17 - احمق حتى النهاية

رفرف شعره الفيروزي بشدة وكان الرياح كانت تعاتبه علي صمته الذي طال

كان يميل رأسه بينما يجلس محتضنًا ساقيه

شهيق...زفير

مع كل نفس يأخذه بدي أن عالمه ينهار

لم يسمع في ذلك الصمت الذي طال الي صوت أنفاسه الثقيلة

وكان العالم كان يحترم حزنه صمتت كل الأصوات من حوله

تنهد

خرج الهواء العكر من بين شفتيه

هذه اللحظة أعادت له العديد من الذكريات

فقد كان الصمت دائماً ما يستمر بينهما إلي أن يبدأ هو في الحديث أولا...لكن الفرق هذه المرة لم يكن هناك من سيجيبه ولو صرخ بأعالي صوته.

فقط التفكير في هذا الأمر جعله يشعر بالمرارة اللامتناهية

عض شفتيه

خرج صوته المكتوم

"لقد مر أحد عشر عاماً صحيح هارولد؟"

شعر بالمرارة

"لقد تغير الكثير بالفعل..أصبح العالم مكانن افضل"

أخذ نفسًا عميقاً ليكبح صوته المرتجف

"الجميع الان يبتسم....وكان الجحيم الذي مررنا به كان مجرد كذبة"

بففتت

ابتسم بسخرية

"لقد نساك الجميع بالفعل يا صديقي لذلك ارجوك ارقد في سلام"

"اعلم انك احمق خائف من أن يتم كرهك من قبل الجميع حتي بعد موتك...لكن.."

ابتسم بمرارة

"لقد نسي الجميع بالفعل هارولد ولنجتون لم تعد هناك أي مشاعر متبقيه فقد نسي الجميع الجرائم التي ارتكبوها في حق هارولد... أيضاً نسي الجميع الجرائم التي ارتكبها هارولد.."

ابتسم بشكل مشرق

"لذلك لا داعي للقلق انت حر من خطاياك الآن هارولد"

ابتسم بسخرية

"إن كان هناك شخص يجب أن يكفر عن خطاياه هنا فهو أنا.."

اصيب حلقه بالجفاف شعر بالمرارة

"لذلك أنا حي للان أكفر عن خطاياي...رغم ذلك انا مازلت ارتكب العديد من الاخطاء حتي بعد هروبي"

ضغط علي شفتيه وابتسم بمرارة

" نعم بالفعل لقد هربت..انا شخص جبان هل تعرف حتي ما كان ثمن قتلك ؟ لقد اعطوني حريتي"

ارتجف صوته

"أنا..أنا قمت بقتلك كي احصل علي حريتي هارولد !"

"لذلك.."

ارتجف صوته تدفقت الدموع من بين عينيه ابتسم بشكل مثير للشفقه

"لذلك لا تسامحني أبدًا أرجوك!"

كان يعرف كم أن هذه حماقه كان يعرف إن كان صديقه الاحمق ما يزال حياً للان لكان قد سامحه بكل حماقه و أخبره أنه لا بأس حتي إن قام بالهرب علي حساب حياته فقد كان صديقه احمق من ذلك النوع الذي سيتخلي عن حياته ببساطة من أجل من يحب

حتي الآن لم يستطع أن ينسي لحظات صديقه الاخيره مازالت تلاحقه علي هيئة كوابيس كلما اغمض عيناه

واخر كلماته التي همس بها بينما كانت الدماء تتسلل من بين شفتيه عندما حتي لم يستطع أن يأخذ أنفاسه بسبب الخنجر الذي قد اخترق قلبه وحتي اخر نفس أخذه كان يفكر في صديقه

"ل_لا بأس ا..أن جعلك هذا سعيداً"

كانت تلك آخر كلماته

لم يكن يعرف حتي كيف أن هذه الكلمات جعلت حياه داين أكثر تعاسه

"شهيق..حماقه كيف تفكر حتي اني استطيع استطيع ان اكون سعيداً بدونك!"

انهمرت دموعه بينما أخذ نفسًا عميقاً في محاوله لكبحها

قام بالاستلقاء علي الارض لا مست رأسه التربه التي كان يرقد تحتها صديقه

شعر بهدوء غريب لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستلقي بها بهذه الطريقة رغم ذلك في كل مرة شعر بسلام غريب وشعور مألوفة

في كل مرة استلقي فيها بهذه الطريقه شعر أنه اقرب لصديقه شعر أنه كان بإمكانه الوصول إلي صديقه أن مد يديه قليلا رغم ذلك لم يكن ليصل أبدًا

لم يكن قلقا من أن يأتي أحد ويعاتبه بسبب الوضعية التي كان ينام بها الآن

لانه لم يكن هناك شخص يعلم عن وجود هذا لم يعلم احد اين دفن هارولد حتي عائلته لان هذا المكان كان مكان هارولد و داين السري منذ الصغر أيضا حتي إن علم أحد بمكان دفن هارولد لم يكن هناك من سيزوره .... لذلك لم يكن داين قلقا من أن يأتي غريب ويقاطع وقته الثمين مع صديقه لانه وطوال الأحد عشر عاماً التي مرت لم يسأل أحد عن مكان هارولد.

"احمق...انت احمق "

أراد أن يوبخ صديقه

أراد أن بخبرة أنه من المستحيل أن يصبح سعيداً بدونه ارد أن يخبره كم أن كلماته الأخيرة كانت عديمه الفائدة

"بدلا من ذلك كان عليك أن تلعنني... كان عليك أن تكرهني...ربما لم أكن لاشعر بهذه التعاسه"

"ربما كنت لاسامح نفسي علي الهروب وتركك خلفي"

ابتسم بمرارة

"انا احمق ميؤوس منه... دائماً ما احتجت للتضحيه بشئ لا احصل علي السعادة رغم ذلك كان دائماً ما ينتهي بي الأمر بتعاسه جديده"

"اه هل تعرف ماذا.."

قاما بإدارة رأسه بينما نظر إلي شاهد قبر هارولد

"انا الان متزوج.... هل تتذكر آريا تلك الفتاه العبدة من الفلينس والتي قد كانت في يوم ما من أسري الحرب...ربما لا تعلم ولكن بعد موتك فقد تصالح الطرفان وأخيراً لم تعد هناك ضغائن حل سوء الفهم كالنهايه السعيده في رواية عاش البشر والفلينس في سلام.... لذلك لقد تم إخلاء سبيل جميع الأسري العوده بسلام الي بلادهم حتي أنه قد تم توفير جميع وسائل النقل المريحة لعودتهم سالمين.."

"لكن هل تعلم ماذا؟...قررت آريا البقاء معي ورفضت العودة إلي شعبها...وقد كانت أيضاً أحدي المكافئات التي حصلت عليها من قتلك...لقد أفلت يدك لامسك بيدها"

ابتسم بمرارة

"ثم بعد أن تم السماح لآريا للبقاء في المجال البشري قمت أنا وهي بالهروب لأبعد مكان الي الريف هناك قمت بالتخلي عن سيفي لم ارد أن أعيش حياتي كدميه سافكه للدماء مره اخري لذلك تخليت عن كل شئ عدي اسمي"

"هل تعلم ؟؟ في البداية لقد شعرت بالخوف الشديد لقد خفت من تكوين عائلة جديدة بعد كل شيء لقد كنت انت عائلتي و صديقي الوحيد لذلك خفت ماذا لو أنتهي المطاف بآريا مثلك ؟ ماذا لو اندلعت حرب جديدة وطلب مني قتلها مثلك...انا لم أكن مستعد للتخلي عن عائلتي مجدداً كان الأمر مخيفاً.."

شعر بالمرارة

"رغم ذلك فقد ابتلعت شعوري بالخوف وامضيت قدماً مع آريا التي لم تشتكي من فترة ترددي بل تقبلت الأمر بصدر رحب وبعد عده اشهر من الزواج تبين أن آريا حامل...لاصدقك القول فقد كنت سعيدا شعرت أني ربما قد اطير في أي لحظه لكن سرعان ما ابتلع الخوف فرحتي"

كان لم يمر علي السلام الذي حل بالعالم قرابة العام

"لذلك شعرت بالخوف ماذا أن مر الطفل بما مررت به هارولد؟ ماذا إن لم يتقبل العالم وجود هجين اخر مخطلت الدماء بين البشر و الفلينس؟؟ أيضاً ماذا إن لم استطع التعامل مع الطفل و انتهي بي الأمر بالتخلي عنه مثل ما فعل بي والدى؟؟"

شعر بالثقل في قلبه

"انا لم يكن لدي عائلة من قبل... أيضاً لا اعرف كيف من المفترض علي الأب أن يتعامل مع طفله؟ ماذا لو اذيته بدون قصد و كرهني ؟ ماذا لو مر بالجحيم الذي قد مررت به انا وانت؟"

"لقد ابتلعتني كل تلك المخاوف حتي انك لم تكن هنا لاستشيرك كما اعتدت..رغم ذلك فقد قامت آريا بالضحك بهدوء احتضنت يدي واخبرتني أن كل شيء سيكون بخير وأنها ستعلمني كيفية الاعتناء بأبننا والتصرف كأب لائق"

ابتسم في هدوء

"هارو انت الآن قد أصبحت عم بالفعل...حتي إن ابني كان دائماً ما يشتكي أنه يريد زيارتك.."

قام داين برفع جسدة بهدوء

"اسف هارو هل تشعر بالملل؟؟ اعلم انها قصه قد قصصتها عليك طوال الاحد عشر عاماً التي مرت رغم ذلك..."

ولو لمرة واحدة ربما كان سبب تكراره لهذه القصة هي رغبته في أن تكون هناك استجابة لكلماته

رغم ذلك قرر ابتلاع رغبته المستحيله هذه المرة أيضاً

"اسف هارو علي الذهاب الآن فهناك ضيف مهم ينتظرني الآن"

قام بنفض الغبار عن ملابسه

"وداعاً هارو...سنلتقي قريباً لكن هذه المرة بطريقة مختلفة"

2022/09/11 · 873 مشاهدة · 1131 كلمة
Kiara
نادي الروايات - 2025