كان الجو صاخباً و الساحة تهتز بسبب صراخ الجماهير ، هولزين الذي كان بالكاد واقفاً على قدميه رفع رأسه قليلاً و نظر للرجل العجوز ، في المقابل أعلن الرجل العجوز مباشرةً

" عملاق القبضة هو الفائز! "

أنزل هولزين يده ببطئ بينما أطلق نفساً من الراحة من فمه ، حاول تحريك ساقه قليلاً ليخرج من الحلبة ، لكنه تقدم خطوةً واحدة فقط قبل أن يفقد توازنه و يسقط جسده إلى الخلف على ظهره

" شووو "

في اللحظة التي كان ظهر هولزين على وشك ملامسة الأرض ، وصلت دانا التي كانت تستريح جانباً خلفه و أمسكته بسرعة ، لم تسمح له بالسقوط و دعمته على كتفها بينما تتحدث

" لقد ضغطتَ على نفسك كثيراً "

بينما كان هولزين يسير بمساعدة دانا ، أبتسم قليلاً و أجابها بصوتٍ خافت

" أنا لا أمثل نفسي فقط ، أنا أمثل مملكة السيوف التسعة التي نحكمها و نعيش فيها ، كيف يمكنني أن اتهاون؟ "

" أيضاً ، تعرفين أنني أحب القتال ضد أشخاصٍ أقوياء من نفس مستواي... "

تنهدت دانا بينما ساعدت هولزين بالنزول من الحلبة و قادته إلى جانب شين نو ، ألتفتت لترى أن آزار لازال يتأمل في نية سيفه غير مهتمٍ بما يحدث حوله

جلست هي الأخرى بجانب هولزين لأن هناك بعض الأصابات التي لم تشفى لديها...

أستمرت المباريات بدون تأخر ، بالطبع أتى بعض الأشخاص ليساعدوا في أصلاح الحلبة بسرعة ثم تم أكمال المباريات كما العادة ، لكن الآن كان آزار و دانا لا يهتمان بالقتال و يعملان على شفاء جراحهما ، لذلك عندما يتم إعلان أسمائهما لن يصعدا و يخسران تلقائياً

بالنسبة إلى شين نو ، كما العادة كان يصعد و ينهي القتال في حركة أو أثنين ، إذا كان خصمه أقوى و يحتاج لأكثر من حركة فأنه ينسحب ببساطة

أستمرت القتالات إلى أن وصل صباح اليوم الثالث ، عندها أعلن الحكم عن آخر مباراةٍ

" آزار ريد من مملكة السيوف التسعة الملقب بحاكم اللهب "

" ضد زان زي من عاصمة أمبراطورية دان "

لم يهتم الكثير من المتنافسين بعد سماع أسم آزار ، في النهاية كان مشغولاً في فهم نية السيف حتى الآن

تقدم زان زي بخطى ثابتة نحو الساحة بينما كان يشكر حظه على هذه المباراة الأخيرة ، في هذه البطولة كان حظه سيئاً حقاً ، لكن مازال يعتبر أحد النخب حيث كان لديه الكثير من الأنتصارات

وقف زان زي على الساحة بلا مبالاة لأنه يعلم أن آزار لن يصعد ، لكن عند هذه اللحظة...

نبض!

سمع الجميع صوت نبضٍ غريب ينتشر في الحلبة ، أعتقد الجميع للوهلة الأولى أنهم يتخيلون الأمر لكن الصوت عاود الظهور

نبض!

نبض!!

نبض!!

...

كان هذا الصوت الغريب يشبه صوت نبضات قلب ، بدأ هذا الصوت يصبح أعلى و أقوى شيئاً فشيئاً إلى ان أصبح صاخباً لدرجة ان الجميع كانوا يسمعونه كالصياح

نبض!!!

نبض!!!

نبض!!!

في هذه الثانية ، أستدار شين نو فجأة للخلف ، كان آزار يجلس خلفه بهدوءٍ طوال الوقت ، لكن الآن ، بدأ جسده يشع بضوءٍ أحمر خفيف ، تمتم شين نو قليلاً

" نية السيف... "

نبض!!!

نبض!!!!

نبض!!!!

أزدادت سرعة صوت النبض و قوته بينما أزداد الضوء الأحمر حول آزار قوةً و حجماً ، كان كل شيءٍ حول آزار في مسافة 10 أمتار مغطى بهذا الضوء الأحمر بينما أرتفع الضوء حتى السماء

في هذه المرحلة ، أكتشف الجميع بالفعل الضوء القادم من آزار ، حبك الرجل العجوز حواجبه بينما تمتم

" نية السيف هذه...لماذا أشعر بهذا الشعور المشؤوم منها؟ "

من ناحيةٍ أخرى ، حدق الأمبراطور و الجنرال الأعلى في آزار بينما كانت نظراتهما جادةً و رسمية

نبض!!!!

نبض!!!!!

نبض!!!!!!

في هذه المرحلة ، كان صوت النبض يبدو كما لو أنه هديرٌ في ساحة معركةٍ صاخبة ، كما لو أن الآف السيوف تتقابل و تتلاحم مع بعضها

...

المسؤول عن كل هذا الصخب ، آزار ، لم يكن يعرف عن هذا الصخب بأكمله

حالياً ، كان يجلس في مكانٍ مظلم داخل وعيه بينما عيناه مغمضتان و وجهه هادئٌ جداً

' نية السيف '

' هناك الآف و ملايين الأنواع من نية السيف '

' كل مخلوقٍ يفهم نية السيف حسب رؤيته الخاصة و حسب تصوره الخاص '

' إذاً ، ما هي نية السيف خاصتي؟ '

كان آزار يسأل نفسه بأستمرار طوال هذه الأيام ، و حتى قبل الوصول للبطولة ، كيف ستكون نية السيف خاصته؟ أو بالأحرى ، كيف يريد أن تكون نية السيف خاصته؟

' هدفي هو الصعود لقمة هذا العالم '

' مع هذا الهدف ، أريد نية سيفي أن تكون الأقوى '

' ليس فقط الأقوى ، أريدها أن تكون الأكثر وحشيةً و الأكثر حدة '

' في نفس الوقت ، أريدها أن تكون ناعمةً و عقلانية ، تتصف بالبرودة في الأوقات الحرجة ، لا أرد ان تكون مجرد وحشيةٍ بدون تفكير '

' لكن السؤال هو ، كيف ستكون نية السيف هذه؟ '

كانت هذه حقاً عقبةً لآزار ، كيف يجمع بين الحدة و النعومة؟ و بين الوحشية و العقلانية؟

بعد الكثير و الكثير من التفكير توصل لفكرةٍ عن هذا الأمر

' نية السيف يجب أن تكون مثل الأمبراطور '

' في أوقات الحرب يجب أن يكون أكثر شخصٍ وحشي و يدمر جميع أعدائه بلا رحمة '

' في أوقات السلام يجب أن يكون راعياً لأتباعه و شعبه و عادلاً معهم '

' يوزع المكافئات و يعطي العقوبات '

' هذا هو التوازن ، هكذا يجب أن تكون نية السيف التي تخصني! '

في هذه اللحظة ، في المكان المظلم الذي كان آزار جالساً فيه ، لمع ضوءٌ أحمر لامع بدد كل هذا الظلام ، في هذا الضوء تستطيع رؤية الجيوش يقاتلون و يموتون ، جبالٌ من الجثث و أنهارٌ من الدماء

خرجت هذه الصور إلى الخارج في الحلبة و شاهدها الجميع ، عندها أنتشر صوت آزار البارد و الفخور

" أينما أشير أغزو "

" أينما أنظر ينمو "

" ما أريده قانون ، ما أكرهه ملعون "

" هذه نية سيفي ، هذا هو طريقي ، طريق الأمبراطور! "

بعد هذه الكلمات الأخيرة أنفجر الضوء الأحمر حول آزار و أصبح عاموداً أحمر لامع يصل للسماء و أخترق الغيوم

آزار الذي كان جالساً طوال هذه الأيام وقف ببطئٍ داخل الضوء و عيناه ما زالت مغلقة ، وضع يده على سيفه و سحبه ببطئ

" ششششك "

أنتشر صوت أنتزاع السيف من الغمد في كل مكان كصوت طبول الحرب ، كان سيف آزار حالياً يلمع بلون الدماء الحمراء بينما تنتشر هالة القتل حوله ، رفع آزا سيف عالياً في السماء و فتح عيناه ببطئ

أستهدفت عيناه الغيوم في السماء بينما أنزل سيفه ببطئ لينطلق منه قطعٌ أحمر يستهدف الغيوم

لقد أنزله ببطئ ، لكن لسببٍ ما شعر أغلب المشاهدين أنه إذا تم توجيه هذه الضربة لهم ، فأنهم لن يستطيعوا الهرب منها مهما حاولوا و مهما ركضوا

وصل القطع إلى الغيوم و بدون تأخر قطع خلال الغيوم الكثيفة بينما أنتشر الضوء الأحمر بين الغيوم ليبدو الأمر كما لو أن الغيوم محملةٌ بالدماء

حفر الجميع المنظر أمامهم في أعمق أرواحهم ، كان آزار ذو الشعر الأحمر يقف في وسط شعاعٍ أحمر حاملاً سيفه الأحمر بينما فوقه الغيوم التي تبدو كما لو أنها ستمتطر الدماء في أي لحظة ، كان يبدو كالجنرال الذي خرج من الجحيم

كما لو أنهم كانوا يشاهدون جزءاً من ساحة معركةٍ أسطورية ، هذا المنظر سواء كان الذي يشاهده كبيراً ام صغير ، قوياً أم ضعيف ، تم حفره في أرواحهم كما لو أنه دليلٌ على ولادة شيءٍ ما ، لكن هل هذا الشيء جيدٌ أم سيء؟ ، سنكتشف ذلك بمرور الأيام...

بعد بضعة لحظاتٍ أخرى ، أختفى الضوء الأحمر حول آزار و عادت السحب لطبيعتها ، غمد آزار سيفه بينما كان يبتسم قليلاً ، لم يستطع أخفاء فرحته بتكوين نية سيفه

عندها سمع صوتاً قادماً من أمامه

" في النهاية ، أتقنت نية سيفٍ مميزةً حقاً "

رفع رأسه ليرى شين نو يقترب منه ببطئ بينما دانا و هولزين المصاب خلفه ، أومأ آزار قليلاً و أجاب

" أستغرقني الأمر الكثير من الوقت للتفكير في نوع نية السيف التي أريد تكوينها ، لكنها ما زالت ضعيفةً في الوقت الحالي ، يجب أن أدربها و أصقلها بأستمرار من الآن "

أومأ شين نو قليلاً بينما أقترب هولزين المصاب من آزار بكل قوته و وضع يده على كتف آزار و بدأ بالضحك

" اللعنة آزار! ، ما فعلته كان ملفتاً حقاً!! ، في المرة القادمة التي تفعل فيها شيئاً كهذا عليك إعلامي حتى أشاركك في التباهي أيضاً ، هاهاهاهاها... "

بينما كان هولزين و دانا يتحدثان مع آزار ، نظر شين نو نحو آزار ببعض البريق في عينيه و فكر

' طريق الأمبراطور ، أليس كذلك...؟ '

...

بينما كان الحشد مبتعداً عن هذه المجموعة الغريبة و كان الجميع لايزال مصدوماً من الذي حدث ، تحدث أمبراطور أمبراطورية دان مع الجنرال الأعلى برسمية

" نية سيفه ، لقد أستشعرت الكثير من الذبح و القتل داخلها ، و عندما أقول الكثير فأنا أقصد على مستوى أمبراطوريات... "

أومأ الجنرال الأعلى بينما قال

" آزار مازال صغيراً و من المستحيل أن ذبح و قتل هذا العدد ، هذا يعني شيئاً واحداً "

نظر الجنرال الأعلى إلى الأمبراطور بجانبه دون أن يكمل ، لكن الأمبراطور فهم الأمر و قال

" مستقبله "

" لكن ، ذبح أمةٍ ليس بسيطاً ، الأمر مختلفٌ عن الغزو ، عندما تغزو أمبراطورية أخرى فأنت تحتل اراضيها و سكانها ، لكن ان تذبح أمةً يعني أن تذبح كل فردٍ في الأمبراطورية ، دون أن تبقي على أحد... "

أنزل الجنرال الأعلى رأسه بينما قال

" هل تريديني أن أتخذ خطوة؟ "

حدق الأمبراطور في آزار لبعض الوقت ، تنهد ثم لوح بيديه

" لا حاجة ، أنه ما زال شاباً و أمامه طريقٌ طويل ، أريد اراقبه و أرى هل من الممكن أن يكون مفيداً للأمبراطورية ، موهبةٌ مثله ستكون دعماً كبيراً "

لم يتحدث الجنرال الأعلى و وقف في مكانه ببساطة ، بينما وضع الأمبراطور يده على ذقنه و تمتم

" طريق الأمبراطور هاه؟ "

...

تحت على الساحة ، كان زان زي هو أكثر الأشخاص صدمةً من الذي حدث ، في اللحظة التي وصل فيها دوره لقتال آزار حدث كل هذا؟

أخي هل كنت تنتظرني حتى تخترق في نية سيفك؟ ، هل تتعمد مضايقتي؟ ، هل أتفقت مع حظي لكي تجعلونني سيئاً في البطولة؟

نزلت دمعةٌ صغيرةٌ من عيون زان زي بينما نزل من الساحة بما تبقى من كرامته

أنتهت القتالات و تم ترتيب جميع ال100 متسابق...

2021/09/14 · 632 مشاهدة · 1644 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024