كان شين نو حالياً جالساً على السرير بينما ينظر نحو شدو الراكع أمامه ، فرك جبهته بيده بينما تكلم

" من المؤكد أن قائد الوحدة سيأتي ليسأل عنك لذلك أخرج من هنا و ألتصق بظل بلود لتراقبه ، صحيحٌ أن الرجل الأصلع كان في نواة الزو أيضاً و لم يلاحظ وجودك ، لكن هذا فقط لأنه كان مشتتاً بكثرة الهجمات ، سيشعر قائد الوحدة بوجودك إذا ركز كل طاقته على ذلك "

" كما تأمر "

أندمج شدو مع ظلال الغرفة و أختفى ليراقب بلود كما أمر شين نو ، أراد شين نو أن يعرف ما هي أفكار بلود حالياً و كيف هي شخصيته عندما لا يكون بجانبه

كيف تغير شكل شدو؟ ، تغير شكله بعد أن أخترق شين نو لسيد الزو ، يبدو أنه جسده سيتشكل بالكامل عندما يصل شين نو لنواة الزو ، أما بالنسبة لكيف ظهر شدو خلف الرجل الأصلع؟ ، توقع شين نو أنه حتى مع تكاتفه هو و آزار و هولزين لن يستطيعوا تأخير الرجل الأصلع كثيراً ، لذلك قرر أن يستخدم شدو لأصابة الرجل الأصلع

أما كيف سيجعل شدو يصل للرجل الأصلع دون أن يلاحظ؟ ، لقد فكر في الأمر بالفعل ، كان هو و آزار يستعملون السيوف بينما هولزين يستخدم قبضتاه و أيضاً كان هو صاحب أعلى تدريب لذلك سيتحمل معضم الضغط من الرجل الأصلع و هو صاحب أعلى أحتمال لأن يلامس جسد الرجل الأصلع

لذلك نقل شين نو شدو إلى ظل هولزين عندما وضع يده على كتفه قبل بدأ القتال ، و عندما لكم هولزين وجه الرجل الأصلع ، أنتقل شدو بسرعة من ظل يد هولزين إلى ظل الرجل الأصلع ، و بسبب غضب الرجل الأصلع و تشتته بهولزين لم يلاحظ أن شدو قد أندمج بظله

و هكذا ظهر شدو خلف الرجل الأصلع في لحظة تشتته و غدره ليختفي بعدها في الظلال بسرعة ، في النهاية شدو يملك دفاعاً ضعيفاً جداً و لا يستطيع الأشتراك في قتالٍ مباشر ، إذا لم تنجح الضربة الأولى سينسحب ببساطة

أغلق شين نو عينيه بينما جلس متربعاً على السرير ، لقد بدأ بتوزيع الزو داخل جسده لشفاء جروحه بسرعة ، هكذا مرت ليلةٌ هادئة لم يزعج فيها أحدٌ شين نو أثناء علاج جروحه...

في الصباح الباكر و أول ظهورٍ لشعاع الشمس ، فتح شين نو عينيه و عدل جلسته بينما حدق في باب غرفته ، و بعد مرور بضعة ثواني يمكن سماع صوت الخطوات الثابتة تقترب من الغرفة

بعد لحظات توقفت الخطوات و تم فتح الباب ببطئ ، ظهر شكل رجلٍ واقفٍ بأستقامة و على وجهه شاربٌ كثيف ، مقترناً بعيناه الحازمة تشكل وجه رجلٍ صارم و حازم ، كان قائد الوحدة التاسعة ، دين مو!

أغلق دين مو الباب خلفه و أمسك مقعداً خشبياً قريب و وضعه أمام سرير شين نو ليجلس عليه و يحدق في شين نو ، في المقابل لم يتكلم شين نو أيضاً و بقي يحدق في عيني قائد الوحدة دين مو هو الآخر ، و بعد أن أستمر هذا الجو الساكن لبضعة ثواني ، تحدث قائد الوحدة دين مو أخيراً

" كيف حال إصاباتك؟ "

" بخير ، بعد أن تم العناية بها كل ما علي فعله هو توزيع الزو في جسدي لأصلاح الأضرار المتبقية ، أقدر أنني سأشفى تماماً بعد عشرة أيامٍ تقريباً "

" أمم ، جيد "

أومأ قائد الوحدة برأسه ، ثم واصل كلامه

" لدي الكثير من الأسئلة التي أريد أن اطرحها عليك ، حقاً الكثير ، لكنك تستطيع رفض إجابتها ببساطة أو حتى الكذب ، و هناك بعض الأسئلة التي يجب أن أطرحها عليك ، و يجب أن تجيبني بصراحة و بدون خداع "

وضع شين نو وجهاً حازماً و تحدث

" أسأل أيها القائد دين مو ، إذا أردت اي إجابة و كنت أعرفها ، لن أجرؤ على إخفائها "

" إذاً أولاً و قبل كل شيء ، كيف علمت ان تعزيزات العدو خلفنا؟ ، و كيف كانوا خلفنا من الأساس؟ ألم نأتي من الخلف و لم نلاحظ أي شيء؟ "

إبتسم شين نو قليلاً و تحدث

" أظن ان هذا سؤالٌ يريد قائد الوحدة دين مو معرفة إجابته ، حسناً في البداية دعنا نعد إلى الوراء قليلاً و نفكر ، كان في القلعة الحدودية الكثير من الوحدات التي كانت تحرس الحدود ، و مع التضاريس المواتية للقلعة ، كيف خسروا هكذا دون أن يعلم أحد؟ "

وافق قائد الوحدة دين مو على كلام شين نو و أومأ برأسه ، الكثير من الوحدات تم قتلها هكذا دون أن يعلم أحد ، و بالطبع لم يكن ذلك بسبب قائدٍ أعلى لأن مملكة السيوف التسعة ستعلم إذا هاجم شخصٌ قويٌ كهذا ، و الأكثر غرابةً من هذا هو أن الأعداء قد دمروا فقط قريةً واحدة قريبةً على الحدود ثم عادوا إلى أرضهم و تركوا القلعة! ، أستمر شين نو في شرحه حتى يفهم قائد الوحدة الوضع

" حين فكرت في هذا الأمر لم أستطع إجاد سببٍ لترك الأعداء القلعة بعد أن دمروا قريةً واحدة فقط ، مع إقران هذا الأمر مع إختفاء الوحدات التي كانت في القلعة زاد الأمر تعقيداً ، لكن في وسط هذه الفوضى تذكرت معلومةً سمعتها عندما كنا في العاصمة "

" ما هي المعلومة؟ "

" كان الأعداء نشطين على هذه الجهة من الحدود في السنوات السابقة ، و كان هذا هو سبب إرسالنا هنا لدعم بقية الوحدات أليس كذلك؟ "

" نعم هذا صحيح "

" إذاً فكر في الأمر ، كان الأعداء نشطين في السنوات السابقة و لكن لم نعرف ماذا كانوا يفعلون ، عندما كان يتم الهجوم علينا من الأمام في البداية فكرت في كل هذا بينما كنت الاحظ محيطي و خمن ماذا رأيت؟ "

أستغرب قائد الوحدة نيندا من كلام شين نو الكثير و إلى الآن ما زال لم يفهم إلى أين سيصل في كلامه ، لكنه ما زال يجيب

" ماذا رأيت؟ "

" رأيت الجبال تحيط بنا من الجانبين! "

" الجبال؟ "

زادت حيرة قائد الوحدة دين مو أكثر ، كان قائداً لسنين طويلة و خبيراً تكتيكياً جيداً ، لكن الآن شعر أنه مهما عصر دماغه لم يفهم ما يقوله شين نو ، الجبال؟ ، ما علاقة الجبال بتعزيزات العدو؟ ، زادت إبتسامة شين نو قليلاً و أوضح

" أعرف انك مرتبكٌ قليلاً لكن سأوضح الأمر الآن ، كانت هذه القلعة تعتبر مكاناً استراتيجياً مهماً لأنها محاطةٌ بسلاسل الجبال من الجهتين لذلك يسهل حمايتها من الأمام صحيح؟ "

" صحيح "

" لذلك كان تركيز قواتنا دائماً على الجهة الأمامية ، لم يشك أحدٌ في أن قوات العدو قد تأتي من أي جهاتٍ أخرى ، لذلك أستغل العدو هذه الثغرة ، قاموا بخطوةٍ لم تتوقعوها ، طوال هذه السنوات السابقة كانوا يحفرون في الجبال ليصنعوا ممراً يبدأ من المملكة الخاصة بهم و ينتهي داخل حدود مملكتنا! "

" ماذا؟! "

قفز قائد الوحدة دين مو من مقعده بينما وقع المقعد على الأرض ، لم يلتفت قائد الوحدة نحو المقعد لأن نظرة الفهم قد ملئت وجهه ثم تبعتها نظرة الخوف و الغضب ، لقد فهم الأمر ، في النهاية كان قائداً لوحدة و كان في مستوى نواة الزو ، أستطاع ربط النقاط ببعضها فور أن وجد الطريق إلى الحقيقة

لقد كانت قوات العدو طوال هذه السنوات تجذب إهتمام مملكة السيوف التسعة نحو الحدود ، لكن في الحقيقة كانوا يحفرون الجبال التي بجانب القلعة الحدودية ، بعد أن انتهوا من حفر مسارٍ يربط بين المملكتين قرروا أن يضعوا فخاً للوحدات المتواجدة في القلعة

لقد أرسلوا القوات من المسار الذي حفروه في الجبال ثم هجموا من الأمام لكي تركز القوات في القلعة على الدفاع ضدهم ، لم يتوقعوا أن يتم غدرهم من الخلف من قبل تعزيزات العدو و هكذا تمت محاصرتهم من الأمام و الخلف و قتلهم

ثم أتجهت القوات لكي تدمر القرية القريبة على الحدود و تعود ، لماذا؟ ، لأنه في حالة مرور أي قواتٍ تتجه إلى القلعة سترى القرية المدمرة ، هكذا ستتجه القوات إلى القلعة بسرعة لتتفقد الأوضاع هناك و تعرف سبب دمار القرية و هناك سيتم قتلهم بنفس الطريقة عن طريق محاصرتهم من الجانبين

هكذا بعد أن دمروا القرية ، عادت قوات الأعداء إلى المسار الذي في الجبال و أنتظروا قدوم قوات مملكة السيوف التسعة لذبحهم بنفس الطريقة

بعد أن أدرك قائد الوحدة كل هذا أنتشر الغضب في كل مكانٍ في عينيه و ترك الغرفة بينما يصرخ

" علي إرسال القوات إلى الجبال للبحث عن هذا المسار بسرعة و تدميره أو السيطرة عليه! ، ما زال هناك بعض الأسئلة التي أريد طرحها عليك و أحدها هو عن هوية صاحب الشعر الفضي ، سنكمل حديثنا لاحقاً! "

ترك الغرفة بغضبٍ عارم لأنه شعر أنه كان لعبةً في أيدي أعدائه ، لكن في نفس الوقت في داخله كان يفكر بمدى رعب شين نو و ذكائه ليتوصل لهذه الحقيقة في وسط القتال الذي كان يحدث على الجدران

بالنسبة لشين نو فقد عاد لعلاج جروحه و لم يهتم بكلام قائد الوحدة عن شدو ، إذا سأله سيخبره أنه خبيرٌ غامض كان يمر و قرر مساعدتهم ، لم تكن أمورٌ كهذه غير عادية ، و بعد مساهمة شين نو عن طريق كشف المسار الذي في الجبل لن يضغط قائد الوحدة دين مو على هذا الأمر كثيراً

هكذا مرت عشرة أيامٍ بهدوء بينما كان شين نو داخل غرفته يعالج جروحه ، لم يخرج أبداً و قد زاره قائد الوحدة بضعة مراتٍ أخرى بالفعل ليطمئن عليه و يسأله عن بعض الأمور و التي كانت أحدها عن شدو ، بعد سماعه إجابة شين نو شعر قائد الوحدة أن هذه ليست الحقيقة الكاملة لكنه لم يضغط على هذا الموضوع كثيراً

لقد تم أكتشاف المسار المحفور في الجبال بالفعل و حالياً يتم حراسته بشدة من قبل الوحدة ، لقد أرسل قائد الوحدة رسالةً بالفعل إلى العاصمة ليبلغهم بما حدث هنا و هو ينتظر التعزيزات حالياً

في هذا اليوم تم شفاء أغلبية أصابات شين نو و خرج أخيراً من غرفته و توجه نحو القاعة الرئيسية في القلعة ، حيث تم تحويل القاعة إلى مقصفٍ لتناول الطعام للجنود و القادة

بينما كان شين نو في طريقه للوصل إلى القاعة ، أستطاع سماع الصخب الذي يحدثه الجنود من حديثهم عن المعركة و الشتائم و الصراخ ، كان الجو صاخباً لأعلى درجة

دخل شين نو القاعة ببطئ بينما يرتدي زيه العسكري الخاص بقائد الفرقة ، لاحظ بعض الجنود و القادة شين نو عند دخوله و لمعت أعينهم بالأحترام و التقدير

كان الأحترام الحقيقي!!

في وسط القتال أتخذ شين نو قراراً حاسماً و قاتل تعزيزات العدو بمفرده لبعض الوقت ، ثم أخر نواة الزو مع هولزين و آزار لكي يقتل قائد الوحدة خصمه بسرعة ، كانت إنجازاته و شجاعته تستحق الأحترام حقاً! ، لم يعد هناك أحدٌ منزعجٌ من وجوده في الجيش

تجاهل شين نو نظرات الأحترام و سار داخل القاعة إلى الجهة الخاصة بالقادة ، حينها سمع صوتاً مألوفاً يناديه

" شين نو! ، هنا! "

أستدار لرؤية آزار الجالس أمام مائدةٍ خشبية يلوح بيده اليسرى نحوه بينما كانت يده اليمنى ملفوفةً بالضمادات ، بجانبه كان هولزين يضع الطعام في فمه بأستمرار كما لو أنه لم يأكل لبضعة سنوات بينما كان نصف جسده و يده اليسرى ملفوفاً بالضمادات

توجه شين نو ناحيتهم و جلس أمام آزار و تحدث

" يبدو أن يدك ستشفى قريباً "

" نعم بالفعل ، أظن أنني سأزيل الضمادات بعد بضعة أيام ، لكن هولزين سيحتاج لأسبوع آخر أو أكثر ليتعافى بالكامل ، لقد كان أكثر شخصٍ تمت إصابته "

أدار آزار عينيه نحو هولزين الجالس بجانبه بينما إبتسم بأذية ، إنزعج هولزين و تحدث بعد أن بلع الطعام الذي في فمه

" لقد وضعتموني في الواجهة لذلك تم أستهدافي و أصبحت بالكاد على قيد الحياة ، أنتم حقاً زملاءٌ بلا قلب "

أدار شين نو عينيه و تحدث

" على الأقل نجوت في النهاية ، الآن تستطيع التفاخر بأنك واجهت و لكمت نواة زو عندما كنت فقط سيد زو في المستوى السادس "

" بالطبع! ، لم تكونا ستستطيعان أن تقاتلاه لولا وجودي "

إبتسم هولزين بغرورٍ عندما فكر في كيفية تفاخره بهذا الأمر ليتدخل آزار هنا

" حسناً حسناً ، لقد قاتلناه معاً و نجونا معاً ، لم نكن سنستطيع فعل هذا لو أن أي واحدٍ منا كان غير موجود "

أختفت إبتسامة هولزين المغرورة و أستبدلت بنظرةٍ منزعجة لكنه تنهد و تحدث بصوتٍ خافت

" في الواقع ، أعترف بأن شين نو كان مفيداً بعض الشيء في تشتيت الرجل الأصلع و جرحه قليلاً ، و انت يا آزار كنت مفيداً أيضاً... "

" هااا؟ ماذا أسمع؟ ، هل السيد المغرور يمدح أحداً حالياً؟ "

" آآه! ، آزار إذا لم تصمت سأدخل قدمي في فمك لأسكاتك!! "

" هاهاهاها!!! "

ضحك بقية القادة القريبين عندما سمعوا صراخ هولزين و ضحك آزار معهم ، بالنسبة لشين نو كان يضع إبتسامةً خفيفةً على وجهه ، لم تتغير هذه الأبتسامة أبداً في كل مناسبة...

2021/07/28 · 751 مشاهدة · 2011 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024