بينما كان الفتى الصغير يبكي و يفرغ الألم الذي في قلبه ، كان قائد الوحدة متجمداً في مكانه و على وجهه نظرةٌ مذهولة ، لم يكن حال قادة الفرق أفضل حيث كانوا ينظرون بغباءٍ نحو الفتى الذي يبكي ، حتى أن آزار و شين نو قد حبكوا حواجبهم
...جنود المملكة الأخرى؟!
" مالذي قلته؟! ، أي جنود مملكةٍ أخرى؟! ، كيف عبروا الحدود و أين الوحدات المتمركزة على الحدود؟!! "
لم يستطع قائد الوحدة البقاء هادئً بعد سماع ما قاله الفتى ، جنود المملكة الأخرى؟ ، كيف وصلوا لهنا بحق الجحيم؟! ، مالذي تفعله الوحدات المتمركزة على الحدود؟!
بالنسبة للفتى ، كان منهاراً بالفعل من البكاء ، لكن بعد أن ضغط قائد الوحدة على كتفيه بقوة ، أجبر نفسه على الهدوء و الأجابة بصوتٍ كئيب
" أ-أنا لا أعرف ، لا أعرف أين القوات التي في الحدود ، و لا أ-أعرف كيف وصل جنود المملكة هنا ، لكن كل ما أعرفه هو أنهم أتوا للقرية ، و-و قتلوا جميع القرويين!! "
" لقد أنتظر القرويين الجيش الذي على الحدود كآخر أملٍ لهم بالنجاة ، لكن-لكن... "
" لم يأتي أحدٌ في النهاية و تم قتل جميع القرويين! "
كان صوت الفتى مليئً بالحقد و الكراهية ، لكن هذا لم يؤثر على قائد الوحدة لأنه كان مشغولاً في التفكير بما يجب عليه فعله الآن
هل يجب أن يستمر في التوجه نحو القلعة الحدودية؟ ، لكن بما أن جنود المملكة الأخرى قد عبروا الحدود ، هذا يعني أن الجنود في القلعة المتمركزة قد قتلوا ، إذا كان هذا صحيحاً ، إذاً لماذا دمروا هذه القرية فقط و لم يستمروا في غزوهم؟
يجب أن يكونوا قد سيطروا الآن على القلعة الحدودية ، لم يستطيعوا أن يتركوا منفذاً حدودياً في يد العدو هكذا
إذاً ، يجب عليهم التوجه نحو القلعة و تنظيفها من المحتلين ، حتى لو كان على حساب حياتهم ، لأنه طالما كانت القلعة الحدودية في أيدي الأعداء ، سيكونون قادرين على غزو المملكة في أي وقتٍ يريدون
لكن السؤال هنا ، إذا كانت قوات العدو قادرةً على هزيمة القوات المتمركزة في القلعة ، إذاً ، كيف ستستطيع الوحدة التاسعة طردهم بمفردها؟
أبتلع قائد الوحدة لعابه عند وصول أفكاره هنا و أبعد يديه عن الفتى الصغير ، ألتفت نحو قادة الفرق و وجد وجههم قد شحبت بالفعل ، يبدو أنهم قد خمنوا وضعهم بالفعل ، أخذ قائد الوحدة نفساً عميقاً ثم تحدث
" فاليتجهز جميع الجنود! ، سنتوجه نحو القعلة الحدودية مباشرةً و بأقصى سرعة ، أريد من جميع الجنود أن يكونوا في حالة تأهبٍ كاملة ، من الممكن أن نخوض معركةً في أي لحضة... "
" أصبحنا الآن داخل نطاق العدو "
إزداد الشحوب على وجوه بعض القادة ، لكن رد الجميع فوراً و ذهبوا لأمر جنودهم بالأستعداد
ألتفت القائد نحو الفتى و سأل نفسه بصوتٍ خافت
" مالذي يجب فعله معك... "
" سأعتني به يا حضرة القائد "
تدخل هنا شين نو و تحدث ، تفاجئ القائد من طلب شين نو و نظر له بأستغراب ، عمرك فقط 15 سنة ، و تريد الاعتناء بفتى في عمر ال11؟ ، عندما رأى شين نو نظرة الأستغراب على وجه قائد الوحدة ، شرح موقفه
" نحن حالياً نحتاج كل جنديٍ نملكه ، لذلك لا نستطيع أرساله مع بعض الجنود إلى المناطق الآمنة ، و لا نستطيع بالطبع تركه هنا وحيداً في القرية ، لذلك لا نملك خياراً غير أن نأخذه معنا ، و مسؤولية رعايته ستقع علي أنا وحدي لأنني الشخص الذي وجده "
فهم قائد الوحدة منطق شين نو و أتفق معه ، لذلك رغم غرابة الأمر ، إلا أنه لم يمنع ذلك و وافق
" حسناً ، أعتني به جيداً ، لكن أحرص على أن لا يعيق تنفيذك للأوامر "
بعد موافقة قائد الوحدة ، سحب شين نو الفتى الشاحب و أتجه لفرقته ، كان هناك بعض الوقت قبل انطلاق الجنود ، لأنه كان عليهم دفن جثث القرويين لكي لا ينتشر المرض ، بينما أنتظر شين نو أنتهاء الدفن ، جلس أمام الفتى الصغير و تحدث معه
" ما هو أسمك؟ "
" ...بلود "
" بلود هاه؟ ، إذاً بلود ، لماذا لم تغادر القرية بعد أن ذهب جنود المملكة الأخرى؟ "
حالياً كان منظر الفتى الصغير بلود مؤسفاً بالكامل ، كانت ملابسه ممزقةً و متسخة مع انتشار الدم عليها ، و لم يساعد وجهه الشاحب في تحسين مظهره ، لكن عندما سمع سؤال شين نو ، برقة عيناه ببريقٍ حادٍ و غاضب و تحدث
" لأنني تمنيت أن يعود بعض أولائك الجنود... "
" و ماذا ستفعل لو عادوا؟ "
" سأقتلهم! "
كانت إجابة بلود مباشرةً و حاسمة ، يمكنك تصور كمية الحقد الذي في صدره فقط من نبرة صوته عندما تحدث عن قتل جنود الأعداء
" أوه؟ تقتلهم؟ ، أنت لا تملك القوة اللازمة لذلك ، قد تكون خطتك قبل قليل ذكيةً قليلاً ، لكن أي جنديٍ لن يتأذى من سكينك الصغير مع قوتك الضعيفة "
" أنا-أنا أعرف! لكن ، لكن... "
كان الفتى يتحدث بينما يقضم شفتيه من الغضب و كانت قبضتاه مشدودةً لأقصى درجة ، حتى أنها بدأت تقطر الدماء ، لكن الفتى لم يهتم و تحدث بينما هو ينزل رأسه
" أعرف أنني لن أستطيع قتل اي جنديٍ ، لكن ، مع ذلك إذا لم أحاول الأنتقام من الأشخاص الذين دمروا حياتي فقط لأنهم أقوى مني ، إذاً ، ما هي قيمة حياتي؟ "
لمعت عينا شين نو عندما سمع جواب بلود ، أبتسم قليلاً و مد يده و وضعها على رأس بلود الصغير
" أنت أيها الصغير... "
" هل تريد الأنتقام؟ "
رفع بلود رأسه و تحدث بحزم
" نعم!! "
زادت إبتسامة شين نو و تحدث
" إذاً سأعطيك القوة للأنتقام "
" في المقابل ، من الآن وصاعداً ستكون تابعي "
" سأدربك لتصبح أقوى و تنتقم ، لكن... "
" لكن حياتك ستكون مملوكةً لي وحدي ، إذا أمرتك بقتل ملك ، ستقتل الملك ، إذا أمرتك بقتل شيطان ، ستقتل شيطان ، إذا أمرتك بالموت ، ستموت ، و إذا لم أسمح لك بالموت ، فسيمنع الموت عليك "
" ما رأيك ، هل ستخدمني مقابل القوة؟ "
تفاجئ بلود من كلام شين نو و كان حائراً للحظة ، في النهاية ما زال فتى في عمر ال11 ، الكلام الكبير الذي قاله شين نو أثر عليه بعض الشيء ، لكن بعدها مباشرةً عض شفتيه و ركع
" من الآن و صاعداً ، سأكون خادماً لك وحدك يا سيدي ، إذا أمرتني بالموت سأموت! ، إذا أمرتني بالحياة سأحيا! ، أرجوك يا سيدي ، أعطي تابعك الضعيف القوة لأنتقامه!! "
" جيد ، تستطيع الوقوف الآن "
سمح شين نو لبلود بالوقوف و أمر جنوده بأعطائه مجموعةً من دروع الكشافة ، لأنها كانت أصغر و أخف دروعٍ متوفرة ، لذلك ستكون مناسبةً لبنية بلود
" حالياً ، ستتبعني أينما أذهب ، عندما ننتهي من هذه المهمة ، سأبدأ تدريبك ، لكن من الأفضل أن تثبت فائدتك لي ، لأنني لا أحتفظ بما هو ليس مفيداً لي ، سيعطيك الجنود طريقة تدريب و ستدربها في الوقت الحالي "
" حاضر!"
أومأ بلود برأسه و وقف بجانب شين نو ، ألتفت شين نو ليرى أن بقية الفرق قد انتهت من الأستعداد و دفن الجثث و ستتحرك ، لذلك أستدار نحو جنوده و أمر
" فاليتحرك الجميع! "
" حاضر يا قائد الفرقة!! "
هكذا تحركة الوحدة التاسعة نحو القلعة الحدودية لكشف غموض الأحداث التي حصلت...
في نفس الوقت ، في تلةٍ قريبةٍ من القرية ، كان هناك ثلاثة جنودٍ يرتدون دروعً مختلفة عن تلك التي يرتديها جنود مملكة السيوف التسعة ، كانوا نائمين تحت العشب حالياً فوق التلة ، أنزل أحد الجنود المنظار الذي يمسكه و تحدث
" يبدو أنها وحدةٌ جديدة ، أظن أنهم كانوا تعزيزاتٍ للقوات في القلعةِ الحدودية ، يبدو من مسارهم أنهم يتوجهون للقلعة "
" هاه! ، مجموعةٌ من الحمقى ، فالننقل المعلومة إلى القائد ، هناك فريسةٌ قادمة "
هكذا زحف الجنود الثلاثة من التلة و أتخذوا طريقاً مختلفاً عن المسار الذي تتوجه نحوه الوحدة التاسعة...
في هذه الأثناء ، أقترب آزار من شين نو و تحدث
" أبقى حذراً ، لسببٍ ما لا أشعر بشعورٍ جيد عن مسئلة التوجه نحو تلك القلعة "
إبتسم شين نو رداً على ذلك و أجابه
" هناك بالفعل عاصفةٌ تختمر ، لكننا قد وصلنا بالفعل ، كل ما علينا فعله هو تحمل العاصفة القادمة "
" أنت محق ، فقط كن قريباً من فرقتي حتى نستطيع مساعدة بعضنا عند الحاجة ، لقد تحدث هولزين معي ، و هو أيضاً سيبقى قريباً في حالة حدوث شيءٍ حتى نتجمع معاً "
" حسناً ، لقد فهمت "
أومأ آزار و عاد لقيادة فرقته ، في المقابل كان شين نو يحدق في الأفق مع وجهٍ غير مبالي...
__________________________________
لقد نشرت فصلين كما أردتم ، ما رأيكم في مؤلفكم العزيز أليس طيب القلب؟ 🌝
المهم حسب أتفاقنا اليومين القادمين لن أنزل فصول ، أو ربما أجعله يوماً واحداً حسب وضعي 🖤👀