في الصباح الباكر ، كانت الشمس بالكاد يمكن تمييزها في الأفق و ما زال برد الليل منتشراً ، كان الوزير الأكبر دي مي جالساً في مكتبه بينما يحدق في الظلام بوجهٍ بارد ، كان يفكر
لقد أوصل كلام شين نو لمملكة الصخور السوداء ، كانت طريقة تواصلهم عبر حجرٍ أبيض لامع يسمى حجر التواصل ، لقد تقرر الأمر بالفعل ، حسم ملك مملكة الصخور السوداء أمره و أمر بتنفيذ الخطة بعد يومين لجمع الجنود ، و التحرك للحدود في شهر
لأنهم سيحتاجون إلى جمع أكبر قدرٍ ممكنٍ من الجنود دون ملاحظة بقية الممالك لتحركاتهم
كان دي مي يفكر حالياً في شين نو ، كان لديه نوعٌ من الشعور الغامض ، كان شعوراً غير مريح
" هاه "
في النهاية تنهد و قرر الهدوء ، في النهاية سينتهي كل شيءٍ في يومين و شهرٍ فقط
لكن فجأة ، تم سماع صوت تحطم باب المسكن الخارجي و خطى أقدامٍ سريعةٍ و كثيرة ، لم يملك دي مي الوقت للتفاعل مع الأمر قبل أن يتحطم باب الغرفة و يدخل الكثير من الجنود عليه بقيادة شخصٍ ذو لحيةٍ خفيفة و شعرٍ بني
كان قائداً أعلى!
" مالذي يحدث هنا! "
صرخ دي مي بغضبٍ عندما رأى كل هؤلاء الجنود ، لكن القائد الأعلى لم يتحدث ، شخر ببرودٍ و أنقض على دي مي و قيده
كان دي مي في مستوى نواة الزو فقط ، لم يملك القوة للمقاومة ، تم تقييده من يديه و سحبه بلا رحمة ، رغم صراخه و شتائمه ، إلا أن أحداً لم يهتم له و كان الجميع ينظر له بغضبٍ و إزدراء
تمت قيادته من قبل الجنود إلى القصر الملكي بلا رحمة ، وصلوا بسرعةٍ أمام بوابة قاعة العرش و دفعوها
أستقبلهم منظر أجتماع الوزراء و القادة الأعلى أمام العرش ، على العرش كان الملك جالساً بينما كانت عيناه مغلقة ، كانت بشرته باردةً و مزرقة ، توسعت عينا الوزير الأكبر دي مي عند رؤيته لهذا و صدم ، تحركت شفتاه بينما ترتجف
" الملك...ميّت؟ "
كان الملك ميتاً!!
لكن كيف مات؟!
كانت جثته باردةً و جافة ، لم يكن مجروحاً ، هذا يعني أنه مات على الأغلب مسموماً
نقل دي مي نظره تحت العرش ليرى شخصاً راكعاً على الأرض بينما جسده مغطى بالدماء ، كان الرجل العضلي كثيف الشعر ، كان راكعاً بخوفٍ دون أن يجرأ على التنفس ، أمامه ، كان يوجد رجلٌ يملك شعراً أسود طويل و عيوناً لامعة ، كان جسده ضخماً و عضلي كجسد الدب ، كان الجنرال!
في لحظة دخول دي مي إلى غرفة العرش ، نقل الجميع بصرهم نحوه بإزدراءٍ و نية قتل ، بالطبع كان الجنرال أحد هؤلاء الأشخاص ، تقدم بعض الجنود و سلموه صخرةً بيضاء لامعة بينما تحدثوا بصوتٍ محترم
" سيدي ، لقد وجدنا حجر التواصل في غرفةٍ سرية داخل مسكن دي مي ، لقد تحققنا منه بالفعل ، أنه يتصل بخارج حدود المملكة "
تحدث الجنرال غاضباً بصوتٍ مدوي كالرعد
" الوزير الأكبر دي مي ، أنت متهمٌ بالخيانة الكبرى و تسريب معلوماتٍ حساسة للعدو و تسميم الملك و قتل جميع ذريته... "
تحرك الجنرال خطوةً للأمام و أقترب من دي مي بينما تجاوز الرجل العضلي كثيف الشعر ، فجأة ، في اللحظة التي تقدم فيها الجنرال ، تم فصل رأس الرجل كثيف الشعر عن جسده بينما أكمل الجنرال ببرود
" عقوبتك هي الموت "
كان حلق دي مي جافاً و لم يستطع الحديث تحت ضغط الجنرال ، كل ما أستطاع فعله هو رؤية نزول سيف الجنرال عليه بدون مقاومة ، لكن قبل أن يصل السيف له ، لاحظ شخصاً كان يقف بين حشود الوزراء
كانت هناك إبتسامةٌ هادئة على وجهه كما لو أنه لم يتأثر بهذا العالم ، و كان شاباً بشعرٍ أسود متوسط الطول ، عندما رأى دي مي هذا الشخص و إبتسامته ، لمع الغضب و الخوف و عدم الرضى في عينيه
' لم يكن أنا!!! '
' لم أقتل الملك!! '
' كل هذا بسببك شين نو!!! '
أنتهت أفكار دي مي هنا ، لقد تم قطع رأسه بلا رحمة ، لم ينظر له أحدٌ بتعاطفٍ أو حزن ، لقد كان فقط إزدراء
لقد وصلوا اليوم ليجدوا الجنرال واقفاً أمام الملك بينما يفحصه ، لقد وجده ميتاً! لقد مات من السم ، حتى أطفاله و عائلته تم قتلهم بغموض ، لقد قال الجنرال أنه كان في عزلة و لم يلاحظ شيء ، آخر شيءٍ لاحظه هو أن الوزير الأكبر قد أعطى الملك نخباً من العصير النادر
و الآن بعد أن فتشوا في مسكن الوزير الأكبر ، وجدوا أدات اتصال بمملكة الصخور السوداء! ، حتى ان الجنرال تصرف بحزمٍ و قتل قائداً أعلى قال أنه أحد الخونة ، بالطبع لم يشك أحدٌ في كلام الجنرال
عندها تحدث أحد الوزراء
" سيدي الجنرال ، ماذا سنفعل الآن؟ ، لقد تم قتل الملك و جميع ذريته ، من سيحكم المملكة؟ "
غمد الجنرال سيفه و تحدث بلا مبالاة
" لقد كنت أتوقع أن شيئاً كهذا قد يحصل ، في النهاية كنت أحضر نفسي للأسوء ، العائلة الحاكمة السابقة لم تمت بالكامل ، لقد نجى أحد أطفالهم المباشرين ، هو من سيتولى الحكم الآن "
" العائلة الملكية السابقة؟! "
" كما هو متوقعٌ من الجنرال ، كان نظره بعيد الأفق جداً! "
...
مدح الوزراء بسخاء الجنرال ، و لم يعترض أحد ، في النهاية كان الجنرال من تحدث ، هل هناك أحدٌ يجرأ على معارضته؟ ، و أيضاً ، هذا الناجي من العائلة الملكية يحمل دماً ملكياً ، لذلك هو مؤهلٌ للحكم
" و أين هو هذا الناجي يا سيدي؟ "
" أنه هنا معنا ، آزار ريد ، تقدم "
تفاجئ الجميع عندما ذكر الجنرال هذا الأسم و نقلوا بصرهم نحو شخصٍ كان واقفاً في الخلف ، كان شعره الأحمر متوسط الطول يميزه عن بقية الحاضرين
لم يتأخر آزار و كما لو أنه يتوقع هذا ، تقدم إلى الأمام و وقف في وسط غرفة العرش ، عندها تحدث
" هذا صحيح ، أنا آخر سليلٍ للعائلة الملكية السابقة "
أندلع الصخب بين الوزراء ، كان هذا الخبر مفاجئاً لهم ، لكن لم يشك أحدٌ في صحة هذا الخبر لأن الجنرال من تحدث ، في مستواه ، يستطيع أن يشعر بسلالة الجسد و يعرف إذا كان أبن الملك السابق أم لا
لكن آزار أكمل كلامه و لم يتوقف
" أيها الجنرال ، الوزراء ، أنا أتفهم أنكم تريدون أن تجعلوني الملك لأنني من العائلة الملكية السابقة ، لكنني لست جيداً في حكم المملكة و التخطيط ، أنا أفضل ان أكون مقاتلاً للجيش على الخطوط الأمامية ، هذا هو موقعي ، لذلك بصفتي الملك الآن ، سأجعل شين نو الملقب بالمخطط الدموي ، الملك الجديد لهذه المملكة ، لأنني أراه أفضل مني في الحكم "
هذه المرة كان الصخب بين الوزراء أعلى ، حتى أن الكثير منهم أنزعجوا ، شين نو؟ ، أليس بعمر ال16 تقريباً؟ ، تريده ان يكون ملكاً علينا؟ ، أنه ليس حتى من العائلة الملكية!!
عندما كان الوزراء على وشك الأنفجار بالأعتراضات...
" !!! "
تم الضغط عليهم بهالةٍ ساحقة أجبرتهم على بلع كلماتهم ، كان هذا الضغط من الجنرال ، تحدث ببرود
" لقد قرر الملك الجديد بالفعل الأمر ، حسب أمره ، سيكون شين نو هو الملك الجديد للمملكة ، و بالنسبة لعمره ، فسأكون أنا شخصياً الوصي عليه "
لم يكن هذا نقاشاً أو طلب ، لقد كان أمراً! ، لقد تقرر الأمر بالفعل و لا يمكن تغييره ، لقد شعر بعض الأشخاص الأكثر ذكائاً أن هناك خطئاً في الأمر و شككوا فيه ، لكن لم يجرأ أحدٌ على الكلام
هذا كان قمع القوة ، قوة فهم الموت!
في الخلف تقدم شين نو إلى الأمام هو الآخر و وقف أمام الجنرال أمام أعين جميع الوزراء ، كان يشاهد من الخلف سابقاً
حمل الجنرال التاج الذهبي اللامع ، كان هذا التاج يرمز لمكانة الملك و هيبته! ، حتى الجنرال لم يسمح له بلبس التاج
هكذا ، تحت أعين الوزراء و المتواجدين ، وضع الجنرال التاج فوق رأس شين نو بينما يتحدث برسمية
" شين نو ، من الآن و صاعداً ستكون ملك هذه المملكة ، سيكون صعودك و هبوطك مرتبطاً بها ، حياتك و قوتك و موهبتك ستستعمل لتطوير المملكة ، في المقابل... "
" ستعمل هذه المملكة كسيفٍ و درعٍ لك ، أينما تشير سنغزوا ، أي شيءٍ تحب سنكون ، ستكون المملكة و قواتها كدرعٍ صلبٍ أمامك في الصعوبات ، و ستكون شرفاً و مجداً لك في الأنتصارات "
" هل تقبل التتويج؟ "
بدون تأخير ، تحدث شين نو بوجهٍ جادٍ و حازم
" أقبل "
أنتهى التتويج ، أقترب الوزراء و بدأوا بتملق شين نو بشدة ، في النهاية سواء تقبلوا الأمر ام لا فهو الملك الجديد
بالنسبة للجنرال ، كان ينظر لشين نو بعيونٍ غامضة ، كان يتذكر الحديث الذي أجراه معه البارحة...
– أيها الجنرال ، لدي خطةٌ ربما تهتم في سماعها
– خطة؟
– نعم ، خطةٌ ستجعلنا نغزو مملكة الصخور السوداء ، و ننظف المملكة من الخونة في نفس الوقت
– هوه؟ تكلم
– أيها الجنرال ، ما رأيك في وضع المملكة الحالي؟
– متدهور
أجاب الجنرال دون تأخير ، أبتسم شين نو و أكمل
– هذا صحيح ، متدهور ، الملك الحالي جبانٌ و مريض ، لم يملك قبضةً قويةً على المملكة ، هذا هو سبب تسلل الخائنين إلى المملكة ، لذلك ما رأيك بأستبدال هذا الملك؟
أجاب الجنرال بسؤال بينما يضيق عينيه
– أستبدله؟ ، و من أضع مكانه؟
أجابه شين نو مباشرة
– دعني أشرح لك ، أعرف أن الملك يجب أن يكون من النسل الملكي ، لكن لنقل أن الخائن قد قتل الملك و نسله بالكامل ، و أنت الجنرال كنت تتوقع حدوث شيءٍ كهذا ، لذلك أبقيت شخصاً واحداً من العائلة الملكية السابقة
ضغط الجنرال بيده على الطاولة و سأل
– و هل هناك نسلٌ قد نجى من الأساس؟
إبتسم شين نو و أجابه
– أنه أمامك ، آزار ريد هو آخر نسلٍ من العائلة الملكية السابقة
ألتفت الجنرال لآزار ، شعر آزار بنوعٍ قويٍ من الضغط لم يستطع مقاومته كان ينتشر في جسده ، لمعت عيون القائد و تحدث
– أنت محق ، أن دماء العائلة الملكية السابقة تجري داخله ، لكن ، لماذا تعتقد أنه مؤهلٌ للحكم ، حتى لو كان من النسل الملكي ، هذا لا يكفي ما زال صغيراً
عندها زادت إبتسامة شين نو و تحدث
– لا تقلق ، لن يكون هو الملك ، عندما ستسلمه الحكم ، سينقله لي ، و بدعمك انت و هو آخر نسلٍ ملكي ، لن يجرأ أحدٌ على الأعتراض
عندها نشر الجنرال ضغطاً قوياً على شين نو جعله بالكاد يستطع الجلوس ، بينما تحدث ببرودٍ من تحت العبائة
– و مالذي يجعلك تظن أنك مؤهلٌ لحكم المملكة
أجابه شين نو بالكاد بسبب الضغط
– غداً ، عندما تمسك بالخائن ، و عندما تسمع خطتي لغزو المملكة الأخرى ، ستعلم أنني مؤهلٌ للحكم ، لقد خططت بالفعل لغزوها و هي ستنشر قواتها على حدودنا بعد بضعة أيامٍ على الأرجح ، ربما بعد ثلاثة أيامٍ أو أثنين
أستمر الضغط على شين نو بنفس القوة بينما كان الجنرال يفكر ، لقد فكر في أفعال شين نو إلى الآن ، يبدو أنه قد تواصل مع الخائن و خدعه ليجعل مملكة الصخور السوداء تنشر قواتها
ثم تواصل معه لتوريطه في قتل الملك و ذريته ثم قتله لأنه لم يعد له فائدة ، في نفس الوقت تلاعب بجيش مملكة الصخور السوداء و يبدو أنه أتى بنوعٍ من الخطة لغزوهم
عند التفكير لهذا الحد ، شعر الجنرال أن الممكلتين كانتا تتحركان كقطع الشطرنج في يدي شين نو ، لقد تفاجئ حقاً بتفكيره ، تنهد و تحدث ببرود
– رغم صغر سنك ، إلا أنك شخصٌ ماكرٌ و ذكي و تقتل ببرود ، من حيث الصفات و العبقرية ، أنت مؤهلٌ للحكم ، لكن ، ستكون تحت وصايتي ، إذا رأيت أنك غير مؤهلٍ قليلاً للحكم ، فستموت مباشرةً
أجابه شين نو بنفس الأبتسامة
– كما تريد ، اوه صحيح ، اترك قتل عائلة الملك لآزار ، لديه ضغينةٌ معهم ، فقط أقفل قوتهم و أتركهم له
– الأمر بسيط ، الآن تحدث عن خطتك لغزو مملكة الصخور السوداء
...
بالعودة للوقت الحالي ، تقدم شين نو و جلس على العرش الذهبي اللامع ، لقد تم إبعاد جثة الملك بالفعل ، وضع وجهاً جاداً و تحدث
" فالتسمع جميع القوات هنا أمري! ، فالتجهزوا جميع الجنود القريبين و القادة الأعلى في العاصمة! "
عندها ظهرت إبتسامة خفيفةٌ على وجهه الجاد تلمع معها نية القتل الباردة
" سنذهب لغزو مملكة الصخور السوداء! "