5 - الموت يأتي في صور عديدة : الجزء الخامس.


أحد "الميمكس" كان في انتظار فريسته. جلس هناك، بدون أدنى حركة. على الرغم أن جزءً منه أخبره أن يقف ويغادر هذا المكان ، ولكن في النهاية اتبع غرائزة وبقى. كانت الأرض في هذا الجزء من "الزنزانة" مسطحة إلى حد ما، ولكن أسفله مباشرة يوجد صخرة صغيرة ، أجبرته على الجلوس في وضعية مائلة ، غير مريحة على الاطلاق.


بالرغم من أنه لم يشعر بألم نتيجة ذلك ، ولكن شيئاً ما بداخله أخبره أن صندوق يقف بهذه الطريقة ليس شيئاً طبيعياً ، وأنه سيجذب الانتباه لو ظل هكذا. ولكنه لم يجرأ على الحركة ، على الأقل ليس الآن ، فقد سمع صوت خطوات أقدام قادم من بعيد ، وبالرغم من أن هذه تعتبر فرصة مثالية لجميع الـ"ميمكس" ، الا أن المخلوق الصغير أحس بالخطر.


خمسة رجال كانوا يسيرون في الأنفاق عندما وصلوا الى تفرع في الطريق ، اتخذوا الاتجاه الايسر ، الذي يوجد فيه المخلوق المتنكر الخائف، هذه المنطقة من الأنفاق كانت أعرض من باقي الأنفاق بكثير ، فقد كان عرضها 8 متر وارتفاعها 4 أمتار ، كانت مساحة تكفي لمرور فرقتين كاملين من المغامرين كل واحدة في اتجاه بدون مشاكل ، ولكن هؤلاء الخمسة لم يكونوا من المبتدئين الذين يأتون الى هذه المنطقة ، أسلحتهم ودروعهم كانت أكبر دليل على ذلك.

الرجل الذي كان في المقدمة كان في الثلاثينيات من عمره ، ظهره وصدره محميان بدرع معدني لامع ، ضوء المصباح الذي يحمله الرجل في يده جعل درعه يزداد لمعاناً. في يده الأخرى كان يحمل رمح حديدي . خوذه حديدية لامعة غطت رأسه بالكامل ، ومن كتفيه تدلى عباءة طويلة مزوده بقطع معدنية لحمايته من السهام في المعارك ، كانت تحدث صوتاً مزعجاً في كل خطوة ولكن الرجل قد اعتاد على ذلك منذ وقت طويل.


كان حارسا، تماما مثل الأربع رجال السائرون خلفه تماماً. فعلى الرغم من أن معظم الرجال الأقوياء كانوا من المغامرين ، كان هناك الآلاف من الناس الذين لم يقبلوا أن يخسروا حياتهم في مكانٍ ما قذر ، في مغامرة من مغامراتهم ، وفضلوا راتب شهري مقابل خدمات مملة على بحثهم عن الثروة أو العظمة أو المغامرة.


اذاً ، لماذا كان هؤلاء الخمسة في هذه المنطقة التي من الواضح أنهم لا ينتمون لها؟ هذا لأنهم تلقوا بلاغاً أن هناك أصوات عالية جاءت من ناحية المنطقة المعزولة من "الزنزانة". كان رئيس البلدة شخص بخيل سئ السمعة، ولذلك لم يتعجب أحد أنه أرسل حراسه الشخصيين بدلاً من أن يستأجر مغامرين لتحري الوضع. جميع هؤلاء الرجال كانوا بين المستويات 10 و 14. ولذلك لم تشكل هذه المنطقة أي تهديد على حياتهم . ولكن كان عليهم أن يضيعوا وقتا ثمينا على شيء كان من الواضح أنه خيال مغامر مبتدأ كان خائفاً من الظلام.


كانت هذه هي المرة الثالثة في نفس الأسبوع والتي اضطروا فيها إلى القدوم الى هذه المنطقة. وكانوا على يقين أن ما سيجدوه هذه المرة سيكون نفس الشئ الذي وجدوه المرتان السابقتان ، مجرد فأر علق بين القضبان الحديدية أثناء محاولته المرور. فبعد كل شئ ، لا يوجد أي مخلوق هنا سيكون قادر على كسر تلك القضبان الحديدية ، فالمعماري الذي وضعها أكد أن أي شئ أقل من المستوى 30 لن يتمكن حتى من خدشها ، ولذلك كانوا على يقين أن كل هذا الجهد بلا فائدة ، وأن رئيس البلدة أرسلهم الي هنا فقط لكي لا يتهمه الناس بالتقصير . فالناس قد بدأوا فعلاً في اتهامه بالتقصير بعد سلسلة الاختفاءات الكبيرة.


ومع كل هذا ، هؤلاء الخمسة يتقاضون مرتباً لينفذوا الأوامر ، ولذا سينفذوها ، حتى وان لم تعجبهم.


الميمك الصغير الذي كانوا على وشك أن يجدوه كان يشعر أنه سيتبول على نفسه من الخوف -لو أمكنه ذلك-. فمجموعة الرجال جعلوه يشعر بأنه لن ينجو بعد ضربة واحدة من أي واحد فيهم -وكان على حق في هذا- ، الهروب لم يكن خياراً سيتم رؤيته وقتله في الحال ، القتال كان خيار أسوأ من الهروب ، أما الاختباء فكان الخيار الوحيد الذي يحمل نسبة طفيفة من امكانية النجاة.


ولذلك اختبأ ، وضع كل تركيزه في أن يكون مجرد صندوق عادي متمسكاً بالأمل الصغير أن الرجال سيتجاهلوه ويكملوا طريقهم.


الرجل السائر في المقدمة نظر الى الصندوق نظرة سريعة ثم تجاهله وأكمل طريقه ، الرجل الثاني والثالث فعلوا نفس الشئ ، أما الرجل الرابع فكان له رأي آخر ،أمسك برمحه الخشبي وقام بطعن الصندوق المسكين.


[لقد تلقيت ضربة مميتة ؛ نقاط الصحة -35]

[لقد متّ]


مات على الفور ، كما هو متوقع من الـ"ميمكس" الذين يظهرون في هذه المنطقة ، لم يجد حتى ما يكفي من الوقت للصراخ.


"اللعنة عليك!" اشتكى الرجل الخامس من خلفه ، "الآن لدي دماء وحش على درعي، زوجتي ستقتلني عندما نعود"


"مجدداً يا "روجر" " التفت قائد المجموعة الى "روجر" قبل أن يكمل ، "أنت تعرف أنك لن تجني أي شئ من قتل هذا الشئ ، أليس كذلك؟!"


"بالطبع قتل شئ في المستوى الأول أو الثاني لن يرفع مستوى تخصصي ، ولكن على الأقل استخدام الرمح لقتله سيرفع من مهارة "اتقان الرمح" " برر "روجر" موقفه ، لم يكن على خطأ فيما قاله ، فبينما مستويات التخصص تحتاج الى قتل وحوش قوية للارتفاع ، مستويات المهارة تعتمد كل الاعتماد على استخدام هذه المهارة ، وفي حالة "اتقان الرمح" فانها تزداد باستخدام صاحبها الرمح في القتال.


"لا تعبث معي" بثق الزعيم على الأرض ثم نظر الى روجر ، "أنا أعلم جيداً لماذا فعلت هذا."


"اوه ، لقد كشفتني تماماً يا زعيم" هز "روجر" كتفيه . في الحقيقة، "اتقان الرمح" كان مجرد عذر لقتل المخلوق الصغير ، السبب الرئيسي وراء ذلك هو أنّ "روجر" كان شخص سادي بطبعه ، دائماً ما يحاول استغلال قوته لتعذيب من هم أضعف منه.


نظر اليه قائد الفريق نظرة استحقار ثم أكمل " أياً يكن ، هيا تحركوا ، دعونا ننتهي من هذا الهراء ونعود" ، أكمل الفريق تقدمهم بعد أن نسوا تماماً الـ"ميمك" المسكين الذي قتلوه للتو.


ولكن الـ"ميمك" الآخر الذي يتتبعهم من الظلام لن ينسى ، لقد قتلوا قريبه للتو بدمٍ بارد ، دم بارد ولذيذ ومغذي ، النوع الذي يحبه "ميمك" تماماً ، كان النصف صندوق - نصف عنكبوت يتتبعهم منذ بضع دقائق ، منتظراً الفرصة المناسبة للهجوم.


في البداية كان "ميمك" متردداُ هل يتتبعهم أم يذهب ويبحث عن فريسة أسهل ، ولكن هذا ليس الآن ، هؤلاء الحمقى أولاد العاهرة قتلوا قريبه ولذلك لن يسمح لهم ميمك بالمغادرة.


شعر "ميمك" أنه مهما يحدث عليه أن يقتل كل واحد من هؤلاء اللعناء ،بالرغم من أنه لم يعرف الميمك الذي تم قتله ولم يهتم لأجله ، ولكن تملكه شعور غريب بأنه لا يمكنه أن يتركهم ينجون بفعلتهم. تخلى "ميمك" عن انتظاره للحظة المناسبة واستعد لمهاجمتهم.


فتح فمه وأخرج لسانه السميك ، باستعمال مهارة "تغيير الشكل" انقسم لسانه الى ثلاثة ألسنة أرفع ، فتح بعده الجيبي وأخرج ثلاثة سيوف ، سيف لكل لسان ، لم يجمع ميمك كل الأسلحة التي ألقاها على الأرض عند القضبان ، لأنه لم يرد اضاعة المزيد من المانا ، فابقاء البعد الجيبي مفتوحاً يستنفذ المانا الخاصة به. في هذه اللحظة ، الشئ الوحيد المتبقي في بعده الجيبي كان خنجر ، وتركه "ميمك" هناك لأنه كان لامعاً جداً ، و "ميمك" يحب الاشياء اللامعة.


الآن بعد أن سلّح نفسه. فعل مهارة "التسلل" و انطلق في صمت. في اتجاه الشخص الخامس في الفريق والذي ما زال يشتكي من أن زوجته ستقتله بسبب الدماء ورفيقه الذي قام بقتل الميمك قبل قليل.


الآن بعد أن أصبح على بعد نصف متر منهم ، استخدم سيقانه العنكبوتية لرفع نفسه قليلاً ، جهز سيوفه و صوب باتجاه الفتحة الوحيدة الموجودة في درعهم ، وهي منطقة التقاء حامي الظهر بالخوذة ، وبعد لحظات بسيطة قام بدفع السيفين خلال رقابهم.


السيفان اخترقا رقاب الرجلين بدون أي مقاومة.


[تم تفعيل مهارة "الاغتيال" ؛ هجومك أحدث ضرر 200% ، نقاط صحة الخصم -157]

[لقد قتلت خصمك من ضربة واحدة ؛ ارتفع مستوى مهارة الاغتيال !]

[تم تفعيل مهارة "الاغتيال" ؛ هجومك أحدث ضرر 200% ، نقاط صحة الخصم -96]

[تلقى خصمك ضربة وهو غير مستعد تماماً ، أصبح خصمك غير قادر على الحركة لخمس ثوانٍ]


متجاهلاً الرسائل المألوفة ، وصرخات خصومه الأكثر أُلفة ، سحب "ميمك" السيفين لأسفل بكل قوته ليسقط الحارسين على الأرض.


باقي الفريق التفتوا في الحال بعد ان سمعوا أصوات صراخ رفاقهم ، أول شئ رأوه كان رفاقهم يسقطون على الأرض غارقين في دمائهم ، بعدها مباشرة سيف آخر سقط على رقبة الشخص الذي لم يمت -غالباً "روجر"- ليطعنه في رقبته مرة أخرى . شاهد الثلاثة المتبقين السيوف تسحب من جثث رفاقهم في ذعر ، فبعد كل شئ ، ما زالوا لم يعرفوا ما الذي هاجمهم ، ثم لاحظوه ، صندوق بسيط قصير يقف على ستة أقدام عنكبوتية الواحدة منهم بحجم كلب كبير ، ولكن هذا الوحش كان يتحرك بهم بسلاسة كأنه قد وُلد بهم بالفعل.


"كـيــــاااااااااااااااااااااااااااااااااااه" صرخ الوحش بأعلى صوته ، صرخته عززت الخوف الذي كان يشعر به الرجال الثلاثة ، وبدون اضاعة وقت ، انطلق المخلوق المرعب باتجاه الرجل الأقرب له حاملاً سيوفه الثلاثة ، الرجل البسيط الذي كان معتاداً على مطاردة النشالين أو توبيخ الأطفال في البلدة كان متجمداً من خوفه ، أخطر شئ واجهه طوال حياته كان مجموعة من قطاعين الطرق ، ولكنهم كانوا على الأقل بشر ، لقد تلقى تدريبات ولديه خبرة غزيرة عن طريقة قتالهم ، أما الشئ الغريب الذي على وشك أن يهاجمه ، فلم يعرف عنه الرجل أي شئ ، بدون أي خيار آخر ، أمسك الرجل رمحه بكل قوته في محاولة بائسة لابعاد المخلوق عنه ، ولكن "ميمك" كان قد وصل اليه بالفعل ، و هاجمه بالسيوف الثلاثة مرة واحدة.


تقسيم "ميمك" لعضلات لسانه الى ثلاثة أطراف جعل ضرباته أضعف بكثير عن ضرباته اذا استعمل سيف واحد ، ولكن الكثرة كانت تعني أنه سيكون بامكانه مهاجمة أكثر من منطقة في نفس الوقت.


سقطت الثلاث ضربات على الرجل ، الضربة السفلىة جرحت فخذه ، الضربة الوسطى اخترقت درعه وجرحت معدته ولكن الدرع امتص أغلب الضرر ، والضربة العلوية ردتها الخوذة دون احداث أي جروح ، صرخ الرجل من الألم ، تراجع عدة خطوات وسقط على مؤخرته ، سقط سلاحه من يده ، كان ينزف بشدة ، ولا يقدر على الحركة ، لكنه لا يزال حي ، وما زال لديه 44 نقطة صحة.


صديقاه كانوا قد اندفعوا بالفعل لمساعدته ، ممسكين برماحهم ، ووجهوا ضربتين على "ميمك" من زاويتين مختلفتين ، حاول "ميمك" صد الضربتين بسيفين بينما يتراجع ، ولكنه كان بطيئاً جداً ، رمح القائد قد أصابه بالفعل آخذاً 34 نقطة من نقاط صحته ، صرخ من الألم وقفز الى الخلف بكل قوته ، ليتفادى أي ضربات أخرى.


"ميمك" لم يتعافى بعد من الضرر الذي تلقاه من سوء استعمال مهارة "البعد الجيبي" ، فنقاط صحته توقفت عن التجدد بسبب الجوع ، وبعد هذه الاصابة ، كان لديه حوالي 40% من نقاط صحته ، بعبارة أخرى ، ضربتين جيدتين أخرتين أو ضربة واحدة قوية بما يكفي ستقتله!


حاول "ميمك" مهاجمة خصومه مرة أخرى ، ولكن خصومه اعتمدوا على أن نطاق هجوم الرمح أكبر بكثير من السيف ، واستغلوا هذا لمصلحتهم ، لم يستطع "ميمك" اصابة أياً منهم ، في المقابل ، تلقى بعد الجروح البسيطة على لسانه.


"ميمك" قد أخطأ في تقدير قوة خصومه ، والوضع كان يزداد سوءاً ، فبينما الاثنين في المقدمة أبقياه منشغلاً ، الشخص الثالث أخرج زجاجة حمراء صغيرة ، سكب نصفها على جروحه وشرب النصف الآخر ، "ميمك" أدرك ما يفعله الرجل ، بعض َضحاياه من قبل الذين فشل في انهائهم من ضربة واحدة فعلوا نفس الشئ ، وبعد فترة صغيرة عادوا بكل قوتهم.



"ميمك" أدرك أنه أخفق ، فمن الواضح أن الرجلان كان يوفرا الوقت لزميلهم ليتعافى ، وبعد أن يتعافى سيهاجموه ويقتلوه ، "ميمك" أدرك أيضاً أن الهرب لم يكن خياراً فحتى لو حاول سيستمروا بمطاردته الى أن يقتلوه ، فبعد كل شئ ، "ميمك" قتل رفاقهم ، وسوف يريدوا الانتقام منه ، فالانتقام كان هو السبب الرئيسي الذي بدأ هذه المعركة أصلاً.


ولكن "ميمك" لم ييأس ، فبعد كل شئ ، مازال لديه سلاح سري ، حركة تعلمها حديثاً ، وبالرغم من ذلك فقد تمكنت من تدمير القضبان المنيعة جداً من محاولة واحدة.


تراجع "ميمك" بضعة خطوات الى الخلف ليخلق مسافه بينه وبين خصومه ، ثم حرك لسانه ، وبكل قوته قام برمي السيف.


من وجهة نظر "ميمك" ، كانت هذه الحركة السبب في سقوط القضبان المعدنية ، وكان قد نفذها باستخدام درع ، هذه المرة سيستعمل سيف ولذلك الضرر الناتج سيكون أكبر بكثير . حسناً ، لم يكن مخطئاً في الجزء الأخير ، ولكن مازالت النتيجة جاءت على خلاف توقعاته.


لف السيف العديد من اللفات في الهواء ، أخفق في اصابة هدفه بالكامل ، اصطدم بالسقف ، ثم سقط على الأرض ، في الحقيقة ، لم يكن السيف قريب حتى من اصابة أي شخص على الاطلاق ، وقف الجميع في ذهول محاولين استيعاب ما حدث للتو.


نتيجة استعمال سلاح "ميمك" السري كانت أنه خسر واحد من سيوفه بدون أي سبب مقنع.


فكر ميمك قليلاُ في الأمر ، ربما كان عليه أن يصوب السيف على أحدهم قبل القاءه ؟


"الللححننة" لعن ميمك نفسه.



في الواقع ، لو كانت سمات "الذكاء" والحكمة" تقل عند تنفيذ تصرف غبي بنفس الطريقة التي تزيد فيها عند تنفيذ تصرف ذكي ، لكان "ميمك" تلقى رسالة الآن بأن الذكاء والحكمة سقطوا الى 0 .


2018/02/25 · 878 مشاهدة · 2077 كلمة
Moe
نادي الروايات - 2024