44 - رؤية النور بين الضباب

بينما كانت الشمس تتوسط السماء و تنشر نورها على العالم ، تحتها ، كان هناك أكثر من ألف جنديٍ يسيرون معاً بأنتظام نحو وجهةٍ معينة

كانت الوحدة التاسعة

حالياً ، الوحدةُ تتجه نحو القلعة الحدودية ، تقع القلعة بين جبلين شاهقين ينتميان إلى سلاسل جبالٍ ضخمة ، بسبب هذا الموقع الجغرافي الطبيعي كانت تلك القلعة محصنةً ضد هجمات الأعداء و سهلة الحماية ، لذلك كانت مهمةً للمملكة في الدفاع عن هجمات الأعداء القادمة من المملكة المجاورة

و بسبب أنها محصنةٌ جداً ضد هجمات الأعداء كان قائد الوحدة التاسعة حائراً ، كيف أستطاع الأعداء غزو القلعة؟

أستمر سير الوحدة لبعض الوقت بالفعل ، بعد مرور ساعتين من خروجهم من القرية ، أستطاع الجنود رؤية خيال قلعةٍ سوداء في الأفق ، كان يحيط القلعة من الجانبين سلاسل جبال خضراء تمتد للأفق كما ورد في المعلومات

ركز قائد الوحدة نظره على جدران القلعة ، لم يكن هناك أي أحدٍ يقف على الجدران ، لا يوجد أثرٌ لجنود مملكتهم أو لجنود المملكة الأخرى

أستمرت القوات بالمسيرة بينما كانت تضع كامل تركيزها على القلعة ، في حالة ملاحظة أدنى تحرك كانوا سيبادرون بالهجوم ، لكنهم أستمروا بالسير نحو القلعة دون أن يكون هناك أي أستجابةٍ من القلعة

في النهاية وصلت الوحدة التاسعة أمام بوابة القلعة بدون أن يواجهوا أي عقباتٍ أو قواتٍ معادية ، لكن هذا لم يفرح القادة ، بالجعلهم أكثر أنزعاجاً ، في هذه الأثناء تحدث قائد الوحدة بصوتٍ خافت لكن أنتشر الصوت نحو جميع القوات بسبب أحتوائه على الزو

" فاليستعد جميع الجنود للمعركة ، من المحتمل أن قوات العدو مختبئةٌ في القلعة و تنتظرنا لنترك حذرنا و تغدرنا ، يجب على الجميع ان يكونوا بكامل تركيزهم "

أومأ جميع الجنود و القادة و جهزوا أنفسهم للمعركة ، تنفس قائد الوحدة بعمقٍ و ركل البوابة بقوة

" هجوم!!! "

" هاااا!!! "

أستجاب أكثر من ألف جنديٍ و صرخوا أثناء دخولهم للقلعة بأقصى سرعة ، أستمر الجنود بالركض في رواق القلعة الضخم إلى أن وصلوا إلى القاعة الرئيسية ، لكن ما كان في أستقبالهم كان قاعةً خاوية ، لا أثر لوجود جنديٍ واحد

عندما رأى قائد الوحدة القاعة الخاوية ، أمر بأعلى صوته

" تفرقوا و أبحثوا في كل زاويةٍ في هذه القلعة! ، أريد أن تجدوا قوات العدو حتى لو تطلب الأمر قلب القلعة رأساً على عقب!! "

" حاضر!! "

تفرق الجنود و بحثوا بكامل جهدهم ، غرفةً بعد غرفة ، قاعةً بعد قاعة ، حتى أنهم صعدوا نحو جدار القلعة لتفتيشه مرةً أخرى ، بعد البحث لمدة ساعةٍ دون أن يجدوا شيءً ، تجمعوا في القاعة الرئيسية مع القادة لأبلاغهم بالأمر

" لم تجدوا شيئاً؟! ، أي شيء؟! "

" لقد وجدنا بعض آثار المعارك المتوزعة في أنحاء القلعة و الدماء ، لكن غير هذا ، لا يوجد شيء آخر ، هذه القلعة خاويةٌ بالكامل "

تحدث أحد قادة الفرق بصوتٍ كئيب أثناء أخبار قائد الوحدة بنتائج بحثهم ، و بعد أن أنتهى من تسليم التقرير ، عم الصمت على القاعة الرئيسية بينما أنتشر شعورٌ بالأضطراب بين الجنود و القادة

أين كان جنود العدو؟! ، إذا أفترضنا أن آثار المعارك حدثت لأنهم غزو القلعة ، ثم كانت خطوتهم التالية هي التوجه لتدمير القرية ، و لسببٍ ما بعد تدمير القرية عادت قوات العدو للقلعة بدلاً من أستمرارهم بغزو الأراضي ، و الآن عندما وصلوا للقلعة التي كان من المفترض أن الأعداء قد أحتلوها ، لم يجدوا حتى أثراً واحداً لهم!

ما معنى هذا؟ ، أين ذهبت قوات العدو؟

آزار الذي كان يقف بقرب شين نو حالياً تمتم بصوتٍ خافت أثناء عبوسه

" لدي شعورٌ سيءٌ حيال هذا... "

و في الوقت الذي كان فيه الجو الكئيب ينتشر بين القوات بأكملها ، تم سماع صوت خطوات جنديٍ مسرعٍ خارج القاعة ، بعد لحظات من سماع صوت الخطوات المستعجلة تم دفع باب القاعة الرئيسية بقوةٍ بينما تم سماع صياح جنديٍ مستعجل

" قائد الوحدة! ، تقريرٌ مستعجل! ، بينما كنا أنا و بعض الجنود نبحث على جدران القلعة لاحظنا شيئاً في الأفق بأتجاه أراضي المملكة الأخرى ، عندما ركزنا نظرنا أتضح أنها قوات العدو!! ، قوات العدو تتجه ناحية القلعة حالياً!! "

" قوات العدو! ، لماذا لم تقل ذلك بسرعة! ، كم عددهم؟! "

صرخ قائد الوحدة بسرعة عندما سمع أنه تم أكتشاف قوات العدو

" أقدر أن عددهم يتراوح بين ال800 أو ال1000 جندي! "

لمعت أعين قائد الوحدة و تنفس الصعداء ، عدد قوات العدو أقل منهم أو بنفس عددهم تقريباً ، و بما انهم سيدافعون من القلعة ، فستكون الميزة لهم ، أما عن سبب ترك الأعداء للقلعة أو كيف هزموا القوات التي كانت متمركةً هنا بعددهم هذا فقط؟ ، لم يملك الوقت للتفكير في الأجابة ، المعركة قريبةٌ بالفعل ، كل ما يستطيع فعله هو حماية القلعة بكامل قوته

عندها صرخ قائد الوحدة بأقوى صوته

" أنتباه إلى جميع الجنود!! ، فاليتجه الجميع نحو جدار القلعة للدفاع ضد قوات العدو ، تذكروا ، هذه القلعة مهمةٌ لسلام مملكتنا! ، سنحميها حتى لو تطلب الأمر أن نصبغ جدرانها بدمنا اليوم!! "

" حاضر يا قائد الوحدة!! "

رد الجنود و سارعوا نحو جدران القلعة بأقصى سرعتهم ، تبعهم قائد الوحدة و بقية قادة الفرق ، لم يلاحظ احدٌ شين نو الذي كان يقف في مكانه طوال الوقت بينما يحبك حواجبه بأنزعاج

" هناك خطأ هنا... "

تمتم شين نو قليلاً ثم ألتفت نحو بلود الصغير الذي كان يقف بجانبه بطاعة ، لن يتحرك طالما أن شين نو لم يتحرك

" هيا أتبعني لنلحق بالجنود "

سار شين نو بينما كان عقله يفكر و يحلل ، كان يشعر بوجود ضبابٍ غريب يحيط بقصة هذه القلعة ، لكنه لن يستطيع حل شيءٍ فقط بوقوفه دون فعل شيء ، لذلك قرر الصعود لجدران القلعة و مراقبة الوضع...

تمركز الجنود بأقصى سرعةٍ على جدران القلعة ، أنتشر قادة الفرق أيضاً على طول الجدار في حالة أحتاج الوضع تدخلهم ، بينما وقف قائد الوحدة في الوسط

في الأفق ، كان يمكنهم رؤية حشدٍ من الجنود يتمركزون على مسافةٍ منهم حالياً و لم يتقدموا أكثر ، لأنهم إذا تقدموا أكثر سيكونون في نطاق أسهم قوات مملكة السيوف التسعة و حتى أن بعض الفنون القتالية قد تصل لهم

عندما رأى قائد الوحدة أن جنود العدو لا تتحرك ، أرسل كلماته المشبعة بالزو

" إلى القوات المعادية ، إذا تقدمتم لمسافةٍ أقرب ، سيتم أعتباركم أعداءً لمملكة السيوف التسعة و سيتم التعامل معكم وفق ذلك!!! "

أنتشر صوت قائد الوحدة مع صعود هالته لتغطي القلعة بأكملها بضغطه ، في النهاية كان في مستوى نواة الزو!! ، قد يردع تدريبه العدو قليلاً أو على الأقل يقلل من عزيمة قواتهم ، لكن الرد الذي تلقاه كان مخالفاً لتوقعه

" فالتذهب انت و مملكتك إلى الجحيم!! ، ما رأيك أن تأتي هنا و أتعامل معك انا بطريقةٍ خاصة! "

تم الرد عليه من قبل شخصٍ يقف أمام قوات العدو ، كان طويل القامة و مفتول العضلات مع ندبةٍ طويلةٍ على أنفه تفصل وجهه إلى قسمين ، يبدو أنه كان قائدهم ، و مع انتشار صوته أنتشر ضغط تدريبه معه

كان في مستوى نواة الزو أيضاً!!

عندما سمع جنود الأعداء قائدهم يهين الطرف الآخر ، ضحكوا و سخروا هم أيضاً من قائد الوحدة ، بينما في المقابل كان قائد الوحدة يحاول المحافظة على هدوئه ، لكن لم يستطع أخفاء الأوردة التي ظهرت على وجهه بسبب الغضب

لم يستمر قائد قوات العدو في المرح و ألتفت نحو قواته بينما يرفع رأسه و صرخ

" قتل!! "

" قتل!!! "

ردت عليه قواته و ركضوا نحو جدران القعلة بسرعة ، في المقابل أشار قائد الوحدة إلى الجنود المتمركزين على الجدران لتحضير أقواسهم

" رماة الأسهم ، أستعدوا!! "

سحب أكثر من ألف جنديٍ أقواسهم و تجهزوا لرمي الأسهم على العدو الذي ركزوا عليه ، كان الأعداء يقتربون بسرعة ، وصلوا لمسافة 1000 مترٍ عن الجدار

900 متر...

800 متر...

700 متر...

600 متر...

" الآن!!! "

أمر قائد الوحدة بينما أرتفعت نية القتل إلى الهواء ، في المقابل أطلق جميع الجنود أسهمهم على العدو الذي أستهدفوه ، بالطبع كان الأعداء أيضاً يحمون أنفسهم بالدروع و كان تدريب أضعف شخصٍ فيهم في تحضير الجسد ، إذا لم تصبهم في نقاطهم الحيوية لن يموتوا بسهولة

وقعت الأسهم كالأمطار على جنود الأعداء ، أخطئ الكثير من الأسهم أهدافها ، لكن كان هناك أيضاً الكثير من أصاب الهدف لكن لم يلحق أصاباتٍ شديدة ، إلا في منطقةٍ معينة كان هناك الكثير من القتلى و الاصابات ، يبدو أن الجنود الذين ركزوا أسهمهم على هذه المنطقة هم جنود شين نو

كان السهم الواحد يضمن أصابة ، كل بضعة أسهم كان هناك شخصٌ يسقط قتيلاً ، أستمر الجنود على جدران القلعة برمي الأسهم على الأعداء ، و في الوقت الذي وصل فيه الأعداء إلى جدران القلعة ، توفي بالفعل من 200 إلى 250 جنديٍ منهم

أغلبية القتلى كانت بسبب جنود شين نو ، كان الأعداء ينظرون نحوهم بخوف ، كل سهمٍ يعني أصابة! كل بضعة أسهم تعني موتاً مؤكد! ، حتى حلفائهم قد بردت قلوبهم بسبب النظرة الجليدية في عيون قوات شين نو عندما قتلوا الأعداء

عندما وصل جنود العدو إلى جدار القلعة ، رفعوا سلماً و بدئوا التسلق نحو جدران القلعة ، بينما بعضهم تمسك بجدران القلعة و تسلقها بسرعة

أمر قائد الوحدة بسرعة

" إلى جميع الجنود أتركوا القوس و أخرجوا الأسلحة قريبة المدى!! ، العدو سيصل لنا أستعدوا للألتحام!! "

في وسط كل هذه الضجة ، كان شين نو على حافة الجدار الشرقية ، كان ينظر إلى جنود الأعداء بعبوسٍ واضحٍ على وجهه ، ألتفت إلى اليمين ثم اليسار بينما يضع يده على ذقنه

كان يفكر!

' هناك شيءٌ مزعجٌ يحصل هنا ، من الواضح أن الميزة كانت لنا منذ البداية ، لماذا يستمر الأعداء بالتقدم؟ ، و لماذا خرج الأعداء من القلعة في الأساس و كيف قتلوا الذين كانوا داخلها؟ ، في الواقع ، كيف يتوقعون الفوز الآن؟ '

فكر شين نو و فكر ، في هذه اللحظة تحركت عيناه بسرعةٍ بينما يلاحظ محيطه ، أمام نظرته كانت ساحة المعركة كما لو أنها تجمدت و توقف الوقت ، تجمد جميع الجنود من الجانبين بينما كانت عيناه تتحرك حوله بسرعة ، كان هذا يحصل نتيجة سرعة تفكيره

' في البداية هذه القلعة فارغةٌ و لايوجد اي احدٍ فيها ، قوات الأعداء اتت من أراضي المملكة الأخرى و هجمت من الأمام ، لا يمكنها الهجوم من الجانبين بسبب سلاسل الجبال ، و لا توجد قواتٌ خلفنا لأننا أتينا من الخلف لنصل للقلعة ، قوات الأعداء قليلةٌ و لابد من وجود تعزيزٍ من نوعٍ ما لهم حتى يرمون نفسهم علينا بعددهم هذا ، إذاً أين تعزيزهم؟... ، أنتظر لا يمكن! '

في هذه اللحظة توصل شين نو لفكرةٍ عن الوضع و أستطاع رؤية النور بين ضباب الغموض ، عادت ساحة المعركة لتدفقها الطبيعي عندما توقف عن التفكير ، حيث فكر بكل هذا في ثانيةٍ واحدة!!

لم يضيع شين نو الوقت و أستدار إلى الخلف بينما صرخ بأعلى صوته

" تعزيزات العدو خلفنا!! "

__________________________________

أتمنى أن الفصل أعجبكم ، لا تنسوا التعليق 🖤👀

بالنسبة لتغيير أسم الرواية ، فبعد التحدث مع قراء الرواية في الخاص و سؤال بعض المؤلفين الخبراء عن الأمر ، قررت أن الاسم سيبقى نفسه طول الرواية و لن يتم تغييره ، هذا قرارٌ نهائي ، أسفٌ إذا كان البعض لا يفضله لكن هذا هو أسم هذه الرواية

و بالنسبة لصورة الرواية فقد راسلني الكثير من القراء و أخبروني أن الصورة رقم واحد هي التي أعجبتهم ، لذلك حسب صوت الأغلبية تم أختيار هذه الصورة كصورة للرواية حالياً ، و سيتم وضعها غداً او بعد غد 🖤👀

2021/07/26 · 764 مشاهدة · 1824 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024