أنتشرت نية قتل دانا في الساحة بأكملها ، عند أستشعار كاثرين لهذه النية القاتلة أرتعدت قليلاً ، في الواقع شحب بعض المتسابقين الآخرين عند أستشعارهم لهذه النية الباردة
وقفت دانا على حافة الحلبة بينما عيناها الباردة تحدق في كاثرين ، جرحها العميق الذي سببه هجوم دانا قد تجمد بالكامل ، لم يتعافى لكن تم تغطيته بطبقةٍ ثقيلةٍ من الجليد
" جوووم!! "
غرست دانا رمحها في الأرض و بدأ الزو يهيج حوله ، كانت تيارات الجليد ترتفع حولها بينما شعرها الأزرق الطويل يرتفع عالياً
شعرت كاثرين ببعض القلق ، على الأغلب كانت دانا تجهز لضربةٍ قوية ، بدون تأخير تحركت بأعلى سرعتها بينما تشكلت العديد من السيوف المائية حولها مستهدفةً دانا
بالنسبة لدانا فلم تتحرك أو تبعد نظرتها عن كاثرين ، لكن الزو حولها أستمر بالهيجان بصورةٍ جنونية ، عندما كانت كاثرين على بعد خطوتين من دانا و على وشك أصابتها...
أنفجر كل شيءٍ حول دانا بعاصفةٍ ثلجية!
أنتشر الجليد في كل مكان ، كانت رقائق الجليد تجرح كاثرين في كل مكان بينما الرياح الجليدية تدفعها بقوة ، تم أرسلها طائرةً بسبب الرياح لكن لم تتأثر كثيراً حيث عدلت وقفتها مرةً أخرى
في الجهة الأخرى ، في قلب العاصفة الجليدية ، كان يمكن سماع صوت خطواتٍ خفيفة
هذا صحيح خطوات
رغم العاصفة الجليدية و رغم رقائق الجليد المتطايرة كان صوت الخطى واضحاً ، لكن لم يكن صاخباً ، على العكس كان هادئاً لدرجةٍ تبرد القلوب
" تك "
" تك "
" تك "
بعد سماع ثلاث خطواتٍ أضافية ، خرج من العاصفة الجليدية ظلٌ هائل ، كانت دانا مدرعةً بدرعٍ جليديٍ بارد يغطي يديها و رجليها و صدرها ، بالإضافة إلى خوذةٍ ناصعة البياض يخرج منها القليل من شعرها الأزرق اللامع
لكن ما كان ساحراً أكثر هو الأجنحة الثلجية خلفها ، صحيح أجنحة
كان هناك جناحان مصنوعان من الجليد الأبيض ، كانت كل قطعةٍ من هذه الأجنحة عبارةً عن تحفةٍ ناصعة البياض ، كان منظر دانا الحالي مع رمحها الذي تحمله يشكل صورة مقاتلةٍ باردة تستعد لدخول الحرب
عندها أنتشر صوت دانا البارد في الحلبة مجدداً
" مملكةٌ ريفية؟ "
بعد أنتشار صوتها مباشرة ، لم تستطع كاثرين رؤية دانا مجدداً ، كل ما رأته هو أختفاء دانا من مكانها و ظهورها بجانبها
لوحت دانا برمحها بدون تأخير ، كان ضغط نزول الرمح على كاثرين يجمدها في مكانها ، لم ترى كاثرين حتى كيف وصلت دانا بجانبها ، لكن أبسط غرائزها جعلها تحاول التهرب تلقائياً من الهجوم عن طريق تكوين درعٍ مائي
كان الخوف يحركها!
للأسف لم يفعل الدرع شيئاً أمام رمح دانا ، أخترقه الرمح و أرسل كاثرين طائرةً بدون تأخر
" شووووو!! "
لكن دانا لم تسمح لكاثرين بالطيران خارج الحلبة ، رفرفت بأجنحتها و وصلت فوق كاثرين الطائرة في لحضةٍ واحدة ، ثم تكونت شفرات جليدية حول رمحها و لوحت به نحو كاثرين
" جووووو!!! "
" جوووم! "
هذه المرة تحطمت كاثرين على أرضية الحلبة بينما الدماء تغطي وجهها المشوه ، أختفى كل الجمال الذي كان يوجد عليها بسبب تركيز دانا على وجهها
رغم ذلك ما زالت كاثرين واعيةً و حاولت الوقوف بالكاد
هبطت دانا على الأرض و سارت نحو كاثرين بخطواتٍ بطيئةٍ بينما نية قتلها تزيد و صوتها البارد ينتشر إلى داخل عقل كاثرين المرعوبة
" أنا لا أعرف عن مملكتكِ الكثير ، لكنني أعرف أن الممالك القريبة من العاصمة لا تتحارب مع بعضها إحتراماً للأمبراطور "
" أنتِ في حياتكِ لم تشهدي حرباً أو مجازراً جماعية "
" لم تري بكاء الأمهات على أبنائهم الموتى "
" لم تسمعي صراخ الأطفال على عوائلهم القتلى! "
" لم تشعري بالحزن عند مشاهدة شعبكِ يقتلون لأسبابٍ تافهة دون أن تكون لديكِ القوة لمساعدتهم! "
" لم تنظري إلى زملائكِ و أصدقائكِ الذين عاشوا معكِ يقتلون فجأةً أمامكِ في وسط المعركة! "
كلما تحدثت دانا أكثر كانت نبرة صوتها تزداد حدةً و علواً ، كانت نية قتلها تصل حتى للجمهور الذي تجمد في مكانه
" عشتِ في سلامٍ طوال حياتكِ بدون أن تشاركِ في أي حرب ، بينما الأشخاص الذين تطلقين عليهم بالريفيين كانت حياتهم أشبه بالشمعة في عاصفةٍ جليدية ، مع أقل رياحٍ خفيفة تنطفئ "
في هذه اللحظة وصلت دانا أمام كاثرين المرتعبة ، قربت رأسها و حدقت بعينيها الجليدية الزرقاء في عيني كاثرين و قالت
" الأشخاص الذين عاشوا في السلام طوال حياتهم "
" لا يحق لهم أنتقاد الذين عاشوا في الحروب منذ ولادتهم "
" جوم! "
سقط جسد كاثرين على الأرض مجدداً بينما كانت كل خليةٍ في جسدها تنذرها بأستمرار ، أنتذرتها بأن لا تتحرك أمام هذه الفتاة لأن النتيجة الوحيدة ستكون...
الموت!
كانت هذه هي نية القتل ، نية قتل دانا التي صقلتها في الحروب المستمرة و المجازر المرعبة ، بالنسبة لكاثرين التي كانت تعيش في سلامٍ طوال الوقت ، كانت نية قتل دانا كافيةً لها لكي تعرف ان خصمها قتل الكثير و الكثير من الأشخاص
أستدارت دانا بعد سقوط كاثرين على الأرض و كانت تتوجه لخارج الحلبة ، لقد ربحت بالفعل
لكن فجأة ، صرت كاثرين على أسنانها بينما لمع الغضب في عينيها ، كان البشر مخلوقاتٍ غريبة ، إذا أخفتهم و أوضحت لهم انك تستطيع قتلهم ببساطة فسيرتعبون و يبتعدون عنك ، لكن عندما يرون فرصةً لقتلك سيأخذونها بلا تردد
الآن عندما رأت كاثرين دانا تستدير لمع غضب الأذلال داخل عينيها ، رفعت يديها بينما تشكل ثعبانٌ مائي أمامها بسرعة و أطلقته نحو دانا
عندما كان الثعبان على وشك الوصول إلى دانا ، رفرفت دانا أجنحتها قليلاً و أختفت
" شوووو! "
ظهرت بجانب كاثرين و بدون تأخير أستهدفت وجه كاثرين بيدها
" آآآآآآه!!!! "
كان هناك صراخ مؤلمٌ ينتشر في كل مكان ، قامت دانا بترك ندباتٍ دائمة على وجه كاثرين ، في الحقيقة ، أستدارت دانا عن قصد حتى تظهر ظهرها لكاثرين
توقعت أنها ستستغل الفرصة و تهجم عليها ، فعلت ذلك لكي تجد سبباً مناسباً لتشويه وجه كاثرين ، في النهاية على السطح كاثرين هجمت على دانا بعد أن أنتهى القتال
لم يهتم الرجل العجوز بصراخ كاثرين و أعلن بعد أن أعطى دانا نظرةً مادحة
" دانا من مملكة السيوف التسعة هي الفائزة "
تم سحب جسد كاثرين المغطى بالدم من الحلبة بينما كانت تصرخ من الألم و الحقد
في الجهة الأخرى نزلت دانا من الحلبة بينما كان درعها الجليدي يختفي ببطئ من حولها ، أستقبلها هولزين و أعطاها حبةً دوائية بينما تحدث
" أحسنتِ عملاً ، أستريحي قليلاً لتتجهزي للقتال التالي "
اومأت دانا قليلاً و جلست تتعافى من أصاباتها ، كان هذا الدرع الجليدي يكلف الكثير من الزو و يضع ضغطاً على عقلها ، بينما كان الجرح في بطنها ينزف مرةً أخرى ، قبل قليل لم تشفه ، فقط جمدته حتى تشفيه بعد قليل
عندما جلست دانا لتتعافى ، أستمرت القتالات على الحلبة بينما أقترب هولزين من شين نو و سأله
" لم أكن أعرف عن المهارة التي أستعملتها دانا ، على الأغلب انت أعطيتها المهارة ، ما هي؟ "
نظر شين نو للقتال على الحلبة و تحدث
" درع معركة الجليد ، رغم أن هذه المهارة قوية إلا أنها تحتاج إلى الكثير من الزو و الطاقة العقلية للتحكم في الجليد حولها "
" لا تستطيع دانا أستعمالها إلا مرةً واحدةً في اليوم و لمدةٍ معينة ، على الأكثر تستطيع الأستمرار في القتال بهذا الدرع لمدة عشرين دقيقة فقط ، بعدها سيفرغ جسدها من الزو بالكامل ، عندما تصبح أقوى ستكون هذه المهارة ذات فائدةٍ أكثر لها "
أومأ هولزين برأسه بينما كان يشاهد القتالات على الحلبة أيضاً ، لم يستمر في السؤال لأنه يعرف أن شين نو قدم مهاراتٍ له و آزار و دانا ، لذلك لم ينصدم كثيراً عندما رأى مهارة دانا
أستمرت القتالات على الحلبة بينما كان العباقرة يصعدون و ينزلون ، كانت هناك قتالاتٌ ضخمة و أخرى تنتهي بسرعة دون حماس ، بعد أن حل صباح اليوم الثاني على بدأ القتالات أعلن الرجل العجوز عن قتالٍ مثيرٍ للأهتمام و سبب ضجةً بين المشاهدين
" شين نو من مملكة السيوف التسعة الملقب بالمخطط الدموي "
" ضد آشلان من مملكة الرماد الأسود الملقب بالنصل البارد "
بعد الأعلان عن أسماء المقاتلين ، كانت هناك ضجةٌ أخذت الساحة بأكملها ، كان آشلان عبقرياً في السيف فهم نية السيف ، على الأقل لا أحد يعرف ما هي قوته بأكملها لأن جميع خصومه هزموا بنية السيف لذلك لم يعرفوا هل لديه ورقةٌ أقوى
بينما شين نو كان أكثر غموضاً ، كان شين نو كلما يصعد للحلبة يخرج خصمه في خطوةٍ واحدة خارج الحلبة و يربح ، في كل مرة يلوح بسيفه فقط و يربح دون أن يعرف أحدٌ نوع قوته أو حدودها
نظر أمبراطور أمبراطورية دان إلى الحلبة بينما تحدث
" هذا قتالٌ مثيرٌ للأهتمام ، من برأيك سيفوز؟ "
أجابه الجنرال الأعلى بعد بعض الثواني من التفكير
" كلاهما يملكان نقاط قوتهما الخاصة ، من الصعب التخمين ، بدأ آشلان في تكوين مجال السيف بالفعل ، بينما في الجهة الأخرى لم أرى طريقة أستخدام شين نو لنية سيفه إلى الآن ، لكن من شعوري بها أستطيع القول أنها ليست نية سيفٍ ضعيفة "
أبتسم الأمبراطور قليلاً و قال
" لنرى إذاً ، أتمنى أن أرى شيئاً يثير أهتمامي "
...
على الحلبة ، صعد شين نو و آشلان و وقفا بينما يحدق كل واحدٍ في الآخر ، أخذ آشلان زمام المبادرة و تحدث
" أنت قوي...أقوى من الآخرين "
أبتسم شين نو له و قال
" أنت أيضاً قويٌ جداً ، أن تصل بالكاد إلى مجال السيف في هذا العمر الشاب ، حقاً انك مبهر "
تموجت أعين آشلان قليلاً عندما سمع كلمات شين نو و رأى أبتسامته ، بعد بعض الصمت أبتسم قليلاً و قال
" أسحب كلامي...أنت لست قوياً فقط "
" أنت خطيرٌ جداً "
بعد أن قال هذه الكلمات أختفت أبتسامته و وضع يده على سيفه المغمود
وضع شين نو يده على سيفه المغمود أيضاً و حدق في آشلان ، أختفت أبتسامته بالفعل بينما وجهه البارد يحدق في خصمه
بعد أن رأى الرجل العجوز أن الأثنين جاهزين للقتال أعلن
" أبدأ القتال! "