كان آزار و هولزين و الرجل الأصلع يحدقون في شين نو الذي كان بالكاد واقفاً و على وجهه نظرةٌ ساخرة ، وضع الرجل الأصلع يده على الجرح الذي بدأ من ظهره و أنتهى بخروجه من بطنه ، حبك حواجبه بغضبٍ كبير و ألتفت نحو موقع الشخص الغريب الذي هاجمه ، لكن الصدمة كانت أنه...

أختفى!!

كيف أختفى؟! ، كان هنا قبل لحضة! ، أعاد نظره بسرعة نحو شين نو و تحدث بغضبٍ أثناء محاولة شفاء جرحه

" أين هرب ذلك الوغد!! ، مالذي فعلته! "

لم يهتم شين نو بغضب الرجل الأصلع و أدار رأسه نحو آزار و هولزين

" هذا الهجوم سبب له إصاباتٍ كبيرة ، لن أستطيع سوى دعمكما من الخلف بسبب إصاباتي لذلك عليكما تأخيره قدر الإمكان حتى ينتهي قائد الوحدة من قتاله أو إلى أن ينهزم جيش العدو! "

إزداد غضب الرجل الأصلع عندما لاحظ أن شين نو قد تجاهله و عندما كان على وشك إرسال هجومٍ ناحيته ، ظهرت الكثير من الورود النارية حوله من كل مكان ، كانت الورود نابضةً بالحياة و تشع بالقوة ، كما أن كل ورقةً من هذه الورود الحمراء كانت زاهيةً و مشعةً باللهب

حول الرجل الأصلع حركة يده و بدلاً من الهجوم أنشئ جداراً دفاعياً مصنوعً من الزو حوله ، في الثانية التي ظهر فيها الدرع تفجرت جميع الورود التي كانت تحيط بالرجل الأصلع في نفس الوقت و إنتشر اللهب في كل مكان ، كانت هذه تقنية آزار ، تفتح أزهار اللهب ، بالطبع أصبحت أقوى بعد مرورٍ سنةٍ كاملة

كان الرجل الأصلع في وسط اللهب و الدرع يحيط به من كل مكان ، كان غاضباً بسبب سلسلة الأحداث التي حصلت و رفع يديه معاً و ترك جرحه ينزف بدون علاج ، ثم وضع كميةً كبيرةً من الزو في يديه لتتكون كرةٌ من الزو فوق يديه ، و عندما كان على وشك أن يرمي الكرة من داخل اللهب الذي كان فيه بأتجاه آزار ، ظهر هولزين فجأةً من بين اللهب و إبتسامةٌ مستفزة على وجهه

لم يتوقع الرجل الأصلع أن يخاطر أحدٌ و يدخل في وسط إنفجار اللهب معه لذلك كان ينفذ هجومه دون أن يرفع حذره ، وصل هولزين بالفعل أمامه و رفع يده اليمنى التي بقية سليمة و لكم بطن الرجل الأصلع بكل قوته ، لكم الجرح الذي تسبب به الفتى الغامض ذو الشعر الفضي تحديداً

شعر الرجل الأصلع بألمٍ حادٍ يظربه من بطنه ، قمع الدماء التي كانت على وشك النزول من فمه و أنزل كرة الزو بكامل قوته نحو هولزين ، لم يملك هولزين الوقت ليدافع عن كرة الزو و تم رميه بعيداً إلى أن أصطدم بجدار القلعة و الدم في كل مكانٍ على جسده ، حتى أن فتحةً قد ظهرت بجانب بطنه الأيسر ، لقد فقد الوعي

لكن الرجل الأصلع لم يكن أفضل حالاً ، في البداية أستهدف شين نو بطنه بواسطة سيفه و ترك جرحاً خفيفاً عليه ، ثم ظهر ذلك الفتى الغامض ذو الشعر الفضي و غدره من الخلف ليترك فتحةً تمتد من ظهره حتى بطنه ، و الآن اللكمة التي سددها هولزين بكامل قوته نحو هذا الجرح قد فاقمت الأصابة!

" اللعنة! "

لعن الرجل الأصلع بصوتٍ عالي ، لولا ذلك الفتى الغامض ذو الشعر الفضي ، لم يكن هجوم هولزين سيؤثر عليه ، على الأكثر سيترك ندبة ، لكن الآن تفاقمة الجرح إلى أن أصبحت الأصابة بالغة

أنتهى أنفجار اللهب بالفعل و رفع الرجل الأصلع وجهه لينظر حوله ، لكن في الثانية التي رفع فيها وجهه ، لاحظ قطعاً قاتلاً مشبعاً بالبرق كان يستهدف بطنه ، زفر ببرودٍ و رفع كفه و أرسل هجوماً ليتصدى للقطع ، لم يخطأ مرةً أخرى و كان بالفعل في أقصى درجات حذره ، حتى أن الدرع الذي يحيط به لم يذهب و أبقى على وجوده

تصادم الهجومان و بالطبع كان الكف أقوى ، دمر هجمة السيف و أتجه الكف نحو المكان الذي تم منه الهجوم ، لكن شين نو قد غير مكانه بالفعل و أصطدم الهجوم ببعض الجنود العشوائيين ، كان حظهم سيئاً

بعد أن تصدى الرجل الأصلع لهذا الهجوم لم يرسل أي هجومٍ آخر لأنه أراد رؤية الوضع بوضوح ، في الجهة الأخرى كان شين نو مصاباً و بالكاد أستطاع أرسال تلك الهجمة قبل قليل ، لم يكن آزار أفضل منه حيث أنكسرت يده اليمنى و بضعة أضلاعٍ أخرى ، أنخفض مستوى أستخدامه للسيف بسبب كسر يده اليمنى التي يستعملها في الهجوم ، لذلك أعتمد قبل قليلٍ على هجمة تفتح أزهار اللهب

بسبب ان الطرفان كانا مصابين بشدة و أرادوا أن يستعيدوا بعض القوة و يشفوا القليل من إصاباتهم تولد نوعٌ من الجمود ، لم يتحرك أحد و بقي الطرفان يحدقان ببعض

نقل قائد الوحدة بصره لبضعة ثواني ليرى حالة المعركة بين الرجل الأصلع و القادة الثلاثة ، عندما رأى حالة الرجل الأصلع تفاجأ بسبب الأصابة الخطيرة على بطنه ، لكن المفاجئة قد أختفت عندما لاحظ حالة شين نو و آزار و هولزين ، كان أحدهم فاقداً للوعي و الآخران بالكاد واقفين ، من الواضح الرجل الأصلع سينهي القتال في أي لحضة

صر قائد الوحدة على أسنانه و نقل بصره نحو عدوه ، كان عدوه في المستوى الخامس من نواة الزو بينما كانو هو في المستوى السادس ، كان يمتلك ميزةً من حيث التدريب ، لكن كان يحتاج بعض الوقت حتى يهزم خصمه

و لكن عندما رأى حالة القتال خلفه ، لم يعد يفكر في الوقت و نفذ فناً سرياً كان يعرفه ، لم يستخدمه لأنه سيسبب آثاراً جانبيةً مزعجة ، لكنه لم يعد يمتلك خياراً آخر

أرتفعة قوة قائد الوحدة و أصبح يهجم بشراسة ، كان يريد إنهاء القتال بسرعة! ، في المقابل كان خصمه متفاجئاً بزيادة قوة قائد الوحدة السريعة ، لم يملك الوقت للدفاع لأنه تعود بالفعل على نمط هجوم قائد الوحدة و أعتقد أنه قد أظهر كامل قوته ، لم يتوقع هذه الزيادة في قوة خصمه فجأة

أستغل قائد الوحدة الثانية التي أرتبك فيها خصمه و أرسل رمحه ليخترق قلب خصمه مباشرةً ، تناثر الدم في كل مكان على وجهه لكن لم تتأثر نظرته الجليدية على الإطلاق ، كان خصمه يملك نظرةً حاقدةً و غير راغبة ، لم يتوقع أن يموت بسبب إرتباكه لثانيةٍ واحدة!

لكن كل هذا أنتهى و أصبحت نظرته بلا حياة ، لم يهتم قائد الوحدة بجثة خصمه و قطع رأسه و رفعه عالياً بينما يصرخ بأعلى صوته

" لقد تم قتل قائدكم!!! ، سنذبح كل شخصٍ لا يستسلم!! "

رفع الجنود الذين كانوا يقاتلون بكل قوتهم رؤوسهم ليروا رأس قائدهم بين يدي قائد أعدائهم ، كانت الصدمة و الذعر أول شيءٍ ظهر في أعينهم ، أستغل جنود مملكة السيوف التسعة هذه الفرصة و قتلوا كل جنديٍ وقف أمامهم ، أعادة الدماء التي تناثرت على وجوه بعض الجنود المصدومين وعيهم نحو ساحة المعركة ، ثم بعد أن رأوا رفاقهم يموتون أمام أعينهم و دمائهم تتناثر على وجوههم ، وصلت صدمتهم إلى درجة الخوف و ترك أول جنديٍ سلاحه بينما جلس على الأرض و يداه على الأرض أيضاً

عندما أستسلم أول جنديٍ لحق به بقية الجنود و أستسلموا أيضاً الواحد تلو الآخر ، كان قائدهم قد قتل بالفعل ، يستطيع نواة الزو قتلهم جميعاً إذا آراد ذلك في بضعة دقائق ، إذاً ما الفائدة من أستمرارهم في القتال؟

رمى قائد الوحدة رأس خصمه لأحد قادة الفرق و ألتفت نحو ساحة معركة شين نو و آزار ، يبدو أن إصابات الرجل الأصلع كانت شديدة لدرجة انه قرر أن يدافع و يعالج إصاباته ، يبدو أنه لم يعد يرى شين نو و آزار ريد المصابين بشدة كتهديدٍ له

لم يفوت قائد الوحدة أي لحضة و توجه نحو الرجل الأصلع بينما كان رمحه يلمع بالزو ، شعر الرجل الأصلع بفروة رأسه تخدر و رفع رأسه لأعلى لأنه شعر ببعض الطاقة القوية القادمة نحوه ، عندما رأى قائد الوحدة قادماً نحوه و أستشعر تدريبه الذي كان في المستوى السادس من النواة الزو ، شحب وجهه و كاد قلبه أن يخرج من صدره

كان فقط في المستوى الثالث من نواة الزو ، و كان أيضاً مصاباً بأصاباتٍ بالغة ، حتى لو كان في ذروته لم يكن سيكون نداً لقائد الوحدة ، أول شيءٍ فكر فيه هو الهروب!

لكن سرعته لم تكن مكافئةً للمستوى السادس من نواة الزو ، ناهيك عن أنه حالياً كان مصاباً بشدة ، وصل قائد الوحدة برمحه و أخترق رأسه الرجل الأصلع مباشرةً ، لم يكن هناك أي حركاتٍ مبهرجةٍ أو كلامٍ كثير ، كانت هذه ساحة المعركة!

بعد أن رأى آزار ان قائد الوحدة قد قتل الرجل الأصلع ، تنفس الصعداء و وقع على الأرض ، لم تعد ساقاه تستطيعان أن تحملاه ، في النهاية كان قد قاتل مع نواة الزو! صحيحٌ أنه لم يكن بمفرده و كان الرجل الأصلع قد تمت إصابته من قبل الفتى الغامض و قد أنتهى به هو و شين نو و هولزين بأصاباتٍ خطيرة ، لكنه في النهاية نجى!

لم تكن حالة شين نو أفضل ، أستجمع كل قوته ليقف مستقيماً و ينظر نحو ساحة المعركة في الخلف ، بعد أن رأى الجنود الذين كانوا تعزيزاتٍ أن القائد الأصلع قد تم قتله و القائد الآخر قد مات بالفعل ، أستسلموا و رموا أسلحتهم

تنهد شين نو ثم أستدار ليجد بلود يقترب منه بسرعة ، يبدو انه كان يشاهد القتال من مكان إختبائه ، أقترب منه بلود بعيونٍ لامعة ، كان متأثراً بقوة شين نو! ، لكن الأكثر من هذا أن ذلك الرجل الأصلع كان هو و جنوده من قتلوا قريته!! ، كان حاقداً جداً إتجاهه و أراد حتى الخروج و الموت معه إذا تطلب الأمر ، لكنه أجبر نفسه على الهدوء و بقي مختبئاً ، و عندما رأى قائد الوحدة يقتل الرجل الأصلع ، بكى من الفرح و ركض نحو شين نو ، صحيحٌ أن قائد الوحدة هو الذي قتل الرجل الأصلع لكن شين نو و رفيقاه هما من أضعفه و قاتلوه

لم يهتم شين نو حالياً ببلود و أخرج حبةً دوائية من خاتمه ، رغم هذا إصاباته ستحتاح لبعض الوقت حتى تشفى

" قائد الفرقة! "

سمع شين نو نداءً صاخباً خلفه ، فأستدار ليجد فرقته تقف بأنتظامٍ منتظرةً اوامره ، كانت دروعهم الفضية قد أصبحت مصبوغةً بالدماء و لم يبقى أثرٌ للون الفضي الخاص بالدروع ، كانت هالة القتل ملتصقةً بهم إلى الآن و يبدوا كل واحدٍ منهم كوحشٍ متعطشٍ للدماء ، كما لو أن الدماء على دروعهم تندمج مع هالتهم الوحشة لتشكل نية قتلٍ تصل للسماء! كانوا وحوشاً صنعوا للقتل!!

أومأ شين نو بضعفٍ نحوهم ثم ألتفت نحو قائد الوحدة الذي كان يحلق في الهواء ، عندها تحدث قائد الوحدة بصوتٍ عالي و مسموع

" فالتأخذوا الجرحى و تعالجوهم داخل القلعة! ، و التأخذ الفرقتان الأولى و العاشرة الأسرى إلى السجون التي في القلعة! ، أما للبقية الذين يستطيعون الوقوف ، نظفوا جدران القلعة و أحرقوا جثث الأعداء و أدفنوا جثث جنودنا!! "

ثم ألتفت قائد الوحدة نحو قائد فرقةٍ قريبٍ عليه و أمر

" عالجوا هولزين و آزار و شين نو بسرعة! ، فالتضعوهم في غرفٍ شاغرة في القلعة ، و أخبروا شين نو بأنني أريد التحدث معه بعد أن يتعافى "

بعد أن أعطى أمره ، ذهب إلى المقدمة للأشراف على نقل الأسرى و ضمان عدم حصول أي خطأ

تم نقل هولزين الغائب عن الوعي مع شين نو و آزار إلى غرفٍ في القلعة بينما يتم معالجتهم ، بالنسبة لفرقة شين نو ، أمرهم شين نو بأن ينظفوا ساحة المعركة و يهتموا ببلود

هكذا تم نقل شين نو إلى غرفةٍ في القلعة و تم العناية بجميع جروحه ، بعد أن انتهى الطاقم الطبي من علاجه خرجوا و تركوا شين نو عاري الصدر بينما تم لف صدره ببعض الضمادات

بعد أن خرج الجنود الذين كانوا يعالجونه ، ألتفت شين نو نحو ظلٍ بقرب الحائط و أمر

" شدو "

ظهر من الظلال جسدٌ يرتدي سترةً سوداء تغطي جسده مع شعرٍ فضي قصير ، لكن وجهه كان أسود بالكامل دون أي ملامحه ، كما لو أن داخل الملابس كان فقط ظلاماً دامس بدون نهاية

كان شدو! ، كان هو الذي غدر الرجل الأصلع من الخلف!

2021/07/27 · 754 مشاهدة · 1885 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024