داخل كهفٍ مظلمٍ و مهجور ، يمكن سماع أصوات خطواتٍ لعدة أشخاص ، ظهر معها صوت سحب شيءٍ ثقيل
كان هؤلاء هم مجموعة شين نو و السيد جي المقيد ، لقد دخلوا للكهف معاً في النهاية ، أراد آزار و هولزين رؤية كيف سيتم تعذيب قاتل أحبائهم ، و تبعتهم دانا أيضاً لأنها لا تريد البقاء وحيدة
كانوا يسيرون داخل الكهف إلى أن وصلوا لفتحةٍ كبيرة ، بعد الفتحة ، تواجدت بحيرةٌ متوسطة الحجم ، تمتم شين نو و قال
" هذا المكان سيفي بالغرض "
ترك السيد جي على الأرض و سحب سيفه ، قطع جداراً صخرياً قريباً و صنع مساحةً تشبه الغرفة الصغيرة ، في الوسط ، نحت شيئاً مثل المنضدة الحجرية
عندها حمل شين نو السيد جي و جعل جسده يستلقي على المنضدة الحجرية بينما ربطه بثلاثة حبالٍ متينة ، عندها فتح شين نو فمه و تحدث
" حسناً يا صديقنا العزيز ، لديك خياران ، أما أن تموت بسهولة ، أو أن تتعذب ببطئٍ و ألمٍ شديدين حتى الموت "
" لذلك ما رأيك أن تخبرني كل ما تعرفه ، و لنبدأ بأول سؤال ، لمن تعمل؟ "
نزع شين نو القماشة التي ربطها على فم السيد جي ليجيبه ، لكن ما كان في أنتظاره هو مطرٌ من الشتائم و التهديدات ، أرجع القماشة و تنهد
" هاه ، لقد أخترت الطريقة المؤلمة في النهاية "
" يبدو أنني مجبرٌ على توسيخ يدي "
أخرج شين نو خنجراً عادي من خاتم الزو خاصته و أشار لآزار لينتج ناراً خفيفة ، وضع شين نو الخنجر على النار الخفيفة بينما يتكلم مع السيد جي بهدوء
" بالنسبة ، أريد أن أسئلك سؤالاً شخصياً... "
كان نور اللهب ينعكس على عيني شين نو المظلمة بينما يتحدث ، و كان صوته هادئً جداً ، كان الأمر كما لو أنه يسأل عن نوع وجبة الطعام التي يفضلها
" هل جربت شعور ان يتم قطع جلدك قطعةً قطعة بأستعمال خنجرٍ ساخن؟ "
تجمد السيد جي في مكانه من الخوف ، ظهرت نظرة الفزع في عينيه و أخذ يناضل للتحرر من الحبال ، لكن مهما فعل ، لم يكن لذلك فائدة ، في النهاية كانت قوته قد أختفت
خلف شين نو ، كان للثلاثة تعبيراتٌ مختلفة ، كانت نظرة دانا خائفةً بعض الشيء و متفاجئة من أساليب شين نو ، و بالنسبة لهولزين ، كانت نظرته باردةً و قاتلة ، لكن عندما سمع كلمات شين نو ، ظهر جزءٌ من التوتر و الخوف في عينيه ، هذه ستكون أول مرةٍ يعذب بها شخصٌ أمامه
بالنسبة لآزار ، كانت نظراته غير مبالية طوال الوقت ، حتى عندما سمع كلمات شين نو ، لم تتموج عيناه أو ينزعج ، لو كان هذا في السابق ، ربما كان سينزعج قليلاً ، لكن الآن ، لم يعد يرى مشكلةً في تعذيب أشخاصٍ كهذا الشخص أمامه من أجل هدفه
حمل شين نو الخنجر الساخن و أقترب من السيد جي ، كان السيد جي يناضل بكل قوته بينما ينظر لشين نو برعب ، لكن نظرة شين نو كان غير مباليةٍ بالكامل ، كان الأمر كما لو أعينه كانت كتل جليدٍ قديمة
نزع شين نو القماشة مرةً أخرى ، بدأ السيد جي بالتهديد مرةً أخرى و الصراخ بغضب ، لكن شين نو لم يبالي بغضبه و قطع طبقةً من جلد ذراع السيد جي اليمنى
" تشششششك! "
" هااااااااااا!!!! "
تم سماع صوت القطع مع حرق الجلد ، بينما كان صراخ السيد جي المؤلم ينتشر في الكهف ، لم يهتم شين نو للصراخ المؤلم للسيد جي و قطع طبقةً أخرى من الجزء الخلفي لليد اليمنى بعد أن أمسكها بقوة ، لم تعد اليد اليمنى محاطةً بالجلد و أصبحت يداً دموية بالكامل ، خرجت الأوردة و أنتشر الدم بجنون
أستمر صراخ السيد جي المجنون بينما يتوسل
" أقسم أنني لا أعرف شيء!!! "
" لا أعرف شيئاً حقاً!!! "
" هاااااااااااااااااا!!!! "
لكن شين نو لم يتوقف ، و أستمر بزيادة مستوى قوة التعذيب شيئاً فشيئاً
...
لقد مر يومان بالفعل منذ أن بدأ شين نو في تعذيب السيد جي ، حالياً ، كان آزار و هولزين و دانا يقفون خارج الكهف بصمت ، يبدو أنهم ينتظرون شين نو
لم يتأخر شين نو عنهم و خرج من داخل الكهف ، بالنسبة للسيد جي؟ ، لم تبقى جثته سليمةً بعد الآن ، لقد تم تقطيع جلده بأكمله و تم تركه مربوطاً في الكهف ليموت بسبب نزيف الدم ببطئ ، كان موتاً مؤلماً و مخيفاً
عندما رأى الثلاثة شين نو يخرج بينما يضع يده على فكه و يفكر ، سارعوا بالسؤال
" إذاً ، ماذا أكتشفت؟ "
لم يرفع شين نو رأسه و بقي صامتاً بينما يفكر ، لم يزعجه أيٌ من الثلاثة أيضاً و أنتظروا رده ، هكذا بعد بضعة دقائق ، رفع شين نو رأسه و عليه إبتسامةٌ مختلفة عن إبتسامته الهادئة ، كان هناك شعورٌ من الدماء و الخطر فيها
" أظن أنني أملك فكرةً عن هوية الخائن و خطته "
سأل آزار مباشرةً
" من؟ "
لكن شين نو لم يجيب ، صمت قليلاً و أكمل
" مثل ما أخبرتكم ، أتركوا أمر التعامل معه لي ، كل ما عليكم فعله هو العودة إلى المنطقة العسكرية في العاصمة و التدريب "
" آزار ، قد أحتاج مساعدتك قليلاً ، لذلك حظر نفسك "
أنزعج الثلاثة لأن شين نو قرر أبقاء الأمر غامضاً عليهم ، لكنهم لم يعترضوا ، في النهاية كان شين نو من أتى بالخطة التي أستعملوها في مهاجمة طائفة اللهب الأخضر عن طريق أستفزاز وحوش الزو الهمجية و أرتداء ملابس الطائفة لتخلط بينهم و بين تلاميذ الطائفة و تلقي بغضبها على طائفة اللهب الأخضر
أليست هذه خطةً ذكية؟ ، حتى قتالهم كان مخططاً من قبل شين نو ، أساليبه غامضةٌ و قاسية مثل ذلك الظل الغامض الذي يساعده أحياناً أو مثل طريقة تعذبيه ، حقاً ، لقد نسوا أنه مجرد فتى لم يصل لعمر 16 سنة
حتى أنهم لاحظوا الآن بعد أن هدئوا ، شين نو منذ أن وصلوا لمحافظة شينان إلى الآن لم يظهر تعبيراً غاضباً أو حزيناً! ، حتى ان آزار رأى ان هناك شخصاً يبدو أنه يعرف شين نو قد مات أمامه ، إذا تذكر بشكلٍ صحيح ذكر شين نو ان أسمه ليميو
لكن شين نو لم يهتم أبداً ، كمية أنضباط النفس و الهدوء الذي يملكه كان مخيفاً!! ، كان مخيفاً لدرجة أنهم لم يعرفوا ، هل شين نو يخفي مشاعره بشكلٍ مثالي ، أم أنه حقاً لا يهتم...
لذلك وثقوا بأن شين نو سيتعامل مع الأمر جيداً ، على الأقل إذا قال أنه لا يحتاجهم ، فهو لا يحتاجهم حقاً
هكذا عاد الأربعة معاً للعاصمة على ظهر وحش الزو الطائر بينما أتبعهم الوحش الطائر الذي أستعمله شين نو و آزار و هولزين في القدوم لأول مرة
و بعد مرور ثلاثة أيام ، وصلوا للعاصمة و توجه الجميع للمنطقة العسكرية بعد أن أعادت دانا وحش الزو لعائلتها ، كان قائد الوحدة في أستقبالهم ، لكنه لم يأنبهم على أختفائهم لأنه يعلم ماذا حدث ، لقد أعطى تعازيه لهم و أخبرهم أنهم يستطيعون أخذ أجازة ، لكنهم رفضوا و عادوا للتدريب بسرعة
بالنسبة لشين نو ، عاد لفرقته و رأى بلود يتدرب مع بقية الفرقة ، كان يعمل بجدٍ و العرق ينزل منه بكثافة ، لم يبقى شين نو طويلاً و أتجه لخيمته ، هناك بدأ بالتدريب إلى ان حل الصباح...
في الصباح الباكر ، خرج شين نو من المنطقة العسكرية و توجه للقصر الملكي سيراً ، كان يسمع المشاة يتحدثون عنه و آزار و هولزين ، لقد تم نشر إنجازتهم و ألقابهم بالفعل و الكل يعرف عنهم الآن
وصل شين نو للقصر و دخل بسهولة ، لم يمنعه الحراس لأنه بمرتبة وزيرٍ خارجي الآن بسبب لقبه
تقدم شين نو خلال القصر الملكي و سأل الحراس عن بعض الأتجاهات ، هكذا بعد السير لبضعة دقائق ، وصل أخيراً أمام بابٍ فضيٍ كبير ، كانت هناك بعض الأصوات الصاخبة قادمةٌ من خلف الباب
لم يتردد شين نو و فتح الباب مباشرةً ، أستقبله منظر قاعةٍ دائريةٍ ضخمة بينما أنتشرت المقاعد على شكل مدرجاتٍ بشكلٍ دائري و كان يجلس عليها الكثير من الشخصيات ، في الوسط كان هناك عرشٌ صغير يجلس عليه شخصيةٌ مألوفة لشين نو ، كان الملك
كان هذا المكان هو قاعة مناقشة الوزراء الخاص بالمملكة ، هنا يجتمع وزراء المملكة كل يوم و يتناقشون بشأن كل شيءٍ له علاقة بالمملكة ، سواء كان صغيراً أم كبيراً ، بالطبع سيتواجد الملك غالباً فقط في القضايا الكبيرة و المهمة
تفاجئ الجميع من صوت فتح الباب ، لأن وقت وصول الوزراء قد فات بالفعل ، هذا يعني أن القادم قد تأخر عن الأجتماع ، عندما ألتفت الجميع نحو الباب ، تفاجئوا لأنهم رأوا فتى صغير في عمر ال16 أو 15 تقريباً يقف عند الباب بأبتسامةٍ صغيرة ، ماذا يفعل هذا الفتى هنا؟
لكن أكثر من تفاجئ هو الملك ، لقد تعرف على هذا الفتى ، أنه العبقري الذي جذبه ، شين نو ، عندها سأل الملك بأستغراب
" شين نو ، مالذي جلبك هنا؟ "
تفاجئ الجميع عندما سمعوا الملك يذكر هذا الأسم ، لقد سمعوا بالفعل عن هذه العبقرية و أنجازاتها ، الأمر فقط أنهم لم يعرفوا شكله لذلك لم يتعرفوا عليه
" سيدي الملك ، لقد أردت فقط أن آتي و أستمع لمناقشة الوزراء ، في النهاية انا وزيرٌ خارجي ، لذلك سيكون هذا مفيداً لي لأكتساب الخبرة "
لم يظن الملك أن جواب شين نو سيكون هذا ، كان يعرف أن الشباب نشيطون و يحبون القتال و المغامرة ، بالنسبة للمناقشات السياسية؟ ، كان مملاً جداً بالنسبة لهم ، لكن الملك لم يمنع شين نو و سمح له بالأستماع ، على العكس ، كان فرحاً لأن شين نو مهتم بهذه الأمور و تمنى أن يكون عبقرياً فيها أيضاً
جلس شين نو على إحدى المقاعد و لم يتحرك أو يتحدث طوال الوقت ، و كان يستمع بأنتباهٍ لكلام الوزراء ، كانوا يتحدثون عن المملكة المجاورة لهم ، مملكة الصخور السوداء
لقد أقترح الأغلبية أن يوقعوا معاهدة سلامٍ مؤقت ، لأن المملكتين كانتا متكافئتين بالقوة ، و الحرب لن تؤدي إلا إلى تدمير بعضهما بعض ، بالطبع سيحتفظون بالقلعة التي أحتلوها
بعد المناقشة لمدة خمسة ساعاتٍ طويلة ، أنتهى الأجتماع و كان جميع الوزراء على وشك الخروج ، عندها تقدم شين نو من مقعده و توجه لمقعدٍ طويلٍ قليلاً و بعيد
كان هذا المقعد بعيداً عن بقية المقاعد و كان هناك رجلٌ عجوزٌ أصلع يجلس عليه ، كان يملك لحيةً صغيرةً بيضاء و جلس هناك بهدوءٍ طوال الوقت ، لكن كانت نظرات الأحترام دائماً متوجهةً نحوه
وصل شين نو بالفعل أمامه قبل أن يقف هذا العجوز من مقعده و تحدث بصوتٍ متحمس بينما تلمع عيناه
" الوزير الأكبر ، السيد دي مي ، أنا شين نو ، لقد سمعت و قرأت عن إنجازاتك لهذه المملكة و بصراحة أنا من المعجبين الكبيرين بك ، أنه شرفٌ كبيرٌ لي لألتقي بك "
تفاجئ الجميع بالكلمات المفاجئة لشين نو ، لأنه بدا مختلفاً عن الشكل الهادئ قبل قليل ، لكنهم هزوا رأسهم بعد ذلك و تفهموا الأمر ، في النهاية هو في عمر ال16 تقريباً ، من الطبيعي أن يعجب بأحد
و كان السيد دي مي شخصاً جيداً ليعجب به شين نو ، في النهاية كان هو الوزير الأكبر منذ ثلاثة أجيال ، كان يساعد المملكة منذ وقتٍ طويل ، لذلك كان الجميع يحترمه و تمت مكافئته بكونه الوزير الأكبر
لم يكن تعبير دي مي مختلفاً عن تعابير بقية الوزراء ، لقد تفاجئ أيضاً بكلام شين نو ، لكنه في الثانية التالية أبتسم و قال
" هوه؟ ، أن يعجب عبقريٌ مثلك بي ، أظن أنني أنا من يجب أن أشعر بالشرف ، مستقبل المملكة واعدٌ بوجود أشخاصٍ مثلك "
" الوزير الأكبر يمدحني كثيراً ، في الواقع كنت أتمنى أن آتي لمسكن الوزير الأكبر اليوم من أجل العشاء و أتحدث معه قليلاً عن السياسة و أكتسب الخبرة منه ، كان هذا حلماً تمنيت تحقيقه "
تحدث شين نو بصوتٍ عالي و متحمس و سمعه جميع الموجودين ، لمع ضوءٌ غريبٌ في عيني الوزير الأكبر دي مي لثانيةٍ واحدة ، لكنه أختفى في الثانية التالية و قال بفرح
" بالطبع بالطبع ، أنت مرحبٌ بك اليوم للعشاء في مسكني ، و سأحاول نقل قدر ما أستطيع من خبراتي السياسية لك "
" شكراً لك أيها الوزير الأكبر "
نمت إبتسامة شين نو الفرحة أكبر و بدى كما لو أنه طفلٌ حصل على بعض الحلوى ، ضحك الوزراء القريبين على ردت فعله اللطيفة و خرجوا ، بالنسبة لشين نو و الوزير الأكبر ، فقد خرجوا و عادوا لمسكنه في عربةٍ واحدة
...
في مسكن الوزير الأكبر دي مي ، كان شين نو يجلس أمام طاولةٍ خشبية و على الجهة الأخرى جلس الوزير الأكبر أمامه ، كانت الغرفة مظلمةً و لا توجد سوى شمعةٌ داخل مصباحٍ يوجد في وسط الطاولة
لقد أختفت إبتسامات شين نو و الوزير الأكبر دي مي و حل مكان الأبتسامات وجوهٌ باردة ، عندها تحدث الوزير الأكبر
" لقد أكتشفت أنني الخائن بعد أن قبضت على عديم الفائدة ذاك ، و أتيت في وسط أجتماع مناقشة الوزراء لتعلن انك تريد أن تأتي لمسكني و تتناول العشاء معي ، الآن إذا قتلتك سأكون المشتبه به الأول ، مع معلومة وجود الخائن في العاصمة و قتل عبقريٍ مثلك ، سيكون واضحاً أنني القاتل و الخائن "
" لذلك الآن ، أنت في وسط أرضي و قتلك سهلٌ بنفس سهولة شرب الماء ، لكنني لا أستطيع قتلك ، حركةٌ ذكية حقاً ، لقد كان الأمر كما لو أنني أتحرك على يدك ، نلت إعجابي حقاً "
" إذاً ، ماذا تريد أن تناقش ، في النهاية أنت أتيت هنا لسبب ، أليس كذلك؟ "
تحدث الشيخ الأكبر دي مي مباشرةً و سأل شين نو ، لقد تبين أنه هو الخائن! ، لقد عرف شين نو هذا لأن الشخص الذي أرسل السيد جي هو دي مي ، لقد أكتشف هذا بعد تعذيبه كثيراً
عند سماع شين نو لكلام الوزير الأكبر و سؤاله ، إبتسم و تحدث بهدوء
" أريد فقط أن أقدم طلباً لك "
" طلب؟ "
" نعم ، أريد الأنضمام لكم "