فحص المخطط الدموي محيطه لمدة ثلاث دقائق كاملة ثم قام بأبعاد القمامة عنه و الوقوف ببطئ ، لقد كان في ممرٍ ضيق بين بنايتين و في هذا الممر توجد أكوام من أكياس القمامة حيث كان نائماً

ثم قام بتفحص جسده ليلاحظ أن جسده قد تحول لجسد فتى في عمر ال13 أو ال14 و كان جسده ضعيف كما لو كان يعاني من سوء تغذية حاد ، لكن ما جذب اهتمامه أن هناك بعض الكدمات الجديدة على الجسد ، و حتى حين لمس وجهه شعر بأحساس من الألم بسبب الكدمات على وجهه فتمتم في نفسه

' رغم أن هذا الجسد ليس أفضل جسد أو حتى ليس بجسد جيد لكن هذا ما زال في حدود توقعاتي ، على الأقل نجحت التعويذة '

ارتسمت ابتسامةٌ شيطانية على الوجه الصغير و الضعيف مع وجود تلميح من الرضى فيها ، حتى أقوى القوى في عالمه السابق لم تتوقع أن يستخدم طريقة كهذه لكي ينجو ، في الواقع لم يتوقعوا ذلك لأنه لا أحد كان قد أكتشف طريقة لنقل روح المرء من عالمه إلى عالم آخر حيث كانت الفكرة مجنونة جدا و مستحيلة و لكن ليست مستحيلة على المخطط الدموي

كان يمتلك تعويذةً قديمة تسمح له بأستدعاء وحش شيطاني من عالم آخر عن طريق فتح ممر بين العالمين لكن لن يسمح لأي شيء آخر بالمرور من هذا البوابة غير الوحش الشيطاني نفسه و إذا خرقت هذه القاعدة سوف تدمر التعويذة نفسها

لكن المخطط الدموي لم يستسلم حيث قام بالتفكير بفكرة مجنونة لقد افترض أن السبب في عدم السماح لأي شيء آخر بالمرور عبر البوابة هو أن البوابة قد اقفلت على هالة الوحش الشيطاني ، و هذا قد تطلب إستخدام كامل قوتها لكي تنقله بين العوالم

و في حالة دخول أي شيء آخر سواء أكان يمتلك هالة أو لا إلى البوابة فستصبح الطاقة الموجودة في البوابة غير كافية و ستدمر التعويذة ، حتى لو استعملت هالة مطابقة للوحش الشيطاني فستصبح كمية الهالة أكثر من الازم و ستؤدي إلى تدمير التعويذة أيضاً

لهذا ظن الجميع أن السفر عبر العوالم مستحيل ، لكن في الحقيقة كل ما في الأمر هو أن الطاقة اللازمة لنقل أي شيءٍ آخر هائلةٌ جداً

بالطبع لا يقصد هنا طاقة عادية ، بالطاقةً نقية يمكن استعمالها لدعم وجود البوابة قدر الإمكان ، فهنا جائت فكرة مجنونة للمخطط المجنون

كان يمتلك تعويذة قديمة جداً و شيطانية كانت تستعمل لتقديم القرابين للآلهة القديمة حيث تقوم هذه التعويذة بأمتصاص جزء من تدريب الشخص و تحويله إلى طاقة شيطانية نقية

قام بتعديلها قليلاً لكي تلائم إحتياجاته حيث قام بجعلها تحول تدريب الشخص إلى طاقة نقية تماما بدلا من شيطانية نقية و لكن الثمن ارتفع

أصبح يجب التضحية بتدريب الشخص بأكمله حتى تبدأ التعويذة التحويل ، و كلما زادت قوة التدريب زادت كمية الطاقة النقية ، و بعدها قرر تطبيق التعويذتين معاً

قام بتفعيل تعويذة تحويل الطاقة أولاً و لهذا السبب كان تدريبه يتناقص عندما كان جالسا على العرش ، و بعدما انتهى تحويل تدريبه بأكمله إلى طاقة نقية قام بتفعيل تعويذة الإستدعاء و ركز جميع الطاقة النقية المحولة لديه لكي تدخل الممر و تدعمه

في اللحظة التي بعدها دخل إلى الممر الموجود فوق عرشه ، و سبب دخوله و انتقاله بين العوالم بهذه الطريقة رد فعل عكسي كبير مما سبب إنفجاراً هائلاً محى قصره و جميع الموجودين في داخله

و بالطبع لم يكن يعرف ذلك ، و حتى لو عرف لن يهتم ، لكن كان لأستخدام هذا الأسلوب مخاطر كبيرة ، حيث اذا كانت الطاقة غير كافية فسيقتل أثناء دمار التعويذة

و إذا كانت الطاقة أكثر من اللازم فسينتج عنها إنفجار أكبر بكثير من رد الفعل العكسي للتعويذة و سيكون هو في وسط الأنفجار ، لكن هو لم يمتلك الكثير من الخيارات وقتها و كما أنه لم يكن خائفً من الموت

سوف يقوم بأي فكرة مجنونة إذا كان هناك نسبة من النجاح طبعاً هذا إذا كان لا يمتلك المزيد من الاختيارات ، و الآن بعد أن انتقل إلى هذا العالم في جسد هذا الطفل سيبدأ ببناء إمبراطوريته و مساره الجديد .

لاحظ جسده بعناية و بدأ بالتكيف معه حيث بدأت ذاكرة هذا الجسد بالعودة ببطء ، من ما تذكره أنه الآن يعيش في مدينة تحت الأرض منذ بداية حياته و أسم هذا المدينة هو مدينة الكهف ،

يعيش جميع السكان هنا تحت الأرض منذ بداية حياتهم حتى مماتهم يسكنون في بيوت مصنوعة من الطين على الطريقة القديمة ، عندما استطاع معرفة هذه المعلومات شبك زوج الحواجب الخاصة بالمخطط الدموي

" يعيشون تحت الأرض منذ بداية حياتهم حتى نهايتها؟ ، لابد انك تمزح معي ، هذا ليست طريقة عيش بشر هذه طريقة عيش أسوء من الخنازير !! ، حسناً على حسب المعلومات الموجودة في الذاكرة يوجد محلات للجلود و اللحوم و النباتات و الفواكه ، حتى لو ربوا المواشي تحت الأرض عن طريق طرق غريبة خاصة بهذا العالم انا لا اعتقد انهم استطاعوا زراعة الفواكه تحت الأرض ، و هذا يعني أنه على الاقل توجد مجموعة من الأشخاص تخرج للخارج لكي تحضر المستلزمات النباتية "

تأمل المخطط الدموي و هو يحاول استعادة المزيد من المعلومات من ذاكرة هذا الجسد ، فسمع فجأة خطى أقدام سريعة تقترب منه ، أدار رأسه ليلاحظ فتى ببنية صحية و جسم ليس الأفضل لكنه مقبول ، يبدو عمره مماثل لعمر الجسد الذي حصل عليه المخطط الدموي يقترب منه بسرعة

عندما اقترب منه كثيراً استطاع أن يلاحظ شكل وجهه الذي بدا مألوفً لذاكرة هذا الجسد ، أثناء تأمل المخطط الدموي في وجه الفتى المسرع اليه وصل الفتى بالفعل بجانب المخطط الدموي و وضع يديه على كتفي الجسد الهزيل و الضعيف و صرخ قائلاً

" صامت مالذي حدث لك؟ هل قام أولئك الأوغاد بضربك مجدداً؟ لماذا لم تهرب؟ لماذا لم تأتي ألي بسرعة؟ سحقا أذا رأيتهم أمامي مجددا فسأبرحهم ضربا بحيث تصبح وجوههم كالخنازير!!! "

أستطاع المخطط الدموي تذكر هذا الفتى أثناء الأستماع أليه ، كان اسم هذا الفتى ليميو ، جاء من عائلةٍ تعتبر من الطبقة المتوسطة إلى العالية و كان يتم رعايته جيداً و تغذيته بأنتظام لكي يمثل عائلته في يوم الأستيقاظ و كان دائماً يدافع عن صاحب هذا الجسد القديم لأنه دائماً يتعرض للتنمر من قبل الأطفال الأخرين و يأتي ليميو لكي يحميه

أما سبب تسمية صاحب هذا الجسد القديم بأسم صامت لأنه لا يتحدث إلا نادراً ، و لا يملك اسماً لأنه لم يلتقي بوالديه حيث عاش مع جدته إلى أن ماتت بسبب المرض و هو في عمر الاربع سنوات ، و منذ ذلك الوقت و صاحب هذا الجسد القديم يعيش حياة المتشردين فنسى حتى اسمه الذي أعطته أياه جدته

أو بالأصح لم يهتم به لأن الإسم لن يشبع جوعه لذلك لم يهتم لكيف ينادوه الناس فتم تلقيبه بصامت ، أما عن يوم الأستيقاظ فهو يثبت صحة نظرية المخطط الدموي عن وجود مجموعةٍ من الأشخاص التي تخرج للخارج ، و في الواقع هم ليسوا أشخاص عاديين و لكن متدربين يستخدمون قوى التدريب أو ما يسمى في هذا العالم الزو

حيث ينقسم عالم التدريب في هذا العالم حسب المعلومات الموجودة في ذاكرة هذا الجسد إلى :

تحضير الجسد و ينقسم لتسعة مستويات

تدفق الزو و ينقسم إلى تسعة مستويات

سيد الزو و ينقسم لتسعة مستويات

حيث كانت هذه هي المعلومات عن عالم التدريب في هذا العالم أو على الأقل المعلومات العامة الموجودة داخل مدينة الكهف ، و يمثل يوم الأستيقاظ الفرصة لجميع الأشخاص في سن ال13 إلى ال14 سواء أكان يمتلك خلفية أو لا لكي يختبروا في حالة استطاعوا التحول من بشر عاديين إلى طريق التدريب و تحويل حياتهم بأكملها

أثناء نزول هذه المعلومات في داخل عقل المخطط الدموي لم تمر إلا بضعة ثوان في خارج عقله حيث أستمر ليميو في التكلم بسرعة

" لا يمكنك السماح لهم بضربك في كل مرة دون مقاومة ، أعرف أن جسدك ضعيف لكن هذا لا يعني أن لا تحاول المقاومة ، هاه انا حقا لا أعرف ماذا أفعل معك ، فالتأخذ هذه اربع عمل فضية فالتشتري بها الدواء لأصاباتك و اشتري بالباقي بعض الطعام ، عليك أن تحافظ على جسدك في أفضل أوضاعه من أجل يوم الأستيقاظ فلم يبقى سوى يومان حتى يحين الموعد ، فالتبقى داخل منزلك و لا تخرج إلا في موعد يوم الأستيقاظ فلن يتجرأ الأطفال الآخرون على أزعاجك في ذلك اليوم "

قام ليميو بأدخال يده في جيبه و اخرج منه اربعة عمل مربعة الشكل مصنوعة من الفضة و مرسوم عليها شكل كهف صغير حيث كانت هذه العملة المستخدمة في مدينة الكهف و تبلغ قيمة العملة الفضية الواحدة مئة عملة نحاسية و تبلغ قيمة مئة عملة فضية عملة ذهبية واحدة

من الواضح أن اربع عملات فضية كانت اكثر من كافية لشراء دواء جيد تبلغ قيمته عملتان فضية و العملتان الباقية يستطيع بها شراء طعام يكفيه وحده لأسبوع اذا اقتصد به ، بالطبع لم يرفض المخطط الدموي المال و قبله و هو يومأ رأسه بأنه فهم حيث كانت هذه ردت الفعل الطبيعية لصاحب هذا الجسد القديم

فهذه ليست المرة الأولى التي يعطي فيها ليميو المال لصامت و أيضا لا يوجد سوء في الحصول على بعض المال المجاني لشراء الدواء حيث هذه الكدمات كانت مزعجة بعض الشيء ، عندما اخذ المخطط الدموي المال بصمت قام ليميو بتوديعه و تذكيره بشراء الدواء بسرعة و الرجوع للبيت

عندما غادر ليميو تشكلت ابتسامة خفيفة على وجه المخطط الدموي حيث يبدوا أنه يملك فرصة لبدأ التدريب من جديد و اتت هذه الفرصة بسرعة ، حيث لم يتبقى سوى يومان على بدأ الاختبار

بعد أن وضع المال في جيبه بدأ يسير ببطء للخروج من الممر ليصل إلى شارع مزدحم بالناس يمشون يميناً و يساراً ، لقد أستعاد بالفعل أغلب ذكريات هذا الجسد لهذا يستطيع معرفة خريطة المناطق المجاورة و الطريق إلى متجر لبيع بعض الأدوية العادية ، لكن قبل أن يبدأ في الإتجاه إلى المتجر رفع رأسه لأعلى لكي يستقبله توهج اصفر مع بعض اللون البرتقالي فيه

كانت هذه الإضاءة منتشرة في السقف لتحيط بالمدينة بأكملها و تبقيها مضاءة اربع و عشرين ساعة متواصلة عندما نضر إليها لاحظ نوع من الطاقة يجري داخل الضوء

' لابد أن تكون هذه طاقة الزو '

رغم أنها تتشابه في بعض الأشياء مع طاقة تدريب عالمه السابق إلا أن الفرق بينهما واضح من حيث الهالة ، بعد أن لاحظ هذا الضوء لبضع ثواني أرجع رأسه لمواجهة الشارع الذي امامه ثم بدأ بالسير و استكشاف محيطه رغم أن هذه البنايات موجودة داخل ذكريات هذا الجسد إلا أن هذه المرة الأولى التي يرى بها هذه البنايات فعلياً رغم وجود العديد من المتاجر و المنازل إلا أن جميعها مصنوعة من الطين و حتى الشارع الذي يمشي به حاليا مجرد شارع من التراب لكن منظم ، أثناء مشيه إلى متجر يبيع الأدوية كان يلاحظ الناس حوله حيث غالبية الناس يرتدون ملابس عادية أو قديمة مع بعض وجود أشخاص يمتلكون ملابس تعتبر أفضل من بقية الملابس و يبدوا أنهم قد تعودوا على رؤية فتى بملابس مهترئة و جسم ضعيف ، حيث لم يلفت انتباه أحد عليه

أستمر بالسير ليصل إلى أقرب متجر لبيع الأدوية ، عندما وصل إلى المتجر إستقبله بابٌ خشبيٌ كبير ، قام برفع يدهِ و وضعها على البابِ و أستخدم قوته لدفع الباب و الدخول ، في اللحظة التي دخل بها لاحظ وجود عجوز جالس خلف مكتبه الكبير و تحيط به الأرفف من جميع الجوانب ، يبيع هذا المتجر الدروع و الأسلحة و الأدوية ، بالطبع جميعها ذات جودات سيئة في عيني المخطط الدموي لكنها أفضل من لا شيء

أستقبله الرجل العجوز بعد أن لاحظ دخوله إلى متجره

" مرحبا أيها الفتى هل اتيت لشراء بعض الدروع من أجل يوم الأستيقاظ لدي أفضل الدروع المناسبة لك و مع سعر مناسب جدا "

كانت نبرةُ صوته المصطنعة و إبتسامته المزيفة توضح ما كان يحاول هذا العجوز فعله ، قام المخطط الدموي بهز رأسه لرفض عرض الرجل العجوز ثم أشار إلى أحدى الكدمات التي على وجهه و تكلم بصوت هزيل و ضعيف

" اريد دواء بقطعتين من الفضة "

أدرك الرجل العجوز ما يريده الفتى فقام بأبعاد أبتسامته المصطنعة و مد يده على واحدة من الأرفف لكي يخرج منها علبة دائرية صغيرة ثم أعطاها للمخطط الدموي و تكلم بلا اهتمام

" افرك هذا المرهم على الكدمات و ستلتأم مع الوقت "

بعدها مد يده لأخذ القطعتين من الفضة و انتظر المخطط الدموي لكي يخرج ، لكنه ظل واقفاً في مكانه يحدق بالمتجر يمينا و يسارا فأنزعج الرجل العجوز و قال

" ماذا ؟ هل هناك شيء آخر تريد شرائه ؟ "

فقام المخطط الدموي بأدارة رأسه ليواجه وجه الرجل العجوز و تحدث أثناء الإشارة إلى أحدى السكاكين الموجودة في المتجر

" أريد شراء هذه السكين "

كان تعبير المخطط الدموي طوال الوقت هادئً حتى أثناء إشارته لهذه السكين ، فقام الرجل العجوز بأدارة رأسه إلى المكان الذي يشير الفتى إليه و أجاب بلا مبالاة

" سعرها قطعة فضية و خمسين نحاسية "

أخرج المخطط الدموي المال الباقي له و أعطاه إلى الرجل العجوز فقام الرجل العجوز بأخذ المال و ارجع له ٥٠ قطعة نحاسية ثم قام بأحضار السكين التي أشار أليها الفتى و أعطاها له فأخذ المخطط الدموي السكين و اتجه للخروج من المتجر ، بعدها اتجه لشراء بعض الطعام بأستعمال المال المتبقي له ثم عاد إلى بيته أو ربما يجب تسميته بغرفة ، ففي الواقع هي مجرد غرفة صغيرة في أنقاض بيت قديم

عندما دخل الغرفة من الباب الخشبي الصغير قام بالنظر داخلها قليلاً ثم اغلق الباب الخشبي و اقفله ثم جلس على أرض الغرفة الفوضوية و بدأ بوضع المرهم على الكدمات المنتشرة في جسمه ، بعد مرور بضعة دقائق غطى للمخطط الدموي جميع كدماته و بدأ بأكلها الطعام الخاص به ، بعد أن أنهى الطعام ذهب للنوم على الأرض ليتعافى جسده...

بعد مرور ليلة كاملة من النوم تعافى جسده من الكدمات حيث عمل هذا المرهم جيدا ، اه كيف عرفت انه مرت ليلة كاملة اذا كنت تحت الأرض؟ هذا بسبب الأضواء اذا كانت صفراء هذا يعني أنه صباح ، إذا كانت صفراء مع بعض اللون البرتقالي فهذا يعني منتصف اليوم و إذا كانت برتقالية فهذا يعني أنه الليل أو على الأقل هذا ما يعرفه الجميع في هذه المدينة و بعدها اخرج السكين التي كانت لديه و قام بقطع جرح صغير على يده لكي يتسرب منه الدم .

2021/11/30 · 2,021 مشاهدة · 2220 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2025