1 - الموت يأتي في صور عديدة : الجزء الأول.

ملاحظة : سيتم الاشارة الي البطل ب"الميمك" والتي تعني "مقلد"بالعربية وهذا هو نوعه ليس اسمه ،وذلك حتي يحصل على اسم.

*****************************************


بعد الاستمتاع بوجبته الأولى، الميميك اطلق تقريعة صغيرة ثم عاد إلى التظاهر بكونه صندوق كنز. لقد أمضى الأيام الخمسة الأولى من حياته في نفس المكان، منتظراً فريسته بصبر . بعد أن حقق غرضه، واصل ببساطة الجلوس هناك، وهضم ضحيته ببطء.


فصيلة الميمك جيدة جداً في التظاهر بكونها صناديق. فالبصر وحده غير كاف لتحديد ما إذا كان هذا الوحش هو صندوق حقيقي أم لا. بعد كل شيء، بدا تماما مثل صندوق خشبي يبلغ طوله 80 سنتيمترا، ارتفاعه 35 سنتيمتر و 40 سنتيمتر في العرض . "جلده" كان بلون خشب البلوط مع تقليد الدعائم المعدنية التي كانت لتتواجد على اطراف صندوق حقيقي ،مع غطاء نصف اسطواني لاغلاق الصندوق والذي كان ايضا يعمل كفكه العلوي.


ومع ذلك، فإنه لم يتمكن من البقاء هادئاً كعادته.


على الرغم من أنه عديم البصر، فإنه لا يزال يعرف كل شيء في دائرة نصف قطرها 10 متر حوله من خلال استخدام السحر. وما رآه "ترك الوحش البسيط مع شعور غريب بعدم الارتياح. كان مكان استراحتها الآن في حالة فوضي.


الملابس الممزقة،والسيف الملقي على الارض ، والمصباح الذي ما زال مضاءً ، والعديد من بقع الدم ،هذه مشكلة. أدرك جزء منه أنه سيكون من السيئ ترك الاشياء على حالها.


أخرج الميمك العديد من السيقان الصغيرة التي تشبه سيقان الحشرات من قاعه ورفعته بضعة سنتيمترات عن الأرض. ثم فتح فمه وسمح للسان الأحمر الضخم ان يخرج. قضى الدقائق القليلة القادمة في التنقل حول المكان، عازماً على محو جميع الأدلة على أن شخصا ما قد مات هنا.


الدماء تم لعقها. الملابس والمصباح تم ابتلاعهم، ولكن عندما حاول الامساك بالسيف ليلاقي نفس مصير الملابس لف ميمك لسانه حول الطرف الحاد من السيف وجرح نفسه.


"هيسسسسسسسسسسس!"


القي السيف بعيدا واخرج صرخة غريبة الصوت. عدة قطرات من الدماء الصفراء اللزجة تساقطت على الأرض.


[لقد عانيت من جرح صغير، نقاط الصحة -4]


نافذة أخرى غريبة برزت في وعيه. وعلى الرغم من أنه يفهم بطريقة ما ما حاولت الرسالة اخباره ، فإنه يفتقر ببساطة إلى قدرة الدماغ على معالجة معناها. ليس كأنه على نية للقيام بذلك الآن. فالسيف لا يزال مشكلة تحتاج إلى التعامل معها.


اقترب "ميمك" من السلاح الملقى على الارض بحذر ، واضعا كل قدراته العقلية المحدودة في مراقبته تحسباً لهجوم اخر من الشئ المريب. كان السيف الحديد الطبيعي تماما - غير موضوع عليه اي تعويذات سحرية، كما هو متوقع من معدات المبتدئين. ولكن وحش في المستوي الثاني لم يكن لديه أي فكرة انه قد جرح نتيجة غباءه ولم تكن هذه نية السيف.


تذكر "ميمك" الطريقة التي كافح بها إفطاره قبل قليل. كان المغامر يمسك الشئ الغريب دون إيذاء نفسه. كانت أصابعه ملفوفة حوله، مثل الطريقة التي حاول "ميمك" القيام بها. والفرق الوحيد هو أن "ميمك" قد أمسك النهاية المدببة عن طريق الخطأ.


مدركاً خطأه ، الوحش أخرج لسانه مرة اخرى بحذر. ومع ذلك، كان اللسان السمين سميك جدا على المقبض القصير. فكر المخلوق لفترة وجيزة في هذه الحقيقة قبل تحويل لسانه الضخم الي شئ اقل سمكاً. فصيلة "الميمك" من الناحية العملية هي فصيلة من مغيري الاشكال ، بامكانهم تغيير شكلهم بحسب حاجتهم ولكن "ميمك" لا يزال ضعيفا جداً للقيام بذلك ،فأقصي ما يمكنه ان يقوم به الان هو تغيير شكل لسانه او خلق الأقدام التي استعملها منذ قليل للحركة.


الآن بعد أن أصبح اللسان في الشكل الصحيح، قام الصندوق المتحرك بلفه حول مقبض السيف بحذر. نجح في التقاطه ورفعه بأمان. بعد ان نجح "ميمك" في رفع السيف تحركت اقدامه يميناً ويساراً وأخذ يهز نفسه كأنه يقوم برقصة للاحتفال.


[سمة "الذكاء" تم انشائها نتيجة لتصرف مميز ؛ الذكاء +1]


نافذة غامضة مزعجة أخرى. أفسدت مزاجه تماماً، بسببها ضاعت رغبة "ميمك" في الاحتفال وأوقف رقصته. ومع ذلك، فهو الآن فهم بطريقة غامضة ان الشيء الملقي على الأرض كان سلاحا. لاختبار نظريته قام "ميمك" بتلويح السيف بكل طاقته باستعمال لسانه وارتطم السيف بالأرض.


*كلاااانج*


ترك السيف خدش عميق في الأرض وتطايرت قطع صخرية صغيرة في المكان .


بالفعل ؛ يمكن استخدامه كسلاح ؛ شعر "ميمك" انه بحاجة الي تنفيذ رقصة أخري احتفالاً بهذا الاكتشاف .


*************
"هممم؟ هل سمعت هذا؟"


الصوت القادم من بعيد جعل "ميمك" يتجمد في مكانه، فرحه بلعبته الجديدة جذب انتباه غير مرغوب فيه.
"نعم، أنا متأكدة أني سمعت شيئاً. هيا، دعنا نذهب للتحقق من ذلك! "


على الرغم من أن "ميمك" لم يفهم الكلمات، لكنه أدرك انهم كانوا يتحركون في اتجاهه . بعد بضع لحظات من التفكير المركز ؛ سرعان ما تراجع إلى مكانه الذي قضي فيه حياته كلها-الخمس ايام- وجلس. ومع ذلك، كانت هناك مشكلة خطيرة - كان لا يزال يحمل السيف في لسانه! كان لديه شك حول ما إذا كان ينبغي أن يحاول أكله، ولكن لم يكن هناك شيء حوله يمكن استخدامه لتخبئة السيف. لم يكن متأكدا كم من الوقت تبقي حتي يجده أصحاب الصوت ، ولذلك قام "ميمك" بعمل الشيء الوحيد الذي استطاع عقله الصغير التفكير فيه.


* * *


صوت خطوات اقدام شخصين جاء من احدى الأنفاق. اتبع"ميمك" غرائزه ووقف ثابت تماماً دون حراك، منتظراً فرصته. رجل وامرأة دخلوا نطاق إدراكه. كان الرجل اشقر الشعر، يحمل سيف ومصباحاً ويرتدي ملابس مشابهة للضحية الأولى للوحش. اما المرأة ذو الشعر البني فكانت ترتدي معطف ابيض وتحمل عصا خشبية في يدها.


"انظري! صندوق كنز" هتف الرجل فجأة. واقترب من "ميمك" بدون أي شك.


"انتظر، "رون"! من الممكن ان يكون هذا فخاً" قالت المرأة هذا وجذبت الرجل من يده ليتوقف عن المشي.


"فخ؟ هل تمزحين يا "غلوريا" ؟ انه صندوق! ما أسوأ ما يمكن أن يحدث اذا كان هذا فخاً؟"


"سمعت بعض الشائعات عن ظهور"ميمكس" في هذه المنطقة في الآونة الأخيرة ، وهذه الوحوش قادرة على اتخاذ أي هيئة ." ردت عليه المرأة.


"نعم، ولكن هذه المنطقة يظهر فيها الخفافيش والجرذان فقط كيف يمكن ل"ميمك" ان يظهر فجأة ؟"


"لا أعرف، ولكن ألا ينبغي أن نكون حذرين؟ نحن نخاطر بحياتنا"


عيون غلوريا الخضراء تنتقل من شقيقها الي الصندوق. في حين أن ظهور أنواع جديدة من الوحوش في زنزانة كان ممكناً، ولكنه لا يزال نادرا جدا.


"حسناً يا أختي. أخيك الكبير سيطعن الصندوق المربع الشرير فقط لكي تكوني مطمئنة. هل أنت سعيدة الآن؟"


"لا تخاطبني هكذا! أنا لست طفلة"


"حسناً حسناً! كنت مجرد مزحة. ... "


لم يكن لدى "ميمك" أي فكرة عما يجري الآن. فريسته الجديدة قد ظهرت ولكنها وقفت ثابتة دون حراك واستمرت في اطلاق بعض الاصوات الغريبة التي لم يتمكن عقله الصغير من فهمها. سمع الأصوات ورأي الوجوه، ولكن فهم ما يقوله هؤلاء الناس او ينوون القيام به كان مستحيلاً.


ثم بدأ المخلوق الاكثر سمنة بين الاثنين في التحرك في اتجاهه مرة أخرى. ولكن هذه المرة كان هناك شيئاً مختلف. كان الرجل يحمل سيفا - الشئ الذي قد ادرك "ميمك" من قبل انه خطير. بطريقة ما ادرك "ميمك" ان فريسته ملأها الشك. والشك كان اسوء اعداء "الميمكس."


اقترب رون أكثر وأكثر. فور أن أصبح في مسافة تمكنه من اصابة الصندوق، رفع ذراعه التي تحمل السيف ببطء متحضراً لضرب الصندوق الخشبي. في أسوأ الاحوال، سيفسد سيفه ويحتاج لاصلاحه عند عودته للبلدة . في أفضل الاحوال، سيتجنب فخ قاتل.


عقل "ميمك" الصغير كان غارقاً في التفكير، فريسته على وشك استخدام السيف لمهاجمته، كان "ميمك" يعرف انه لن يتمكن من الفوز اذا قاتل خصمه سيفاً لسيف، فمعرفته بالسيف كانت محدودة للغاية . كان يعرف بالضبط شيئين حول هذا الموضوع - "النهاية المدببة تجرح" و "التلويح به إلى أسفل يخدش الأرض".


من هذه الأشياء استنتج ميمك ما كان على وشك ان يحدث، انه على وشك ان يموت. شعر بأنه محاصر. ومثل أي وحش محاصر، انتفض مدافعاً عن نفسه.


كان رون على وشك القيام بضربة علوية ، غطاء الصندوق الخشبي الموجود أمامه فتح! ووسط صفوف الأسنان البيضاء الحادة واللسان الاحمر، رأي شئ لامع، تلاها ألم في بطنه.


"آغآآآآآآآآآآه ،ااااااااااااااااااااه" صرخ "رون" بأعلى صوته، فسيف "ميمك" قد اخترق معدته.


"ميمكس" كانوا وحوش تعتمد اساسياً على الخداع. ولذلك عرف غريزيا أن ترك الأدلة وراءه كان سيئا، وأن عليه أن يظهر على أنه عادي وغير مريب قدر الإمكان. ولكن تناول هذا السلاح كان خطراً، وربما مميتاً. وبدون مكان آخر لوضعه، انتهى الوحش بتخبئته في فمه ممسكاً المقبض بلسانه.


والآن، فإن تلك الغرائز الجديرة بالثقة كانت السبب في نجاحه في توجيه ضربة مميتة على ضحيته.


[ تم انشاء سمة "القوة" من خلال تصرف مميز؛ القوة +1 ]
[ تم انشاء سمة "الحكمة" من خلال تصرف مميز ؛ الحكمة +1 ]
[ لقد حصلت على المهارة "اتقان السيف" ، القوة +2 ، الرشاقة +2 ]
[ "اتقان السيف" في المستوي الاول ؛ بامكانك رفع المستوي عن طريق الاستمرار في استعمال السيف ]


"رون!" صاحت غلوريا "تماسك!"


امسكت بعصاها السحرية. ورددت شيئاً ما بسرعة ، وفي أقل من ثانية ، لمعت يداها بضوء أبيض

"الشفاء السريع!"


بعد نطق الكلمة، انطلق الضوء باتجاه أخوها، وقام بتغطيته. ومع هذا، لم يكن ذلك كافيا. فكاهنة منخفضة المستوى مثلها لا يمكنها شفاء اصابة كهذه بمهارة واحدة ، ولكن على الاقل وفرت الوقت الكافي لها لترديد التعويذة السحرية مرة اخري.


*كحة ، كحة* خرج الدم من فم "رون".


كان يشعر باستعادة قوته نتيجة لشفاء اخته. استعاد جزء ضئيل من حيويته المستنفدة. واستخدم هذا القدر من القوة لتحريك ذراعه التي تحمل السيف إلى أسفل، لكنه لم يتمكن من وضع أي قوة حقيقية وراء الضربة. سقط سيفه تحت تأثير وزنه فقط على أسنان "ميمك" وارتد مرة أخري محدثا صوت *كلانج* صغير.


[لقد عانيت من جرح طفيف ؛ نقاط الصحة -1]


بعد أن تعرض للهجوم، اندلع "ميمك" للمهاجمة فهو الان يعلم كيف يستعمل السيف. كانت المعرفة التي غمرت عقله بعد أن اكتسب تلك المهارة أكثر مما يمكن لعقله الصغير أن يستوعب، لذلك استغرق بعض الوقت للتكيف معها.


"الشفاء السريع!" جاء صوت الصراخ مرة اخري من الجانب.


استعاد خصمه بعض طاقته وكان على وشك توجيه ضربه اخري. ولكن "ميمك" كان قد تمكن منه بالفعل. بدلاً من سحب السيف من احشائه ،قام "ميمك" بسحب الرجل بالكامل الي داخل فمه ، وبدأ بالمضغ.


*كرانش*


"لاااااااا ! رووون!!" صرخت "غلوريا" بكل طاقتها وتردد صوتها في ظلام الكهف.


* *صوت مضغ* مونش مونش كرانش *


شقيقها الأكبر العزيز، تم أكله امامها. دماؤه وأحشاؤه تناثرت في كل مكان.


"تباً تباً ، تباااااااااااااااً ،ايها اللعيييين" استمرت بالصراخ. كانت غاضبة. كان ذلك واضحا. ولكن ككاهنة منخفضة المستوى. فمهاراتها الهجومية تعتبر شبه منعدمة. إذا كان خصمها شيطان أو زومبي، كانت ستكون قادرة على القيام بشيء ما. ولكن امام هذا الوحش كانت عاجزة تماماً.


"سأقتلك! سأقتلك ايها اللعيييييييييييييين! "


كانت مشغولة جدا بالصراخ و الحزن والغضب.


توقف "ميمك" عن المضغ بمجرد ان تأكد أن فريسته ماتت بالفعل. بصق الجثة المشوهة على الارض والتقط سيفه ليكمل النزال. ظهرت السيقان الصغيرة أسفله مرة أخري، وانطلق نحو المرأة المزعجة.


"آه ... آاااه"


لقد انتهى الأمر. غلوريا أدركت حماقتها بعد فوات الأوان. وما أن أدركت ذلك حتي استدارت للهروب، ولكنها كانت بطيئا جدا. فسيف "ميمك" اخترق صدرها من الخلف.


"لا! لا! رجاءً ،انا لا أريد ان..."


حاولت التمسك بالحياة، منتظرة النجدة من مكان ما ،ولكن ما وجدها كان اليأس وعدد كبير من الأسنان الحادة.


*سحق*


[ ارتفع مستواك ]
[ ارتفع مستواك ]
[ انت الآن "ميمك" في المستوى الرابع ؛ جميع الخصائص +4 ]
[ "اتقان السيف" ارتفع للمستوى الثاني ؛ "القوة +2" البراعة+2" ]


ها هي مرة أخري. تلك النافذة المزعجة التي تظهر في عقله. ولكن لأنه الان يمتلك سمات الذكاء والحكمة تمكن أخيراً من فهم ما تعنيه؛ حسناً لم يفهم ما تعنيه ولكنه فهم أنها تخبره أنه أصبح أقوي.


* كرانش مونش مونش *


هذا كان أقصي مدي لقدراته العقلية. من الناحية الموضوعية، هذا الوحش يمكن اعتباره عبقري مقارنة بباقي أفراد فصيلته، ولكن في النهاية هذا ليس بالشئ الذي يمكن وصفه بالمتوسط من وجهة نظر البشر. حتي الآن كان مشغولاً جداً بطعامه ولم يفكر في هذه النوافذ الغريبة اكثر من ذلك.


بعد ابتلاع المرأة، ولعق أي دم انسكب على الأرض وسحق العصا الخشبية التي كانت تحملها بين أسنانه، عاد الي جثة الرجل المشوهة وفعل نفس الشئ له.


وبعد بضع دقائق، تم محو كل آثار الجريمة. كل ما يمكن رؤيته في هذه المنطقة ، هو الصندوق الخشبي البسيط ونهاية سيف حديدي بارزة من خلفه.


************************

2018/02/23 · 1,575 مشاهدة · 1905 كلمة
Moe
نادي الروايات - 2024