مر الوقت سريعاً و هكذا مر شهرٌ و بضعة أيامٍ منذ أن تواجهت الوحدة التاسعة مع قوات العدو ، اليوم هو اليوم الذي يجب أن تصل فيه التعزيزات من العاصمة
وقف شين نو و بلود على جدار القلعة و نظروا بأتجاه السهل المفتوح أمامهم ، كان السهل ممتداً لمسافةٍ طويلة و و هناك الكثير من الأجزاء المحترقة فيه
راقب شدو بلود طوال هذه الفترة و فهم شين نو تفكير بلود ، كان ممتناً جداً لشين نو من أجل مساعتده في أنتقامه و أراد أن يخدمه بصدقٍ لكي يرد له الجميل ، في النهاية هو يظن أن حياته تنتمي الآن لشين نو
في نفس الوقت كان غاضباً ، غاضباً جداً من المملكة الأخرى لأنها هي التي أرسلت قوات العدو لقريته ، يبدو أنه حول غضبه نحو المملكة الأخرى الآن بدلاً عن الرجل الأصلع
لم يهتم شين نو بصراحة في هذا الأمر لكنه أهتم أكثر بأمكانات بلود ، رغم الحرب و الدم الذي شاهده في المعركة ، أستطاع الأختباء و لم يؤثر هذا على عقليته و ثباته ، يجب أن لا ننسى أنه فقط في عمر ال11
في هذه اللحظة عندما كان الأثنان يتأملان في المنظر أمامهما ، سمعا صوت خطواتٍ خلفهما يقترب ، أقترب الصوت إلى أن وقف بجانب شين نو فتى بشعرٍ أحمر متوسط الطول ، كان آزار ريد
" هاي شين نو ، هل تنتظر التعزيزات القادمة من العاصمة؟ "
" لا ، أريد فقط التأمل في المنظر قليلاً "
" تتأمل ها؟ ، لماذا تبدو كما لو انك عجوزٌ في نهاية حياته... "
تمتم آزار بسخريةٍ من شين نو ثم أدار عينيه نحو بلود
" هاي بلود كيف حالك؟ ، أريد التكلم مع شين نو حول بعض الأمور العسكرية لذلك هل يمكنك الذهاب و الجلوس مع أعضاء الفرقة أثناء حديثنا؟ "
ألتفت بلود نحو شين نو ليراه يومأ له ، لم يقل شيئاً و أبتعد عن المكان متوجهاً نحو القاعة داخل القلعة...
أعاد آزار نظره نحو شين نو و تحدث
" أنا حقاً اتسائل عن سبب أعتنائك بفتىً صغيرٍ كهذا ، هذا ليس طبعك "
" سيكون مفيداً في المستقبل "
" رغم أنني أشك في ذلك لكن في النهاية هذا يبقى قرارك "
" إذاً مالذي أردت الحديث عنه؟ "
وضع آزار وجهاً جدياً عندما سأله شين نو و نظر نحو السهل الذي أمامه بتأمل
" الوضع الحالي غير مستقر ، الخطوة التي قامت بها مملكة الصخور السوداء تدل بوضوحٍ على أنها تريد الحرب ، لا أظن أن مملكة السيوف التسعة ستصمت فقط دون الرد على محاولة غزو هذه القلعة و قتل عددٍ من الوحدات العسكرية "
كانت مملكة الصخور السوداء هي المملكة المعادية التي غزت قواتها القلعة الحدودية و قتلت عدداً من الوحدات ، كانت مجاورةً للمملكة السيوف التسعة ، إبتسم شين نو بسخريةٍ و أجاب
" تصمت؟ ، لا أظن هذا ، من المؤكد أن مملكة السيوف التسعة سترد على هذا الأعتداء ، و سيكون ردهم أقوى ، لابد أن مملكة الصخور السوداء تدرك هذا أيضاً ، لذلك ستكون مستعدةً للدفاع ، بالنسبة لنشوب حرب؟ ، سيعتمد هذا على التعزيزات التي سترسلها العاصمة الآن ، إذا أرسلت معظم قوتها العسكرية ، فهذا يعني الحرب... "
" إذاً في النهاية سواء أرسلت العاصمة قواتٍ كثيرة أو لا سنتورط في المعركة الشديدة القادمة ، أليس كذلك؟ "
" هذا صحيح ، لذلك من الأفضل لك أن تتجهز و تحاول زيادت قوتك قدر الإمكان ، لأن المعركة القادمة لن تكون كهذه "
" ستكون على نطاقٍ أوسع و أكثر وحشية "
تنهد آزار عند سماع كلمات شين نو و لعن ضعفه ، صحيحٌ أنه كان عبقرياً وصل لسيد الزو المستوى الخامس في عمر ال17 ، لكن في النهاية تبقى قوته في حدود سيد الزو ، لن يؤثر على مجرى الحرب كاملةً مهما فعل
لم يهتم شين نو بأفكار آزار و ظل يحدق في الأفق ، بعد بضعة ثواني من الصمت لاحظ الأثنان بعض الظلال البعيدة تقترب
" لقد وصلوا "
تمتم الأثنان بينما تركا جدار القلعة و نزلا نحو البوابة ، هناك وجدا قائد الوحدة دين مو و معظم قادة الفرق واقفين بالفعل ينتظرون وصول التعزيزات ، كان بينهم هولزين الذي تعافى الآن بالكامل ، كان يقف على الحافة بينما ينظر بلا إهتمامٍ نحو الأفق
عندما لاحظ آزار و شين نو وجود هولزين ذهبا و وقفا معه و أنتظرا مع الجميع
لم يدم أنتظارهم لوقتٍ طويل ، بعد ثلاثين دقيقة وصلت التعزيزات بالقرب من القلعة و يمكن الآن مشاهدة حجمها بالكامل تقريباً
عندما رأى هولزين و آزار حجم القوات فتحا فمهما قليلاً من المفاجئة ، كان عدد القوات ضخماً! تقريباً حوالي أربعين ألف جندي و بضعة الآف!! ماذا يعني هذا؟ ، هذا يعني أنه تم أرسال أربعة قادة أعلى للهجوم على مملكة الصخور السوداء!!
يجب أن يعرف المرء أن مملكة السيوف التسعة كانت محاطةً بثلاث ممالك من ثلاث جهاتٍ مختلفة و البحر من الجهة المتبقية ، كانت الحدود مع أي مملكةٍ يحميها دائماً أثنان برتبة قائدٍ أعلى و عشرين ألف جندي ، و الأربعة البقية يتمركزون في العاصمة لتعزيز الحدود في أي لحظة و بالنسبة للجنرال الأعلى ، سيبقى دائماً في العاصمة لكي يحمي الملك ، و في حالات الطوارئ القصوى يشترك في الدفاع عن المملكة أو يقود الهجوم لغزوٍ كامل
كان القادة الأعلى المسؤولان عن الحدود مع مملكة الصخور السوداء في أجتماعٍ طارئٍ في العاصمة ، تركت بعض الوحدات فقط لتحرس الحدود ، لم تتوقع أن تستغل مملكة الصخور السوداء هذه الفرصة لغزوهم حيث هذا يعني الحرب ببساطة!
الآن عاد القائدان مع أثنين أخرين من العاصمة و أربعين ألف جندي!
من الواضح أن هذا يعني شيئاً واحداً ، الرد الذي أختارته مملكة السيوف التسعة على تصرافت مملكة الصخور السوداء هو...
الحرب!
أقترب الجيش من القلعة و وصل بالفعل أمامها ، خرج من أمام الجيش الضخم أربعةُ شخصياتٍ و أقتربوا من قائد الوحدة دين مو ، كانوا ثلاثة رجالٍ و أمرأة ، لم يتأخر دين مو كثيراً و قام بالتحية العسكرية فرواً و بظهرٍ مستقيمٍ تماماً
" قائد الوحدة التاسعة في جيش المملكة ، دين مو ، يرحب بالقادة الأعلى! "
لم يتأخر قادة الفرق خلفه و تحدثوا بأنسجامٍ تام ، و معهم شين نو بالطبع
" نرحب بالقادة الأعلى!! "
أومأ القادة الأربعة و تحدث رجلٌ عضلي و كثيف الشعر مع دين مو
" أنت هو دين مو؟ أحسنت صنعاً في أستعادة القلعة الحدودية ، لقد قرأت التقرير ألذي أرسلته ، قائد الفرقة الذي أكتشف خطة العدو و واجه نواة الزو بينما كان فقط في سيد الزو مع قائدين أثنين ، كان أسمه شين نو إذا كنت أذكر جيداً ، أين هو؟ "
" نعم هذا صحيح ، حتى أنا أريد لقائه ، لقد أعجبت بذكائه و سرعة تفكيره ، في نفس الوقت شجاعته ليست أقل شئناً ليقرر محاربة نواة زو بتدريبه "
تحدث رجلٌ آخر من القادة الأربعة يبدو في منتصف المعكر مع لحيةٍ خفيفة و شعرٍ بني
أومأ القائدان الأخران و أعربا عن رغبتهما برؤية هذا العبقري
لم يتأخر عنهم دين مو و أشار لشين نو الذي تقدم بدوره و عرف عن نفسه
" أيها القادة المحترمون ، انا هو شين نو الذي تريدون مقابلته "
وقف شين نو بظهرٍ مستقيم و وضع وجهاً خالي من المشاعر أثناء تحدثه مع القادة الأربعة
أعجب القادة بموقف شين نو ، حيث تحدث معهم و وقف دون ذرة إرتباكٍ او خوف ، في مستواهم كانوا يستطيعون أن يعرفوا إذا كان يتظاهر بالهدوء بمجرد نظرة ، لكن لم يكن يتظاهر!
" لديك مستقبلٌ باهرٌ أيها الفتى ، في عمر ال15 و تملك تدريب سيد الزو المستوى الثالث ، ذكائك و شجاعتك واضحان من أفعالك ، لدينا توقعاتٌ عالية نحوك ، من الأفضل أن تستمر في العمل الجاد "
هذه المرة كانت المرأة التي تبدو في العشرينات من عمرها هي التي تحدثت ، أومأ بقية القادة الثلاثة ليتفقوا مع كلامها
" أن توقعاتكم و مديحكم كثير علي ، أنا فقط مجرد قائد فرقة كنت أستمع لأوامر قائدي ، سأحرص على محاولة الوصل إلى توقعاتكم "
بعد أن تبادل شين نو بعض كلمات التشجيع من القادة ، رجع إلى مكانه و تحدث الرجل العضلي مرةً أخرى إلى قائد الوحدة دين مو
" حسناً ، دين مو يجب أن تعرف ما يحدث بالفعل ، لقد أعلنت المملكة بالفعل الحرب على مملكة الصخور السوداء ، سننطلق غداً مع أول ضوء شمسٍ يقع على الأرض ، آمل أن تكون قواتك مستعدة "
" لا تقلق أيها القائد الأعلى ، القوات مستعدة و في إنتظار الأوامر فقط "
" جيد "
بعد أن أنهى حديثه مع دين مو ، أستدار الرجل العضلي نحو الجيش خلفه و أمرهم ببناء مخيمهم لمبيت الليلة ، بينما دخل هو و بقية القادة الأعلى الثلاثة إلى القلعة مع دين مو و توجهوا نحو الغرف التي أعدها دين مو لهم بسرعة
عندما غادر القادة الأعلى المكان ، نظر شين نو حوله ليجد بقية قادة الفرق ينظرون نحوه كما لو أنهم ينظرون لوحش ، كان آزار و هولزين ينظران له بنفس الطريقة
" ماذا؟ "
سأل شين نو بأستغراب
" كيف كنت تستطيع التحدث معهم بهذا الهدوء و الأرتياح؟ ، كانوا في رتبة قائدٍ أعلى! ، لقد وصل تدريبهم بالفعل إلى تشكيل الحياة!! ، هل تعرف ما هو تشكيل الحياة؟! "
لم يستطع هولزين الصمت و أنفجر على شين نو ، في المقابل كان رد شين نو أكثر بروداً
" و؟ ، لماذا يجب أن أخشى منهم حتى لو كانوا في تشكيل الحياة؟ ، هل هم أعدائي؟ لن يؤذوني بدون سبب "
أراد هولزين الأنفجار على شين نو مجدداً لكنه توقف في منتصف الطريق ، لم يجد كلاماً لينكر شين نو ، هذا صحيح ، لماذا سيؤذوه إذا لم يفعل شيئاً و لم يكن عدوهم؟
بسبب عدم قدرته على الرد ترك المكان غاضباً من برودة شين نو بينما تبعه آزار لتهدئته ، بالنسبة لشين نو عاد إلى غرفته لكي يتجهز للحرب التي ستبدأ غداً...
__________________________________
هذا الفصل خفيف قليلاً ، آمل أنه أعجبكم 🖤👀