى عدة مجموعات ، كل مجموعة تظم مئة شخص ، من هذه المجموعة سينجح منها عشرة أشخاص فقط و هؤلاء الناجحون سيتبعوننا إلى الخارج فوق الأرض لبدأ التدريب ، أما الذين فشلوا فسيتم إعادتهم إلى المدينة ، و الآن فالتقفوا بمكانكم ليبدأ تقسيمكم "
بعد أن أنتهى الحارس من كلامه بدأت الثرثرة بالنمو داخل الحشد ، أستطاع المخطط الدموي معرفة سبب الثرثرة ، عندما دخل و رأى مجموعة الأشخاص المجتمعين ، قدر أن عددهم يبلغ عشرة الآف شخص تقريباً ، إذا إتبعنا طريقة الإختبار التي تحدث الحارس عنها فسيتبقى فقط ألف شخص ، هذا يعني خروج تسعة آلاف شخص آخر ، لم يهتم المخطط الدموي حقا بالثرثرة و لكن حول انتباهه على شيء آخر ، أخبرهم الحارس أن لا يتحركوا لكنه لم يهتم و بدأ يتجول و ينظر يميناً و يساراً ، لماذا؟
بالطبع لأنه ليس مغفل من الواضح أن اختيار المجموعات سيحدد نسبة نجاح أكثر أو أقل ، اذا وقف بالقرب من بعض الأشخاص القادمين من عائلات غنية أو قوية فسيتم اختياره معهم و تقل نسبة نجاحه و لكن لو وقف مع بعض الأشخاص من العائلات العادية أو الفقيرة فستزداد نسبة نجاحه لأن المنافسة ستقل ، بالطبع الحارس و الأشخاص الذين يقسمون المجموعات يدركون هذا لذلك سيحاولون وضع شخص أو اثنين من عائلات قوية مع أشخاص من عائلات عادية أو فقيرة من أجل الموازنة في الاختبار ، بالطبع التنافس مع اثنين أو ثلاثة من العائلات القوية أفضل من التنافس مع أكثر من عدة عشراتٍ منهم
أختار المخطط الدموي الوقوف مع مجموعة من الأشخاص من العائلات العادية و لا يوجد أي شخص من العائلات القوية قريب من هذه المجموعة ، يوجد بعض الأشخاص من العائلات المتوسطة لذلك ستكون المنافسة أقل ، بعد الوقوف في هذه المجموعة و الإنتظار مرت نصف ساعة و تم تقسيم جميع الأشخاص إلى مئة مجموعة كل مجموعة تظم مئة شخص ، المجموعة التي كان المخطط الدموي فيها كانت تحتوي على ثلاثة أشخاص من عائلات غنية أو قوية و خمسة من العائلات المتوسطة إلى الغنية و إثنان من العائلات المتوسطة و الباقي من العائلات العادية و الفقيرة ، تمتم المخطط الدموي في نفسه
' يبدوا أن الاختيار ليس عشوائياً تماماً '
ما هذه الصدفة ، يوجد عشرة أشخاص بالضبط من العائلات المتوسطة و ما فوق ، اتظنون حقا أن لا أحد يستطيع النظر من خلال هذا الاختيار؟ ، ليس الأمر أن لا أحد يستطيع النظر من خلال هذا الاختيار يوجد إثنان أو ثلاثة في هذه المجموعة انتبهوا على هذا الأمر لكنهم صمتوا لماذا؟ لأنهم ضعفاء و لا يمتلكون خلفية قوية لذلك لا يمتلكون خيار آخر غير الصمت
قام المخطط الدموي بالتجول في مجموعته و سماع المعلومات التي يتحدثون عنها سمع أن الثلاثة من العائلات الغنية أو القوية كانوا يتنافسون فيما بينهم أما الخمسة من العائلات المتوسطة إلى الغنية كان ثلاثة من نفس العائلة و الاثنان المتبقيان كانا من نفس العائلة حيث يوجد تنافس بين هاتين العائلتين أيضاً ، أما بالنسبة إلى الاثنان من العائلات المتوسطة كانا اصدقاء مقربين من عائلات مختلفة
أستطاع معرفة أن أضعف اثنين كانا من العائلات المتوسطة ، اضعفهم كان يدعى رن نان ، عندما سمع هذه المعلومات ارتسمت خطة في رأسه و بدأت إبتسامة خفيفة بالظهور على وجهه ، بعد أن تم تقسيم جميع المجموعات تقدم أمام كل مجموعة شخص يواجه هذه المجموعة و يظهر من جسده ضغط غير مرئي تسبب في هدوء جميع المجموعات لأنهم جميعاً كانوا ينتبهون على الأشخاص الذين أمامهم ، كان تدريبهم في عالم تدفق الزو! ، حتى المخطط الدموي ركز انتباهه على الشخص الذي أمامه لكي يتفحصه بعينيه السوداء ، رغم انه لم يعرف في أي مستوى هذا الشخص من عالم تدفق الزو لكنه بالتأكيد في عالم تدفق الزو ، لأنه يشعر بنوع من الطاقة داخل جسد الشخص الذي أمامه و المفاجئ أنه لم يكن مثل الحارسان في الخارج حيث يبدو عمره بالعشرين ، بعد أن لاحظ الحارس هدوء الجميع بدأ بالتكلم
" بعد أن تم تقسيمكم سيسلمكم الأشخاص الواقفون أمامكم ابسط طرق التدريب ، طريقة تدريب بمستوى تحضير الجسد ، طريقة التدريب هذه تقوم بتقوية العضلات و العظام داخل الجسد و بها عشرة مستويات ، أمامكم عشرة أيام لتدريب هذه التقنية ، سنأخذ أفضل عشرة دربوا هذه التقنية من حيث المستوى و الكفائة من بين كل مجموعة "
بعد أن أنتهى الحارس من الكلام اخرج الأشخاص المئة مجموعةً من الدفاتر الصغيرة التي كانت داخل صناديق بالقرب منهم فتكلم الحارس مرة أخرى
" فاليقف الجميع بتنظيم أي أحد يخل بالنظام سيطرد و يحرم من المنافسة "
بدأ الجميع بالوقوف في صفٍ خاص بمجموعتهم و إنتظار دورهم و كان المخطط الدموي ينتظر دوره أيضاً في مجموعته ، بعد أن وصل دوره و أستلم طريقة التدريب ، قام بأخذها و الخروج من البوابة دون النظر إلى داخلها ، أثناء خروجه مع الكثير من الأشخاص لم يلاحظ أحد الابتسامة الموجودة على وجهه .