4 - الموت يأتي في صور عديدة : الجزء الرابع.

الموت يأتي في صور عديدة -الجزء الرابع


صوت ارتطام شئ بالأحجار انتشر صداه في كل أنحاء المكان، السبب في هذه الأصوات كان صندوق مربع اكتشف للتو أنه قام بأغبي شئ يمكن لأحد القيام به.


أقدام "ميمك" تحركت بشراسة وقام بصدم جانبه الامامي في الحائط بكل قوته.


[لقد عانيت من صدمة طفيفة ؛ نقاط الصحة -4]


كانت هذه الرسالة تكرر نفسها بشكل متقطع على مدى الدقائق العشر الأخيرة. كان الأحمق الصغير يعاقب نفسه على الغلطة الغبية التي ارتكبها للتو. كانت الأمور تسير على نحو جيد ، ولكنه ترك فرصة مذهلة تنسلب من يديه -اذا كان له يدين-. فبالتأكيد أي مهارة من مهارة مستحضرة الأرواح كانت كافية لاعطاءه زيادة هائلة في قوته.


"كيششااااااااااااااااااااا" صرخ بأعلى صوته وصدم رأسه بالحائط مرة أخرى.


[لقد عانيت من صدمة طفيفة ؛ نقاط الصحة -4]


هذا يكفي!. التصرف هكذا لن يفيده على الاطلاق وسيستمر باضاعة نقاط الصحة القيّمة. هدّأ "ميمك" نفسه ثم بدأ في تنظيف الفوضى التي نتجت عن أكل المرأة.


بعد أن أعاد مخبأه الى شكله السابق الغير مثير للشك ، عاد الي بقعته المفضلة ووقف هناك منتظراً فريسته القادمة.


الساعات تحولت الي أيام ، والأيام تحولت الي أسابيع. وقف "ميمك" بصبر دون أن يحرك عضلة واحدة. لم يمانع ذلك. لقد ولد للقيام بمثل هذه الأشياء ، ولكن كل شئ له حد ،وصبر "ميمك" كان على وشك أن يتخطى هذا الحد.



[أنت جائع ؛ تم خفض معدل استرجاع نقاط الصحة والطاقة الي النصف]


شعر ميمك بالجوع ، الجوع شعور سئ! ، جعل المخلوق الصغير يفكر في أن يذهب ليبحث عن طعام ، ولكن هذا يتعارض مع غرائزه الأساسية ، هل يجب أن يقف هنا منتظراً الفريسة القادمة ؟ أم عليه أن يخرج للبحث عنها؟ هذا القرار كان مهماً جداً ، فبعد كل شئ، "ميمك" لم يتحرك أكثر من 12 متر من البقعة التي ولد بها.


بعد أن استقر على قرار، ظهرت السيقان الصغيرة مرة أخرى ورفعته بضعة سنتيمترات على الأرض. كان من غير المرجح أن الغداء سيأتي بنفسه، ولذلك سوف يذهب ليحضره. تحرك بهدوء في الاتجاه الذي جاءت منه معظم ضحاياه. ومع ذلك ، توقف عندما وصل إلى حافة أرضية غير مستوية ومليئة بالحجارة . لقد حاول "ميمك" عبورها من قبل، ولكن الصخور الحادة كانت تخدش قعره السفلي ، وقعره السفلي هو أكثر منطقة حساسة لـ"ميمك". لم يكن الشعور جيداً. ولذلك، فان طريقة التنقل بحاجة الي المراجعة.


استخدم "ميمك" مهارة "تغيير الشكل" التي يتميز بها. فبامكانه أن يغير شكل جسمه إلى درجة معينة، ولكن نوع فصيلته - التي من ميميك (أدنى) - لا يمكن التخلي عنه تماماً -ليس الآن على الأقل- ولذلك لن يقدر على تغيير هيئته المربعة الأصلية. ولكن باقي أعضاء جسده بامكانه تغييرها. جلس "ميمك" على الأرض وسحب السيقان الصغيرة. وبعد فترة قصيرة، ستة سيقان طويلة ناعمة تشبه تماماً سيقان العنكبوت خرجت من أجنابه .



"الميمكس-المقلدون" لديهم موهبة طبيعية لتقليد الأشياء. . وفي هذه الحالة، كان يقلد مظهر العنكبوت الصغير الذي بنى عشه مباشرة فوق البقعة التي يستريح "ميمك" فيها. فبدون أي شئ ليفعله في الأسابيع القليلة الماضية ، لم يكن أمامه الا مراقبة هذا العنكبوت باستعمال نظره السحري ، الطريقة التي استعمل بها العنكبوت هذه السيقان الغريبة أذهلت "ميمك" تماماً ، لم يستطع أن يوقف نفسه عن مراقبته يسير على الحوائط ويقفز بها بسلاسة ، والآن حان وقت الاستفادة من هذه المعرفة.


حاول الوقوف على أرجله الجديدة وفشل بشكل مُفجع. كانت السيقان مثل العصيان ضعيفة جدا وطويلة جدا لرفع الجسم الثقيل فوقها. ولكن بعد إعادة ضبط سمكها وطولها عدة مرات، أخيرا وجد التوازن الصحيح ووقف في وضع مستقيم. ثم قام بالمشي بضع الخطوات التجريبية. ومع ذلك، فإن الحفاظ على نفسه من السقوط كان أكثر صعوبة من تقليد الاقدام.


في النهاية وبعد تعديل اماكن خروج السيقان لـ 2 بالخلف ، 2 بالامام ، 1 على كل جانب ؛تمكن "ميمك" من موازنة نفسه أخيراً.


[مهارة "تغيير الشكل" ارتفعت للمستوى 3 ]


أراد "ميمك" الاحتفال بانجازه ولكن لم يكن لديه الوقت لذلك. فكلما مر الوقت ، ازداد جوعه، أخذ خطواته الأولى في العالم المجهول تماماً. لم يكن لديه أي مشكلة في المشي في الظلام، ولكن نطاق رئيته كان محدوداًوبالتالي عليه أن يتحرك ببطء وهدوء ، لأنه لم يرد أن يجذب الانتباه له ، وأيضاً لم يرد أن تجرح الصخور قاعه الحساس.


في الظروف المثالية ، كان سيستعمل "التسلل" للتحرك في الظلام ، ولكن بسبب جوعه نقاط طاقته أصبحت تتجدد ببطء شديد ولم يرد "ميمك" اضاعتها.


تحرك في الأنفاق صعوداً وهبوطاُ ، ماراً برفاقه الوحوش الذين خلقوا من نفس الشئ مثله ، لم تكن العلاقة بينهم كعلاقة صياد وفريسته ، ولكن كانت كعلاقة الأقارب من بعيد.


واصل "ميمك" التجول في الأنفاق باحثاً عن أي فريسة ، ولكنه لم يجد أي شئ ، بل بالعكس ، التنقل جعل الأمور أسوأ.


[انت تموت جوعاً ، نقاط الصحة والطاقة المفقودة لن تتجدد]


لم يفهم "ميمك" أن هذا كان التسلسل الطبيعي للأحداث.


المكان الذي ولد به "ميمك" يسمي "زنزانة المنطقة الخضراء" ، وكلمة "زنزانة" تطلق على المنطقة التي يتجمع بها مقدار كبير من الطاقة السحرية تؤدي الى ميلاد مجموعة من الوحوش وتستمر بتغذيتهم ، ولكن عندما تكبر هذه الوحوش عن حد معين فان "الزنزانة" تعجز عن مواصلة تغذيتهم ، ولذلك يجب عليه المغادرة والبحث عن طعامه بنفسه.


فعلى الرغم من أنه قد ولد كمستوى 1، فقد نمى إلى المستوى 15. "المنطقة الخضراء" تعجز عن تغذية الوحوش بعد المستوى السادس.

ولكن شيئاً ما تغير. لماذا توقفت الوجبات التي تمشي على قدمين عن القدوم ؟!


استمر "ميمك" في التقدم الى أن وصل الى السبب .


"الللللللللللللللحححننننننة" حاول "ميمك" أن يلعن ولكن قدرته اللغوية الضعيفة منعته من ذلك.


في آخر طريقه ،النفق كان مسدود تماماً ، قضبان حديدية رأسية وأفقية عزلت هذه المنطقة عن باقي "الزنزانة".

بعد اختفاء "فاليريا" الغامض، قررت المدينة القريبة غلق المنطقة الخطرة وترك الوحش المحتجز في الداخل ليموت من الجوع. فأي شيء يمكن أن يقتل مغامر في المستوى 20 بالتأكيد كان تجاوز الحد الأقصى للـ"زنزانة"، حتى تناول رفاقه الوحوش لن ينقذه ، فأجسامهم مصنوعة بالكامل من المانا ولذلك ستتحلل تماماً بعد موتهم.


وايضاً اغلاق المنطقة كان سيكلفهم أقل بكثير من استئجار شخص قوي بما فيه الكفاية لقتل الوحش.


كان "ميمك" لا يعرف شيئاً عن هذه الظروف، لكنه عرف أن هذه القضبان المعدنية هي سبب المشكلة. ولكن كيف يمكنه تجاوزها؟!


أولا حاول دفع جسمه من خلال الثغرات ، لكنها كانت صغيرة جدا عليه. على الرغم من أن بامكانه تغيير شكله ، كانت قدرته لا تزال محدودة وكان يعجز عن التخلي عن شكل الصندوق الأصلي له. النفاذ من الثقوب كان مستحيلاً وهذا لا يترك أمامه الا خيار استعمال العنف .


أخرج سيف حديدي من مخزنه وأمسكه بلسانه وقام بمهاجمة القضبان ، تصادم المعدن بالمعدن أحدث أصواتاً عالية وشرارات تطايرت حوله ، ولكن القضبان الحديدية لم تتحرك ، لو أن أي شئ كان على وشك أن يحدث فهو أن السيف اصبح على وشك أن ينكسر.


بعد فترة من الوقت، تخلى عن الفكرة. اضاعة الوقت المتبقي لديه حتي يموت جوعاً في مهاجمة القضباان كان عديم الفائدة.


لو كان فقط بامكانه أكل المعادن ، لأصبح الأمر كقتل جوبلينان بكرة نارية واحدة.


انتظر... ابتلاعها ؟


صحيح! اذا كان لا يمكنه أكلها فلا يزال بامكانه ابتلاعها في مهارة "البعد الجيبي" الخاص به.


[تم تنفيذ تصرف مميز ؛ الحكمة +1]


هذا يبدو واعداً ، ارتفاع الحكمة يعني أن الفكرة جيدة حقاً.


تراجع عدة خطوات للخلف ،فتح فمه وفعل المهارة ، ظهر البعد الارجواني وبدأ باخراج كل الأشياء التي وضعها هناك والقاءها على الأرض ؛ سيحتاج الي كل المساحة الممكنة اذا كان سيبتلع شيئاً بهذا الحجم.


استدار للقضبان مرة أخرى بعد افراغ محتويات مخزنه على الأرض وبدأ في التحرك باتجاهها مرة أخرى ، هذه المرة فاتحاً فمه ومفعلاً المهارة ،امسك "ميمك" القضبان بقدماه الاماميتين وحاول دفعها داخل البعد الجيبي ولكنه عجز عن ذلك ، لم يستسلم وأكمل المحاولة بكامل طاقته ، ولكن لم يستطع دفع القضبان المعدنية ذات الـ3 امتار طول و مترين في العرض داخل بعده الجيبي الذي لا يتجاوز الـ 40 سم.


"اللللللللللححححححححننننننننة" حاول أن يلعن مرة أخرى ، وفشل مرة أخرى ، بمتسوى ذكائه الحالي ، فشل المخلوق الصغير في أن يفهم أن القضبان كانت أكبر بكثير جداً من بعده الجيبي. وحاول مرة أخرى، ولكن هذه المرة أحس بألم كبير في جسده بالكامل.

صرخ ميمك عدة صرخات ليعبر عن العذاب الذي كان يشعر به.


[ نتيجة للاستخدام الخاطئ لمهارة "البعد لجيبي" عانى جسدك من الضرر ؛ نقاط الصحة -100]


السحر ليس لعبة. ويمكن أن يؤدي الاستخدام غير السليم له إلى عواقب وخيمة في بعض الأحيان. وشئ مثل الذي فعله ميمك الآن كان من الممكن أن يؤدي الى مقتله، ليس وكأنه يفهم معنى او قواعد السحر من الأساس ، على الأغلب أنه فسر مهارته السحرية بـ"شئ يحدث عندما أريد أن أفعله".



انهار "ميمك" بجانب كومة الاسلحة الملقاة على الأرض ، ما زالت آثار الالم ظاهرة عليه، لماذا؟ لماذا يحدث هذا له؟ شعر "ميمك" بالغضب الشديد ، كل ما يريد فعله هو أن يأكل ، لماذا يجب على هذه القضبان اللعينة منعه من ذلك ؟ وفي موجة غضبه اخرج لسانه ولفه حول درع معدني ثم رماه بكامل قوته على القضبان.


الدرع طار بسرعة ودار العديد من الدورانات في الهواء قبل اصطدامه بأحد القضبان الحديدية ، ارتد الدرع وسقط على الأرض وتبعته احدى القضبان الرأسية التي كانت تعيق طريق "ميمك".


وقف "ميمك" عاجزاً عن الكلام من الذهول - ليس وكأنه كان يستطيع الكلام أصلاً-. لم يدرك ان استخدامه للـ"بعد الجيبي" على القضبان قبل قليل لم يكن عديم الفائدة تماماً ، في الواقع لقد تسبب بالضرر للقضبان المعدنية في عدة مواضع.


[تم تنفيذ تصرف مميز ، "الحظ" +1]


"ميمك" لم يتعب نفسه بالتفكير أكثر من ذلك فأخيراً قد تمكن من تجاوز العقبة الموجودة في طريقه ، وقف من مكانه ، وانطلق باحثا عن غدائه.



**********************************************************************

ملاحظة : كلمة "زنزانة" في الفصل ده هي ترجمة للكلمة الانجليزية "dungeon" هي ليها ترجمات عربي كتير بس كلهم مش لايقين على معناها وعموماً هو معناها : منطقة بيتجمع فيها وحوش كتير و المغامرين بيروحوها كتير عشان يرفعوا مستواهم.

2018/02/24 · 921 مشاهدة · 1564 كلمة
Moe
نادي الروايات - 2024