60 - كل القطع في مكانها...

" الأنضمام...لنا؟ "

كان الوزير الأكبر دي مي متفاجئاً من حديث شين نو ، لم يتوقع هذا ، لكنه في اللحظة التالية وضع وجهاً ساخراً

" و لماذا من الأساس سنقبل أن تنضم لنا؟ ، حتى لو كنت عبقرياً يمكن قتلك الآن بسهولة ، و إذا قبلنا بك معنا من المحتمل أن تغدرنا ، لن يكون ولائك مضموناً ، لماذا نخاطر من أجل مجرد عبقريٍ ما زال ضعيفاً و يمكن قتله؟ "

سخر دي مي من حديث شين نو و ظن أنه يعطي لنفسه قيمةً أكبر من اللازم ، لكن شين نو حافظ على إبتسامته و تحدث

" كلامك منطقي ، و سأخبرك لماذا تحتاج لأن تقلبني ، لكن دعني أسئلك أولاً ، هل قرأت معلوماتي؟ "

" نعم لقد فعلت "

" إذاً لقد أثبتت عبقريتي ، لأنك تعرف متى بدأت بالزراعة و كم أحتجت حتى أصل لهذا المستوى "

لم يتكلم دي مي و أنتظر شين نو لينهي كلامه ، لم يتأخر شين نو و أكمل بينما يبتسم

" فالننتقل للأمر الذي بعده ، لقد علمت عني أنا و آزار و هولزين مباشرةً بعد معركتنا لغزو القلعة الحدودية ، هذا يعني أمرين ، أن هناك خادماً لك كان في القوات و أنه يملك وسيلةً للأتصال بك عن بعد "

" إذا أفترضنا أن لك خادم في القوات ، سيكون هناك الكثير من الاحتمالات ، ربما خادمك جندي؟ ، أو قائد فرقة؟ أو قائد وحدة؟ ، أو ربما... "

زادت إبتسامة شين نو و نقر أصبعه على الطاولة أمامه بينما يتكلم

" قائدٌ أعلى "

لم تتغير تعابير دي مي طوال الوقت و بقي وجهه غير قابلٍ للقراءة ، لكن شين نو لاحظ شيئاً صغيراً جداً و غير واضح ، بؤبؤ عين دي مي قد صغر قليلاً ، تصرف كما لو أنه لم ينتبه له و أكمل

" إذا أتينا و تفقدنا الأمر شيئاً فشيئاً ، سنستبعد الجندي و قائد الفرقة ، لأنه نسبة موتهم في المعركة عاليةٌ جداً و هكذا ستخسر تابعك الذي وضعته في الجيش بصعوبة ، يبقى لدينا قائد الوحدة و القائد الأعلى ، أنا لن أتفاجئ إذا كنت تمتلك أتباعاً كقادة وحدات "

" لكن ، لن يكونوا مؤثرين كثيراً على الحرب بين المملكتين ، ببساطة أنهم لا يستطيعون أن يؤثروا على المملكة كثيراً إذا خانوها ، لأن المملكة تمتلك الكثير من قوات نواة الزو "

" يبقى لنا خيارٌ واحد ، قائدٌ أعلى ، كان هناك أربعة قادةٍ أعلى في المعركة ، بقي واحدٌ منهم التي هي المرأة الوحيدة بينهم في القلعة الحدودية مع أثنين آخرين من العاصمة ، و عاد الثلاثة البقية إلى العاصمة "

" الآن لو كنت مكانك ، و كنت أملك قائداً أعلى بجانبي ، و المملكة كانت تشك في أن هناك خائناً بين صفوفها ، لا شعورياً ستأمره أن يعود إلى جانبك في العاصمة ، خاصةً في هذا الوقت الحساس ، و كما أنه لن يفيدك إذا بقي في القلعة الحدودية لأن المملكتان أوقفتا الحرب مؤقتاً ، لذلك المرأة قد أستبعدت ، بقي الثلاثة الآخرون "

" واحدٌ من هؤلاء الثلاثة ، صاحب اللحية الخفيفة و الشعر البني هو تابعٌ مخلصٌ للملك ، لم يخرج من القصر الملكي أبداً إلا في حالاتٍ نادرة كالحرب ، و بقي أغلب الوقت مع الملك لأنه أحد الأثنين المسؤولان عن حمايته ، و في القصر الملكي يتواجد الجنرال ، في مستواه يستطيع سماع أي شيءٍ في القصر ، هذا يعني أنك لن تملك الفرصة لتحاول جذب ولائه نحوك "

" هذا يعني أنه بقي أثنان فقط ، لقد أستطعت حصر الأحتمال الذي شمل الجيش المكون من أربعين ألف إلى شخصين فقط ، و بالنسبة للأثنين المتبقيين ، سأقول حسب غريزتي أنه الرجل العضلي و كثيف الشعر "

لم يستطع دي مي أن يصمت أكثر و ضرب الطاولة بينما تحدث بصوتٍ يرتجف قليلاً

" لماذا تظن أنه الرجل العضلي كثيف الشعر؟ "

" ببساطة ، لأنه عندما أتى بعد المعركة لرؤيتنا أنا و آزار و هولزين ، و تحدث معي ، قال يبدو أن انجازي السابق لم يكن صدفة ، في تلك اللحظة ، رغم أنه حاول أخفاء الأمر ، لكنني شعرت بجوٍ عدائيٍ منه "

" لذلك أشك أنه هو ، في النهاية ، يمكن أعتبار هذا الشعور مثل بقية الحقائق السابقة ، لأن النفس البشرية تعطي أدلةً على نفسها في كل حركةٍ تحدثها ، كل ما عليك فعله هو أن تنتبه لهذه الأدلة "

" و الآن ، لقد أثبتت ذكائي "

كان دي مو متحجراً في مكانه و لم يكلف نفسه عناء إخفاء الصدمة في عينيه ، لقد كان خائفاً حقاً من أتساع طرق تحليل شين نو ، لكن شين نو لم يهتم و أكمل

" و الآن ، لقد أثبتت عبقريتي في الزراعة ، و ذكائي في التخطيط ، بقي أن أثبت ولائي "

" لابد أنك قد أعددت خطةً لقتل الملك ، لكنك لم تفعلها إلى الآن بسبب الجنرال المتواجد في القصر ، لذلك ما رأيك في أن تخبر جيش مملكتك بالقدوم مع جنرالهم إلى الحدود ، سيخرج جنرال هذه المملكة مع الجيش بالتأكيد ليقاتل جنرال مملكتك ، عندها ستملك الفرصة لقتل الملك لأنه سيكون وحيداً "

ضرب دي مي الطاولة بقوة بينما وقف و صرخ

" هل أنت مجنون!! ، كيف يترك جنرال مملكتنا القصر بدون حماية ، تستطيع الممالك الأخرى أغتنام الفرصة و غزونا بسهولة! "

أجابه شين نو هذه المرة ببرودة ، أختفت إبتسامته بالفعل

" لا ربح بدون مخاطرة ، و جنرال مملكتك لن يقاتل ، كل ما عليه فعله هو الذهاب للحدود و نشر هالته لجذب الجنرال الذي في القصر إلى الحدود لبعض الوقت ، عندها يستيطع التراجع دون قتال و تستغل أن هذا الوقت القصير لقتل الملك ، عندها تستطيع أن تذهب لمملكة الصخور السوداء أو أن تورط شخصاً آخر في قتل الملك ، و الآن لقد أثبتت ولائي عن طريق أعطائك هذه الخطة "

جلس دي مي على كرسيه مجدداً بينما نظرة الحيرة و الأرتباك على وجهه ، في النهاية ، رفع رأسه في النهاية و تحدث مع شين نو بنية قتل

" و لماذا تريد خيانة هذه المملكة؟ "

" خيانة؟ "

إبتسم شين نو بسخرية بينما يجيب

" و متى أعطيت ولائي لهذه المملكة من الأساس؟ "

وقف شين نو من مقعده و أستدار ليخرج ، سمع خلفه آخر كلمات دي مي

" المخطط الدموي ، أنه لقبٌ يليق بك حقاً... "

خرج شين نو من المسكن و ترك دي مي وحيداً بينما يفكر ، لقد وضع مراقبين على شين نو منذ عودته من القلعة الحدودية و هو يعرف أنه ليس جاسوساً من إحدى الشخصيات في المملكة مثل الملك أو غيره ليورطه ، لأن شين نو لم يتفاعل مع أحدهم من الأساس ، لقد وقع دي مي في حيرةٍ طويلة

في النهاية صر أسنانه و توجه لمكتبٍ سري تحت الأرض ، هناك في إحدى الأدراج كانت توجد صخرةٌ بيضاء لامعة ، وضع دي مي هذه الصخرة على فمه و بدأ بالحديث

...

في نفس الوقت ، توجه شين نو للقصر الملكي بالتحديد لداخل المكتبة ، وقف شين نو داخل المكتبة و أخذ أحد الكتب و بدأ بتصفحها ، بينما كان يقلب بالكتاب ، كان يتمتم بصوتٍ غير مسموعٍ جداً ، في الواقع كانت شفتاه لا تتحرك تقريباً

" أنا...أعرف...الخائن...قابلني...في...حانة...المغامرين "

بعدها صمت و أكمل القرائة لبضعة ساعات ، ثم خرج من المكتبة و توجه للمنطقة العسكرية ، بدون تفسير سحب آزار معه إلى شوارع العاصمة المزدحمة

كان شين نو يسير بطريقةٍ غريبة و ينعطف كل بضعة دقائق ، لكن آزار لم يسأل عن شيءٍ و تبع شين نو خطوةً بخطوة ، في النهاية ضاع الأثنان بين الحشود ، بينما لعن أحدٌ كان يتبعهما

" اللعنة ، لقد أضعتهما! "

...

سار الأثنان إلى أن حل المساء و وصلا أمام حانةٍ صغيرةٍ ولكن مزدحمة ، كانت الشتائم و الصخب هي الشيء الطبيعي الذي ستجده هنا ، لم يهتم شين نو و ذهب و جلس في إحدى المقاعد في الزاوية ، و جلس آزار بجانبه

كان آزار حائراً عن سبب قدومهما هنا ، لكنه عرف أن شين نو بالتأكيد يملك سبباً لذلك أنتظر بصمتٍ و لم يسأل...

مرت عشرون دقيقةً بالفعل ، و كان الأثنان على نفس وضعهما ، لكن عندها لاحظ آزار أمراً ، كان هناك رجلٌ ضخم يرتدي عبائةً سوداء تغطي جسده يقترب منهم ، لسببٍ ما شعر آزار بخطرٍ كبير من هذا الشخص ، شعر أنه إذا أراد هذا الشخص قتله...

لن يستطيع المقاومة

بلا تأخير وصل الرجل الضخم صاحب العبائة أمامهم و جلس في المقعد المقابل لشين نو ، عندها شعر آزار بنوعٍ من الطاقة الغريبة التي تحيط به ، لم يستطع مقاومة هذه الطاقة و أحاطت به هو و شين نو ، عندها تحدث الرجل صاحب العبائة السوداء

" حسناً ، لن يستطيع أحدٌ سماع ما نقوله الآن ، تحدث "

إبتسم شين نو و أشار للرجل صاحب العبائة السوداء بينما يتحدث

" آزار ، دعني أقدم لك أهم و أقوى شخصٍ في مملكة السيوف التسعة ، الجنرال "

" الجنرال!! "

صدم آزار عندما سمع شين نو و نقل بصره للرجل الذي أمامه ، لا عجب أنه شعر بالخطر قبل قليل ، هذا الشخص يستطيع قتله بنظرةٍ فقط! في النهاية أنه في مستوى فهم الموت!!

" لكن ، مالذي جلب الجنرال هنا؟ "

سأل آزار بينما كان الأرتباك واضحاً على وجهه ، عندها تكلم شين نو

" أيها الجنرال دعنا نتكلم بصراحةٍ أولاً قبل أن أخبرك من هو الخائن ، في السابق عندما أنقلبت إحدى الأسر على العائلة الحاكمة ، كنت تستطيع أنقاذها أليس كذلك "

لم يتأخر الجنرال و أجاب

" نعم كنت أستطيع "

" لكنك لم تنقذها ، و ذلك بسبب انك لا تهتم بمن يحكم ، المهم انه يستطيع حكم المملكة جيداً ، في النهاية مركزك كجنرالٍ للمملكة لن يتزعزع "

لمع ضوءٌ غريب في عيني الجنرال ، لكنه ما زال يجيب

" أنت فتى ذكي ، كلامك صحيح "

' كما توقعت '

إبتسم شين نو و تحدث في عقله ، كان يفكر في الأمر منذ وقتٍ طويل ، إذا كانت العائلة الملكية تملك الجنرال إلى جانبها ، كيف أستطاعت تلك الأسرة الأنقلاب عليها النجاح؟ ، هذا يعني شيئاً واحداً ، كان الجنرال لا يتدخل في الحكم ، لأن مركزه لن يتزحزح مهما حدث و في مستواه ، لم يعد يهتم بالحكم على مملكةٍ صغيرة

عندها تم ربط كل الخيوط في رأس شين نو و تكونت خطةٌ ماكرةٌ و خادعة في رأسه

تحدث مع الجنرال بنفس الأبتسامة

" أيها الجنرال ، لدي خطةٌ ربما تهتم في سماعها "

" خطة؟ "

" نعم ، خطةٌ ستجعلنا نغزو مملكة الصخور السوداء ، و ننظف المملكة من الخونة في نفس الوقت "

" هوه؟ تكلم "

...

عاد شين نو و آزار بالفعل للمنطقة العسكرية ، كان منتصف الليل تقريباً ، كانت هناك أثرٌ للصدمة في عيني آزار حتى الآن ، يبدو أنه قد أنصدم كثيراً اليوم ،و بالنسبة لشين نو فقد عاد إلى خيمته و جلس على مقعده الخشبي بينما يبتسم و يفكر

' كل القطع في مكانها ، غداً ستبدأ اللعبة... '

' و تنتهي '

__________________________________

هذا الفصل بدون تدقيق لأنني كتبته رغم ضيق الوقت ، أتمنى أنه أعجبكم 🖤👀

2021/08/03 · 745 مشاهدة · 1760 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024