6 - الموت يأتي في صور عديدة : الجزء السادس.


بعد أن فقد سلاحه بسبب غباءه ، موقف ميمك في المعركة أصبح أضعف بكثير ، لقد كان بالكاد قادراً على الدفاع عن نفسه من رمحين باستعمال ثلاثة سيوف ، الآن وقد فقد سيفاً ، فكرة استكمال المعركة بسيفين لم تكن جيدة على الاطلاق ، قام "ميمك" بالتراجع عدة خطوات الى الخلف ، غير متأكداً ماذا عليه أن يفعل ، هل عليه أن يحاول الهروب الى أن يستعيد قوته ويتمكن من القتال مرة أخرى؟ حتى ولو حاول ذلك ، فهل سيتركه البشر يهرب ؟ هل سيتمكن من ايجاد طعام بحالته هذه ؟ ، وان وجد طعام ، هل سيتمكن من قتله بحالته هذه ؟ لماذا لا يوجد أي وحوش أخرى في هذه المنطقة؟ ولماذا الصخرة الملقاة هناك تشبه رأس الفأر ؟ ولماذا يسأل نفسه هذا النوع من الأسئلة الآن ؟


انحرف "ميمك" بتفكيره مرة أخرى ، هذا يحدث دائماً عندما يحاول "ميمك" التفكير بكل قوته.


كان لا يزال هناك مسافة بينه وبين الحراس ، ولكنهم كانوا يتقدمون ببطء ، من الواضح أنهم بانتظار رفيقهم ، ومن الواضح أيضاً أن صديقهم سيتمكن من استكمال المعركة قريباً ، على "ميمك" أن يواصل القتال ، ولكن ليفعل هذا ، عليه أولاً أن يجد سلاحاً جديداً ، لحسن حظه ، فجثمان الرجلان الذين قتلهم ميمك في البداية كانوا بجانبه تماماً ، والموتى لن يمانعوا اذا اقترض ميمك اسلحتهم ، مد "ميمك" طرف لسانه الفارغ ولفه حول رمح أحد الرجلين ، انتظر لحظة ، مازال هناك رمح آخر بجانبه ، اذاً لا مانع من تنفيذ حركة "ميمك" القاتلة مرة أخرى ، فبالتأكيد المرة السابقة كان حظه سيئاً ، بجانب ، هذا السلاح بدا كأنه سهم كبير الحجم ، والسهام مناسبة للتحليق بسرعة ، شئ قد عرفه ميمك بالطريقة الصعبة ، عندما فشل في اعداد كمين لقناص منذ شهرٍ مضى .


لذلك ،وبعد لحظات قليلة من حصوله على سلاحه الجديد ، قام "ميمك" برميه وهذه المرة صوبه على قائد الحراس ، بعكس السيف ، الرمح كان فعلاً سلاحاً مناسباً للرمي ، ولكن قائد الحرس تفاداه ، وأدرك أن هذا هو الوقت المناسب لتوجيه الضربة القاضية للوحش ، ولكن شيئاً ما أوقفه في مكانه.


"آآآآآآآآآآآآآآرغغغ ، آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"


صرخة غير آدمية على الاطلاق جاءت من خلفه تماماً ، التفت الرجل ليجد صديقهم الثالث الذي كان يتعافى ملقاً على الأرض يصرخ من الألم ، رمح "ميمك" قد أصابه تحت درعه مباشرةً ، في المنطقة الموجودة بين فخذيه تماماً ، الرجل كان يصرخ ويتحرك بطريقة غير عقلانية .


[تم تنفيذ تصرف مميز ؛ "الحظ" +1 ]


"ميمك" لم يقصد هذا بالتأكيد ، ولكنه كان يعلم أن هذه المنطقة هي نقطة ضعف هذا النوع من الطعام ، فاذا تم اصابة هؤلاء الحمقى في احدى اطرافهم ، سيتغلبوا على الألم ويستكملوا القتال ، ولكن عند اصابة هذه المنطقة ، سيسقط الرجل على الأرض مباشرة ، وسيستمر بالصراخ والبكاء الى أن يقتله ميمك ، كان لدى "ميمك" فضول عما يوجد في هذه المنطقة ويجعلها نقطة ضعف واضحة كهذه ، ولكن لم يكن هذا الوقت المناسب لذلك.


متجاهلاً الرسالة المزعجة التي ظهر في عقله ، اندفع "ميمك" نحو ضحيته التي مازالت تنظر خلفها ، مشفقةً على مستقبل عائلة رفيقهم ، لقد فقدوا انتباههم للحظة ، وان كان هناك فرصة واحدة لربح هذه المعركة اللعينة ، فهذه هي ، اندفع "ميمك" بين رماح الحراس المشتتين ، و بالوقت الذي التفت فيه الرجلان ليكملوا المعركة ، سيفا "ميمك" قد أصابهم بلفعل.


[هجومك أحدث ضرر حرج ؛ نقاط صحة الخصم -78]

[هاجمت خصمك وهو غير مستعد تماماً ، الخصم غير قادر على الحركة لخمس ثوانٍ]

[هجومك أحدث ضرر حرج ؛ نقاط صحة الخصم -79]

[هاجمت خصمك وهو غير مستعد تماماً ، الخصم غير قادر على الحركة لخمس ثوانٍ]

[مهارة "اتقان السيف" ارتفعت الى المستوى الخامس ؛ القوة +2 ، الرشاقة +2 ]


كانت معجزة أن الرجلان لم يموتا في الحال بعد أن اخترق سيفا "ميمك" رقابهم ، ولكن لم تكن هذه مشكلة ، سحب "ميمك" السيفان وهاجم رقابهم مرة أخرى ، بعدها تحرك "ميمك" باتجاه الرجل الذي مازال يصرخ ويبكي وقام باراحته من معاناته.


"سسكككككككككككككرررررررررررررررررريييييييي"


أطلق "ميمك" صرخة عالية احتفالاً بانتصاره في معركة صعبة لأول مرة في حياته ، على الرغم من أنه فشل في اعداد كمين لطعامه عدة مرات من قبل ، ولكن لم يكن هذا الا مجرد ازعاج للوحش عالى المستوي ، لذلك فلو كان هناك وقت يستحق الصراخ والوقت للاحتفال بعد أحد انتصاراته فقد كان الآن.


ولكن الاحتفال يمكن أن ينتظر ، فـ"ميمك" يموت جوعاً ،وقد حان وقت الطعام ، بدأ "ميمك" وجبته بآخر شخص قد مات -الشخص الذي دمر الرمح مستقبل أسرته ، سحب "ميمك" الرمح ثم بدأ بالقدمين ،ابتلعها بالكامل ثم بثق الأجزاء المعدنية التي كانت تغطيها ، ثم اليدين ، ثم الرأس ، ترك "ميمك" ظهر الرجل سليما ، لأنه كان من المزعج التخلص من الدرع الذي يغطيه .


[ تم اشباع جوعك ، تجديد نقاط الصحة والمانا عاد الى حالته الطبيعية ]


ولكن ، ترك ظهور الجثث سليمة سيكون خسارة كبيرة ، فبالرغم من أن "ميمك" لم يكن من النوع الذي يعترض على نوع معين من الطعام ، كان لا يزال لديه أجزاء يفضلها ، من وجهة نظر "ميمك" ، فان الأحشاء هي ألّذ جزء في البشر ، يليها مباشرة الرأس ، كان من الممتع جداً لـ"ميمك" تناول الرءوس ، فالجمجمة كانت طبقة مقرمشة مضغها ممتع ، وبداخلها ذلك الشئ اللين الملئ بالعصارة ، بعد الرأس مباشرة يأتي القلب ، ذلك الشئ الأحمر الاسفنجي لم يكن سيئاً أيضاً ، وأخيراً الأرداف والفخاذ .


الفكرة هي أن اثنين من أكثر الأجزء التي يفضلها "ميمك" كانت في المنطقة المغطاة بالدرع ، ولكن الآن لم يكن "ميمك" على عجلة ، فالتقط سيفه الذي رماه قبل قليل ، وعاد لبقايا الأجسام لتقشير الدرع من عليها.


أثناء تناول "ميمك" للجثة الأخيرة ، كان على الجثة زجاجة حمراء صغيرة تحطمت بين أسنان "ميمك"


[ لقد استخدمت جرعة شفاء ، نقاط الصحة +40 ]


كان طعمها مثل الفراولة ، ليس وكأن الوحش قد تذوق الفراولة من قبل ، ولكن بعد تناولها ، الجرح الموجود على جانب "ميمك" شفي تماماً


*كرانش مانش مانش*


ليس وكأن "ميمك" يهتم لذلك ، لقد كان منشغلاً جداً بالأكل لدرجة أنه لم يلاحظ الزجاجة الحمراء أو الرسالة التي جاءته.


بعد أن انتهى "ميمك" من طعامه ، ذهب الى البقعة التي كان يجلس بها قريبه قبل أن يتم قتله ، جثته قد اختفت بالفعل ، تحولت الى مانا وتم امتصاصها من "الزنزانة" حيث سيتم استعمالها لميلاد وحش جديد ، جلس "ميمك" بالقرب من مكان مقتل قريبه ليستريح ، كان مازال يعاني من العديد من الجروح ، ونقاط صحته مازالت منخفضة ،لذلك قرر "ميمك" أنه من الأفضل أن يستريح قبل المواصلة.


بعد حوالي 10 دقائق ، جميع الجروح التي عانى منها قد شفيت وعاد "ميمك" الى أفضل أحواله ، بعد أن استعاد نقاط صحته وطاقته بالكامل ، وقف "ميمك" وواصل المشي ، لقد قرر بالفعل أن مغادرة هذا المكان هو أفضل خيار أمامه ، ولذلك لم يرد أن يبقى هنا أكثر من ذلك ، بفضل اتصاله بالمانا الخاصة بالـ"زنزانة" كان "ميمك" يعرف الطريق كأنه قد مشى فيه عشرات المرات. وكان أيضاً يعرف أين يوجد المخرج.


بعد المشي لبضع دقائق ، لاحظ "ميمك" أن الانفاق كانت تستمر في الاتساع ، تمكن أيضاً من الشعور بالرياح الآتية من الخارج ، كان شعوراً منعشاً ، أسرع "ميمك" في خطواته ، استمرت الانفاق في الاتساع والسقف في الارتفاع وفي النهاية ، لم يعد "ميمك" قادر على الاحساس بأي شئ من خلال "احساسه السحري" ؛ فكل الحوائط والأسقف أصبحت خارج نطاق العشرة أمتار التي يمكن له الاحساس بهم.


كانت هذه أول مرة يشعر "ميمك" بهذا الشعور ، شعر بأنه صغير جداً في هذا العالم الواسع ، ولكن لم تكن هذه مشكلة ، فمازال "ميمك" يعرف الطريق ، طالما أن اتصاله بالـ"زنزانة" مازال مو....

[ لقد غادرت "زنزانة ليتجار" ]

[ تم قطع اتصالك مع المانا الخاصة بالـ"زنزانة" ]


تجمد "ميمك" في مكانه ، شيئاً ما كان خاطئاً ، لم يعرف أين يذهب! ، لم يعرف مكانه الحالي أو المكان الذي يمكنه الخروج منه ، تجول "ميمك" بدون هدف محدد ، من دون أدنى فكرة عن في أي اتجاه كان يتقدم ، بعد عدة دقائق ، عثر "ميمك" على طريقه مرة أخري.

[ لقد دخلت "زنزانة ليتجار" ]


ولكن حتى بعد أن عاد ، الاتصال الخفي بالمانا الخاصة بالـ"زنزانة" قد قطع للأبد ، لم يعد "ميمك" يشعر بأنه جزءاً من هذا المكان ، ففي "الزنزانات" اما ان تكون حليفاً أو أن تكون عدواً ، لا يوجد أرض وسط ، والآن ، شعر "ميمك" أنه عدو هذا المكان ، لم تعد فكرة قتل الفئران أو الخفافيش أو حتى الـ"ميمكس" الآخرين شيئاَ سيئاَ بالنسبة له ، تملكه الشعور بأن كل شئ هنا هو عدوه.


الوحش الصغير فهم في الحال ما يعنيه هذا ، لم يستغرق الكثير من الوقت ليفهم هذا كما كان الحال في السابق ، هذا الشئ فاجئ حتى "ميمك" نفسه ، هل يمكن أنه كان عبقرياً منذ مولده ؟ لا ، انتظر ، شيئاً ما قد تغير ، "ميمك" أصبح يستطيع أن يفكر أفكار مُرتبة ، وكأن الضباب الذي يحيط بعقله قد تلاشى.


حقيقة الأمر ، بينما المانا الخاصة بالـ"زنزانة" كانت تغذيه وترشده في طريقه ، فقد كانت أيضاً تسلبه من ارادته الحرة ، هذه الفكرة التي ظهرت في عقله فجأة أنه عليه مغادرة هذا المكان؟ لقد كانت هذه ارادة "الزنزانة" تحاول ابعاده بسبب ارتفاع مستواه ، الشعور بأنه يجب عليه مهاجمة الحراس مع أن الاحتمالات كانت في ضده لمجرد أنهم قتلوا وحشاً ؟ ببساطة لقد تعدوا على أرض "الزنزانة" و "الزنزانة" أرادت قتلهم.


ولكن الآن اختلف الأمر ، "ميمك" أصبح حراً ، كان خائفاً ولا يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل ، ولكنه حراً ولأول مرة في حياته القصيرة ، ومتسلحاً بحريته ، قرر "ميمك" أن يعيش حياته الخاصة ، وربما سيعود بعد فترة ليُري هذه "الزنزانة" من هو الزعيم هُنا.


ولكن قبل ذلك ، كان عليه حل مشكلة "احساسه السحري" الذي لا يتخطى عشرة أمتار ، فلو كان العالم الخارجي واسع كهذه المنطقة ، فانه سيضل طريقه بالتأكيد ، لحسن الحظ ، كان لديه فكرة جيدة عن طريقة حل هذه المشكلة ، الطريقة التي يستعملها طعامه في النظر.


لو أن "ميمك - مُقلّد" كان جيداً في شئ فهو التقليد.


حاول "ميمك" خلق عين على جانبه الأمامي ، فبعد كل شئ ، لقد تناول مئات العيون ، ويعرف تماماً مما تتكون ، كان خلق عين أصعب بكثير من خلق الأرجل العنكبوتبة ، ولكن بعد نصف ساعة نجح في ذلك.


ولأول مرة في حياته ، تمكن "ميمك" من النظر بالمعنى الفعلي للكلمة ، لم تكن الرؤية جيدة بسبب الظلام ، ولكنها كانت كافية ليرى الفريق المكون من أربعة المتحرك في اتجاهه.


ولكن بالرغم من ذلك ، لم يشعر "ميمك" بالشعور بأنه يجب عليه قتلهم ، فلم يعد هناك شئ لعين يتحكم بأفكاره ، الشعور الذي شعر به "ميمك" نحوهم هو نفسه الشعور الذي ستشعر به عند المرور بجانب حيوان ضال ، حيوان لذيذ ، ملئ بالدماء والعُصارة ، مقرمش ، بداخله أحشاء لذيذة و....


حسناً ، "ميمك" سيقتلهم على أي حال ، ولكن ليس السبب شئ لعين يتحكم في أفكاره ، سيقتلهم لأنه قرر أنه يريد فعل ذلك.


خصومه كانوا يشبهوا أول 40 ضحية له ، ولذلك ، وبدون اضاعة وقت في اعداد كمين ، أخرج "ميمك" أرجله العنكبوتية واندفع في اتجاههم . عازماً على قتلهم ، كما كان ليفعل أي وحش في مكانه.



*******************************************************


كدا أول فصل من الرواية خلص الحمد لله.......من الفصل الجاي "ميمك" هيخرج للعالم اللي برة والقصة هتحلو أكتر من كده.


حاجة كمان ،عاوز أعرف رأيكم في الرواية تستاهل أتعب نفسي في ترجمتها ولا لأ.


حاجة أخيرة وللأسف ، النشر هيقل عشان بدأت دراستي ، لو حد عنده استعداد يساعدني في الترجمة يكلمني فيس

https://www.facebook.com/Mohamedamsn

2018/02/26 · 874 مشاهدة · 1848 كلمة
Moe
نادي الروايات - 2024